الأحزاب في مكة
المؤلف:
احمد السباعي
المصدر:
تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة:
ج2، ص 735- 740
12-12-2020
1504
نهاية الحكومة الهاشمية
الزحف الى جدة :
وكان الجيش السعودي قد زحف في ٥ جمادى الثانية عام ١٣٤٣ الى جدة تحت قيادة السلطان عبد العزيز نفسه فعسكر في الرغامة وابتدأ يناوش جدة المحصورة دون أن يهاجمها.
وكانت المناوشات تشتد مرة وتهون مرات ومساعي الصلح لا تزال مستمرة.
في موسم عام ٤٣ ولما اهل الموسم من ذلك العام ١٣٤٣ أعلن السلطان عبد العزيز أن مكة على استعداد لقبول الحجاج وان السبيل اليها ميسور وان هنالك موانىء غير جدة مفتوحه فاستجاب للدعوة بعض الحجاج من الهند وبعض الأطراف من طريق ميناء رابغ (١).
وآذن يوم عرفة عام ٤٣ فترك السلطان عبد العزيز موقفه من الرغامة وسافر في جيشه الى مكة لأداء الفريضة بعد ان ترك على الطريق من يحميه من الجند واراد الملك علي ان يغتنم الفرصة ليهاجم مكة ولكن حماة الطريق حالوا بينه وبين ذلك.
تسليم جدة :
واستأنف الجيش السعودي بعد الحج حصار جدة فضل معسكرا حولها عدة أشهر من عام ٤٤ وكانت المدينة وبقية مدن الحجاز قد حوصرت في هذه الاثناء ثم اعلنت تسليمها.
وارهق الحصار حكومة جدة لانقطاع الارزاق وقلة المياه فقد كانت جدة تشرب من الآبار القليلة او الماء الذي تقطره آلة صغيرة على شاطىء البحر كما نفذت الذخيرة واستولى اليأس على الملك علي فجنح الى التسليم واتصل من اجل ذلك في ٢٩ جماد الاولى ٤٤ ه بدار الاعتماد البريطاني في جدة ليتوسط المعتمد في ذلك حقنا للدماء وقد ذكر شروطه التي نقلها المعتمد بدوره الى السلطان عبد العزيز في الرغامة.
وقد قبلها السلطان بعد تعديلات بسيطة (2) وبذلك تم التسليم وكانت الشروط كما يأتي :
١ ـ بالنظر لتنازل الملك علي ومبارحته للحجاز وتسليم بلدة جدة يضمن السلطان عبد العزيز لكل الموظفين الملكيين والحربيين والاشراف واهالي جدة عموما والعرب والسكان والقبائل وعائلاتهم سلامتهم الشخصية وسلامة اموالهم.
٢ ـ يتعهد الملك علي أن يسلم في الحال جميع أسرى الحرب الموجودين في جدة.
٣ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز بأن يمنح العفو العام لكل من المذكورين اعلاه (في المادة الاولى).
٤ ـ يجب على جميع الضباط والعساكر ان يسلموا في الحال الى السلطان عبد العزيز جميع اسلحتهم من بنادق ورشاشات ومدافع وطيارات وخلافه وجميع المهمات الحربية.
٥ ـ يتعهد الملك علي وجميع الضباط والعساكر الا يخربوا او يتصرفوا في اي شيء من الاسلحة والمهمات الحربية جميعها.
٦ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز ان يرحل كافة الضباط والعساكر الذين يرغبون في العودة الى أوطانهم ويتعهد باعطائهم المصاريف اللازمة لسفرهم.
٧ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز أن يوزع بنسبة معتدلة على كافة الضباط والعساكر الموجودين بجدة خمسة الآف جنيه.
٨ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز ان يبقى جميع موظفي الحكومة الملكيين في مراكزهم الذين يجد فيهم الكفاءة في تأدية واجباتهم بأمانة.
٩ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز ان يمنح الملك عليا في ان يأخذ معه الامتعة الشخصية التي في حوزته بما في ذلك أتومبيله وسجاجيده وخيوله.
١٠ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز ان يمنح عائلة آل الحسين جميع ممتلكاتهم الشخصية في الحجاز بشرط أن تكون هذه الممتلكات فعلا من الموروثة ولا تشتمل على الاملاك الثابتة المحولة من الاوقاف بمعرفة الحسين الى شخصه ولا على المباني التي يكون الحسين قد بناها في اثناء ملكه لما كان على الحجاز.
١١ ـ يتعهد الملك علي أن يبرح الحجاز قبل يوم الثلاثاء المقبل مساء.
١٢ ـ جميع البواخر التي في ملك الحجاز وهي الطويل ورشدي والرقمتين ورضوى تصير ملكا للسلطان عبد العزيز ولكن السلطان يصرح ان لزم الامر للباخرة الرقمتين أن تستعمل لنقل الامتعة الشخصية التابعة للملك علي المتنازل ثم ترجع.
١٣ ـ يتعهد الملك علي ورجاله وسكان جدة بألا يخربوا أو يتصرفوا في أي شيء من أملاك الحكومة مثل اللنشات والسنابيك وخلافه.
١٤ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز أن يمنح جميع السكان والضباط والعساكر الموجودين في ينبع جميع الحقوق والامتيازات المذكورة بعاليه الا في ما يختص بتوزيع النقود.
١٥ ـ يتعهد السلطان عبد العزيز أن يمنح العفو للاشخاص المذكورة اسماؤهم أدناه ايضا ضمن العفو العام وهم عبد الوهاب ومحسن وبكري أبناء يحي قزاز وعبد الحي بن عابد قزاز واحمد وصالح أبناء عبد الرحمن قزاز واسماعيل بن يحي قزاز والشيخ محمد علي صالح بتاوي واخوته ابراهيم وعبد الرحمن بتاوي وابناؤهم وابناء عمهم حسن وزيني بتاوي وأبناء محمد نور والشيخ يوسف خشيرم والشيخ عباس ولد الشيخ يوسف خشيرم والشيخ ياسين بسيوني والسيد أحمد السقاف وعوائل وأموال جميع المذكورين آنفا.
١٦ ـ اذا خالف الملك علي او رجاله في حال من الاحوال او قصر في تنفيذ أي مادة من المواد المذكورة بعاليه فان السلطان عبد العزيز لا يعتبر نفسه في تلك الحالة مسؤولا عن تأدية ما عليه من هذه الاتفاقية.
١٧ ـ يتعهد الطرفان ـ السلطان عبد العزيز ـ والملك علي ـ ان يكفا عن اية حركة عدائية أثناء سير المفاوضات (3)
وبارح الملك علي جدة في ٦ جمادى الثانية عام ١٣٤٤ الى العراق (4) بحرا حيث استوطنها في بلاط اخيه الملك فيصل الى ان توفي وبذلك انتهى حكم الاشراف في مكة.
ودخل السلطان عبد العزيز جدة على اثر هذا فاستقبله الاهالي مسلمين.
______________
(١) خمسون عاما في الجزيرة العربية ص ٦٩
(2) راجع تاريخ نجد الحديث للاستاذ امين الريحاني ص ٣٦٣ وما بعدها
(3) الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ص ٢١٨ وما بعدها
(4) تاريخ نجد الحديث ص ٣٨٦ وما بعدها
الاكثر قراءة في مكة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة