تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
قصة صاحب الحوت
المؤلف: الدكتور محمود البستاني.
المصدر: قصص القران الكريم دلاليا وجماليا .
الجزء والصفحة: ج2،ص259- 275.
22-5-2021
1876
تبدأ هذه القصة في سورة الصافات على هذا النحو من البداية القصصية:
{وإن يونس لمن المرسلين}
{إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين...}
القارئ أو السامع يفاجأ بهذه البداية القصصية عن شخصية يونس (عليه السلام) بصفته بطلا لاقصوصة لا يحمل القارئ أو السامع عنها أية معلومات سابقة، عدا كون يونس واحدا من المرسلين.
طبيعيا أن هدفنا من هذه الدراسات الفنية عن قصص القرآن يظل منصبا على توضيح السمات الفنية للقصة من خلال التذوق الفني الخالص، مشفوعا ـ فيما بعد ـ بتفصيلات النصوص المفسرة.
وهذا كما هو واضح، هو المسوغ لخصيصة الفن القرآني... فالفن يميزه عن التعبير العلمي الصرف، أن الاستخلاص، والكشف، والاستنتاج، وتقليب الوجوه، والاستيحاء... هذه الأدوات هي التي تميز النص الفني عن النص العلمي الذي يعرض الحقائق بشكل مباشر، ومحدد، وواضح.
والسر في ذلك أن القارئ أو السامع عندما يتاح له مجال أو فرص متنوعة لكشف بعض الحقائق،... فلأن لعملية الكشف هذه، معطيات كثيرة تثري وتغني وتعمق من تجارب الإنسان وتجعله حيال خبرات جديدة في الحياة، ما كانت لتتأتى لو لم يمارس الإنسان بنفسه كشف الحقائق.
ولو كان كشف الحقائق يتم في الحالات جميعا عن طريق معلومات جاهزة:
مثل وجبة الأكل مثلا، لتعطلت عمليات الذهن عن التحرك والإبداع،... ولبقي الفكر سجينا في دائرة محددة لا تسمن ولا تغني.
نسوق هذه الحقائق ونحن حيال قصة يونس التي بدأت بمجرد التلميح إلى أ نه من المرسلين، وإلى أ نه فر إلى سفينة مشحونة بالناس والأحمال، وإلى أ نه قد ساقته القرعة إلى أن يكون من نصيب البحر، فيلقى فيه دون غيره من ركاب السفينة.
وثمة أسئلة تثار هي: لماذا فر يونس إلى السفينة ؟
ثم لماذا حدثت عملية القرعة لإلقاء أحد الاشخاص في البحر ؟
ثم لماذا كانت القرعة من نصيب يونس دون سواه من الركاب ؟
هذه الأسئلة تتطلب جوابا فنيا قبل أن نقدم الجواب العلمي عليها،... مادام الفن القصصي في القرآن الكريم يستهدف أولا تحريك أذهاننا، ومنح فرص الإمتاع لها،... ثم بعد ذلك يحيلنا القرآن الكريم إلى النصوص المفسرة الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام)، حتى نقف على حقيقة الأمر في نهاية المطاف، وحتى لا نفسر برأينا نصوصا إعجازية خالدة تحمل عدة وجوه خص الله بها وبمعرفتها العترة الطاهرة (عليهم السلام).
للمرة الجديدة نواجه عرضا قصصيا بالغ المدى في الإمتاع،... وفي التشويق لمعرفة التفصيلات، والأسباب التي جعلت يونس يفر إلى السفينة، وجعلته من نصيب القرعة التي نلقي به إلى أعماق البحر.
ما عسى أن يستخلص القارئ أو السامع من لجوء يونس إلى السفينة ؟
فيونس (عليه السلام) من المرسلين وكونه من المرسلين كاف بأن يعرفنا حجم شخصيته الكبيرة، وإلى أنها من الشخصيات التي اصطفتها السماء لإبلاغ رسالتها إلى الآدميين.
ومن هنا من الزاوية الفنية الخالصة، فإن القصة عندما استهلت العرض القصصي بتعريف يونس بأ نه من المرسلين، إنما وضعت في أذهاننا مفتاحا لفك بعض الأسرار التي تستغلق في أذهاننا نتيجة للغموض الفني المحبب الذي يواجهنا عن أحداث ومواقف لا نعرف عنها شيئا، مثل هروب أحد المرسلين إلى السفينة، وإجراء قرعة يقوم بها ركاب السفينة لإلقاء أحدهم في البحر،... ثم وقوع القرعة على يونس بالذات.
إذن تعريف يونس (عليه السلام) بأ نه من المرسلين يحمل سمة فنية، هي اعطاؤنا مفتاحا لفك بعض المغاليق التي واكبت عرض الأحداث في القصة.
ولعل أول ما ينتبه السامع إليه، هو أن يونس(عليه السلام) مادام من المرسلين، فلابد أن يكون هروبه إلى إحدى السفن عائدا إلى واحد من الأسباب الآتية:
1 ـ إن لدى يونس مهمة خلافية، اجتماعية، اصلاحية... إلى آخره، جعلته يتوجه إلى السفينة.
غير أن هذا السبب لا يحمل القارئ أو السامع على قناعة تامة مادام اللجوء إلى السفينة قد اقترن بوقوع يونس في البحر، مما يتنافى مع تحقيق المهمة الاصلاحية التي يستهدفها مثلا.
2 ـ الاستيحاء أو الاستخلاص الآخر الذي يمكن أن يتجه السامع أو القارئ إليه، هو أن يونس قد فر... قد هرب من قومه واتجه إلى السفينة بسبب من يأسه مثلا من الإصلاح.
أو غضب عليهم، كما غضب نوح مثلا على قومه ذات يوم، أو سائر الأنبياء والمرسلين.
أو أ نه ـ وهذا استخلاص ثالث ـ لم يرد أن يواجه قومه لبعض الأسباب التي نجهلها.
وهذا الاستخلاص الثالث من الوجهة الفنية أقرب من سواه دون أدنى شك. بيد أن الأمر لا يزال ملفعا بالغموض.
لكن مع ذلك، فإنه يضع المفتاح في اليد، أو على الأقل يلقي بعض الإضاءة التي تسمح فيما بعد بمعرفة التفصيلات التي تذكرها نصوص التفسير.
والمهم، نحن الآن في صدد توضيح سمة فنية واحدة، هي أهمية التعريف الذي بدأت القصة به،... ألا وهو التعريف القائل بأن يونس من المرسلين.
وما دمنا نعرف أ نه كذلك،... فحينئذ تبدأ القضية بشيء من الوضوح الذي سيواكب التفصيلات على نحو ما سنحدده الآن.
إن أول حادثة بدأتها القصة هي: أن يونس أبق إلى الفلك المشحون، أي هرب إلى سفينة مشحونة بالركاب والأحمال.
ومادام السامع أو القارئ متوقعا ـ كما قلنا ـ أن هروب يونس إنما كان بسبب من يأسه من إصلاح القوم، أو لأسباب محرجة تمنعه من المواجهة، فإن لجوءه إلى السفينة، يعني هروبه من القوم والاتجاه نحوتخوم مجهولة، تبدأ نصوص التفسير بتوضيحها.
ولكن قبل التوجه إلى نصوص التفسير، فإن نصوص القرآن نفسه تتكفل بتوضيح بعض الدلالات... وهذا سر آخر من أسرار أو سمات الفن القصصي في القرآن الكريم... حيث تلقي قصة مسرودة في سورة معينة إنارة على قصة مسرودة في سورة اخرى.
وهذا ما نلحظه في سورة «يونس» التي تحدثنا عنها في دراسات سابقة، حيث ورد فيها ما يلي:
{فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس}
{لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا}
{ومتعناهم إلى حين}
هذه الشريحة القصصية تلقي بعض الإنارة على الموقف، فيما تعني أن قوم يونس اتجهوا نحو الدعاء إلى الله فكشف العذاب عنهم.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن قصص يونس التي عرضت في مواقع شتى من القرآن، قد أشارت إلى أ نه ذهب مغاضبا لقومه، حينئذ نستخلص من مجموع القصص أن يونس دعا على القوم، وأن القوم دعوا إلى الله، وإلى أن الدعوتين قد استجيبتا، لكن وفق تفصيلات تتطلب وقوفا مليا عندها، كما سنرى.
تقول النصوص المفسرة: إن يونس (عليه السلام) دعا الله إلى إنزال العذاب على قومه، بعد أن يئس من إصلاحهم سنين كثيرة.
وتضيف هذه النصوص: إن رجلا عالما من أصحابه أشار إلى قوم يونس بالتضرع إلى الله حتى يكشف عنهم العذاب، بعد أن وعدت السماء فعلا يونس بإجابة دعائه. وعندما كشف العذاب عن قوم يونس، كان يونس فترتئذ أوقبلها قد غادرهم مغاضبا لهم بسبب من مواقفهم، واتجه إلى البحر بعيدا عن العذاب الذي توقعه لقومه.
ويلاحظ أن القصة لم تعرض لهجرة يونس ـ من حيث خلفياتها التي عرضت لها قصص اخرى من القرآن ـ، بل بدأت القصة من حادثة الهجرة أو الرحلة نحو البحر.
وكانت الحادثة الاولى التي بدأت القصة بها، هي أن يونس قد هرب إلى سفينة مشحونة بالركاب وبالأحمال:
{إذ أبق إلى الفلك المشحون}
والسؤال هو:
ما هي السمة الفنية التي سوغت بأن تعرض بيئة البحر والسفينة، ثم رسم السفينة وهي مشحونة بالركاب وبالأحمال مثلا ؟
إن الأجزاء الاخرى من القصة تقدم الإجابة على السؤال المذكور، تقول القصة:
{فساهم فكان من المدحضين}
وهذا يعني أن هناك صلة بين المساهمة ـ وهي: القرعة ـ وبين وجود ركاب ووجود بضائع مشحونة في السفينة، تتطلب قرعة معينة، نظرا لحدوث طارئ أو حادث يهدد السفينة.
لكن السؤال يثار أيضا: ما صلة القرعة بالحادث الذي يهدد السفينة ؟
ثم يثار سؤال ثالث: لماذا كانت القرعة من نصيب يونس ؟
هذه الأسئلة الثلاثة تقترن الإجابة عنها بأكثر من دهشة، وإثارة، وتطلع وتشوق، لمعرفة ظواهر ملفعة بضباب فني ممتع.
بالنسبة إلى بيئة السفينة والبحر،... فإن يونس مادام في صدد رحلة بعيدة عن العذاب المتوقع نزوله على القوم، يظل أمرا مألوفا مادام البحر والسفينة يقترنان بعملية السفر. ومع أن بعض النصوص المفسرة تذهب إلى أن السماء ضيقت الطريق على يونس حتى لجأ إلى البحر، إلا أن هناك نصوصا اخرى تذهب إلى أ نه اتجه قاصدا بحر أيلة.
ولكن في الحالتين، فإن ركوب البحر يقترن ـ طبيعيا ـ مع العزم على رحلة ما، مما يشكل ـ في منطق الفن ـ بيئة قصصية لا مناص من رسمها.
وأما رسم السفينة وهي مشحونة بالركاب والبضائع، فبالرغم من أنها تعد أمرا مألوفا بالنسبة لأية سفينة تعتزم الإقلاع من مرفأها، إلا أن هذا بمفرده لا يشكل ضرورة كبيرة من وجهة نظر الفن، ما لم يقترن بدلالات اخرى في هذا الصدد...
على الأخص حينما ندرك بأن القصة القرآنية العظيمة وهي تتميز بالاقتصاد اللغوي، وباختزال التفصيلات التي لا قوام لها في الهيكل القصصي، لا ترسم أدنى تفصيل ما لم يساهم هذا التفصيل في البناء العضوي للقصة، بحيث ينطوي على دلالة معينة.
إذن، لماذا رسمت السفينة وهي مشحونة بالركاب والبضائع:
{إذ أبق إلى الفلك المشحون}
وموضع الشاهد هنا هو كلمة المشحون.
إن هذا الرسم له صلة بحادثة القرعة التي سنتحدث عنها بعد قليل.
ولكن لماذا جاءت حادثة القرعة أيضا ؟
النصوص المفسرة تقدم الإجابة على الأسئلة المتقدمة بوضوح.
تقول هذه النصوص: إن خللا ما حدث في السفينة، أو: أن حوتا اعترضها خلال رحلتها في البحر، أو أنهم أشرفوا على الغرق بسبب أو بآخر.
والمهم أن خطرا داهم السفينة وأن مثل هذا الخطر لابد أن يولد لدى ركابها ردود فعل حاسمة... هنا تذكر النصوص المفسرة دلالة فكرية قد ألمح النص القرآني إليها بإجمال، حينما عرض إلى القرعة... والدلالة هي: أن ملاحي السفينة وركابها كانت لديهم تجربة أو قناعة خاصة بأن السفينة حينما يداهمها أحد الأخطار فهذا يعني أن شخصا مطلوبا من بينهم هو المستهدف من ذلك.
وقد أدرك يونس (عليه السلام) أن شخصيته هي المستهدفة فعلا، أو أن هناك مجموعة تقارعوا فيما بينهم. وهذا ما يأتلف مع ظاهر النص القرآني في قوله تعالى:
(فساهم) أي: تقارع، فكانت القرعة تتجه إلى يونس، وعندها القي في البحر.
إذن تعرض السفينة لخطر مداهم ـ بما فيها من ركاب وبضائع ـ مصحوبا بردود الفعل التي قادتهم إلى القرعة تخلصا من الخطر... كل ذلك يشكل تفسيرا فنيا لأن ترسم السفينة وهي مشحونة، مادام الخطر يداهم أشخاصا وبضائع يتطلب حرصا على أرواحهم وممتلكاتهم.
وهذا كله فيما يتصل بالموقع الهندسي من بناء القصة لرسم السفينة وهي مشحونة بالركاب والبضائع.
ولكن السؤال الجديد هو: لماذا كان يونس هو المستهدف وراء العملية المذكورة ؟
إن القصة القرآنية تستهدف من عرضها للقصة المذكورة جملة من الدلالات، يتوقع القارئ أو السامع استخلاص بعضها بوضوح، منها: قضية الاختبار أو الامتحان الذي تجريه حتى على المرسلين، ومنهم يونس (عليه السلام).
فيونس عندما ذهب مغاضبا لقومه نحو البحر، لم يكن ليؤذن له بعد.
وكانت السماء قد أجابت دعوته ـ وفقا للنصوص المفسرة ـ في إنزال العذاب، غير أن طلائع العذاب ما أن بدأت فعلا، حتى كان قوم يونس قد تداركهم أحد الحكماء مشيرا إليهم بالتوبة، ورفع الأيدي بالدعاء لدفع العذاب وقد استجيبت دعوتهم فعلا.
والمهم، أن ذهابه مغاضبا لقومه سواء أكان ذلك لمجرد الدعاء عليهم، أو لمغادرته من غير أن يؤذن له، أو لأسباب اخرى تذكرها بعض نصوص التفسير من نحو خشيته أن يكذبه القوم في نزول العذاب... وأيا كان السبب، فإن تركه (عليه السلام) لممارسة مندوبة ـ كما التفت إلى ذلك أحد المفسرين ـ فيما نوافقه على أن اللوم قد يوجه لمن ترك فعلا مستحبا ومنه: الرحلة من قبل أن يؤذن ليونس... حينئذ، فإن الاختبار يأخذ مساره في هذا الصدد، بغية حملنا ـ نحن القراء أو السامعين ـ على الافادة من الدلالات التي تفرزها القصة حتى في نطاق ما أوردته النصوص المفسرة، أو بعض ظواهر القرآن التي تشير ـ بمجموعها ـ إلى أن الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراما، وإلى أن تحمل الشدائد حيال المتمردين عبر الاضطلاع بالخلافة في الأرض ومهماتهم الإصلاحية، ينبغي أن تظل في الصدارة من السلوك.
ذلك جميعا يشكل بعض الدلالات التي يمكن أن نفيدها من القصة في ضوء عملية الاختبار التي سنواصل تفصيلاتها المتصلة برحلة يونس (عليه السلام).
لاتزال قصة يونس تلفها بيئة البحر منذ اللحظة التي توجه فيها إلى الساحل...
ثم إلى ركوب السفينة... ثم للخطر الذي داهم السفينة... ثم إلى الاقتراع الذي قاده إلى أن يواجه بيئة جديدة كل الجدة هي البحر نفسه عندما واجه خيارا وحيدا، هو إلقاؤه في البحر.
إلى هنا فإن الأحداث تبدو وكأنها عادية، لولا أن القرعة نفسها تنطوي على دلالة في غاية الأهمية تتصل بشخصية يونس وتعرضه لأزمة اختبار تجريه السماء على شخصيته.
ومع أن النصوص المفسرة تتراوح بين الذهاب إلى أن يونس استسلم لإرادة السماء، بأن ألقى هو نفسه في البحر بعد وقوع القرعة، أو أن المقارعين هم الذين ألقوه في البحر... ففي الحالين فإن حدثا رهيبا، مثيرا، مدهشا سيواجه يونس وهو في غمرة الوقوع في أمواج البحر الرهيبة...
فنحن الآن حيال بيئة جديدة كل الجدة، بيئة البحر التي لا ينفع معها ـ في نطاق الظروف العادية ـ أي تكيف، بل يظل الأمر منحصرا في ممارسة واحدة، هي الاستسلام لأمواج البحر، تتلقف الغريق وتطويه في أعماق البحر،... وينتهي كل شيء.
بيد أن حدثا مفاجئا ظهر في غمار هذه المشاعر التي لفها اختبار السماء.
فالنصوص المفسرة تسرد لنا أن حوتا كان ينتظر السفينة على مقربة منها،...
حتى أن يونس فزع منه ـ وكان يونس قدام السفينة ـ فاتجه إلى مؤخرتها،... لكن الحوت دار إلى يونس وفتح فاه، فالتقمه.
إلى هنا، فإن مشاعر يونس في غمرة التقام الحوت له، تظل كما عبرت القصة عنه:
{فالتقمه الحوت وهو مليم}
قد اقترنت باللوم على ما صدر منه.
بيد أن ذلك كله يظل من خلال مشاعر يونس ذاته.
ولكن ما هي استجابة القارئ أو السامع وهو يواجه عرضا لأغرب حادثة،...
حادثة شخص يبتلعه الحوت.
ترى: ما هو حجم هذا الحوت الذي يبتلع كائنا آدميا ؟
ثم: هل ازدرده الحوت، بحيث أصبح يونس طعاما، وانتهى كل شيء ؟
ذلك ما ستجيب عليه الأحداث اللاحقة من القصة.
القسم الجديد من القصة يعرض لنا ما يلي:
{فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
إن القارئ أو السامع، وهو منبهر تلفه الدهشة والتطلع إلى معرفة المصير الحاسم ليونس وقد ازدرده الحوت، سرعان ما تجيبه القصة على أسئلته،...
ولكن توقعه في دهشة أشد، تنقله من دهشة إلى دهشة أشد. فالقارئ بعد أن كان مبهورا لا يعرف مصيرا ليونس،... إذا به يواجه عرضا لبيئة جديدة لم يألفها على الإطلاق ـ في نطاق الظروف العادية ـ هذه البيئة هي ليست بيئة البحر، بل بيئة حيوانات البحر. بيئة أعماق الحوت، بيئة بطن الحوت، فيما جعلته السماء يتكيف معها، ولكن بأية حالة من التكيف ؟
هذا ما يجهله القارئ تماما.
لكن الذي لا يجهله، هو أن يونس كان يسبح في بطن الحوت. ولأنه كان يمارس عملية التسبيح، فإن السماء لم تتركه إلى يوم القيامة في بطن الحوت:
{فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
بل تركته إلى حين.
وهنا يثار السؤال من جديد، وتغمر الدهشة والانبهار قارئ القصة وسامعها.
إنه يتساءل: ما هي مدة اللبث ؟ ما هو زاد يونس ؟ كيف يمارس العبادة ؟
ثم يقف قارئ القصة على دلالة فكرية، هي التسبيح وسيستنتج لا محالة أن للتسبيح أهمية كبيرة في تغيير مجرى الأحداث.
ألم يكن الدعاء قبل حادثة يونس في بطن الحوت عاملا حاسما في تغيير مجرى الأحداث أيضا، وذلك عندما توجه قوم يونس بالدعاء إلى الله سبحانه برفع العذاب عنهم، حيث رفع العذاب فعلا، نتيجة لأهمية الدعاء ؟
لا شك أن القصة عبر هذه الطريقة الفنية غير المباشرة، قد أوحت لقارئ القصة وسامعها، بأهمية الدعاء وبأهمية التسبيح وبأهمية ذكر الله بحيث أن الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولكنها لا تصيب الذاكر لله سبحانه وتعالى.
وللمرة الجديدة: كم لعملية التسبيح والذكر والدعاء من أهمية خطيرة، مما ألفتت القصة انتباهنا إليه، حينما قالت لنا:
إن يونس لولم يكن من المسبحين، للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون.
والآن لنتجه إلى نصوص التفسير لملاحظة الأضواء التي تلقيها علينا في البيئة الجديدة التي يحياها يونس وهو في بطن الحوت.
تقول بعض النصوص: إن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى الحوت بما يلي:
«إني لم أجعل عبدي رزقا لك، ولكني جعلت بطنك مسجدا له، فلا تكسرن له عظما، ولا تخدشن له جلدا».
والنصوص القرآنية الاخرى، تلقي إنارة على هذا الجانب أيضا، حينما تنقل لنا فقرات من دعائه:
{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
هذا إلى أن النصوص المفسرة تعرض لنا رحلة يونس في بطن الحوت،...
وإلى أنه طاف بيونس البحار السبعة، وإلى أنه مكث أياما... حتى انتهى به المطاف إلى أن قذف إلى الساحل،... إلى الأرض، على هذا النحو الذي يسرده القسم الجديد من القصة:
{فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
وها نحن بعد أن عرضت لنا القصة جملة من البيئات التي اكتنفت يونس بدء بالسفينة، مرورا بالبحر، فبطن الحوت، وانتهاء بالعودة إلى الأرض.
ها نحن بعد أن نواجه سلسلة من العرض القصصي المدهش في بيئات متنوعة،... وفي رحلات منظمة تبدأ من الأرض، وتعود إلى الأرض... تبدأ من الأرض، وتطوف في البحار في بطن الحوت، وتخرج من بطن الحوت، لتعود إلى الأرض من جديد.
ها نحن، بعد أن نواجه هذه السلسلة من الرحلات المدهشة ـ بما واكبها من دلالات فكرية لحظناها خلال ذلك ـ نعود مع الرحلة إلى الأرض ولكن في بيئة جديدة أيضا... في بيئة مدهشة، معجزة أيضا... بيئة العود إلى الأرض بنحو يختلف تماما عن بيئة الرحلة، من الأرض إلى البحر... بيئة الهروب من القوم إلى بيئة العود إلى القوم... الهروب مغاضبا والعودة بنحو آخر... بيئة الذهاب في اطره الاعتيادية، والعودة في اطر اخرى
{فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
{وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين}
ولكن ما هي تفصيلات هذه البيئة الجديدة، ودلالاتها الفكرية ؟
ذلك ما نبدأ بتوضيحه.
بعد الرحلة الإعجازية التي قطعها يونس (عليه السلام) في بطن الحوت، ألهمت السماء الحوت بأن تطرحه بالمكان المقفر من وجه الأرض.
وقد القي في الأرض وهو سقيم كما وصفته القصة.
وبعض النصوص المفسرة تقول: إنه قد ذهب جلده ولحمه، مع أن بعض النصوص ذهبت إلى القول بأن السماء أوحت للحوت بأن لا يمسه بأذى.
ويلاحظ ـ من حيث السمة الفنية ـ أن الإعجاز الذي غلف يونس في حياته داخل أعماق الحوت، لم يعف السمات الجسدية من خضوعها للمؤثرات الطبيعية، مثل ذهاب الجلد واللحم، أو خروجه ـ كما تذهب بعض النصوص المفسرة ـ بنحو يدفعه إلى أن يستظل بالشجر مثلا...
وفعلا فإن القصة تعرض هذا الجانب حين تصف بيئة الأرض التي القي فيها يونس، بقولها:
{وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
حيث كان يستظل بورقها ويمتصها.
وحيال مثل هذه البيئة يواجه السامع أو القارئ سؤال يحوم على الدلالة الفنية لخروج يونس مريضا، ثم إنبات شجرة اليقطين عليه، مع أن لبثه أياما في بطن الحوت، ملفع بالإعجاز، كما أن إنبات الشجر عليه، ملفع بالإعجاز أيضا.
مضافا لذلك هناك سمة فنية اخرى تستدعي التأمل أيضا، وهي أن النص سكت عن التفصيلات التي أنهت حياته في ظل شجرة اليقطين، عندما ارسل إلى مائة ألف أو يزيدون.
مثل هذه الأسئلة الفنية يطرحها السامع أو القارئ منتظرا الإجابة عليها دون أدنى شك، ما دمنا نقر بأن لكل رسم من القصة دلالة فكرية.
في تصورنا الفني الصرف، أن كلا من الإعجاز والاختبار يتراوحان رسم البيئة القصصية في هذا الصدد.
فالقصة في الآن الذي تبرز ظاهرة الإعجاز، تبرز ظاهرة الاختبار أو الامتحان أيضا، مادام هدف القصة حائما على طرح الدلالات المتصلة بهذا الجانب.
إن يونس (عليه السلام) ذهب مغاضبا قبل أن يؤذن له، وهذا ما يسوغ إجراء الاختبار أو الامتحان عليه.
ويونس في الآن ذاته من المرسلين والمرسلون محفوفون بعناية خاصة من السماء، نظرا لاخلاصهم في الممارسة العبادية، مما يستتلي التعامل معهم وفق ظواهر إعجازية لا تتاح للعاديين من الناس.
لا عجب حينئذ لولحظنا إلى جانب ما هو معجز مثل اللبث في بطن الحوت دون أن يفارق الحياة مثلا، ودون أن يتناول المعتاد من الغذاء، إلى جانب إنبات شجرة اليقطين عليه في بيئة الأرض... كما لا عجب لو لحظنا إلى جانب ما هو معجز مثل ما تقدم، ما هو اختبار أيضا، كخروجه مريضا واحتياجه إلى ما يستظل به ويتغذى منه. وفي بعض النصوص المفسرة، أن شجرة اليقطين يبست فيما بعد مما أحزنه كثيرا....
والمهم، أن أمثلة هذا الاختبار تزامن مع العمليات الإعجازية أيضا، للسبب الذي أوضحناه توا.
وتنتهي قصة يونس بإرساله بعد العودة إلى بيئة الأرض:
{إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين}
والملاحظ أن هذه القصة بدأت برحلة يونس دون أن يسبقها عرض لتعامل يونس (عليه السلام) مع قومه، فيما شكل التعامل مع القوم سببا لرحلته نحو البحر، لكن القصة مع ذلك لم تتعرض لحادثة يونس مع قومه.
وأما في سورة سابقة هي «الأنبياء» فإن القصة لم تذكر إلا موقف المغاضبة :
{وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه}
{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
والأمر كذلك في سورة «القلم»:
{إذ نادى وهو مكظوم...}
وأما في سورة «يونس» فإنها تكفلت بعرض حادثة التوبة فيما يتصل بقوم يونس، دون أن تعرض لشخصية يونس.
ويعنينا من ذلك كله، أن نشير إلى أن القصة في سورة «يونس» كانت في صدد تبيين فاعلية الدعاء، وليست في صدد نمط رد الفعل عند يونس.
وأما في النصوص القصصية التي تعرضت لرد فعل يونس فحسب، ونعني به المغاضبة، فإنها أيضا في صدد تناول شخصية يونس لا في صدد فاعلية الدعاء، بالرغم من أن أهمية الدعاء نستكشفها بنحو غير مباشر، حتى في هذه القصة التي نحن في صددها، مادام النص القصصي نفسه يربط بين تسبيح يونس، وبين إنقاذه من الحوت.
وأيا كان الأمر، فإن اجتياز يونس لمرحلة الاختبار الذي تعرض له، قد قرنه النص القصصي مع إرساله إلى مائة ألف أو يزيدون.
وبعض النصوص المفسرة تراوح بين الذهاب إلى أ نه ارسل إلى نفس قومه الأولين، وبين الذهاب إلى أ نه ارسل إلى قوم جدد.
وأيا كان الصواب فإن مجرد إرساله جديدا يحمل دلالة ذات أهمية كبيرة، تتمثل في أن خضوع بعض المرسلين لعمليات الاختبار لا يعني عدم عصمتهم، أوصدور مفارقة منهم بقدر ما يعني ترك ما هو حسن ومندوب إليه في ضوء غضبهم لله تعالى فحسب، مما يستدعي مجرد اللوم.
وبعامة فإن القصة من حيث بناؤها الهندسي بدأت مع شخصية يونس هاربا من قومه وانتهت مع شخصيته عائدا إلى قومه.
في المرة الاولى هرب منهم مغاضبا... وفي العودة إتجه نحوهم مبلغا... ذهب عنهم بوجه، وعاد إليهم بوجه آخر...
وفي ضوء هذا التناسق الهندسي بين الذهاب والعودة، قطع يونس رحلة اختبارية خرج منها بمحصل جديد بعد أن تعرض للأهوال الآتية:
غربة السفر.
مفاجأة القرعة الهادفة إلى إلقائه في البحر.
فزعه من الحوت الذي لاحقه من مقدم السفينة إلى مؤخرها.
وقوعه في أعماق الحوت.
لبثه أياما ساقته إلى المرض.
نبذه بالعراء.
تسربله واقتياته النبات.
لكن الرحلة لم تمتد طويلا، ربما كانت ثلاثة أيام أو اسبوعا، وحسب بعض النصوص المفسرة، أن الرحلة ذهابا وعودة، برا وبحرا، منذ بدء الهروب من القوم وحتى العود إلى القوم كانت أربعة أسابيع... تم خلالها تفجير أكثر من حدث وموقف ومفاجأة، سواء أكان متصلا بالقوم الذين أوشك العذاب أن يستأصلهم لولا أن تداركهم أحد الحكماء واقترح عليهم بالإلحاح في الدعاء، فيما تحقق ذلك فعلا...
وعندها... سواء أرجع يونس إلى قومه بأعيانهم، أو إلى قوم جدد،... فإن الدعاء أنقذهم من العذاب، وآمنهم إلى حين.