x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

وسائل التربية الصالحة

المؤلف:  عبد العظيم نصر مشيخص

المصدر:  المراهقة مشكلات وحلول

الجزء والصفحة:  ص128ــ134

7-7-2022

1860

إن الله عز وجل لا يحب التخلف لعباده، وهو قادر على إزالته لأنه على كل شيء قدير، ولكنه أحكم وأعدل من أن يصنع النصر والفوز والتقدم والنجاة للأمة والمجتمع والأسرة والفرد، إذا أخذتم حالة من حالات التقاعس عن تأدية الواجبات والأعمال الإسلامية التي فيها عزهم ونصرهم وفلاحهم المحتوم.

إنه سبحانه وتعالى يريد تغيير أوضاع الأسرة، والمجتمعات والأمم، والأفراد من حال إلى حال.. ولكن (بشرطها وشروطها)، وتغيير ما بالنفس من شروطها المؤكدة بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] وليس هناك أسرة أو مجتمع أو أمة تخلفت عن تغيير ما بالنفس وصلت إلى سلم الكمالات والنصر المحتوم قط:

ولذلك أمرنا الشارع المقدس بالرعاية الكاملة للأسرة المسلمة اليوم، حتى نصنع انعطافة كبرى في حياة الجيل الصاعد، والأمة الإسلامية في كافة حقولها العلمية والعملية.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبع سنين وألزمه نفسك سبع سنين)(1).

فتكريم الشاب المراهق، والمبالغة باحترامه طريق لاستثارة عواطفه وطاقاته ومواهبه.

فالمراهق يتطلع إلى احترام أبويه وذويه وسائر الناس، ويرغب في أن ينظر إليه بعين التقدير، كفرد عامل في المجتمع، وأن يعامل كالكبار في الحديث والنقاش، وفي الترحاب والسلام، وفي جميع الشؤون العادية الاجتماعية، ويتألم المراهق بشدة لو عاملناه بسلوك فضولي أو أوليناه محبة وحناناً باعتباره طفلاً قاصرا، ذلك لأنه يشعر أن الآخرين لا زالوا ينظرون إليه بعين الطفولة، دون أن يبدوا أية رغبة في التعامل معه على أساس أنه أصبح بالغاً وكاملا.

وهذه المسؤولية مناطة بالآباء والأمهات، لأن الأسرة هي المسؤول الأول والأخير عن أخلاق المراهقين.

يقول بعض المتخصصين في الشؤون التربوية:

الأسرة للطفل هي بيئة طبيعية يمكنه فيها النضوج، إلا أنها لا تكفي لنشاط الشباب لا سيما الذكور منهم بعد البلوغ، حيث يصيبه الضجر من أعمال البيت، لأنه يرغب في التجوال مع الأصدقاء الحميمين الذين وقع اختياره عليهم، وبعدها فإنه لم يعد وديعا، ويضحى من المشكل فرض السلطة عليه أو يستحيل أحيانا.

كلما اشتد العود، كلما قل صبر المرء إزاء سير الأسرة، فأي نوع من سلطة الآخرين تبدو وكأنها ثقيلة، وأي نوع من الضغط وتشديد الخناق يبدو وكأنه لا يطاق، والشاب في الأساس لا يدرك سبب وجود وضرورة هذه الضغوط»(2).

التربية الصالحة عبر الوسائل الصالحة:

تعد التربية اليوم من أهم مقومات الحياة السعيدة والنجاح في حياة الجيل الصاعد، وهي المنبع الصافي الذي يغرف منه الأطفال، عواطفهم وأحاسيسهم ومواهبهم العلمية والعملية..

وإن عملية التربية الإسلامية التي يأمرنا بها قرآننا وديننا الحنيف تتمثل بشكل خاص في علاقة الأبناء مع آبائهم، لكونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياتهم الأسرية، فقد اعتبر القرآن الكريم الأبناء (زينة الحياة الدنيا)، وهي مسؤولية ضخمة يقع عاتقها على الآباء والأمهات، فقد اعتبرها الشارع مسؤولية وفريضة واجبة لا يمكن الإفلات منها.

والمتطلع بإمعان إلى الأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) بخصوص التربية الإسلامية والرعاية الكاملة لشؤون الأسرة المسلمة، بالخصوص في هذا الوقت العصيب، الذي تكالب علينا فيه الاستعمار، بكل قواه العلمية والعملية، يدرك مدى اهتمام الإسلام بموضوع التربية الأسرية، وجعلها الله سبحانه وتعالى من أفضل الأعمال والقربات التي يتقرب بما الإنسان المسلم لربه سبحانه وتعالى.

جاء في الحديث القدسي:

قال موسى (عليه السلام): (يا رب.. أي الأعمال أفضل عندك؟.

قال عز وجل: حب الأطفال ورعايتهم، فإني فطرتهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم برحمتي جنتي.

وأشار الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) في بعض أقواله في رسالة الحقوق بقوله: (وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه..

ويقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته وتحسين اسمه والمبالغة في تأديبه).

ويقول الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): قال لقمان لابنه: يا بني إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عني بالأدب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه، ومن اشتد له طلبه أدرك به منفعته)(3).

ليس هناك حضارة ولا أمة ولا أسرة تستطيع أن تصل إلى قمة السعادة الحقيقية التي ينشدها الإنسان المؤمن في عالم الدارين إلا بتربية أولاد له تربية صالحة، وفق مبادئ الدين وتعاليم الأنبياء والمرسلين، وإلا سوف تصبح الأسرة معول هدم ودمار على المجتمع والأمة الإسلامية. (ومن لم يتعلم في صغره لم يتقدم في الكبر).

مسؤولية إثاره العقل البشري عند الأبناء وهم صغار مسؤولية الآباء والأمهات، فذكاء الطفل ينبع من أسلوب تعليم الطفل داخل الأسرة ومدى اهتمام الآباء والأمهات به.

ينقل أنه كان ابن سيناً جالساً عند أحد الحدادين، فجاء طفل وسلم على الحداد وقال له: إن أمي تقرؤك السلام وتسألك جمرة توقد بها القدر.

فقال الحداد للطفل: اذهب وأحضر إناء أضع لك فيه الجمرة.

لكن منزل الطفل ليس قريباً، فتلفت الطفل حواليه ولم يجد شيئاً يضع فيه الجمرة فتناول حفنة من التراب في يده وقال للحداد: ضع الجمرة، على التراب ولن تحرق يدي.

فوضع الحداد الجمرة على التراب، وهم الطفل بالذهاب فناداه ابن سينا وسأله قائلا: كيف عرفت أن التراب يعزل حرارة الجمرة عن يدك؟!.

فقال الطفل: لا تستغرب فلست أنا وحدي بهذا الذكاء، بل إن في بلادنا آلاف الأطفال على درجة من الذكاء، ولكن قدر لنا أن نصبح من الكادحين ذوي الحرف البسيطة ليبرز مثلك عالماً ليس له منازع، ثم أدار وجهه وذهب.

إن ما على هذا الطفل من الذكاء كان السبب الأول والأخير في إبرازه التربية التي استفادها من وحي أسرته، واهتمام الآباء والأمهات بهذا الجانب جدير بأن يخرج جيلاً قادراً على إصلاح الأرض بمن عليها، ولا سيما إذا أخذ الآباء والأمهات بوسائل التربية الصالحة وجعلوها نصب أعينهم، فإنها خير وسيلة لصلاح أبنائهم وتوجيه قدراتهم الفعلية والعلمية نحو الأفضل.

وكان السر الوحيد في رقي الحضارات التي حكمت الأرض، واستطاعت أن تحصل على سعادة الدنيا، والتقدم للحضاري والعمراني والعلمي، يكمن في أخذهم بأسباب وعوامل التربية الحسنة لأبنائهم وجيلهم الناشئ.

يقول يولس فير أستاذ في جامعة (هارفارد): (بالدراسات يمكننا أن ندرك الفضيلة والحكمة ونمارسها، تلك هي التربية التي تعمل على أن تستدعي وتدرب وتنمي أعظم المواهب العقلية والجسمية التي تشرف الإنسان ويضعها العقلاء في المرتبة الثانية من الكرامة بعد الفضيلة مباشرة، ولا سيما أن نأخذ بأسباب التربية الحسنة...).

وقد أكد حفيد محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بقوله: قال لقمان لابنه: «يا بي إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيرا، ومن عني بالأدب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه، ومن اشتد له طلبه أدرك به منفعته».

________________________________________

(1) الوسائل ج5 ص135.

(2) راجع كتاب الفضل ج2 ص83.

(3) تحف العقول ص238.  

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+