• مفهوم التنميـة المستدامـة

يعد كل من سولوــ وهارتويك من اوائل الاقتصاديين المنظرين لمفهوم التنمية الاقتصادية وهذا من خلال ما اطلق عليه قاعدة سولو ـ هارتويك ، حيث ترى هذه القاعدة انه لتأمين منهج مستدام للتنمية ينبغي ان يتم استثمار ريع المواد الطبيعية غير القابلة للتجديد للبلد في اشكال اخرى لرأس المال ، اي انه عند اي نقطة من الزمن ينبغي ان تساوي قيمة الاستثمار مع قيمة الريع المحصل عليه من استخراج الموراد الطبيعية ⁽¹⁾  .
تحت تأثير الاهتمامات الجديدة بالحفاظ على البيئة ونتيجة للاهتمامات التي اثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهير في السبعينات حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب ، وعلى التوازنات الجوهرية في الانظمة البيئية ، قد انتشر استعمال هذا المفهوم فضلاً عن اسباب اخرى منها تكاثر الاحداث المسيئة وارتفاع درجة التلوث ، ان مفهوم التنمية المستدامة قد ظهر الى حيز الوجود في بداية الثمانينات ، واثار اهتماماً فكرياً وعلمياً متجددين وبرز في تقرير الاتحاد العالمي للمحافظة على البيئة على الموارد التي خصصت باكملها للتنمية المستدامة الذي صدر عام 1981 تحت عنوان (الاستراتيجية الدولية للمحافظة على البيئة) وتطور مفهوم التنمية المستدامة بشكل اكبر على أثر التقرير الموسوم (مستقبلنا المشترك) الذي أعدته اللجنة الدولية للتنمية والبيئة في عام 1987 ، ويُشار اليها ايضاً باسم لجنة برونتلاند ايماناً بمؤيدتها الذي كان يقصد به تنمية مبنية على التيسير الجيد للموارد المتاحة بما يخدم الأجيال الحالية من رهن مستقبل الاجيال القادمة ، وعلى اساس هذا التقرير عقد مؤتمر ريودوجانيرو في البرازيل في عام 1992 والذي اهتم بشكل رسمي بهذا الموضوع الذي اخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي والانساني والتنموي وتأكيد صفة التكافل القائمة بين حماية البيئة والاصلاح البيئي من جهة وبين التنمية والقضاء على الفقر من جهة اخرى ⁽²⁾ .

وفي عام 2002 وفي قمة (جوهانسبورغ) بجنوب افريقيا تم التأكيد على مفهوم التنمية المستدامة والمصادقة على خطة عمل لدعم التنمية المستدامة للعالم ليس فقط على القضايا البيئية وانما ايضاً تشمل قضايا اجتماعية واقتصادية وكان هذا التحول مدفوعاً باحتياجات البلدان النامية وتأثرها بالاهداف الإنمائية للالفية ، والتكامل بين الركائز للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية) ومراعاة التخفيف من وطأة الفقر وتغيير انماط الانتاج والاستهلاك وحماية الموارد الطبيعية من النضـوب⁽³⁾ .

وفي عام 2003 اكدت لجنة حقوق الانسان للمفوضية العليا للأمم المتحدة على العلاقة الموجودة بين حقوق الانسان البيئية والتنمية المستدامة ، وقد تمحور مؤتمر قمة ريودوجانيرو في جدول اعمال القرن 21 في تسليط الضوء على الإطار المؤسسي للتنمية المستدامة والقضاء على الفقر وكونهما الدعائم الاساسية لمسيرة التنمية المستدامة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شكوري محمد وشيبي عبد الرحمن ، العدالة ، التنمية المستدامة والبيئة المؤسساتية في الدول الغنية بالنفط ، دراسة حالة الجزائر ، مجلة التنمية والسياسة الاقتصادية ، المعهد العربي للتخطيط في الكويت ، ع2 ، مج 15 ، 2013 ،ص15 .  

2ـ علي عبد الله احمد ، دوافع التنمية المستدامة وتأثيرها في الوطن العربي ، مجلة جامعة تكريت ، للعلوم الانسانية ، ع1 ، مج 14 ،  2007 ، ص295. 

3ـ  John Drexhaye and Deborah Murphy ,sustainable Development from Brundtland to  .international rio 2012 , I institute for sustainable development ,2012    

مواضيع ذات صلة

اقتصاديات التنمية وأهميتها في الدول الناميـة

وضـع النـمو الاقتصـادي للـدول الآسيـويـة

وضع النمو الاقتصـادي لـدول أمريـكا اللاتـينـية وبـحر الكـاريـبـي

وضـع النمو الاقـتصـادي لـدول شـمـال إفـريـقـيا والشرق الأوسـط

وضـع النمو الاقـتصـادي لـدول إفـريـقـيا جـنوب الصـحراء

الـتفـاوت التـنـموي فـي دول قـارة أفـريـقـيا

تـفـاوت مـستويـات التـنمـية بـين بـلدان العـالـم النـامـي

آثـار أزمـة المـديـونـية الخـارجـيـة في الـدول الناميـة

مـؤشـرات قيـاس عـبء المديونـية الخـارجـية عـلى الاقتـصـاد

أسبـاب أزمـة المديونـية الخـارجـية في الدول النامـية

التنمـية والمديونـية الخارجية فـي الدول الناميـة (مـبررات اللـجوء إلـى الاستدانـة الخـارجـية)

المشـكـلات التنمويـة فـي الـدول النـامـية