1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : النبوة : المعجزة :

وجه اعجاز القرآن الشريف

المؤلف:  العلامة المحقق السيد عبد الله شبر

المصدر:  حق اليقين في معرفة أصول الدين

الجزء والصفحة:  ج 1، ص 154-159

3-08-2015

987

قد وقع الخلاف بين العلماء في أن وجه إعجاز القرآن هل هو لأجل كونه في أعلى‌ مراتب الفصاحة و منتهى مرتبة البلاغة بحيث لا يمكن الوصول إليه و لا يتصور الإتيان بمثله ‌أو من جهة أن اللّه تعالى صرف قلوب الخلائق عن الإتيان بمثله و إن كان ممكنا، و بالثاني ‌قال السيد المرتضى عليه السّلام، والأكثر على الأول، و الحق أن إعجاز القرآن لوجوه عديدة نذكر جملة منها:

أولها: إنه مع كونه مركبا من الحروف الهجائية المفردة التي يقدر على تأليفها كل ‌أحد يعجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب و النمط الغريب، كما في تفسير العسكري عليه السّلام في الم قال عليه السّلام: معناه أن هذا الكتاب الذي أنزلته هو الحروف‌ المقطعة التي منها ألف لام ميم و هو بلغتكم و حروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم ‌صادقين.

ثانيها: من حيث امتيازه عن غيره مع اتحاد اللغة، فإن كل كلام و إن كان في منتهى‌ الفصاحة و غاية البلاغة إذا ما قيس بجواهر الآيات القرآنية وجدت له امتيازا تاما و فرقا واضحا يشعر به كل ذي شعور، ونقل أنه كان في الأيام السالفة كل من أنشأ كلاما أو شعرا في غاية الفصاحة و البلاغة علقه في الكعبة المعظمة للافتخار، والقصائد المعلقات السبع‌ مشهورة، فإذا أنشأ ما هو أبلغ منه رفعوا الأول و علقوا الثاني، فلما نزل قوله تعالى :

ثالثها: من جهة غرابة الأسلوب و اعجوبة النظم فإن من تتبع كتب الفصحاء و أشعار البلغاء و كلمات الحكماء لا يجدها شبيهة بهذا النظم العجيب و الاسلوب الغريب و الملاحة و الفصاحة، و يكفيك نسبة الكفار له إلى السحر لأخذه بمجامع القلوب.

رابعها: من حيث عدم الاختلاف فيه و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فلا تجد فيه مع هذا الطول كلمة خالية من الفصاحة خارجة عن نظمه و أسلوبه، وأفصح الفصحاء إذا تكلم بكلام طويل تجد في كلامه أو أشعاره غاية الاختلاف في الجودة والرداءة، وأيضا لا اختلاف في معانيه و لا تناقض في مبانيه، ولو كان مجعولا مفتريا كما زعم الكفار لكثر فيه التناقض و التضاد فإن الكاذب لا حفظ له...

خامسها: من حيث اشتماله على كمال معرفة اللّه و ذاته و صفاته و أسمائه مما تحير فيه عقول الحكماء و المتكلمين و تذهل عنه ألباب الاشراقيين و المشائين في مدة مديدة من ‌الأعوام و السنين.

سادسها: من حيث اشتماله على الآداب الكريمة و الشرائع القويمة و الطريقة المستقيمة و نظام العباد و البلاد و المعاش و المعاد و رفع النزاع و الفساد في المعاملات‌ و المناكحات و المعاشرات والحدود و الأحكام و الحلال و الحرام، مما تتحير فيه عقول ‌الأنام و تذعن له أولو العقول و الافهام، ولو اجتمع جميع العقلاء و الحكماء و العرفاء وبذلوا كمال جهدهم و سعوا غاية سعيهم في بناء قاعدة لنظام العالم و العباد مثل ما ذكر لعجزوا.

سابعها: من حيث اشتماله على الإخبار بخفايا القصص الماضية و القرون الخالية مما لم يعلمه أحد إلا خواص احبارهم و رهبانهم الذين لم يكن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معاشرا لأحد منهم كقصة أهل الكهف و شأن موسى و الخضر و قصة ذي القرنين و قصة يوسف و نحوها.

ثامنها: من حيث اشتماله على الإخبار بالضمائر و العيوب مما لا يطلع عليه إلا علام‌ الغيوب، كإخباره تعالى بأحوال الكفار و المنافقين و ما يضمرونه في قلوبهم و يخفونه في‌ نفوسهم و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يخبرهم بذلك فيعتذرون.

تاسعها: من حيث اشتماله على الإخبار بالأمور المستقبلة و الأحوال الآتية كما هي ‌كقوله تعالى في اليهود: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: 112] . فلم يحكم منهم سلطان في جميع‌ الأطراف، وكالإخبار بعدم الاتيان بمثل القرآن كقوله تعالى: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } [الإسراء: 88]. وكالإخبار بعدم تمني اليهود الموت في‌ قوله تعالى:{ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} [الجمعة: 6،7 ]و كالإخبار بعدم إيمان أبي لهب (لعه) و جماعة، وبدخول مكة للعمرة و الرجوع إليها، وبعصمة الرسول من شر الناس بقوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67].وبغلبة الروم و نحو ذلك.

عاشرها: من حيث اشتماله على الحكم القويمة و المواعظ المستقيمة كقوله ‌تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا * وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا * وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا * وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا * وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء:26- 39].

و كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

حادي عشرها: من حيث خواص سوره و آياته و كلماته، فإن فيها شفاء للأرواح‌ والأجسام و دفعا للوسواس و التسويلات و الاسقام و استعانة على الشيطان و دفعا لشر العدوان تلاوة و كتابة و حملا و تعليقا كما هو مذكور في مظانه.

ثاني عشرها: من حيث انه لا يخلق على طول الأزمان و لا يمل منه بل كلما تلوته ‌و نظرته وجدته طريا، وهذه الخاصية لا توجد في غيره و لنذكر جملة من الآيات و الروايات‌ الدالة على فضله، قال اللّه تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57] وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16] . وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89]. و الآيات في ذلك كثيرة.

و في تفسير العياشي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أتاني جبرائيل فقال يا محمد ستكون في‌ أمتك فتنة. قلت فما المخرج منها. فقال: كتاب اللّه فيه بيان ما قبلكم من خير و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه اللّه، و من التمس الهدى في غيره أضله اللّه، وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيغه الأهوية و لا تلبسه الألسنة، ولا يخلق على الرد و لا تنقضي‌ عجائبه و لا يشبع منه العلماء، هو الذي لم تلبث الجن إذا سمعته أن قالوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 1، 2] الحديث. و في رواية أخرى قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى و استقالة من العثر، و نور من الظلمة، وضياء من الإحداث، و عصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم و ما عدل أحد من القرآن‌ إلا إلى النار.

و في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له: ثم أنزل عليه الكتاب نور الا تطفى مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، و منهاجا لا يضل نهجه، و شعاعا لا يظلم نوره، و فرقانا لا يخمد برهانه، وبنيانا لا تهدم أركانه، و شفاء لا تخشى ‌أسقامه، وعزا لا يهزم أنصاره، وحقا لا يخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان و بحبوحته، وينابيع العلم و بحوره، ورياض العدل و غدرانه، وأثافي الإسلام و تبيانه، و أودية الحق ‌وغيطانه، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضل نهجها المسافرون، وأعلام لا يعمى عنها السائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله اللّه تعالى ريا لعطش العلماء، و ربيعا مسرعا لقلوب الفقهاء، ومحاجا لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده دواء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وعذرا لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به، وحاملا لمن حمله، ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلأم، وعلما لمن ‌وعى، وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى. وفي خطبة الانسية الحوراء فاطمة الزهراء عليها السّلام: كتاب اللّه الناطق، والقرآن‌ الصادق، و النور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره، مغتبط به أشياعه، قائد إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال ‌حجج اللّه المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحددة، وبيناته الجالية، وبراهينه‌ الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، إلى أن ‌قالت عليها السّلام: و كتاب اللّه بين أظهركم أموره ظاهرة، و أحكامه زاهرة، و اعلامه باهرة، و زواجره لائحة، و أموره واضحة. لقد أجاد القائل إن من معجزات نبينا الظاهرة المتكررة و بيناته الباهرة المتجددة أوصياؤه المعصومون و عترته الطاهرون و ظهورهم واحدا بعد واحد من ذريته في كل حين‌ إلى يوم الدين، فإن كلاّ منهم عليهم السّلام حجة قائمة على صدقه و آية بينة على حقيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ كما يظهر من التتبع لأحوالهم و ملاحظة آثارهم و الاطلاع على فضائلهم و مناقبهم، و الآيات ‌الصادرة منهم و الكرامات الظاهرة على أيديهم بسبب متابعتهم إياه و اقتدائهم بهداه و هداه، لأن بهم تقضى حوائج العباد، و ببركتهم يدفع اللّه أنواع البلاء عن البلاد، و بدعائهم تنزل‌ الرحمة و بوجودهم تصرف النقمة، إلى غير ذلك من بركات خيراتهم، فكما ان القرآن‌ معجزة لنبينا عليه السّلام باقية إلى يوم الدين يظهر منه صدقه و حقيته شيئا فشيئا و يوما فيوما لمن ‌تأمله من أولي النهى، فكذلك كلّ من عترته المعصومين معجزة له باقية النوع إلى يوم الدين ‌دالة على حقيّته لمن عرفهم بالولاية و الحجية من الشيعة أولي الألباب، و لهذا قال عليه السّلام: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي