x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

خراسان

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:161-165

8-6-2021

1383

 

خراسان

مر بنا أن جند البصرة هم الذين مضوا شرقا في عهد عمر بن الخطاب حتى فتحوا خراسان، وقد توغلوا فيها لعهد عثمان، فكان طبيعيا أن يحملوا معهم ما أخذت تستشعره القبائل البصرية من العصبيات القديمة. وكان مما زادها

 

162

ضراوة في نفوسهم أن قواد الجيوش المحاربة كانوا يكافأون على انتصاراتهم بإسناد إدارة الجهات التي يفتحونها إليهم، وكان القائد حين تسند إليه ولاية يخص قبيلته بالغنم الأكبر. وكذلك كان يصنع الولاة من قبل الخليفة أو والي العراق، فانطوت النفوس على موجدة شديدة، وهي موجدة أدت هناك دائما الى حروب عنيفة واشتباكات دامية، كانت تعلو فيها القبيلة كما كان يعلو الثأر على كل شئ.

وبذلك أصبح العرب بخراسان في نفس الموقف الذي كان عليه أسلافهم في الجاهلية، فهم يعيشون للمنازعات القبلية والثارات، وحقا كانوا يشغلون أحيانا بحروب الترك، ولكنهم كانوا لا يهدءون وينصرفون قليلا عن حربهم حتي يتحاربوا فيما بينهم حربا مريرة، وهي حرب عادت فيها العصبيات جذعة.

وقد بدأت هذه العصبيات تستعر هناك في نفس الوقت الذي بدأ استعارها فيه بالبصرة، أي بعد وفاة يزيد بن معاوية فقد أخذت الأزد وأحلافها تحاول أن تستولي على السلطان هناك، وتصدت لهم قيس وتميم بزعامة عبد الله ابن خازم السلمي القيسي. واستطاع أن يجمع السلطان في يده هناك معلنا ولاءه لابن الزبير، حتي إذا غلب عبد الملك بن مروان على صاحبه أرسل إليه أن يدخل في طاعته على أن يطعمه خراسان سبع سنين، وأبي ابن خازم، غير أن نائبه في مرو: بكير بن وشاح التميمي ثار عليه، ولم يلبث ابن خازم أن قتل. ودخلت خراسان ثانية في طاعة بني أمية، وولي عليها عبد الملك بكيرا، ثم ولي أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي. وضمها الى الحجاج، فولي عليها في سنة 78 المهلب الأزدي بعد قضائه على الأزارقة، فقدمها يصحبه شاعره كعب الأشقري الذي طالما أشاد بانتصاراته على الأزارقة. ويلزمه شعراء خراسان يمدحونه ويصفون حروبه مع الترك من أمثال المغيرة بن حبناء التميمي ونهار بن توسعة اليشكري البكري وزياد الأعجم مولي عبد القيس. ويتوفي المهلب سنة 82، فيولي الحجاج بعده ابنه يزيد، وكان شجاعا مقداما كما كان بحرا فياضا، وقد أشاد الشعراء هناك بحروبه في فرغانة حوارزم وماوراء النهر إشادة رائعة. ويعزله الحجاج لعصبيته الشديدة للأزد

 

163

وأحلافها من اليمن وربيعة ويولي أخاه المفضل، وسرعان ما يري أن يتخلص من المهالبة جميعا، فيعزل المفضل ويولي قتيبة بن مسلم الباهلي في سنة 86 فتعلو كفة قيس ويعظم سلطانها. وكان قتيبة قائدا محنكا وفارسا مغوارا، فمضي يفتح في طخارستان وأرض السغد وخوارزم وسمرقند، والشعراء من حوله يتغنون بانتصاراته. ولم يلبث قتيبة أن سقط وهو في أوج مجده، وذلك أن سليمان ابن عبد الملك ولي الخلافة بعد أخيه الوليد، وكان حانقا على الحجاج وعماله، وخشي قتيبة على مصيره، فثار عليه، وسرعان ما انفضت عنه الأزد وأحلافها ثم تبعتهم تميم، لأنه كان قتل منها نفرا من آل الأهتم، وأساء معاملة بطلها وكيع بن أبي سود. وتزعم وكيع حربه، وانضمت إليه الأزد، وكانت مغيظة منذ عزل المهالبة وانضمت معها قبائل ربيعة كما انضم الموالي بقيادة حيان النبطي، وأخيرا خذلته قيس إلا نفرا من عشيرته باهلة، فلقي حتفه سنة 96 للهجرة.

وولي سليمان مكانه وكيع بن أبي سود، فأخذ الناس بالعنف، فعزله، وولي يزيد بن المهلب، جامعا له بين خراسان والعراق، وقد مضي يتبع سياسة قبلية جامحة، إذ رفع من شأن الأزد، وملأ بها الوظائف، وجعل لها القسطي الأكبر في الغنائم. وتوفي سليمان وخلفه عمر بن عبد العزيز فعزل يزيد وحبسه لتأخره في أداء الفئ، وكان قد بالغ لسليمان في بعض كتبه، فقال إن الفئ في بعض حروبه كان قناطير من الذهب، وزعم أن خمسه بعد أن أخذ كل محارب حقه منه بلغ أربعة آلاف ألف وفي رواية ستة آلاف ألف، فلما طلب منه عمر ذلك، ولم يستطع أداءه حبسه حتي يؤدي ما عليه للدولة، ولم يكتف بعزله وحده، فقد عزل كل ولاته الأزديين، وبذلك سقط أو هوي نجم الأزد، وقد ولي عمر على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي. ودخلت في عصر يزيد بن عبد الملك، وتولاها غير قيسي، ولا يلبث أن يظلها عهد هشام بن عبد الملك، وفيه تصبح تابعة لخالد القسري والي العراق، وكانت فيه عصبية شديدة لليمن، فارتفع شأن الأزد. ونراه ينيب عليها أخاه أسدا سنة 105 وكان يحاكيه في سياسته، فالتهبت العصبيات القبلية التهابا، وامتشقت الحسام الكتلتان الكبيرتان تميم وقيس من جهة والأزد وأحلافوا

164

 

من جهة أخري ووقعت بينهما وقعة معروفة باسم وقعة البروقان ببلخ سنة 106 وتوالت بينهما الوقائع، وعزل أسد سنة 109 ووليها الحكم بن عوانة الكلبي ولم يلبث أن عزل ووليها أشرس بن عبد الله السلمي القيسي، وخلفه عليها الجنيد بن عبد الرحمن المري سنة 112 وعزل عنها في سنة 116 وخلفه عاصم بن عبد الله الهلالي، وفي عهده نشبت ثورة الحارث بن سريج وكان يري رأي المرجئة، كما كان يري إسقاط الجزية عن الموالي، واتخذ جهم بن صفوان كاتبا له، وهو أشهر متكلمي هذه الفرقة. واستفحلت الثورة إذ انضم إليها كثيرون من تميم والأزد والموالي. وما زال عاصم يجاهدهم، حتي عزل في سنة 117 وولي مكانه أسد القسري للمرة الثانية فضيق الخناق على الحارث حتي فر هاربا. غير أن أسدا مات، وسقط أخوه خالد في العراق، إذ صرفه هشام عن ولايتها وولي عليها يوسف بن عمر الثقفي، جامعا له معها خراسان، فولي عليها نصر بن سيار، وفي عهده اشتدت العصبيات اشتدادا مروعا واشتد معها الشجار والقتال في كل مكان، وظهر الحارث بن سريج على مسرح الحوادث ثانية وقتل. وأخيرا يظهر أبو مسلم الخراساني. وعبثا يصيح نصر بن سيار بجنوده أن يتداركوا الأمر (1) وتكون نهاية بني أمية.

ويفيض تاريخ الطبري بأشعار الشعراء في هذه العصبيات التي احتدمت هناك وفي وصف حروب العرب والترك. ولعل من الطريف أن نعرف أن الشعر نشط في خراسان نشاطا عظيما، إذ كانت الكثرة من العرب هناك مضرية، وحيثما وجدت المضريين وجدت الشعر، وكانت الأحداث كثيرة، فألهمت غير شاعر بالشعر الرائع. ومن أهم شعرائهم زياد الأعجم وكعب ابن معدان الأشقري ونهار بن توسعة وثابت قطنة والمغيرة بن حبناء. ولعل من الطريف أن نعرف أن من هؤلاء الشعراء من كان فارسا مقداما مثلي ثابت قطنة وكعب بن معدان، وكان من هولاء الشعراء الفرسان من يقع في حب بعض نساء الترك والديلم وفتياتهم، فيتغزل بهن، على نحو ما نري عند أبي جلدة اليشكري (2)، وأعشي همدان (3). وكان بين المحاربين كثيرون يحنون الى ديار

165

 

قومهم في الجزيرة، وخاصة حين يلم بهم وهن، ويظنون أنهم ميتون، وقصيدة مالك بن الريب في مرضه مشهورة (4). وكان يحدث أحيانا أن يخفق بعض البدو بالجزيرة العربية في حبهم، فيرحلوا الى الثغور، وينظموا شعرا يضمنونه حبهم اليائس، وهو شعر يفيض باللوعة الممضة على نحو ما نجد عند الصمة القشيري (5) الذي مات غازيا بطبرستان.

 

_________

(1) طبري 6/ 36 وما بعدها والأخبار الطوال للدينوري ص 360.

(2) أغاني (دار الكتب) 11/ 319، 325.

(3) أغاني 6/ 34 وما بعدها.

(4) أغاني (ساسي) 19/ 162 وذيل الأمالي ص 126.

(5) أغاني (دار الكتب) 6/ 2 وما بعدها

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+