1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

عدم إضرار الآخرين

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  حدود الحرية في التربية

الجزء والصفحة:  ص141ـ 146

6-5-2022

2100

أصل موضوع الحرية مقبول لدينا، ولكن البحث هنا يتناول حدود الحرية بالنسبة للأفراد لأن الإنسان اجتماعي بطبعه ويعيش مع الناس وأن تطبيق النظم الاجتماعية تستوجب تحديد الانسان لنفسه والعيش داخل الضابطة والقاعدة.

لقد ورد في البيانات العالمية أن الحرية محدودة بمراعاة حقوق وحريات الآخرين والمقتضيات الصحيحة للأخلاق والرفاه العام(1)، وأما الأسلوب الداعي إلى حرية الفرد المطلقة لتأمين منافعه الشخصية فهو ليس مناسباً وكما يقول المثل: (حرية الطيور تعني موت السمك).

وكما يقول القرآن الكريم: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

ضرورة التحديد

هناك العد بد من الموارد الضرورية في التحديد، وتقع في مجال حفظ حرية الاخرين، للحيلولة دون الإضرار نعرض قسما منها:

1ـ حاجة الناس إلى الحرية: إن قلنا أن طلب الحرية شيء فطري فهذا يعني أن ذلك يشمل الجميع وبصورة متساوية، الناس طلاب الحرية ولكن إن لم يكن ذلك تابع للضابطة فانه سيكون سبباً للفوضى والنزاع

إطلاق حرية فرد ما بدون الالتفات إلى الآخرين، والاهتمام المطلق به فقط لإرضاء أهوائه سيكون مؤثراً سلبياً على الآخرين، لأن مبدأ الحرية هو امتلاك قدرة أداء العمل دون ضرر الآخرين(2).

وعلى هذا الأساس فان الطفل ليس من حقه مصادرة راحة الآخرين بضوضائه، وفي مجال المعاشرة لا يحق له إساءة القول، وعليه ضبط نفسه في اظهار مشاعره، وأن يسلك سبيل انساني في التعامل الكثير ممن يرفع شعار الحرية ولكنه في الحقيقة أسير لأهوائه النفسية ولا يتعدى دوره عن التجاوز على الآخرين والتعدي عليهم، معنى الحرية هو التحرر من القيود.

2ـ الرغبة في إيذاء الآخرين: البعض لديهم رغبة في إيذاء الآخرين(3)، وهذا من الممكن أن يكون ناتجاً من التعرض لصدمات الآخرين أو بسبب مرض خاص يسبب له شعوراً معيناً افراغ عقدته أو للانتقام.

الفرد الواقع في حياته تحت عذاب الآخرين الشديد سيكون بصدد توجيه ضربة إليهم العقد الناشئة من العمل، والدراسة، وثقل البرامج تبعث على انعكاس جميع تلك المعاناة على الآخرين، ومن العوامل الأخرى لذلك وجود التبعيض والشعور بالظلم وحب الجاه وطلب اللذة المادية، والشعور بالحرمان، وفي بعض الأحيان يحدث ذلك بسبب الإطلاق والإهمال في أداء الأعمال.

ينشأ الطفل بصورة يشعر معها أنه مسموح له بالتطاول على أي فرد أو لإيذائه، ومن النماذج الأخرى لهذا النوع من طلب الحرية هو: الضرب والشتم والتقليد والتجاوز والتعدي على حقوق الآخرين وسرقة أشياء الآخرين، ودفعهم والهجوم عليهم، وإيجاد الضوضاء والفوضى بصورة إرادية أو غير إرادية.

يمكن له أن يكون حراً بشرط أن لا يؤدي إلى بروز الفساد والحرمان للآخرين، وأن لا يلجأ إلى التجاسر والتجاوز، وأن يسير في طريق التكامل والتكميل فقط. لا يحق له إشاعة أعمال الفساد والفوضى، والتشكيك بحقوق الآخرين، والنزاع معهم، والتسلط والفرض على الآخرين ومطالبتهم للاستسلام أمام أعماله دون اعتراض.

ضرورة الأخذ والعطاء

الحياة الاجتماعية قائمة على الحقوق(4)، وفيها يتساوى الأخذ والعطاء، لأفراد المجتمع حق الحياة ولا يمكنهم ان يطيقوا التدلل وطلب الكثير، وتشير التجارب إلى أن نشوء البعض تحت الشروط السابقة، ومن ثم يدخلون إلى المجتمع فإنهم في الحقيقة سيعملون على تصفية حسابهم واسترداد خساراتهم.

المجتمع البشري مجتمع أخذ وعطاء، ويمكنه ان يتحمل الفرض والتجاوز الى حد معين ومن ثم يقابلونه بالمثل، وهذا ما يسبب ظهور النزاعات والاضطرابات، وفي هذا الظرف لا يمكن لأي فرد استثمار حريته وحينها ستعم الفوضى والقلق في المجتمع.

والأسوء من ذلك أن الطفل الذي اعتاد على الفوضى والوقاحة والتجاسر فإنه في حالة دائمة من الخصام مع الآخرين ولو استطاع الوصول إليهم سنراه يشن حملاته عليهم(5).

عندما قلنا بوجوب تحديد حريتهم كنا نبغي عدم ظهور موانع ومعرقلات أمام الآخرين، وأن تذهب راحتهم ضحية لرغبة وتوقع فرد خاص، حفظ حقوق الناس واحقاق ذلك من واجبات المسلمين(6)، وعندما تتسبب الصدمات للآخرين يتأثر الحق العام ويجب حينئذ إقامة التحديد المطلق وسلب هذه الحرية بالكامل منهم.

النتيجة الكلية

هناك خطأ من الناحية التربوية هو أن بعض الآباء والمربين يمنعون الطفل حرية واسعة ويطلقون يده لفعل ما يريد حتى التطاول على الآخرين، هذا ما يسبب تضييع الحقوق بالنسبة للآخرين.

التساهل في تحد بد الأفراد يسبب لطمة كبيرة لشخصية ا لطفل وباقي الأفراد والقريبين عليه الحرية المطلقة تمهد الأرضية للتسافل والسقوط وتؤدي بالمجتمع إلى الفناء والعدم.

الطفل حر لكن ليس بالشكل الذي يكون له الحق بعمل المخالفات والعصيان والطغيان لأن ذلك يزيد من عوامل التناقض والفساد في المجتمع ويسبب إلى إضرار الآخرين كذلك، إنه حر ولكن ليس بارتكاب الشر والسماجة لإرضاء رغباته.

ليس من حق الطفل الإصرار على تنفيذ آرائه أو لا يراعي أصول ومباني ومقررات المجتمع أو يستعمل القوة والتعنت أو يسبب الفتنة أو إجحاف حق الآخرين ونشر الشر وإضرار الآخرين.

من رأينا يجب منع الكثير من الأمور، منها الاستهانة بمقررات المجتمع، مثل عدم مراعاة الاماكن المخصصة للعبور، وايذاء الآخرين والسرقة والخيانة ولكل ما هو مخالف للشرع والعرف الشرعي.

نكات مهمة

- هدفنا من ضبط الأفراد ليس منافياً للحرية وإنما لتنظيم امورهم.

- ما دام حرية الفرد لا تتعارض مع حرية المجتمع فإننا لا نمانع في ذلك أيضاً

- يحق للطفل الدفاع عن منافعه المشروعة وواجب الآخرين الوقوف إلى جانبه في هذا المجال.

- يجب أن لا يرضى الآباء على صدور كلمات بذيئة من الأطفال بحق الأقرباء، أو يسخرون من أسلوب الآخرين، أو إثارة الضوضاء لسلب راحة الباقين.

- لا يمكن أن يكون التحديد او سلب حرية الطفل قائم على رغبات واهواء المربين، وإنما يجب أن يكون وفق الانضباط ورعاية القوانين والمقررات.

- عندما تتعرض حرية الطفل أو المجتمع إلى السلب من قبل افراد أو مجتمع يجب علينا الوقوف أمام ذلك الفرد أو المجتمع ومقاومته لإيصال الطفل إلى حقه.

- التدريب على الحرية المنضبطة يجب أن يبدأ من مراحل الطفولة لكي لا نعاني من المشاكل في السنين القادمة.

- لو اعتاد طفلنا على الحرية المطلقة لا تحاولوا قتله بل إصلاحه مع مراعاة التدرج.

- يجب أن نسعى إلى تبيان طعم الحريات المحدودة إلى الطفل، ونوضح له بأن خيره وإصلاحه في ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البيان العالمي لحقوق الانسان، المادة 29.

2ـ منشورات حقوق الانسان.

3ـ رأي روان كاوان.

4ـ اًساسه التكليف والمسؤولية.

5ـ البعض يعتقد بأن ذلك له وجود ذاتي عند الأفراد.

6ـ نهج البلاغة: حديث53. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي