x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

الأخلاق والتربية

المؤلف:  الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

المصدر:  الحياة في ظل الأخلاق

الجزء والصفحة:  ص7ــ8

31-5-2022

1726

هل أن أخلاق وطبيعة الأفراد قابلة للتغيير في ظل التربية أم لا؟

إن هذا السؤال يحدد مصير علم الأخلاق؛ لأننا لو قلنا: إن أخلاق الأفراد تتبع وضع بُنيتهم الروحية والجسمية، لكان علم الأخلاق تافهاً، أما لو اعتقدنا بإمكانية التغيير، فإن شرف وأهمية هذا العلم ستتضح بصورة جيدة.

وقد أيد بعض العلماء، الاحتمال الأول واعتقدوا بأن الأشرار والفاسدين كالأشجار التي تعطي ثماراً مرة (مثلاً) لا تتغير طبيعتها بعناية ورعاية الفلاح، وهؤلاء أيضاً لا تتغير جبلتهم بالتربية، وإن تغيرت فهو تغير سطحي وعرضي سرعان ما يزول ويعودون لحالتهم السابقة.

إنهم يقولون: إن البنية الجسمية والروحية لها اتصال وثيق بالأخلاق، بل الواقع إن أخلاق أي فرد تتبع تركيبته الروحية والجسمية، لذا فهي غير قابلة للتغيير، ويستدلون على قولهم هذا بأحاديث مثل (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة).

وبإزاء هذا الاعتقاد، هناك عقيدة أكثر العلماء الذين يعتقدون بإمكانية تغيير أخلاق وجبلة الأفراد، عن طريق التربية، بصورة تامة والتجارب الكثيرة التي أجريت على الأفراد الفاسدين خُلقياً تُثبت هذه الحقيقة أيضاً، إذ أن المحيط السالم والمعاشرة الصالحة والتربية السامية، قد أصلحت الكثير من الأشرار إصلاحاً كاملاً؛ وعلاوة على هذا، فلو لم يكن الأمر كذلك لبطلت جميع التعاليم السماوية الصادرة على لسان الأنبياء وأئمة الدين؛ لأنها جميعاً جاءت من أجل تربية النفوس البشرية ولبطلت أيضاً جميع الأحكام التأديبية المتعارفة لدى جميع الأمم في العالم، بينما نرى أن الحيوانات الوحشية الجارحة تروض عن طريق تربيتها، ويسلك بها على خلاف طباعها وفطرتها الأساسية، فكيف يمكن التصديق بأن الأخلاق السيئة لدى بني آدم هي أعمق جذراً من الطباع الوحشية للحيوانات المفترسة؟!

وباعتقادنا فإنه ليس هناك طريق لإثبات هذا الادعاء أفضل من متابعة ودراسة أسلوب نشوء مَلَكة أخلاقية، لكي نفهم أسلوب إزالتها بنفس الطريقة التي كانت سببا في نشوئها.

كلنا نعلم أن أي عمل حسن أو قبيح له أثر خاص في روح الإنسان وجذبها إليه، وتكرار هذا العمل يعمق ذلك الأثر إلى أن يصل شيئاً فشيئاً إلى حالة تسمى «بالعادة» وإن تكرر أكثر استحكم الأثر فصار «ملكة»، وعليه تزيد رغبة الإنسان الداخلية بممارسة ذلك العمل كلما تأصلت جذور تلك العادات والملكات، وهذه الحقيقة قد أثبتتها التجربة بصورة جيدة، وعليه فكما أن العادات والملكات الأخلاقية توجد عن طريق التكرار، فإنها قابلة أيضاً للإضمحلال بالطريقة نفسها، أي العلم في البداية، ثم تكراره، حتى تحقيق الصفة والملكة الأخلاقية.

وطبيعي فإن الإيحاء والتفكر والتعليمات الصحيحة والمحيط السالم، الذي له أثر إيحائي أيضاً، تؤثر جميعاً بصورة عميقة في تهيئة الأرضية الروحية المناسبة لقبول الأخلاق الحسنة والتحلي بها.