1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : علوم القرآن : التفسير والمفسرون : التفسير : التفسير الموضوعي :

اوجه الاختلاف بين الاتجاه الموضوعي في التفسير والاتجاه التجزيئي في التفسير

المؤلف:  السيد محمد باقر الصدر

المصدر:  المدرسة القرآنية

الجزء والصفحة:  ص 25-38

10-06-2015

4299

اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم وأفضل الصلوات على أفضل النبيين وآله الطيبين الطاهرين.

كنا بصدد توضيح اوجه الاختلاف الرئيسية بين اتجاهين اساسيين في التفسير احدهما الاتجاه الموضوعي في التفسير والآخر الاتجاه التجزيئي في التفسير : يمكن ان يستخلص مما ذكرناه بالامس من التوضيحات انه يوجد هناك فارقان بارزان رئيسيان بين هذين الاتجاهين وتنبع من هذين الفارقين فوارق أخرى ثانوية :

الفارق الرئيسي الاول هو ان التفسير الموضوعي كما شرحنا بالامس يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشرية يتزود بكل ما وصلت الى يده من حصيلة هذه التجربة ومن افكارها ومن مضامينها. ثم يعود الى القرآن الكريم ليحكّم القرآن الكريم ويستنطق القرآن الكريم على‏ حد تعبير الامام امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ويكون دوره دور المستنطق ، دور الحوار ، يكون دور المفسر دورا ايجابيا ايضا ، دور المحاور ، دور من يطرح المشاكل من يطرح الاسئلة ، من يطرح الاستفهامات على ضوء تلك الحصيلة البشرية على ضوء تلك التجربة الثقافية التي استطاع الحصول عليها ثم يتلقى من خلال عملية الاستنطاق ، من خلال عملية الحوار مع اشرف كتاب يتلقى الاجوبة من ثنايا الآيات المتفرقة.

فهنا الابتداء بالتفسير الموضوعي يكون من الواقع ويعود الى القرآن الكريم ، بينما التفسير التجزيئي يبدأ من القرآن وينتهي الى القرآن ليس فيه حركة من الواقع الى القرآن ومن القرآن الى الواقع وانما يبدأ بالقرآن وينتهي بالقرآن ، دور المفسر هنا دور سلبي كما شرحنا بالأمس ‏(1) يخلي ذهنه من اي سوابق من اي طروحات يجلس جلوس المستمع ، لا جلوس المحاور لا جلوس المستفهم بل جلوس من يستمع ويسجل ما ينطبق في ذهنه نتيجة هذا الاستماع.

هذا هو الأمر الأول الذي شرحناه بالأمس‏ (2).

والأمر الثاني في المقام هو ان التفسير الموضوعي يتجاوز التفسير التجزيئي خطوة لأن التفسير التجزيئي يكتفي بإبراز المدلولات التفصيلية للآيات القرآنية الكريمة ، بينما التفسير الموضوعي يطمح الى اكثر من ذلك يتطلع الى ما هو اوسع من ذلك يحاول ان يستحصل اوجه الارتباط بين هذه المدلولات التفصيلية يحاول ان يصل الى مركب نظري قرآني وهذا المركب النظري القرآني يحتل في اطاره كل واحد من تلك المدلولات التفصيلية ، موقعه المناسب وهذا ما نسميه بلغة اليوم بالنظرية يصل الى نظرية قرآنية عن النبوة ، نظرية قرآنية عن المذهب الاقتصادي نظرية قرآنية عن سنن التاريخ وهكذا عن السموات والأرض فهنا التفسير الموضوعي يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي بقصد الحصول على هذا المركب النظري الذي لا بد ان يكون معبرا عن موقف قرآن تجاه موضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية. هذان فارقان رئيسيان بين التفسير الموضوعي في القرآن ، الاتجاه الموضوعي في التفسير والاتجاه التجزيئي في التفسير ونحن ذكرنا بأن البحث الفقهي اتجه اتجاها موضوعيا بينما التفسير لم يتجه على الاكثر اتجاها موضوعيا بل كان اتجاها تجزيئيا.

اصطلاح الموضوعية هنا على ضوء الأمر الأول ، بمعنى انه يبدأ من الموضوع ، من الواقع الخارجي ، من الشي‏ء الخارجي ويعود الى القرآن الكريم ويعبر عن التفسير بأنه موضوعي على ضوء الأمر الأول باعتبار انه يبدأ من الموضوع الخارجي وينتهي الى القرآن الكريم. وتوحيدي باعتبار انه يوحد بين التجربة البشرية وبين القرآن الكريم لا بمعنى انه يحمل التجربة البشرية على القرآن ، لا بمعنى انه يخضع القرآن للتجربة البشرية بل بمعنى انه يوحد بينهما في سياق بحث واحد لكي يستخرج نتيجة هذا السياق الموحد من البحث ، يستخرج المفهوم القرآني الذي يمكن ان يحدد موقف الاسلام تجاه هذه التجربة او المقولة الفكرية التي ادخلها في سياق بحثه. اذن التفسير موضوعي وتوحيدي على اساس الأمر الأول ، على اساس الأمر الثاني ايضا كون التفسير موضوعيا باعتبار انه يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد. وهو توحيدي باعتبار انه يوحد بين هذه الآيات ، يوحد بين مدلولات هذه الآيات ضمن مركب نظري واحد اذن اصطلاح الموضوعية واصطلاح التوحيدية في التفسير ينسجم مع كل من هذين الفارقين بما بيناه.

ولا نقصد بالموضوعية هنا الموضوعية في مقابل التحيز مثلا ما يقال عادة من ان هذا البحث موضوعي في مقابل ان يكون بحثا متحيزا أو منحازا ! طبعا الموضوعية بذلك المعنى مرفوضة في التفسير التجزيئي والتفسير الموضوعي معا.

ليست الموضوعية بذلك المعنى من مزايا التفسير الموضوعي في مقابل التفسير التجزيئي الموضوعية بذلك المعنى عبارة عن الامانة في البحث ، عبارة عن الاستقامة على جادة البحث ، تلك الموضوعية مفترضة في كلا الاتجاهين وانما الموضوعية التي نجعلها في مقابل التجزيئية غير تلك الموضوعية التي تقابل الذاتية والتحيز ، الموضوعية هنا بمعنى ان يبدأ من الموضوع وينتهي الى القرآن هذا الأمر الأول. الأمر الثاني ان يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد يقوم بعملية توحيد بين مدلولاتها. من أجل ان يستخرج نظرية قرآنية شاملة بالنسبة الى ذلك الموضوع.

ان الأبحاث الفقهية سارت في الاتجاه الموضوعي بينما الابحاث التفسيرية سارت في الاتجاه التجزيئي طبعا لم نكن نعني من ذلك ايضا ان البحث الفقهي استنفد طاقة الاتجاه الموضوعي ، البحث الفقهي سار في الاتجاه الموضوعي ولكنه لم يستنفد ايضا طاقة الاتجاه الموضوعي‏ والبحث الفقهي اليوم مدعو ايضا الى ان يستنفد طاقة هذا الاتجاه الموضوعي افقيا وعموديا اما افقيا لا بد وأن يستنفد طاقة الاتجاه الموضوعي باعتبار ان الاتجاه الموضوعي كما قلنا عبارة عن ان يبدأ الانسان من الواقع وينتهي الى الشريعة.

هذا كان ديدن العلماء ديدن الفقهاء كانوا بالواقع ، وقائع الحياة تكاد تنعكس عليهم على شكل جعالة ، مضاربة ، مزارعة ، مساقات ، نكاح كانت هذه الحوادث وهذه الوقائع تنعكس عليهم ثم يأخذون هذا الواقع ويأتون الى مصادر الشريعة ليستنبطوا الحكم من مصادر الشريعة هذا اتجاه موضوعي لانه يبدأ بالواقع وينتهي الى الشريعة في مقام التعرف على حكم هذا الواقع.

لكن هنا لا بد ان يمتد الفقه افقيا على هذه الساحة اكثر لان العلماء الذين ساهموا في تكوين هذا الاتجاه الموضوعي عبر قرون متعددة كانوا حريصين على ان يأخذوا هذه الوقائع ويحولوها دائما الى الشريعة لكي يستنبطوا احكام الشريعة المرتبطة بتلك الوقائع ولكن وقائع الحياة تتجدد وتتكاثر باستمرار وتتولد ميادين جديدة من وقائع الحياة ، لا بد لهذه العملية من النمو باستمرار من ان تنمو من ان تحول كل ما يستجد من وقائع الحياة ، من ان تبدأ من الواقع لكن ذاك الواقع الساكن المحدود الذي كان يعيشه الشيخ الطوسي او الذي كان يعيشه المحقق الحلي ، ذاك الواقع كان يفي بحاجات عصر الشيخ الطوسي ، كان يفي بحاجات عصر المحقق الحلي. لكن كم من باب وباب من أبواب الحياة فتحت بالتدريج لا بد من عرض هذه الأبواب على الشريعة إذا أردنا أن يستمر الاتجاه الموضوعي في البحث الفقهي ، لا بد وأن نمدده أفقيا على مستوى ما استجد من أبواب الحياة ، كم من باب من أبواب الحياة استجد لم يكن معروفا سابقا : التجارة والمضاربة والمزارعة والمساقات كانت تمثل السوق قبل ألف سنة أو قبل ثمانمائة سنة ولكن اليوم السوق المعاملات العلاقات الاقتصادية أوسع من هذا النطاق وأكثر تشابكا من هذا النطاق ، اذن لا بد للفقه من أن يكون كما كان على يد هؤلاء العلماء الذين كانوا حريصين على ان يعكسوا كل ما يستجد من وقائع الحياة على الشريعة ليأخذوا حكم الشريعة. لا بد أيضا من ان هذه العملية تسير افقيا كما سارت افقيا في البداية. هذا من الناحية الأفقية.

من الناحية العمودية ايضا لا بد من ان يتوغل هذا الاتجاه الموضوعي في الفقه ، لا بد وان يتوغل ، لا بد وان ينفذ عموديا ، لا بد وان يصل الى النظريات الاساسية ، لا بد وان يكتفي بالبناءات العلوية وبالتشريعات التفصيلية ، لا بد وان ينفذ من خلال هذه البناءات العلوية الى النظريات الأساسية التي تمثل وجهة نظر الاسلام لأننا نعلم ان كل مجموعة من التشريعات في كل باب من أبواب الحياة ترتبط بنظريات أساسية ، ترتبط بتطورات رئيسية ، أحكام الاسلام ، تشريعات الاسلام ، في مجال الحياة الاقتصادية ترتبط بنظرية الإسلام بالمذهب الاقتصادي في الإسلام ، احكام الإسلام في مجال النكاح والطلاق والزواج وعلاقات المرأة مع الرجل ، ترتبط بنظرياته الاساسية عن المرأة والرجل ودور المرأة والرجل. هذه النظريات الأساسية عن المرأة والرجل ودور المرأة والرجل. هذه النظريات الأساسية التي تشكل القواعد النظرية لهذه الأبنية العلوية ، لا بد ايضا من التوغل إليها ، لا ينبغي أن ينظر الى ذلك بوصفه عملا منفصلا عن الفقه ، بوصفه ترفا ، بوصفه نوع تفنن ، بوصفه نوع أدب ليس كذلك بل هذا ضرورة من ضرورات الفقه ، لا بد من النفاذ لا بد من التوغل عموديا أيضا الى تلك النظريات ومحاولة اكتشافها بقدر الطاقة البشرية.

الآن نعود الى التفسير بما ذكرناه من اوجه الاختلاف بين التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي ، تبينت عدة افضليات تدعو الى تفضيل المنهج الموضوعي في التفسير على المنهج التجزيئي في التفسير فان المنهج الموضوعي في التفسير على ضوء ما ذكرناه يكون اوسع أفقا وأرحب وأكثر عطاء باعتبار انه يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي كما انه قادر على التجدد باستمرار ، على التطور والابداع باستمرار ، باعتبار انه التجربة البشرية تغني هذا التفسير بما تقدمه من مواد.

ثم هذه المواد تطرح بين يدي القرآن الكريم لكي يستطيع هذا المفسر أن يتحصل الأجوبة من القرآن الكريم وهذا هو الطريق الوحيد للحصول على النظريات الأساسية للإسلام وللقرآن تجاه موضوعات الحياة المختلفة.

و قد يقال بأنه ما الضرورة الى تحصيل هذه النظريات الاساسية؟ ما الضرورة الى ان نفهم نظرية الاسلام في النبوة مثلا بشكل عام او ان نفهم نظرية الاسلام في سنن التاريخ وفي التغير الاجتماعي بشكل عام؟ ان نفهم نظرية الاسلام في الاقتصاد الاسلامي بشكل عام؟ ان نفهم مفهوم الاسلام عن السماوات والارض؟ ما الضرورة الى ان ندرس ونحدد هذه النظريات؟ فاننا نجد بان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يعط هذه النظريات على شكل نظريات محدودة وبصيغ عامة ، وانما اعطى القرآن بهذا الترتيب للمسلمين. ما الضرورة الى ان نتعب انفسنا في سبيل تحصيل هذه النظريات وتحديدها بعد ان لاحظنا ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اكتفى بإعطاء هذا المجموع ، هذا الشكل المتراكم بهذا الشكل ؟

ما الضرورة الى ان نستحصل هذه النظريات ؟

الحقيقة بأن هناك اليوم ضرورة اساسية لتحديد هذه النظريات ولتحصيل هذه النظريات ولا يمكن ان يفترض الاستغناء عن ذلك. النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعطي هذه النظريات ولكن من خلال التطبيق من خلال المناخ القرآني العام الذي كان يبينه في الحياة الاسلامية ، وكان كل فرد مسلم في اطار هذا المناخ ، يفهم هذه النظرية ولو فهما اجماليا ارتكازيا لان المناخ والاطار الروحي والاجتماعي والفكري والتربوي الذي وصفه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان قادرا على ان يعطي النظرة السليمة ، والقدرة السليمة على تقييم المواقع والمواقف والاحداث اذا اردنا ان نقرب هذه الفكرة نقول :

حالة بين حالتين : حالة انسان يعيش داخل عرف لغة من اللغات ، وانسان يريد ان يفهم بان ابناء هذه اللغة ، ابناء هذا العرف ، كيف تنتقل اذهانهم الى المعاني من الالفاظ؟ وكيف يحددون المعاني من الألفاظ؟

هنا توجد حالتان : احداهما : ان نأتي بهذا الانسان‏ ونجعله يعيش في اعماق هذا العرف ، في اعماق هذه اللغة إذا جعلته يعيش في اعماق هذا العرف وفي اعماق هذه اللغة واستمرت به الحياة في اطار هذا العرف وهذه اللغة فترة طويلة من الزمن سوف يتكون لديه الاطار اللغوي ، والاطار العرفي الذي يستطيع من خلاله ان يتحرك ذهنه وفقا لما يريده العرف واللغة منه لأن مدلولات اللغة وقواعد اللغة تكون موجودة وجودا إجماليا ارتكازيا في ذهنه ، إلفظة السليمة ، التقييم السليم للكلمة الصحيحة ، وتمييزها عن الكلمة غير الصحيحة تكون موجودة عنده باعتبار انه عاش عمق اللغة ، عاش وجدانها ، عاش اطارها ، عاش تطبيقها بينما اذا كان الانسان خارج مناخ تلك اللغة ، خارج عرف تلك اللغة عرفها وأردت أن تنشئ في ذهنه القدرة على التمييز اللغوي الصحيح ، كيف تستطيع ان تنشئ في ذهنه القدرة على التمييز اللغوي الصحيح؟ يكون ذلك عن طريق الرجوع الى قواعد تلك اللغة ، حينئذ لا بد ان ترجع الى ذلك العرف الذي تربى في ذلك الانسان ترجع الى ذلك العرف لكي تستنتج منه القواعد العامة والنظريات العامة نفس ما وقع بالنسبة الى علوم العربية كيف أن ابن اللغة لم يكن بحاجة الى أن يتعلم‏ علوم العرب في البداية؟ لأنه كان يعيش في أعماق عرف اللغة ، لكن بعد أن ابتعد عن تلك الأعماق بعد ان اختلفت الأجواء بعد ان ضعفت اللغة ، بعد أن تراكمت لغات أخرى اندست الى داخل حياة هؤلاء ، بدأ هؤلاء يحتاجون الى علم اللغة ، بدأ هؤلاء يحتاجون الى نظريات اللغة لأن الواقع لا يسعفهم بنظرة سليمة فلا بد اذن من علم لا بد من نظريات لكي يفكرون ولكي يناقشون ولكي يتصرفون لغويا وفقا لتلك القواعد والنظريات.

هذا المثال مثال تقريبي لأجل توضيح الفكرة ، اذن الصحابة الذين عاشوا في كنف الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) .

اذا كانوا لم يتلقوا النظريات بصيغ عامة فقد تلقوها تلقيا اجماليا ارتكازيا ، انتقشت في اذهانهم وسرت في افكارهم ، كان المناخ العام الاطار الاجتماعي والروحي والفكري الذي يعيشونه مساعدا على تفهم هذه النظريات ولو تفهما اجماليا وعلى توليد المقياس الصحيح في مقام التقييم. اما حيث لا يوجد ذلك المناخ ، اما حيث لا يوجد ذلك الاطار اذن تكون الحاجة الى النظريات يعني الحاجة الى دراسة نظريات القرآن والاسلام ، حاجة حقيقية ملحة خصوصا مع بروز النظريات الحديثة من خلال التفاعل بين‏ انسان العالم الاسلامي وانسان العالم الغربي بكل ما يملك من رصيد عظيم ومن ثقافة متنوعة في مختلف مجالات المعرفة البشرية حينما وقع هذا التفاعل بين انسان العالم الاسلامي وانسان العالم الغربي وجد الانسان المسلم نفسه امام نظريات كثيرة في مختلف مجالات الحياة فكان لا بد لكي يحدد موقف الاسلام من هذه النظريات ، كان لا بد وان يستنطق نصوص الاسلام ، ويتوغل في أعماق هذه النصوص لكي يصل الى مواقف الاسلام الحقيقية سلبا وايجابا لكي يكتشف نظريات الاسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشرية الذكية في مختلف مجالات الحياة.

اذن فالتفسير الموضوعي في المقام هو افضل الاتجاهين في التفسير الا ان هذا لا ينبغي ان يكون المقصود منه الاستغناء عن التفسير التجزيئي ، هذه الافضلية لا تعني استبدال اتجاه باتجاه وطرح التفسير التجزيئي رأسا والأخذ بالتفسير الموضوعي ، وإنما إضافة اتجاه الى اتجاه ، لان التفسير الموضوعي ، ليس لا خطوة الى الامام بالنسبة الى التفسير التجزيئي ولا معنى للاستغناء عن التفسير التجزيئي باتجاه الموضوعي. اذن فالمسألة هنا ليست مسألة استبدال وانما هي مسألة ضم الاتجاه الموضوعي في التفسير الى الاتجاه التجزيئي في التفسير ، يعني افتراض خطوتين ، خطوة هي التفسير التجزيئي وخطوة أخرى هي التفسير الموضوعي.

 _________

(1) الدرس الأول .

(2) الدرس الأول .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي