قضية الحياة والموت
المؤلف:
ناصر مكارم الشيرازي
المصدر:
تفسير الامثل
الجزء والصفحة:
ج12 ، ص117-118
8-10-2014
6472
هاتان الظاهرتان اللتان لا تزالان بالرغم من تقدم العلم وتطوره في نطاق الأمور الغامضة والمجهولة في معرفة الإنسان وعلمه.
قول تعالى : {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } [غافر: 68].
إنّ الحياة والموت ـ بالمعنى الواسع للكلمة ـ بيد الله، سواء تعلق ذلك بالإنسان أو النبات أو أنواع الحيوان والموجودات الأُخرى التي تتجلى فيها الحياة بأشكال متنوعة.
إنّ نماذج الحياة تعتبر أكثر النماذج تنوعاً في عالم الوجود وكل الكائنات تنتهي بأجل معين إلى الموت، سواء في ذلك الكائن ذو الخلية الواحدة أو الحيوانات الكبيرة، أو التي تعيش في الأعماق المظلمة للمحيطات والبحار، أو الطيور التي تعانق السماء، ومن الاحياء احادية الخلية السابحة في امواج المحيطات إلى الأشجار التي يبلغ طولها عشرات الأمتار، فإنّ لكل واحد منها حياة خاصّة وشرائط معينة، وبهذه النسبة تتفاوت عملية موتها، وبدون شك فإن اشكال الحياة هي أكثر اشكال الخلقة تنوعاً وأعجبها.
إنّ الانتقال من عالم إلى آخر; من الوجود المادي الى الحياة، ومن الحياة في هذه الدّنيا الى ما بعد الموت يستبطن أسراراً وعجائب بليغة تحكي عظمة الخالق ومدى قدرته في هذه الخليقة العجيبة المتنوعة وكل واحدة من هذه القضايا المعقدة والمتنوعة لا تعتبر مشكلة وعسيرة في متناول قدرة الخالق جلّ وعلا، حيث تتحقق بمجرّد إرادته.
لذلك تقول الآية في نهايتها بياناً لهذه الحقيقة : {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [غافر: 68].
إنّ كلمة «كن» وبعدها «فيكون» هي من باب عدم قدرة الألفاظ على استيعاب حقيقة الإرادة والقدرة الإلهية، وإلاّ فليس ثمّة من حاجة إلى هذه الجملة، لأنّ إرادة الله هي نفسها حدوث الكائنات ووجودها (1) بدون فصل .
_______________________
1- راجع تفسير قوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ) في أثناء الحديث عن الآية (117) من سورة البقرة.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة