التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
الامامة رئاسة عامة
المؤلف: ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
المصدر: النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة: .....
5-08-2015
3450
ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻘﻼ، ﻷﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﻄﻒ (1) ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺮﺷﺪ ﻣﻄﺎﻉ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻭﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺃﻗﺮﺏ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺃﺑﻌﺪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﺟﺐ (2).
ﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ، ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺑﻊ
ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ، ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺟﻨﺲ
ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ، ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺼﻞ ﻳﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻭﻓﻲ
ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻤﺘﻌﻠﻘﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻌﻬﻮﺩﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻻ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺍﺗﻔﻖ.
ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺯﺍﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ، ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﺍﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺯ ﺑﻬﺬﺍ ﻋﻦ ﻧﺎﺋﺐ ﻳﻔﻮﺽ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ.
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻘﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻻ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻣﻪ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻴﺤﻨﺌﺬ ﻳﺰﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺃﻭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺑﺸﺮ.
ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺃﻡ ﻻ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻮﺍﺟﺒﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ
ﺑﻮﺟﻮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺳﻤﻌﺎ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻋﻘﻼ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻘﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ(3).
ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﻄﻒ، ﻭﻛﻞ
ﻟﻄﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ: ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ. ﻭﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ (4).
ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻫﻤﺎﺀ، ﻭﺟﺮﺏ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻋﻠﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻄﺎﻉ ﻣﺮﺷﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ
ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺒﺎﻏﻲ ﻋﻦ ﺑﻐﻴﻪ، ﻭﻳﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﻋﻦ ﻇﺎﻟﻤﻪ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﻳﺮﺩﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻻﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ
ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺩﻫﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﺎﻑ ﻛﻞ ﻣﺆﺍﺧﺬﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺃﻗﺮﺏ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺃﺑﻌﺪ ﻭﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ ﺇﻻ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﻄﻔﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ. ﻭﺍﻋﻠﻢ: ﺃﻥ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﺇﺫ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ
ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻫﻜﺬﺍ ﻫﺬﻩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻮﺟﻮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺍﺟﺐ.
ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ
ﻭﺍﺟﺒﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺗﻌﻴﻴﻦ
ﺍﻷﺋﻤﺔ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺯﻭﺍﻟﻪ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ.
_______________
(1)
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﻄﻒ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻄﻒ ﺧﺎﺹ، ﻹﻣﻜﺎﻥ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻣﻦ ﻧﺒﻲ ﺣﻲ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺷﺮ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻮ ﺷﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ. - ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻷﺣﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻏﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻶﻟﺊ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﺎﺻﺒﻲ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻗﻴﻞ ﻛﻴﻒ
ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ)، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻣﻨﻊ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺹ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺒﻲ ﻣﻨﻊ ﻟﻄﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻡ.
(2) ﺇﻥ
ﻗﻠﺖ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻟﻄﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻘﺎﻣﻪ،
ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ [ﺃﻭ] ﺇﺫ، ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻻ ﺑﻌﻴﻨﻪ
ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ[ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ] ﻟﻄﻒ [ﻟﻠﻄﻒ] ﺑﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻄﻔﺎ، ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻇﺎﻫﺮﺍ
ﻣﺒﺴﻮﻁ ﺍﻟﻴﺪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺯﺍﺟﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺇﻋﻼﺀ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻣﺎ ﻣﻊ
ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻭﻛﻒ ﻳﺪﻩ ﻓﻼ ﻻﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺘﺠﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺃﺟﻤﻊ، ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﻣﺼﺎﺭ
ﺇﻟﻰ ﻧﺼﺐ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ ﻭﺿﺒﻂ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺳﻮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ
ﻗﻴﺎﻡ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺘﺠﺌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻪ، ﻓﺎﻧﺤﺼﺮ .
(3) ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﻭﺟﻮﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻟﻄﻒ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻟﻄﻔﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺈﻥ
ﺗﺠﻮﻳﺰ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻳﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ (ﺱ ﻁ).
(4)
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ (ﺹ 4) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺟﺒﺔ، ﻛﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻯ ﻣﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ
ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﺘﻰ ﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻬﻴﺐ ﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪ ﻭﻳﺆﺩﺏ
ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺘﻐﻠﺐ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ... ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺤﺒﻞ...
ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻤﻮﻝ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻛﺜﺮﺗﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻭ... ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻤﻦ ﺩﻓﻌﻪ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻪ.