x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

ترجمة منذر بن سعيد البلوطي عن المغرب

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:372-374

22-6-2022

1903

ترجمة منذر بن سعيد البلوطي عن المغرب

وساق ابن سعيد في المغرب هذه الحكاية فقال ما صورته (1) : منذر بن سعيد البلوطي، قاضي الجماعة بقرطبة، خطيب مصقع، وله كتب مؤلفة في القرآن والسنة والورع، والرد على أهل الأهواء والبدع، شاعر بليغ، ولد سنة خمس وستين ومائتين (2) ، وأول سببه في التعلق بعبد الرحمن الناصر لما احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قرطبة الاحتفال الذي اشتهر ذكره، أحب أن يقوم الخطباء والشعراء بين يديه، لذكر جلالة مقعده، ووصف ما تهيأ له من توطيد الخلافة، ورمي ملوك الأمم بسهام بأسه ونجدته، ويقدمه أمام إنشاد الشعراء، فتقدم الحكم إلى أبي علي البغدادي ضيف الخليفة وأمير الكلام وبحر اللغة، أن يقوم، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم انقطع، وبهت ما وصل ولا قطع، ووقف ساكتا مفكرا، فلما رأى ذلك منذر بن سعيد قام قائما بدرجة من مرقاة أبي علي، ووصل افتتاحه بكلام عجيب بهر العقول جزالة، وملأ الأسماع جلالة، ثم ذكر الخطبة كما سبق، وقال بعد إيرادها ما صورته: فصلب العلج وغلب على قلبه، وقال: هذا كبير القوم، أو كبش القوم، وخرج الناس يتحدثون عن حسن مقامه، وثبات جنانه، وبلاغة لسانه، وكان الناصر أشدهم تعجبا منه،وأقبل على ابنه الحكم - ولم يكن يثبت معرفته - فسأله عنه، فقال له: هذا منذر بن سعيد البلوطي، فقال: والله لقد أحسن ما شاء، لئن أخرني الله بعد لأرفعن من ذكره، فضع يدك يا حكم عليه، واستخلصه، وذكرني بشأنه، فما للصنيعة مذهب عنه، ثم ولاه الصلاة والخطابة في المسجد

(372)

الجامع بالزهراء، ثم توفي محمد بن عيسى (3) القاضي فولاه قضاء الجماعة بقرطبة، وأقره على الصلاة بالزهراء.

ومن شعره في هذه الواقعة قوله (4) :

مقال كحد السيف وسط المحافل ... فرقت به ما بين حق وباطل

بقلب ذكي ترتمي جنباته (5) ... كبارق رعد عند رعش الأنامل

فما دحضت رجلي ولا زل مقولي ... ولا طاش عقلي يوم تلك الزلازل

وقد حدقت حولي عيون إخالها ... كمثل سهام أثبتت في المقاتل

لخير إمام كان أو هو كائن ... لمقتبل أو في العصور الأوائل

ترى الناس أفواجا يؤمون بابه ... وكلهم ما بي راج وآمل

وفود ملوك الروم وسط فنائه ... مخافة بأس أو رجاء لنائل

فعش سالما أقصى حياة مؤملا ... فأنت غياث كل (6) حاف وناعل

ستملكها ما بين شرق ومغرب ... إلى درب قسطنطين أو أرض بابل انتهى كلام ابن سعيد، وهو يؤيد كلام ابن خلدون أن المأمور بالخطبة هو القالي.

وذكر أن الناصر قال لابنه الحكم بعد أن سأله عنه (7) : لقد أحسن ما شاء، فلئن كان حبر خطبته هذه وأعدها مخافة أن يدور ما دار فيتلافى الوهي فإنه

 (373)

لبديع من قدرته واحتياطه، ولئن كان أتى بها على البديهة لوقته فإنه لأعجب وأغرب.

قال ابن سعيد: ولما فرغ منذر من خطبته أنشد (8) :

هذا المقام (9) الذي ما عابه فند ... لكن قائله أزرى به البلد

لو كنت فيهم غريبا كنت مطرفا ... لكنني منهم فاغتالني النكد ويروى بدل هذا الشطر:

ولا دهاني له بغي ولا حسد ...

لولا الخلافة أبقى الله حرمتها ... ما كنت أرضى (10) بأرض ما بها أحد قلت: كأنه عرض بابي علي القالي، وتقديمهم إياه في هذا المقام، والله أعلم.

ومن نظم منذر بن سعيد قوله:

الموت حوض وكلنا نرد ... لم ينج مما يخافه أحد

فلا تكن مغرما برزق غد ... فلست تدري بما يجيء غد

وخذ من الدهر ما أتاك به ... ويسلم الروح منك والجسد

والخير والشر لا تذعه فما ... في الناس إلا التشنيع والحسد ول وقد آذاه شخص فخاطبه بالكنية، فقيل له: أيؤذيك وأنت تخاطبه بالكنية؟ فقال:

لا تعجبوا من أنني كنيته ... من بعد ما قد سبنا وأذانا

فالله قد كنى أبا لهب وما ... كناه إلا خزية وهوانا

(374)

 

__________

 (1) لم ترد ترجمة لمنذر بن سعيد في المغرب المطبوع.

(2) صوابه: 273.

(3) الصواب: محمد بن أبي عيسى؛ وهو محمد بن عبد الله بن أبي عيسى الذي زظل قاضيا للجماعة حتى سنة 339 (انظر تجمته في الجذوة: 69 وبغية الملتمس رقم: 218 وابن الفرضي 2: 61 والخشني: 172 والمرقبة العليا: 59، وسيترجم له المقري في الراحلين رقم: 3).

(4) المطمح: 40.

(5) ك: جمراته.

(6) ك: رجاء الكل.

(7) أزهار الرياض 2: 276.

(8) الجذوة: 326.

(9) الجذوة: المقال.

(10) الجذوة: أبقى.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+