x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

مكة بعهد بعض الولاة

المؤلف:  احمد السباعي

المصدر:  تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع

الجزء والصفحة:  ج2، ص 457- 495

22-11-2020

1332

مكة بعهد بعض الولاة

 

عبد الكريم بن محمد بن يعلي :

ولم يمكث عبد المحسن في الامارة اكثر من تسعة ايام ثم تنازل عنها لاحد الاشراف من ذوي بركات هو الشريف عبد الكريم بن محمد بن يعلي بعد موافقة الاشراف على ذلك وبذلك ساعد على خروج الامارة من ذوي زيد الى ذوي بركات وقد جرى مرسوم التنازل في حفل عام بالمسجد سجله القاضي وأخذ تواقيع الاشراف بموافقتهم على ذلك (1).

 

سعد بن زيد للمرة الرابعة :

وفي هذه الاثناء كان الشريف سعد ابن زيد الذي ترك الامارة فارا من المهاجمين ـ وهو والد سعيد ـ لا يزال مقيما في مكة لم يتعرض له المهاجمون فما لبث ان اشتبك في مشادة كلامية مع قائم مقام الأمير عبد الكريم ثم تطورت المشادة حتى غضب له بعض اقاربه فاشتبك القتال ثم تطور فوقعت الفتنة بين ذوي زيد وذوي بركات وبقية الاشراف فكان الظفر من نصيب ذوي زيد فأجلوا خصومهم عن البلاد ونادوا بامارة سعيد بن زيد في ٦ شوال من السنة نفسها ١١١٦ وهي الولاية الرابعة له (2).

ويقول الدحلان (3) ان اول من ثار على عبد الكريم هو الشريف سعيد فقد اتصل ببعض القبائل «الحربية» في ديارهم فلم ينصروه فاتصل بقبائل من جهينة فنصروه فاحتل بهم ينبع وأخذ ما فيها من غلال الصدقة الخاصة بمكة ووزعها على من والاه ثم ما لبث أن وجه اليه أمير مكة مقاتلته فهزم جموعه في واقعة شديدة. وذلك في ١٤ جمادي الاولى ١١١٦ ثم يشير الى حادثة سعد والد سعيد فيذكر انه بعد أن اقام بمكة اياما في عهد الحكومة الجديدة انتقل الى المعابدة ـ ولعله أراد العابدية وهي غربي عرفة ـ ثم ما لبث ان اختلف مع الشريف عبد الكريم لامتناع هذا عن تخصيص نفقة له فجمع جماعة من الروقة وهم فرع من عتيبية شرقي مكة وأراد ان يهاجم بهم الطائف فصدته حامية فأخذ طريقه الى مكة وفي الوقت الذي كان ابنه سعيد يقوم بعدوانه في ينبع.

وانتهى سعد الى مكان بالقرب من الجعرانة ثم انحدر مما يلي أذاخر حتى انتهى الى القرب من المعابدة ولما شعر بقوة الدفاع كر راجعا الى الخرمانية فأدركته خيل الشريف عبد الكريم وقوة من الاتراك والمغاربة من عسكر الباشا واستمر القتال حتى جرت الدماء من الخرمانية الى ريع أذاخر (4) وقد اختفى سعد ثم ظهر في الزيمة ومنها سار الى شرقي الطائف واتصل ببعض قبائل

زهران وغامد فنصروه وقد انحدر بهم الى الجنوب حتى احتل القنفذة فندب له الشريف عبد الكريم بعض المقاتلة من الاشراف والعربان ولحق عبد الكريم بالجيش وقد اصابته الهزيمة فاعاد الكرة حتى هزم سعدا وبفرار سعد بقي عبد الكريم في القنفذة ، وواصل سعد فراره حتى دخل بلاد غامد وليس معه الا ثلاثة من الخيل ومثلها من الهجانة فاستطاع ان يستميل اهل غامد ويسير بهم الى الطائف فيحتلها في جيش بلغ ألفا وثلاثمائة من غامد وزهران وذلك في ٢٦ رمضان عام ١١١٦ ثم انحدر في جيشه للهجوم على مكة وكان عبد الكريم لا يزال في القنفذة فاستعد الباشا رئيس الفرقة التركية للقائه وساعده انصار عبد الكريم واعلن الباشا النفير العام في مكة وهرع ومن معه الى مجلس القاضي كما فعل خصومهم من قبل! واستصدروا حجة شرعية بوجوب القتال والدفاع! واعتمدتهم الحجة «طبعا!!» اصحاب البلاد الشرعيين! كما اعتمدت خصومهم قبلهم وأفتت بوجوب قتال قطاع الطرق! (الذين كانوا قبل أيام شرعيين!! في رأيها) وهكذا تدور صكوك الشرع بدوارن الايام وتؤيد اليوم ما رفضته بالامس او حكمت بكفره!!

وانتهى سعد الى مكة في ٢٩ رمضان عام ١١١٦ فاشتبك مع المدافعين في «الخريق» بجوار المعلاة ثم دخلها ظافرا في شوال بعد ان هرب جيش عبد الكريم منها. وهكذا نودي بامارة سعد للمرة الرابعة (5)

 

 (اعمال غامد وزهران) وسعد للمرة الرابعة :

 واحتفل به في موكب حافل مشى فيه القضاة والعلماء! الذين افتوا بقتاله بالامس!! وشرع المحتلون من غامد وزهران (6) وبعض القبائل يعيشون في مكة فنهبوا كثيرا من بيوتها حتى كانوا ينزعون الثياب من اجساد أصحابها وهاجموا كثيرا من البيوت وساموا الناس انواعا من الذل والاهانة والضرب فاشتد الذرع بالناس واسقطت بعض الحوامل من هول ما يجري (7).

وبذلك كتب الشريف سعد في تاريخه الطويل صفحة من احلك الصفحات سوادا في تاريخ مكة واذا كان لي ان اعجب فعجب من هؤلاء المتسلطين الذين ينسون في سبيل الظفر بمقاعد الحكم أخلاقهم ومروءتهم ولا يبالون في سبيل أغراضهم أن يهتكوا أعراض المسلمين ويستحلوا دماءهم فيتنازلوا بذلك عن حظهم في الاسلام واعجب من هذا أن يجدوا في ذلك من يهنئهم بما احرزوا او يشيد بحميتهم وذودهم عن الاسلام.

وأبى ان يستسلم الباشا التركي لسعد وتحصن في بيته بقوة مدافعه فجمع سعد الناس في المسجد الى اجتماع عام وبين لهم حجته فيما فعل ثم سألهم ألست أحق بها وأهلا لها؟!! فقالوا نعم! وأعادها مرة اخرى فقالوا : نعم!! فكلف كبارهم ان يتصلوا بالباشا ويقنعوه وقد رضي الباشا بعد ان استكتبه حجة شرعية بما فعل (8).

 

عبد الكريم للمرة الثانية :

 ولم يدم سعد في امارته الا ١٨ يوما لأن الأمير عبد الكريم الغائب في اليمن عاد في جموعه من بني عمومته وانصاره من قبائل عتيبة وحرب (9) فهاجم مكة واحتلها في ١٧ شوال عام ١١١٦ بعد ان اجلى سعدا عنها الى العابدية غربي عرفة حيث توفي بعد ذلك بأيام (10)

وحدثت في هذه الموقعة مقتلة شديدة لا تقل عن سابقتها قبل اسبوعين فقد استمر الظافرون يفتكون بخصومهم يومين كاملين حتى اكتظت الشوارع بجثث القتلى وعجز الناس عن مواراتهم فصاروا يحملونهم على عجلات ويرمونهم من رواشن دار السعادة ثم يجرونهم جرا الى حفرة كبيرة اتخذوها لدفنهم بالجملة وجمعت الرؤوس فبنى بها «رضم» في المعلاة فوق طنف السبيل الذي كان معروفا هناك بسبيل السلطان مراد لتبدو عبرة لمن يعتبر من خصومهم (11) ويعلم الله أنها لم تكن عبرة بقدر ما كانت شاهدا على قسوة بعض اصحاب السيطرة من المسلمين ومبلغ جبروتهم.

وما كاد يستقر الامر لعبد الكريم حتى منيت البلاد بمشكلة جديدة تجلى فيها فوضى النظام السياسي العثماني باوضح معانيه وقاست البلاد من جرائه أسوأ ما يمكن أن تقاسيه.

ذلك أن صنجق جدة سره ان يظفر عبد الكريم بالنتيجة التي انتهى اليها فكتب محضرا بما حدث ثم استشهد فيه بخطوط العلماء والاهالي الذين تعبوا من التوقيع لكل منتصر وطلب في نهاية المحضر نيابة عن نفسه وعن هذه الامة الحائرة تأييد عبد الكريم وأرسل بذلك الى مصر لتقديمه من طريقها الى الباب العالي في استامبول.

وكما كان سنجق جدة يميل لعبد الكريم كان صاحب مصر يميل الى الطرف الثاني الذي فيه سعيد ووالده سعد. لهذا أو لأنه على خلاف شخصي مع صنجق جدة رأى ان ما يؤخر ما كتبه جدة ويكتب غيره ليبين فيه ان عبد الكريم كان معتديا على سعد وسعيد وان العدل يقضي بتأييد سعيد في امارة مكة (12).

وهكذا يبقى الباب العالي غافلا عما يجري وراء الكواليس تاركا أمور رعاياه الى اكثر من مشرف ليصطرع المشرفون فينفذوا أغراضهم كما املتها عليهم أهواؤهم ويتركوا مكة في تضاعيف ذلك تعاني من ويلات هذا الاضطراب ما يشيب لهوله الاطفال دون ان يكون للمسؤولين من العثمانيين مسلك ينفذ الى صميم الواقع وتستقر عليه.

وهكذا شخص كتاب مصر الى استامبول ثم ترك كتاب جدة يأخذ طريقه في اعقابه ليصل متأخرا وقد حدث ما اراده صاحب مصر فان كتابه ما كاد يصل حتى صدر الامر الى مصر باعادة الشريف سعيد بقوة السلاح ولا تسأل عما حدث في أثر ذلك فقد مضت الحملة العسكرية المصرية تحمل الامر الجديد في ضجة اضطربت لها مكة وهاج لها الموسم وتواردت الرسل الى عبد الكريم باوامر العزل فنشط للبحث عن المتعبين بين المد والجزر من العلماء وأعيان الاهالي!! يجمعهم في المسجد ويهيب بهم ألست صاحب الحق؟ الست العادل الوحيد؟ الستم راضين بولايتي عليكم فيقولون نعم ثم .. والله نعم ... والواقع اني لو كنت فيهم لقلت نعم كما يقولون لانها الكلمة الوحيدة التي تمليها قواميس السياسة الغاشمة في كل عصر.

ويقول الشريف عبد الكريم ان العثمانيين أرسلوا سعيدا ليتولى عليكم فيهمهم الخاصة برفض الاوامر العثمانية ويصيح العامة على جوانب المسجد انه باطل فتردد الاروقة صدى اصواتهم باطل. باطل (13)

ويجتمع المتجمهرون ويلحق بهم المرتزقة في البادية ليمشوا في ركابه ما ظفروا وينقلبوا الى خصمه أول ما تبدو بوادر الفشل.

وهكذ يلمع السلاح في ضحوة اليوم الرابع من ذي الحجة في أيدي المدافعين على كثب من ذي طوى بينما يختلس بعض المصريين خطاهم الى المسجد ليبرزوا للقاضي مرسوم السلطنة بتولية سعيد ويعلنوا قراءته فيثور من في المسجد منادين بطاعة الخليفة بعد ان كان صائحهم ينادي انه باطل فيضطرب المسجد وتسل السيوف من اغمادها ويصيح صائحهم «ليخرج عبد الكريم من مكة .. أندبوا من يطرده من ذي طوى» (14) فيخف الرسل من العلماء يرجونه التنحي لسعيد الى انقضاء الموسم فيرفض المناصرون من حوله ويتفرق المرتزقة من الاعراب بحثا عن ميدان جديد يرتزقون من صليل سيوفهم فيه.

وينطلق اهل الفساد والجائعون ليغتنموا فرصة النهب والسلب واضطهاد الحجاج والاهالي في سبيل الكسب ، ويشتد الغلاء حتى أن أحدهم ليشتري كبشا في ذلك الموسم في عرفة بعشرة احمر (15).

 

سعيد للمرة الرابعة :

وهكذا ينحاز عبد الكريم الى وادي مر ليترك الطريق لموكب سعيد آخذا سمته الى المسجد بين جماهير المهنئين ومدائح الشعراء والمنشدين يصطف امامه علية القوم من المتعبين بين المد والجزر ، وبذلك تتم الولاية الرابعة لسعيد في ٦ ذي الحجة من السنة نفسها عام ١١١٦.

ويظل الشريف عبد الكريم في وادي مر ثم ينتقل الى العمرة في ١٥ ذي الحجة ثم يتصل بذي طوى فيشتبك في قتال شديد مع مقاتلة سعيد ويحتل الجزء الغربي الجنوبي من مكة الى سوق الصغير لولا ان الحامية التركية تتقدمها فرقة الانكشارية تنجد سعيدا في اللحظة الاخيرة وتساعده على طرد عبد الكريم بعيدا عن مكة.

ويظل سعيد في مكة على هذه الفوضى نحوا من خمسة اشهر تعاني مكة في خلالها من المصاعب والفتن وغلاء المعيشة ما لا يطاق ثم تروج الاشاعات بأن مصر تلقت أمرا سلطانيا جديدا بعزل سعيد وتولية عبد الكريم فيتفاقم الاضطراب.

وليس في هذا من جديد ، فقد علمنا ان خطاب صنجق جدة الذي يطلب فيه تأييد عبد الكريم اخره القائد في مصر ، وقدم غيره بتأييد سعيد ثم أطلق الثاني خلفه فجاءت الأوامر بتأييد سعيد كما اراد قائد مصر. ثم لحقتها أخرى بتأييد عبد الكريم بدله كما اراد صنجق جدة سليمان باشا.

 

القتال في المسجد :

وانتهت الاشاعات الى الشريف سعيد بمكة بقرب وصول أوامر عزله فارتبك في امره وعلم انها دسيسة صنجق جدة ، فثار غضبه ودفع عبيده وجنده ليحاصروا الصنجق في بيته بمكة ، ثم ارسل الى القاضي يطلبه استدعاء الصنجق ليقيم عليه الدعوى امامه ، فاعتذر الصنجق من حضوره لاضطراب البلاد بالفتنة ، فقبل القاضي عذره فثار مقاتلة الشريف سعيد في المحكمة واطلقوا رصاصهم فيها وأساء بعضهم الى القاضي ثم خرجت جموعهم الى المسجد قاصدين الهجوم على بيت الصنجق بالقرب من باب الوداع فقابلهم اتباع الصنجق في رواق باب الوداع وتبادلوا واياهم اطلاق الرصاص في المسجد ، واشتد القتال حتى اظلم الجو من دخان البارود وازداد عدد الجرحى والقتلى في ارض المسجد وسطحه وبعض البيوت المجاورة له وابطلت لذلك خمس صلوات في المسجد (16) ثم اصطلح الفريقان في اليوم الثاني في مجلس القاضي.

ولم يمنع الصلح بقاء الارتباك في مكة لان الفوضى ظلت شاملة فيها وقد وافى بريد السلطان بعزل الشريف سعيد وتولية عبد الكريم في ١٨ من شهر رجب عام ١١١٧ فلم يضع حدا للفتنة لاننا نرى ان الشريف سعيدأ ظل يماطل بين القبول والرفض وانه لم يغادر مكة إلا في ٦ شعبان أي بعد ١٨ يوما قضاها في المحاورة والتغافل وقد غادرها الى مصر حيث أقطعه السلطان ما يكفيه فيها.

 

عبد الكريم للمرة الثالثة :

 وبمغادرة سعيد مكة دخل الشريف عبد الكريم ابن يعلي في موكب حافل مشى فيه العلماء والاشراف ، وبذلك تمت ولايته للمرة الثالثة (17).

وهكذا مضى عام ١١١٦ ونصف عام ١١١٧ ومسرح البلاد يعج بفتن المتسابقين الى الحكم ويصطخب بثوراتهم ويتعرض المسجد في تضاعيف ذلك الاشتباك بين المتقاتلين ويدوي رصاصهم فيه بين الاروقة وحول صحن الكعبة فيحول ذلك دون صلاة المصلين وتفترش جثت القتلى والمصابين ارضه.

وبعد بضعة ايام دعا الشريف عبد الكريم اشراف مكة الى الاجتماع بحضور المقاضي وخطب فقال ما معناه «اني ارى ان تكليف البلاد بما يلزم لنفقاتنا الفادحة كان سببا في هذه الفتن لهذا فاني أرى أن نأخذ اقسامنا في حدود الواردات ولا نطمع الى ما يرهق البلاد وأن نصيبي في ربع الواردات يكفيني واتباعي فاكتفوا بالأرباع الباقية ولا تطمحوا لغيرها واني على استعداد للتنازل لأي شخص يستطيع ان يقوم بمهمات البلاد اذا كان يكفيه أقل من ربع الواردات» فقبل الاشراف منه وسجل القاضي موافقتهم.

وبذل عبد الكريم جهده في تأمين السبل حتى أمنت وقد اعترض جماعة من هذيل (17) سير البريد في طريق جدة فأمر بأن يشنفوا وعلقوا بين المعلاة والمسعى وسوق الصغير وكان عددهم احد عشر شخصا (18)

والذي يلفت النظر ان الأمراء الى هذا العهد كانوا يصدرون أحكامهم في مثل ذلك بدون مراجعة الباب العالي واعتقد انهم يستصدرون بذلك أمرا شرعيا من قاضي مكة وقد تغير الحال في العهد الذي يليه.

واستقر امر عبد الكريم بعد ذلك شهرا ثم وافته الاخبار بان سعيدا هاجم القنفذة (19) في جموع كثيرة واحتلها وانه ماض في طريقه الى مكة فخرج عبد الكريم لملاقاته في جيش من الاتراك والعبيد والتحم القتال بينهما قرب الحسينية فتفرق شمل سعيد.

وفي صفر عام ١١١٨ عاد سعيد الى الظهور في الطائف بعد ان احتلها في جموع كثيرة فخف لملاقاته عبد الكريم وهزمه واستأنف سعيد الهجوم في منتصف عام ١١١٩ فهزم مرة اخرى ثم استأنف هجومه على الحسينية بالقرب من مكة في اوائل عام ١١٢٠ فلم يوفق وانتقل القتال بعدها الى مسجد نمرة والعابدية فلم يظفر سعيد وجاءت التوصيات من الخليفة تشدد في اليقظة لاقصاء سعيد فارسل عبد الكريم يبلغه ذلك ويطلبه الارتحال فارتحل الى اليمن.

 

هدم وتوسعة :

وفي هذا العام فكر رجال الحكومة في مكة وعلى رأسهم الشريف عبد الكريم في توسعة الشوارع. فندبت لجنة لذلك كانت تدور في الاسواق لتشرف على هدم الدكك الخارجة عن حدود الدكاكين والبيوت وازالة المباسط من الاسواق وكذلك «الاشرعة» الظلل وقد استمر العمل على ذلك عشرة ايام (20).

وفي هذا العام حدث شجار يوم النفر في عرفة بين رجال المحملين المصري والشامي كل يريد السبق ويذكر الدحلان ان السبق المعتاد للمحمل المصري وقد كادت الفتنة تقع لولا ان بعض اعيان الاشراف ادركوها بايعاز من الشريف عبد الكريم.

وغزا الشريف عبد الكريم بعض قبائل مطير في عام ١١٢٢ فظفر بها.

 

سقوط عبد الكريم :

وحدثت في هذا العام حادثة جاءت ذيولها على علاقة الشريف عبد الكريم بالعثمانيين فأسقطت حكومته.

ذلك انه كان لاشراف مكة على حجاج الحسا أتاوة خاصة جرى بذلك العرف القديم لديهم وقد اراد أمير الحسا في هذا العام أن يماطل فيما جرى به العرف فاتصل بقائد العسكر التركي نصوح باشا فمنع الاشراف من التعرض له فشكى الاشراف امرهم الى الشريف عبد الكريم فبعث الى نصوح باشا يمنعه من التدخل في شؤون بلده فغضب الباشا وتوعد فلما أتم الحج رحل الى المدينة فتعرضت له قبيلة من حرب فلم يخالجه شك في أنها دسيسة من عبد الكريم فاستكتب اعيان الحجاج في قافلته محضرا بالامر وقدمه الى استامبول ثم ابدى رأيه في توجيه الامارة الى الشريف سعيد فوافق الباب العالي على هذا وارسل مرسومه بذلك فوصل الى المدينة في اواخر شوال عام ١١٢٣ (21).

وكتب نصوح باشا من المدينة الى قاضي مكة وصنجق جدة بالامر واطلق مناديه في المدينة بتولية الشريف سعيد فاضطرب أمر عبد الكريم وصمم على الدفاع وعصيان الامر العالي فجاءته الاخبار بان الشريف سعيدا وصل الى الطائف بجموع حاشدة وانه يتوجه الى مكة فخرج لملاقاته فالتقى الجمعان في عرفة في ٢٢ ذي القعدة عام ١١٢٣ وجرى القتال بينهما طيلة اليوم ثم أصلح الاشراف بينهما على ان يبقى الشريف سعيد بعيدا عن مكة الى ما بعد أيام منى. الا ان الشريف عبد الكريم ما كاد يقفل راجعا الى مكة حتى علم انه نودي بالشريف سعيد فاغراه بعضهم بأخذ الامر عنوة ولكنه رأى ان لا فائدة ترجى من ذلك فترك مكة واتجه الى وادي فاطمة فاقام به وبذلك كان آخر عهده بامارة مكة بعد ان تولى امارتها ثلاث مرات كان مجموعها ست سنين وعشرة اشهر (22).

 

من اغنياء الهند :

وفي اواخر عهد الشريف عبد الكريم وردت الى مكة صدقة لفقراء الحرمين من الهند قدرها خمسة لكوك (23) وقد وزعت بينهم فنال مكة من ذلك خير كثير (24) ولا أدرى لم لم يفكر اغنياء الهند يومها في انفاق مثل هذا المبلغ الضخم في انشاء مشروع زراعي أو صناعي يعود على اهل البلاد بخيره الدائم. لاريب ان المسلمين لو فعلوا هذا في عهودهم لكان لمكة شأن غير شأنها اليوم.

 

سعيد للمرة الخامسة:

وعلم سعيد بخروج عبد الكريم فجاء الى مكة واستقبل فيها في موكب حافل في اواخر ذي القعدة وأقبل اصحاب الحل والعقد من المتعبين بين مد السياسة وجزرها يمشون في موكبه مهنئين!! وبذلك تم الامر للشريف سعيد للمرة الخامسة (25).

واقتنع عبد الكريم بما حدث وعاد يطلب من سعيد السماح له بالاقامة بالحميمة (26) بالقرب من وادي مر فسمح له سعيد بذلك ثم رحل الى ديار حرب فأقام بها مدة ثم سافر الى مصر فاستمر بها الى ان توفي بالطاعون في سنة ١١٢٣ واستقر سعيد في إمارته بعد الذي عانى من الشدة ودام أمره نحوست سنوات.

وألم به في المحرم من عام ١١٢٩ مرض لم يمهله طويلا ثم قضى عليه في الحادي والعشرين منه (27).

ومن غريب ما يذكر صاحب اتحاف فضلاء الزمن «مخطوط» ان الشريف سعيدا مرض في عام ١١٢٨ فجيء اليه بساحر يكشف له امر مرضه فطلب الساحر احضار عبد غشيم وكتب على جبينه شيئا فصرع العبد فسأله الساحر عن اسباب المرض فقال ان تكرونيا يسكن زاوية الجنيد كتب له سحرا ودفنه في بستان عينه فبحثوا عن ذلك فوجدوا لوحا من رصاص مكتوب كما وجدوا بعض الاوراق والابر والشعر فقبضوا على التكروني فأقر انها اعمال سحرية صنعها بطلب من بعض آل بركات. فهل نوم الساحر العبد تنويما مغناطيسيا كما يدعي اصحاب فن التنويم أم ان في الامر شيئا آخر؟

 

عبد الله بن سعيد :

وبوفاته اجمع كافة الاشراف على تولية الشريف عبد المحسن احمد بن زيد كبير الاشراف ذوي زيد في عصره فلم يوافق على ذلك وعندما احتفل بتقليد الامارة وضع باشا العسكر الخلعة على منكبه فأزاحها في لطف وقدمها لعبد الله بن سعيد نجل المتوفي ثم لاطف المجتمعين حتى قبلوا رأيه في اختيار عبد الله بن سعيد (28).

 

علي بن سعيد :

ولم يدم عبد الله فيها الا سنة ونصف السنة ثم اختلف أمره مع الأشراف فعادوا لعبد المحسن ابن احمد بن زيد يرجونه قبول الامارة فأصر على رفضه السابق فطلبوا ان يختار لهم أخاه مباركا بن احمد بن زيد فأبى ذلك على اخيه وقال : اذا ابيتم الا ان اختار فاني ارى تولية علي ابن سعيد أخي المعزول فقبلوا ذلك منه فتوجهت الامارة اليه ولم يفكر فيها وفي ذلك يقول الحسين بن مطير من شعراء مكة :

وكم طامع في حاجة لا ينالها    

ومن آيس منها أتاه بشيرها

وبذلك نودي بعلي في ٢٧ جمادي الاولى عام ١١٣٠ (29)

 

تزاحم جديد :

ووافق موسم الحج من ذلك العام ١١٣٠ فاجتمع الاشراف من ذوي بركات وغيرهم على نقل الامارة من ذوي زيد الى يحي بن بركات واجتمع بعضهم الى امير الحج الشامي وحاولوه لمساعدتهم فقبل ذلك منهم ثم سأل عن عبد المحسن بن زيد ليستشيره في ذلك فعلم انه مقيم بالحسينية (30) فكتب اليه يسأله عن رأيه فلما وصله كتاب امير الحج رأى ان بعض الاشراف يميل الى اخيه مبارك بن احمد بن زيد ولعله آنس بميل اخيه الى الموافقة فاستشاط لذلك وقال جملته التي تستحق الخلود وفيها «انه ليس بعد الولاية الا انتظار العزل واذا صار العزل غدوت مطرودا في جميع الطرق والمسالك».

ثم ما لبث ان شارك في اجتماع الاشراف حتى وقع الاختيار على كبير آل بركات «يحي بن بركات» فكتب عبد المحسن الى امير الحج بذلك (31) فكان لما كتب وقع كبير لدى امير الحج وجميع الاشراف من آل بركات لأن شريفا مثله من آل زيد اذا شايع نقل الامارة الى آل بركات فان في ذلك ما يستحق الاكبار.

 

يحي بن بركات :

ونودي بالشريف يحي بن بركات اميرا على البلاد في ٦ ذي الحجة عام ١١٣٠ فغادرها على الفور علي بن سعيد دون أن يبدي مقاومة وكانت ولايته لا تتجاوز مدتها بضعة اشهر (32).

واشتهر يحي باليقظة فقد ذكروا انه كان يشارك العسس في اعمالهم طوال الليل حتى يؤذن الفجر فيصلي جماعة في المسجد الحرام حتى انه لم يترك ذلك ليلة زواجه (33).

وبالرغم من ذلك فانه ما لبث ان استؤنف النزاع بين ذوي بركات وذوي زيد وقد اصر ذوو زيد على مناهضة الحكم الجديد حتى يظفروا بالامارة لانفسهم وقد فعلوا هذا على اثر تقلده الحكم بزمن قصير واستمروا عليه طوال سنة ١١٣١ وبعض سنة ١١٣٢ وساعدهم على هذا موت عبد المحسن بن زيد في هذه الاثناء وقد استطاعوا قلب الامارة واعلان الحرب ضد الامير فاجلوه عن مكة واستولوا عليها (34)

 

مبارك بن احمد بن زيد :

وباستيلائهم عليها اختاروا أخا عبد المحسن بن زيد ـ مباركا ـ فنادوا بامارته في عام ١١٣٢ فظل على ذلك بقية العام وبعضا من سنة ١١٣٣ ثم استأنف الخلاف سيرته بين انصاره من ذوي زيد وخصومه من ذوي بركات فتألب الخصوم ضده وكانت حجتهم ان مباركا لا يفيهم حقوقهم وظلوا على تألبهم زمنا غير يسير ثم زحفوا مهاجمين الى مكة فخرج مبارك للقائهم في شوال عام ١١٣٣ وقد حمل عليهم حملة صادقة ففرقهم ثم صالحهم على ان يوفيهم حقوقهم (35).

 

فتنة أغاوات المدينة :

وفي عهد مبارك ثارت فتنة بين أغاوات المدينة ورجال حاميتها من العسكر ذلك ان رجلا من توابع الاغوات اراد الانخراط في سلك الجندية فحيل بينه وبين ذلك الغضب لاجله أغاوات المسجد واغلظ بعضهم القول لرجال الحامية فثارت الفتنة وتحصن الاغاوات بالمسجد فأراد قاضي المدينة ان يتوسط للصلح فامتنع الاغاوات من الحضور الى المجلس ولعلهم خافوا ذلك فاعتبرهم القاضي عصاة للشرع وأمر بقتالهم في المسجد فقاتلوهم فيه وبذلك عطلت صلاة الجماعة ثم ما لبث الأغاوات أن طلبوا الامان فابى رجال الحامية الا بتقديم كبارهم الى مكة ليرى الشريف مبارك رأي الشرع فيهم فقبلوا ذلك وتقدم من كبار هم خمسة اوستة أشخاص اعتقلتهم الحامية وارسلتهم الى الشريف في مكة فثبتت ادانتهم لديه فكتب الى الخليفة بذلك فجاءت الموافقة بعقوبة بعضهم ونفي الآخرين.

وأراد الأغاوات ان يثأروا لانفسهم فاتصل بعضهم بعاصمة الخلافة في تركيا واقنعوا المسؤولين بانهم كانوا مظلومين وان اسباب الفتنة كانت سعاية أهل المدينة وعلى رأسهم عبد الكريم البرزنجي وكان من جملة علمائها فصدر الامر بقتل المذكور وبعض المتهمين معه ففر البرزنجي الى جدة.

 

المظلوم في جدة :

وقبض حاكم جدة على عبد الكريم البرزنجي ونفذ فيه حكم الاعدام شنقا ثم تركه مسجى في بعض الشوارع حتى توسط له بعض المقربين ودفنوه في الجهة التي تسمى اليوم باسمه «حارة المظلوم» نسبة اليه (36).

 

يحي بن بركات للمرة الثانية:

 واستقر امر الشريف مبارك بن احمد ابن زيد في مكة كما يبدو الا ان دار الخلافة ما لبثت ان أثارت النزاع الأمير المعزول يحي بن بركات استطاع في عام ١١٣٤ ان يتصل بالخليفة في دار السلطنة ويرجوه تأييده فلم يستطع الخليفة ان يخيب ظنه فأمر بتعيينه في الامارة متغافلا عن وجود الامير مبارك الذي يتولى حكمها بمرسوم صحيح .. تغافل عن كل هذا وامر بان تدعم اوامره الجديدة بقوة أمراء الحج الشامي والمصري العسكرية (37) وبذلك أثار الفتنة التي كانت نائمة وأباح الفرصة للمتقاتلين لتشتبك اسلحتهم في زحام الموسم أيام الحج.

وهكذا انتهى الامير الجديد الى مكة فوصلها في عسكر جرار في ٦ ذي الحجة عام ١١٣٤ وقد قاومه مبارك ما استطاع الى ذلك سبيلا وفي مقاومته شيء من معاني الرفض لأوامر الخلافة هيأهم الخليفة لها.

وبذلك تم لآل بركات العودة الى الامارة في شخص يحي بن بركات وهي الولاية الثانية له (38).

 

بين ذوي زيد وذوي بركات :

ولم يستقر الامر ليحي بن بركات لأننا لا نلبث ان نجد ان الامير المهزوم مباركا الزيدي يعتصم في اطراف الطائف بمكان يسمى جرجه (39) بين وادي ليه وبلاد ثمالة ولعل يحي اراد ان يرهبه فعامل اتباعه من ذوي زيد بالعنف وابعد كثيرا منهم وأراد ان يهدم قصر امارتهم «دار السعادة» فلم يتهيأ له ذلك.

واستفاد مبارك من شدة يحي وضم اليه في جرجة (40) جميع الاشراف المبعدين والهاربين واستعان بكثير من قبائل ثقيف وبجيلة وناصره وبني سعد واتخذ له حصنا شاهقا كان لبعض بني ثقيف في جرجه وظل مقيما فيه ينظم اموره للهجوم.

واستعان يحي بعساكر الاتراك وحامية جدة وسار بهم نحو الحصن ففر اصحاب الحصن فعاد يحي منصورا واستأنف الشدة مع بقية المقيمين بمكة من ذوي زيد وبعض الاشراف من غيرهم وبعض الاهالي ممن آنس ميلهم الى مبارك فاضطربت الاحوال في مكة واشتد الغلاء وكثرت حوادث السطو وفر من استطاع الفرار الى نواحي الطائف ، فشجعوا يحي على المسير فاستأنف جميع القبائل وسار بهم الى الطائف فاحتلها في شهر رمضان عام ١١٣٥ (41).

وفي هذه الاثناء توسط بينهم بالصلح الشريف محسن بن عبد الله «وهو جد الاشراف من ذوي عون العبادلة» وحكم على يحي بن بركات ان يدفع للاشراف من ذوي زيد غلة شهر كامل كترضية لقاء هدوئهم في الطائف فقبل الطرفان واستقر الحال بعض الاستقرار.

ثم ما لبث ان عاد الامر الى الاضطراب في اواخر عام ١١٣٥ فأشار بعض رجال الدولة التركية في موسم الحج على يحي ان يتنازل عن الامر لابنه بركات ويستقل بوظيفة مشيخة الحرم (42)

 

بركات بن يحي :

فأعلن الاب تنازله في ذي الحجة عام ١١٣٥ (43) الا أن ذلك لم يخفف من حدة الاضطرابات لأن الاشراف أدركوا ان التنازل أضاع عليهم استحقاقاتهم المنقطعة لدى يحي كما ادركوا ان بركات يستمد آراءه في الحكم من ابيه لهذا ما عتموا ان اعلنوا سخطهم وانحاز الشريف محسن «جد آل عون العبادلة» الى الساخطين وانضموا جميعا الى الشريف مبارك الزيدي كما انحاز اليهم احد امراء مكة السابقين عبد الله بن سعيد الزيدي في الطائف فسار بجموعه الى مكة لاحتلالها فخرج اليه بركات ووالده في جموع غفيرة من عساكر الترك والتقى الجمعان في المنحنى بالقرب من المعابدة في ١٢ محرم عام ١١٣٦ وقد استبسل الاشراف واوقعوا بالترك في مقتلة عظيمة لم يسمع بمثلها حتى امتلأت أعالي مكة بجثث القتلى منهم واستمر الهجوم عدة ساعات تم النصر فيها لذوي زيد فاحتل مكة مبارك بعد ان فر بركات الى وادي مر ثم توجه ووالده الى الشام حيث توفيا فيها (44).

 

مبارك بن احمد :

وبذلك تمت الولاية لمبارك بن احمد الزيدي للمرة الثالثة وقد احتفل بمراسمهم المعتادة وباستيلائه على الامارة مكن لذوي زيد فيها نحوا من خمسين سنة ، واستقر امره أيامه الاولى وهدأت الاحوال بعض الهدوء وأمنت الطرق بعض الامن ثم ما لبث ان اختلف مع أحد بني عمومته من ذوي زيد عبد الله بن سعيد احد امراء مكة السابقين .. كما اختلف مع «الشريف محسن آل عون العبدلي» فعاد اضطراب الامن وقد كتب الاول الى الخليفة ويستقل بوظيفة مشيخة الحرم .

يعرض بمبارك ويذكر انه اثخن في قتل الاتراك عند هجومه على مكة فعاد الجواب السلطاني بعزل مبارك عن الامارة وتولية عبد الله بن سعيد الزيدي كما لو كانت الولاية رهن خطابات صادرة واخرى واردة.

وحمل عبد الله بن سعيد خطاب توليته الى قاضي مكة وطلب اليه تسجيله واعلانه فتوقف القاضي ثم اذعن للواقع عندما شجعه على ذلك محسن جد آل عون (45).

 

عبد الله بن سعيد بن سعد بن زيد :

وهكذا نودى بالامير الجديد في ١٥ جمادي الثانية عام ١١٣٦ وخرج في موكبه الى سويقة فاتصل خبر ذلك بالامير القديم فنشط في قصره للدفاع ولكن محسن العبدلي عرف كيف يؤكل الكتف لانه استطاع ان يؤثر فيه ويقنعه بترك الامارة بدون قتال فأودعه بيته وأهله ثم خرج الى بركة ماجل في المسفلة في طريقه الى الحسينية ومنها توجه الى اليمن ولم يعد الى مكة مرة اخرى ولم تدم ولايته هذه الا خمسة اشهر (46).

واستمر عبد الله بن سعيد بن زيد مدة طويلة قاسى في اوائلها بعض الشدة فقد ابطأ في صرف حقوق الاشراف بعد توليته بعدة شهور لقصر ذات اليد فاشتد لغطهم في مكة وطلبوا محاكمته لدى القاضي ثم تطور الامر ونشب القتال بينه وبينهم في ٢٥ ذي القعدة من السنة نفسها ١١٣٦ وتحصن جماعة من الاشراف في دار الرحمة المعروف لآل بركات واشتد اطلاق النار وامتنع الاتراك عن مساعدته ثم ساعدوه حتى انتصر على الثائرين ففروا الى بئر ذي طوى واقاموا فيه فخرج لترضيتهم فامتنعوا عليه ثم اجتمعوا بامير الحج الشامي فتوسط للصلح بينهم واستطاع عبد الله بن سعيد ان يثبت له ان واردات مكة لا تكفي لمقررات الاشراف فاقترح امير الحج الشامي انقاصها وعقد بينهم اتفاقا على ذلك.

وتعقب عبد الله بن سعيد بعد هذا بعض المناوئين الذين انضموا الى فتنة الاشراف من الاهالي فاعتقل فاتح بيت الله الحرام محمد بن عبد المعطي الشيبي وألزمه بيته وفرض عليه غرامة كبيرة وولى منصبه احد بني عمومته وفعل مثل ذلك في علامة عصره شيخ الحديث الشيخ سالم البصري وفي عالم آخر تركي (47).

 

ضريبة على التجار:

 واستحدث الشريف عبد الله ضريبة جديدة على أعيان التجار في مكة وبعض المترددين من تجار الحجاج واتخذ لهم سجلا خاصا يؤدون بموجبه ضرائبهم فأثر ذلك في اسعار الحاجيات وارتفعت الاسعار وعم الناس بعض الكرب في عام ١١٣٦ و٣٧ وقد انتهت أخبار ذلك الى السلطنة فكتبوا اليه بتخفيف ذلك فامتثل للتخفيف، وبنى لنفسه دارا في جبل أبي قبيس ليتحصن بها عند الطوارئ وقد سمي ببيت النار وكان قائما بجوار الصفا ثم هدم لتوسعة الشوارع.

ونشب خلاف جديد بينه وبين محسن العبدلي فولى الاخير مغاضبا الى الطائف وجمع جموعه لمقاتلته الا ان عبد الله خاف مغبة الامر فأرسل يسترضي الغاضب وبذل له ولأعوانه في الطائف ما ارضاهم وأصلح أمرهم في اوائل عام ١١٣٨.

انتقلت العدوى الى بعض الاشراف فغاضبه بعضهم ثم صالحوه وغاضبه آخرون ثم صالحوه واستمر معهم على ذلك الى نهاية عام ١١٣٩.

واستقر امره بعد ذلك فشاع الامن وصلحت الطرق وأطاع له الاشراف بعد ان حمدوا له مواساته لهم وعدله بينهم وعم الرخاء جميع البلاد ونستطيع ان نستنتج مما ذكره الشيخ عبد الستار البكري في تذييله لكتاب شفاء الغرام للفاسي انه كان نشيطا في دعوته لبلاده وانه كان يندب مبعوثيه الى الأقطار في سبيل تحسين الصلات.

وظل في امارته سبع سنوات ونصف السنة ثم اعترته بعض الامراض فتوفي في ١٥ ذي القعدة عام ١١٤٣ ودفن في موضع يقابل قبر الشيخ محمود بن ادهم الذي كان معروفا امام بازان جرول (48).

 

محمد بن عبد الله :

وبوفاته قام احد اخوته مسعود بن سعيد بالدعوة لابنه محمد بن عبد الله وكان غائبا في اليمن ولعله كان مبعوثا لتحسين علاقات الجوار فنودي به في مكة وسجل لدى القاضي ثم ارسلوا من يستعجله فلما حضر في ٢٩ ذي القعدة تولى الحكم (49).

 

مسعود بن سعيد :

ولم يستتب الامر لمسعود الا نحو ثلاثة اشهر لأن الشريف محمدا المهزوم ما لبث أن غادر الحسينية متجها الى الجنوب حتى انتهى الى المخواة (50) ثم تنكب ذروة سراة بجيلة حتى وصل الى الطائف واستطاع في الطائف أن يجمع القبائل من ثقيف وغيرها حوله فعلم بالامر عمه مسعود فخرج في جموعه لملاقاته فتراجع محمد الى المثناة (51) وانحاز الى جبال شاهقة فلما دنا جيش عمه مسعود من السهول المنبسطة حول الجبال امطرهم المتحصنون وابلا من الرصاص قضوا فيه على أغلبهم وقد فر مسعود وتعقبه محمد ولم يترك له فرصة لجمع شمله فأوغل في البادية لينجو بنفسه وبذلك عاد محمد الى مكة ودخلها ظافرا ونودي فيها بامارته للمرة الثانية وذلك في شعبان سنة ١١٤٥ (52).

 

محمد بن عبد الله للمرة الثانية :

واستتب الامر بقية عام ١١٤٥ وشيئا من عام ٤٦ ثم تلاحقت النكبات بساحته ابتداءا من الحادثة التالية:

بينما كان سردار فرقة الانكشارية يقضي يومه في نزهة مع اهله باحد البساتين في اعلى مكة في ٢٠ ربيع الاول ١١٤٦ اذ جرت ملاحاة بين عسكري من اليمنيين اتباع الشريف محمد وبين انكشاري من اتباع السردار المذكور وتطور الامر فوثب الانكشاري على اليمني وقتله فنادى منادي اليمنيين بأخذ الثأر فتجمهروا حول البستان واطلقوا رصاصهم وعلم الشريف محمد فخف الى مكان الحادث فلما احس السردار بقربه فتح نافذة ليطل عليه فاخذته رصاصة من احد اليمنيين ما لبث ان مات على اثرها فعم الخطب واشتدت الامور وتنادى عساكر الانكشارية لاخذ الثأر وساعدهم العسكر المصريون المقيمون في مكة وقد تجمعوا في سويقة وتحصنوا في بيوتها وسدوا منافذ ازقتها وجعلوا منها متاريس وشرعوا يطلقون الرصاص فندب الشريف محمد اليهم من يعالجهم بالحسنى فاستعصوا على ما طلب فارسل الى حاكم جدة ليعالج الامر فلما حضر أبى الثائرون ان يستمعوا اليه في شأن فطلب اليهم الخروج الى جدة والانتظار فيها الى ان يصل حكم السلطان في ذلك فقبلوا الا ان ضباطهم ما لبثوا ان نادوا في جدة بسقوط الشريف محمد وتولية مسعود ثم كتبوا الى الشريف مسعود وكان يقيم في خليص (53) ليهاجم مكة وارسلوا اليه بكثير من الميرة والاموال فتشجع الامير مسعود وتآلف القبائل حوله بما وصل اليه من الاموال ثم توجه فيمن جمع الى مكة فعسكر في الحديبة «الشميسي» وانضم اليه عسكر جدة ثم انتقلوا الى اطراف مكة ففرق الشريف محمد شملهم فعاد العسكر الى جدة ورابط مسعود في خارجها استعدادا الاستئناف القتال فلما علم محمد بالامر توجه بمفرده الى جدة واتصل بعض الموالين للشريف مسعود من الاشراف وغيرهم وأرضاهم بعطاياه فتفرقوا على مسعود ثم ارسل الى الشريف مسعود بألف احمر يسترضيه بها فقبضها مسعود واستعان بها في الرحيل الى الطائف حيث استأنف تجميع القبائل ثم ما لبث ان هاجم مكة بما جمع فقاتل الشريف محمد في ضواحيها قتالا عنيفا حتى هزمه ففر محمد الى الحسينية وبفراره دخل مسعود مكة ظافرا ونودي له بالامارة للمرة الثانية في ٧ رمضان عام ١١٤٦ (54).

 

مسعود بن سعيد للمرة الثانية :

 واستقر الامر لمسعود بعد هذا واستطاع ان يحتفظ بحكمه قويا نحوا من عشرين سنة اثبت في اثنائها كفاءته لادارة البلاد واستطاع ان يسوس الاشراف والاهلين سياسة حكيمة وان يعيد ابن اخيه ومنافسه الشريف محمدا الى مكة ويشمله بطيبته بعد ان جاب البادية خمس سنوات وقد تمتعت البلاد في عهده بنصيب طيب من الطمأنينة والهدوء وعمها رخاء شامل (55).

الا ان ذلك جميعه لم يكن ليحول دون بعض الفتن التي كان لا يخلو منها زمان في مكة فقد ثار في عهده بعض بني حسن (56) في جنوب البلاد وقطعوا طريق التجارة وثارت قبيلة البقوم شرقي الطائف فندب لقتال الاولين ابن اخيه محمدا فعاد ظافرا بعد ان امن البلاد كما ندب للبقوم غيره فاستسلموا لحكمه.

_______________

(1) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(2) كان الامير عبد الكريم بن يعلي غائبا في اليمن في بعض اعماله في هذه الاثناء

(3) خلاصة الكلام ١٣٨

(4) الخرمانية وأذاخر جهتان في اعلى المعابدة ، لا زالا معروفين.

(5) خلاصة الكلام ١٤١

(6) هما قبيلتان من أزد شنؤة يقترن اسماهما معا دائما وتشتركان فيالديار وامارتهما واحدة ، قاعدتها الباحة على قربة مائتين وعشرين كيلا جنوب الطائف على ظهر السراة. (ع)

(7) خلاصة الكلام ١٤١ ، ١٤٢

(8) المصدر نفسه ١٤٣

(9) تنزل عتيبة في شمال شرقي مكة كما تنزل قبائل حرب من الحمراء شمالا وشرقا وغربا الى عسفان. (ع) : عتيبة : تنزل على بعد خمسين كيلا شمال مكة ثم تمتد ديارها حتى تطيف بالطائف من الشرق والجنوب ثم تمتد على جانبي الطريق الى مسافة تقرب من مائة كيل غرب الرياض. أما قبيلة حرب فتمتد ديارها من مر الظهران وجدة الى ينبع والمدينة والى قريب من العلا شمالا، ثم نأخذ شرقا الى القصيم ثم الى الدهنا ، والى حدود العراق ، ومنها فروع تمتد جنوب جدة الى ما وراء دوقة.

(10) تذبيل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٨

(11) خلاصة الكلام ١٤٤

(12) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(13) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(14) المصدر نفسه وذو طوى : هو وادي العتيبية اليوم ، وبئر طوى معروفة في جرول بين مستشفى الولادة والشيخ محمود. (ع)

(15) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(16 و 17) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكى «مخطوط»

(18) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكى «مخطوط»

(19) مدينة على الساحل جنوب جدة بما يقرب من (٣٠٠) كيل (ع)

(20) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكي «مخطوط»

(21) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ١٦٣

(22) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ١٦٣

(23) اللك رقم يستعمل في الهند ومقداره مائة الف

(24) تاج تواريخ البشر للشيخ سعيد الحضراوي

(25) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(26) عين بمر الظهران شمال الحديبية ، عليها قرية ، وقد جفت العين قبل سنين ، ولكن الزراعة باقية على الابار (ع)

(27) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(28) كان لترفع عبد المحسن عن الامارة وقع له اثره في نفوس الاشراف فقد اكبروا امره على اثر ذلك وجعلوا يلتفون حوله في جميع مهمامهم ويستمعون الى رأيه في تولية من يريد وعزل من لا يريد ويقول الدحلان ان سيادته على الاشراف في عهده لم يتفق مثلها لاحد من الاشراف.

(29) خلاصة الكلام ١٦٩

(30) الحسينية مزرعة تقع في جنوب مكة على نحو ١٢ كيلو منها ، تنبع من وادي عرفة ، وهي اليوم ملك الاشراف ذوي زيد.

(31) خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دجلان ١٧٠

(32) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(33) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكي «مخطوط»

(34) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(34) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»

(35) خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دحلان ١٧٣ وما بعدها

(36) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(37 و 38) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(39) هكذا وردت فى خلاصة الكلام ١٧٥ واوردها الغازي في افادة الانام «جرجيه»

(40) لا يعرف هذا الاسم ، والمعروفة (الحرجة) بالحاء المهملة : واد يصب في كلاخ من الجنوب ، بين صلاء ومظللة ، على قرابة ٣٥ كيلا جنوب الطائف.

وحرجل : اوله حاء مهملة ايضا : واد ذو فواكه على ٣٠ كيلا جنوب غربي الطائف يسيل من جبل قرنيت ويدفع في لية. (ع)

(41) اتحاف فضلاء الزمن للطبرى المكي «مخطوط».

(42) خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دحلان ١٧٧

(43) تزييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(44) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٧٨

(45) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٧٩ وما بعدها

(46) المصدر نفسه ١٨٠

(47) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٨١ .

(48) المصدر نفسه ، (ع) : لا زال موضع قبر الشيخ محمود معروف ، وبجواره مكان يسمى (القبة) فلعله كان قبر الشريف عبد الله

(49) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩

(50) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة: بلدة كبيرة بتهامة زهران، تبعد عن الباحة بمرحلتين، وهي المركز الادارى الثاني في تهامة زهران (بلاد غامد وزهران لعلي السلوك الزهراني ص ٢١٧).

(51) المثناة من ضواحي الطائف

(52) تاج تواريخ البشر للشيخ محمد سعيد الخضراوي «مخطوط»

(53) خليص شمالي عسفان على ٢٠ كيلا

(54 و 55) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣١٠

(56) ينسبون الى الحسن بن عجلان بن رميثة ولا يزال أعقابهم الى اليوم

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+