x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
استحقاق العاصي للعقاب ودلائل العفو
المؤلف: ابن ميثم البحراني
المصدر: قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة: ص 160
11-08-2015
820
[اولا]: استحقاق المكلف العاصي للعقاب:
ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺃﻭﻟﻴﺲ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﻓﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺑﻌﺪﻡ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺑﻌﻘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﻌﻘﺎﺑﻪ ﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ. ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺑﻌﺪﻡ ﻋﻘﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ: ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺨﺰﻱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺰﻱ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.
ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] ﻭﺻﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ.
ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: 27] ﺩﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﺑﺎﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ، ﻓﻜﻞ ﻣﺨﺰﻯ ﻳﻮﻣﺌﺪ ﻛﺎﻓﺮ، ﻓﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﻓﺮ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺰﻯ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺂﻳﺎﺕ:
(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا } [النساء: 14] ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﻴﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
(ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8]
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى } [طه: 74] ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻓﻜﺜﻴﺮﺓ:
(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻟﺴﺎﻧﻴﻦ ﻭﺫﺍ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﻣﻦ ﻏﺼﺐ ﺷﺒﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﻃﻮﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺃﺭﺿﻴﻦ.
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﺎﺕ ﻣﺘﻨﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﻭﻟﻤﻦ ﻋﺼﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ. ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﺎﺕ: ﺇﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ، ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻜﻢ، ﻟﻜﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﺪ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] ﻭﻗﻮﻟﻪ {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6...
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻟﻮﺟﻮﻩ:
(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺇﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﺮﺟﺤﺎﻥ.
(ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻥ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺻﺮﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﺪ، ﻷﻥ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻛﺮﻡ ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻟﺆﻡ.
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺃﺗﻰ ﺑﺄﺗﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﻛﺒﺮﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﺢ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﻋﻴﺪﻩ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻃﺎﻋﺎﺗﻪ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ، ﻓﻠﻮ ﺭﺟﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻌﺪ ﻟﺌﻴﻤﺎ ﻣﺆﺫﻳﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ﻭﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﺪ.
[ثانيا]: ﻓﻲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻭﺟﻮه :
(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25] ﻭﻗﻮﻟﻪ {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [المائدة: 15] .
ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﺃﻭ ﻋﻤﻦ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ. ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﺢ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻔﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﻓﺘﺮﻙ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻔﺎ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ.
(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﻟﻪ :{يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} ﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ.
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء: 48] ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ: ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻐﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ {لِمَنْ يَشَاءُ } ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻟﻠﻜﻞ ﺑﻞ ﻟﻠﺒﻌﺾ، ﻓﻜﺎﻥ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺩﻗﺎ.
(ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53]. ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻐﻔﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻥ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻢ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻐﻔﻮﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻪ. ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻻﺿﻤﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ.
(ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6] ﻭﻛﻠﻤﺔ " ﻋﻠﻰ " ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺃﻱ ﺫﻭ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻟﻬﻢ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻇﺎﻟﻤﻴﻦ.
(ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ) ﺇﻧﺎ ﺳﻨﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﺼﺎﺓ ﺃﻣﺘﻪ.