x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

امتياز المرأة والرجل

المؤلف:  الشيخ جوادي آملي

المصدر:  جمال المرأة وجلالها

الجزء والصفحة:  ص 258- 261

4-5-2021

2085

البرهان العقلي يقدم على ان امتياز شيئين مختلفين ومتمايزين هو إما حسب علل وعوامل خارجية أو طبق علل وعوامل داخلية. وإذا لم يكن هناك أي تمايز بين هذين الأمرين من حيث العلل الخارجية والعوامل الداخلية ، فإن هذين الأمرين ، يكونان صنفين من نوع واحد ، أو فردين من صنف واحد ، ولكن لا يكونان أبداً نوعين من جنس واحد ، لأنهما في هذه الحالة يحصلان على اختلاف جوهري . إن المبدأ الفعلي والغائي للناس سواء النساء أو الرجال هو واحد ، والدين الذي جاء لتربيتهم هو واحد لكلا الصنفين ، والجزاء الذي هو نتيجة العمل ، هو أصل واحد لكليهما ـ هذا الأمر ، أي نفي التمايز الخارجي ، يقع موضع استشهاد المعصومين عليهم السلام في كثير من المسائل . فقد جاء في الرواية :

( إن الربّ واحد والأب واحد وإن الدين واحد ) (1) .

أي ان العرق ليس عامل اختلاف ، والقومية والزمان واللغة لا تهيئ أرضية امتياز ، حيث يستشهد في هذه الرواية بتساوي العلل والعوامل الخارجية ويقول : بما أن الرب واحد ورجوع الجميع إلى مرجع واحد وجزاء الجميع هو في مقابل العمل فالأقوام والشعوب لا تختلف .

وأما في مسألة العلل والعوامل الداخلية فقد أشير أيضاً إلى أنه يمكن ان تكون هناك اختلافات ضئيلة بين المرأة والرجل ولكن في النهاية جُبرت ، وإذا كان هناك اختلاف بين المرأة والرجل في قسم من الأجهزة المخية ، لكن هذا الاختلاف ليس دليلاً على أنهما مختلفان في جميع الفضائل . طبعاً لعله من اللازم لبعض الأوصاف النفسانية وجود مقدمات وأداة في مخ الرجل ، ولنيل بعض الكمالات الإنسانية الأخرى من اللازم ان توجد أداة في جهاز مخ المرأة .

بناء على هذا إذا بحث شخص العلاقة بين جميع الفضائل النفسانية وذرات المادة واتضح له بشكل كامل أي قسم من تلك الأقسام المخية لازم للوصول إلى الفضيلة الفلانية ، عند ذلك يستطيع أن يدّعي ، أنه نظراً لوجود اختلاف بين جهاز مخ المرأة والرجل ، ونيل الكمالات ليس متساويا فيهما ، ففي النتيجة يكون مقام المرأة أقل من مقام الرجل ، في حين أن إقامة هذا الدليل صعبة ، وهذا الادعاء بدون دليل ليس قابلاً للقبول .

طبعاً هناك نوع اختلاف في جهاز مخ المرأة ، ولكن هل أن جميع الفضائل النفسانية والكمالات الروحية تتوزع على أساس هذه الاختلافات المخية ، أو لا ؟ هذا يلزمه فحص وتخصص آخر . قد يلزم لقسم آخر من الكمالات ذلك المقدار من الذرات التي لدى المرأة وليس الرجل ، فقد أشير في بحوث سابقة أن نسبة قبول الموعظة لدى المرأة أعلى منها لدى الرجل وقطع طريق القلب أسهل لدى المرأة . وبناء على أنه ليس هناك اختلاف من حيث العلل والعوامل الداخلية أو ان الحكم بالاختلافات صعب ، لا يمكن القول : إن للرجل فضيلة على المرأة .

طبعاً أشير في البحوث السابقة إلى أن البحث هو حول الرجل في مقابل المرأة والمرأة في مقابل الرجل وليس المرأة في مقابل الزوج ، وبعض الاختلاف والأوامر والآيات أيضاً من قبيل :

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] أو {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة: 228] .

تتولى بيان مقام المرأة في مقابل الزوج. ومرت نماذج من ذلك أيضاً حيث نلاحظ أحياناً أن للمرأة افضلية على الرجل ، مثل الأم بالنسبة إلى الابن الذي يجب عليه إطاعة أوامرها ، وعقوقها معصية ، وهذه المسائل الداخلية والعائلية لا تدخل بحساب ذلك البحث العام ؛ لأن البحث العام هو بشأن المرأة في مقابل الرجل ، والاختلافات النسبية والأحكام الخاصة تتعلق بداخل الأسرة ، وأحياناً يكون للرجل فضيلة على المرأة أيضاً ، وأحياناً لا يختلفان مثل الأخ والأخت .

إذا لم تختلف العلل والعوامل الخارجية في هذا المجال فليس هناك طريق لتمايز هذين الصنفين ، هناك شواهد كما يستفاد من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام تقوم على أن بني إسحاق وبني إسماعيل متساوون ، عندما دخل شخص على أمير المؤمنين عليه السلام وقال اعطني عطاء أكثر ، فرفع الإمام ـ طبق ما نقله صاحب ( الغارات ) (2) مقداراً من التراب من الأرض وقال بأن جميع الناس هم من التراب وليس في التراب تمايز واختلاف. ثم قال في قسم آخر بأن القرآن الكريم لم يفرق بين بني إسحاق وبني إسماعيل ، لم يفرق القرآن بين الذين هم من أبناء إسحاق وولدوا من أم حرّة . وبين الذين هم أبناء إسماعيل وولدوا من أم أمَةٍ .

يتضح من هذه الآية ان العلل والعوامل الخارجية ليس لها دور (فمن حيث العلل والعوامل الخارجية ليس هناك فرق بين المرأة والرجل والمهم ان يكون هناك اختلاف بينهما في العلل والعوامل الداخلية ، واثبات ذلك صعب أيضاً) .

على أي حال فان البحث يقع في محور الروح وليس الجسم والعوامل الخارجية ، ومن هنا يتضح خطأ الذي أقاموا شواهد من أجل المساواة المادية بين المرأة والرجل ، وكذلك الذين أرادوا أن يطرحوا المسائل في حد الإختلاف ، فأولئك استعانوا بشواهد مادية أيضاً ، في حين أن البحث ليس في محور المادة والبدن بل هو في محور الروح التي هي منزهة عن الذكورة والأنوثة ، والروح سواء على أساس قاعدة الافلاطونيين أو على أساس قاعدة الأرسطوئيين أو على أساس الحكمة المتعالية فمن الواضح أن روح المرأة والرجل لا تختلف من هذه الناحية.

__________________
(1) معالم الحكومة ، ص 404 .

(2) الغارات ، ج 1 ، ص 70 .

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+