اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
اوتشس وجريدة التايمز
المؤلف: ادوين امرى - فليب هـ. أولت
المصدر: الاتصال الجماهيري
الجزء والصفحة: ص 123-124-125-126-127-128
3-6-2021
2116
بنى محررو جريدة التايمز التي تصدر في نيويورك ما اصطلح على تسميته باسم :
الآلة الضخمة الوحيدة للأنباء في هذا القرن - نظرا لنشرها ما كان يطلق عليه منافسوها المعجبون بها اسم " جريدة الأخبار القياسية " وتصور لنا قصة نمو جريدة التايمز منذ أنقذها أدولف س . أوتشس من الإفلاس في سنة ١٨٩٦ تيار تحمل مسئولية الوظيفة الاخبارية بالرغم من انها قصة زعيم صحفي غير عادي ، لأن ما أنجزته جريدة التايمز في مجال التكامل المنهجي قد حدث جزئيا على أقل تقدير ، بينما تم إنجاز بعض جوانبه الناجحة بمعرفة الجرائد المسئولة الأخرى .
وفي سنة ١٨٩٦ قال أوتشس لقرائه : " سيكون هدفي أن أوفر الموضوعية للأنباء ، بدون خوف أو تملق .. " ووعدهم ايضا بتقديم كافة الاخبار في شكل موجز وجذاب. وان الجريدة ستكون " منتدى لمناقشة جميع التساؤلات ذات الاهمية الجماهيرية ، وانه سيدعو إلى اجراء حوار سهل الادراك يتضمن كافة جوانب الرأي لتحقيق هذا الغرض.
وبذل كل ما في وسعه من محاولات لتجاوز الاثارة التي تقدمها الصحافة الصفراء في ذلك الوقت ، وتحاشى العديد من معالم التسليم المنتشرة في معظم الجرائد بما فيها مسلسلات القصص الهزلية ، وقد تضمنت معالم جريدته الاسبوعية موضوعات حول معنى الاخبار السارية المفعول ، واصبحت بتوزيعها الذي يبلغ مليون نسخة يومياً احد المعالم المهمة في عالم الجرائد ، كما اصبح القسم الخاص بعرض الكتب في الجريدة احسن الاقسام في البلد لكها. وسرعان ما تفوقت تغطية اخبار المال والاعمال التي يقدمها على مثيلتها بالجرائد الاقدم المنافسة . أما الصفحة الافتتاحية فكانت موجهة توجيها ذكيا بحيث تتميز عن تلك التي يقدمها بوليتزر بالهدوء والحذر.
لم تكن انجازات جريدة التايمز ومنها إصرارها على جمع ونشر الانباء في كافة نواحيها المختلفة هي السبب في عظمتها ، فقد أتيح لأحد عظماء مديري التحرير وهو كار ف. فان اندا رئاسة غرفة تجميع الاخبار بجريدة التايمز في سنة 1904 مع العلم بأنه سيبذل اقصى ما في وسعه لأداء عمل اخباري مميز. وكان اوتشيس راغبا في صرف النقود للحصول على الانباء ، بينما كان فان اندا راغبا في القيام بهذا الصرف. وعرف كيف يحصل على الانباء. وظل هذا الارتباط المثالي قائما على مدى ربع قرن ، قفزت خلاله جريدة التايمز إلى موقعها في قيادة الانباء، وتسديد فان اندا ناصية الانباء على مدى 12 ساعة يوميا ولمدة سبعة ايام اسبوعيا . وقد بذل اقصى الانتباه لتحقيق الانسياب الكامل للأنباء ، وكذلك ايضاً المواعيد الرئيسية لنشرها. وقد شحذ انتباهه ليسابق الوقت المحدد لإنهاء العمل ، كما كان يتعجل نشر الخبر غير المستكمل عندما تكون له اهميته. كما تعود ان يضرب منافسيه بقصة متعددة الالوان الخبرية مثل قصة غرق الباخرة تيتانيك، او قصة ذات مغزى مثل اول اعلان عن نظرية النسبية التي توصل إليها انيشتاين، ومع استخدام الاتصالات اللاسلكية اخذت مجلة التايمز تنشر صفحتين او ثلاث صفحات عن الاخبار اللاسلكية الواردة من اوروبا في كل يوم احد. وأقامت التايمز لنفسها محطة خاص للاستقبال اللاسلكي عبر الاطلنطي ، وبذلك افسحت الطريق بدورها لاستخدام جهاز الراديو (المذياع).
وأتاحت الحرب العالمية الأول فرصة لفان أندا لإظهار قدرته كلها ، فاستطاع بالاسترسال في استخدام الأدوات السلكية واللاسلكية أن يجعل التايمز تضيف تقارير مراسليها إلى تقارير الاتحادات والنقابات الصحفية . وكانت تقاريرها معضلة سواء فيما يتعلق بالعمليات العسكرية أو التطورات السياسية والاقتصادية في العواصم الأوروبية . وكانت الصور الحربية تنفذ في قسم الروتوغرافور الذي أضيف في سنة ١٩١٤ . ومن الأهمية بمكان أن الجريدة بدأت في نشر نصوص الوثائق والأحاديث ابتداء بالكتاب الأبيض البريطاني في سنة ١٩١٤ والذى استغرق عرضه ست صفحات كاملة ومعه نصوص معاهدة فرساي التي استغرقت ثماني صفحات ، وهذا الرقم يفوق ما كانت ترغب أي جريدة أمريكية في السماح به لمثل هذه الوثيقة المهمة . وهذه السياسة التي اتحدت مع طبع الفهرس المستوى لجريدة التايمز التي تصدر في نيويورك جعلت من جريدة التايمز الجريدة الرائدة بالنسبة لأسناد المكتبات ، والدارسين ، وموظفي الحكومة ، ومحرري الصحف الآخرين .
وإذا كانت هناك شكوى تسجل ضد التايمز على أيام فان أندا فهي أن الجريدة عرضت قدرا ضخما من الأنباء بدون تقديم التحليل الكافي أو الغربلة الضرورية للقارئ المتوسط . وقد اختبر الشكل الموضوعي الذى أطلق عليه اسم " الوجه الجامد " لإبلاغ الأنباء وهو الأفضل إذا أمكن تحقيق الإنصاف ، مثلما حدث في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين . ولكن فان أندا قام بدور كبير لتفسير الأنباء ، كما أضاف المحررون الذين أتوا بعده الكثير في هذا الصدد . أما طاقم واشنطون والأطقم الخارجية فقد أصبحوا من أحسن الأطقم الصحفية . وفي العقود التالية أصبحوا يقدمون التحليل التفسيري جنبا إلى جنب التقارير القائمة على الحقائق المجردة وأعدت التايمز متخصصين في مجالات التقارير العلمية والأخبار العمالية منذ أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين ، متباعدة عن التيار العمومي بكثير ، ومتجهة نحو الصحافة المتخصصة . واتبعت ذلك بتقارير السلطة في كل مجال من مجالات الأنشطة الخبرية . أما أخبار الأحد في قسم المراجعة والتي تقدم تحليل نهاية الأسبوع بالنسية لأخبار الأحداث الكبرى ، فقد أصبحت بارزة ، وليست هناك مؤسسة كاملة ذلك لأن التايمز تعاني من بعض الأخطاء ، ربما لأنها أصبحت مثقلة بالحجم الضخم لطاقم العاملين وحدد الصفحات التي تطبعها - ولكنها استمرت قائمة بوصفها نموذجا مضيئا للجريدة التي كرست نفسها لتنفيذ وظيفة الأخبار على أكمل وجه يستطيعه أي فريق من الرجال .
وهناك موجة أخرى من الإثارة سبقت " عصر التفسير " فقد كانت فترة الثلاثينيات من القرن العشرين تعرف باسم " عصر الجاز " وكسبت الجرائد التي أنشأت لنفسها فريقا جديدا من القراء الشرف المريب في أن تدعى " صحافة الجاز " وتزعمتها ثلاث جرائد جديدة تأسست في نيويورك وبلغ عدد قرائها مليونين بدون تأثير في ميزان التوزيع بالنسبة للجرائد اليومية الموجودة ، وكانت إثارتها مصحوبة بالأسلوبين اللذين امتازت بهما هذه الفترة وهما : شكل التابلويد والتركيز الشديد على الصور الفوتوغرافية . وكانت على قمة جرائد التابلويد التي تتبع سياسة الإثارة جريدة الاستريتيد ديلى نيوز التي تأسست في نيويورك سنة ١٩١٩ على يد جوزيف مديل باترسون ابن عم روبرت ر. ماكورميك وشريكه في نشر جريدة شيكاغو تريبيون . وكان باترسون على عكس ابن عمه الشديد التحفظ والذي كان يقيم في شيكاغو ، غير تقليدي بالنسبة لمعتقداته الاجتماعية والاقتصادية فقد كان اشتراكيا حسب ما قاله عنه أصدقاؤه الأغنياء . وقد أراد أن يصل إلى أقل الطبقات الأمريكية ثقافة ويؤثر فيها . وقد جذبه إلى شكل التابلويد نجاح لورد نورثكليف الذي كان يتمتع به في إنجلترا . وظهرت جريدة الديلى نيوز وبها صورة فوتوغرافية تحتل نصف مساحة صفحتها الأولى . كما كانت الجريدة كلها مزدحمة بالصور الفوتوغرافية والقصص الخبرية التي تهتم بالجوانب الإنسانية وموضوعات التسلية . وفي سنة ١٩٢٤ حققت أكبر أرقام في التوزيع بالنسبة لأي جريدة أخرى تصدر في البلد . واستمرت متربعة على هذا المركز مع الفارق الكبير ابتداء من ذلك الوقت فصاعدا .
إن تحريم المسكرات ، وتهريب الروم ، والبلطجية ، ونجوم هوليود ذوو الجاذبية والمثيرون للغرائز ، والمشاهير في مجالات الرياضة والسياسة ، والقدر المسموح بنشره من الجرائم وحوادث القتل ، كانت كلها هي الحبوب التي أعدت للطحن في طاحونة التابلويد . ودخل هيرست المنافسة سنة ١٩٢٤ بجريدته ديلى ميرور ، وتبعه برنار ماكفادين بجريدته ديلى جرافيك ، والتي نادرا ما عانت جهدا لتغطية الأخبار الجادة . ومثل كل دورة من دورات سياسة الإثارة قامت جرائد أخرى بجهد مبالغ فيه لعمل بعض التغيير ، ولكن ثلاثي الجرائد التي تصدر في نيويورك ظل بعيدا ، وعل كل حال فإن إحداها كانت أكثر تأثرا باحتياجات الجماهير عند حلول الإحباط العظيم . لقد تعلقت جريدة نيوز بمحاولة السير في مسار معتدل جعل منها وسيلة أكثر جدية ( إذا ظلت على عادتها في إطلاق الصيحات الحكيمة ) . في نفس الوقت الذى ظلت فيه جريدة ميرور تتخبط حتى سنة ١٩٦٣ بينما انسلت جريدة جرافيك خارجة لتدخل في طوايا النسيان .
ومما يجدر ذكره أن شكل التابلويد لا يصح معادلته بالإثارة فقد استخدمته جرائد أخرى تشبه الجرائد اليومية ذات المساحة التقليدية من جميع النواحي بما فيها الطراز الذى يستخدم مساحة الصفحة النصفية ومن بينها جريدتا صن وتايمز اللتان تصدران في شيكاغو ، وجريدة بوست التي تصدر في نيويورك وجريدة ديلى التي يصدرها سكريبس في واشنطون ، وجريدة روكي ماونتين نيوز التي يصدرها هوارد في دنفر . وكذلك فإن الصحافة المصورة لم تعد صارخة الألوان بعد أن دخلت جريدة ديل نيوز التي تصدر في نيويورك مجال تصوير الأنباء . أما باترسون فكان له دور فعال في إنشاء قسم التصوير الصحفي اللاسلكي بوكالة الأسوشيتيد بريس .
ولم يكن إبلاغ الأنباء شفويا معروفا قبل الأربعينيات من القرن العشرين ، كما أن المعالجة غير النقدية والمثيرة للأنباء لم تنقض بعد ذلك الوقت . ولكن الثورة الاجتماعية الاقتصادية المعروفة سياسيا باسم : الخطة الجديدة ، بالإضافة إلى دوافع الأزمات الدولية التي أجبرت المحررين على تأكيد السؤال " لماذا "؟ مع السؤال " من فعل ماذا "؟ . أما الموضوعات ذات الطراز القديم التي دفعت الصحفي للالتزام برواية الحقائق المجردة المتعلقة بما قيل أو بما جرى ، فإنها تقدم للقارئ المعنى الكامل للأخبار.
واعتمد المفهوم الجديد للموضوعية على المقدمة المنطقية التي تقول بأن القارئ يحتاج إلى تناول حدث معين موضوعا في إطاره الصحيح ، هذا إذا أردنا أن نخدم الحقيقة بالفعل أما الافتراضات القديمة القائلة بأن موضوعات مثل العلوم والاقتصاديات لا يمكن تحويلها إلى مادة مشوقة لجماهير القراء فقد طرحت هي الأخرى جانيا . وقام المتخصصون في إبلاغ الأنباء الذين يستطيعون الحديث إلى جمهور الأخبار وجمهور القراءة العامة معا ، بتغطية الموضوعات السياسية ، والعملية، والشؤون الخارجية ، والعلمية ، وموضوعات العمالة ، والزراعة ، والاجتماع. وظهرت مشكلة حادة تتمثل في مجرد وضع الأنباء ذات المضمون في الجريدة والقراءة ، حتى بالنسبة لأكثر المحررين التزاما بما يمليه الضمير عند انسياب فيض الأنباء . وتبين دراسات القراءة أن ربع القصص الإخبارية يقرؤها 30% أو أكثر من أفراد الجمهور المستهدف ، وأن ربعا ثانيا يقرأه نسبة 4% أو أقل من الجمهور . وتبين دراسات تحليل المضمون أن نسبة قليلة من الأنباء الجادة التي تدور حول الموضوعات ذات الأهمية مثل الشؤون الخارجية والعلوم ، يجري تقديمها للقارئ ضمن موضوعات الجرائد الأمريكية المتوسطة المستوى .