علم و جود الامام الباقر (عليه السلام)
المؤلف:
ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
المصدر:
كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة:
ج3,ص97-99.
15-04-2015
3956
روى الزهري قال حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه و محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) في المسجد فقال له سالم يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين .
قال المفتون به أهل العراق .
قال نعم.
قال اذهب إليه فقال له يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة .
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) يحشر الناس على أرض مثل قرص نقي فيها أنهار متفرقة يأكلون و يشربون حتى يفرغ من الحساب .
قال فرأى هشام أنه قد ظفر به فقال الله أكبر اذهب إليه فقل له ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ فقال له أبو جعفر (عليه السلام) هي في النار أشغل ولم يشتغلوا عن أن قالوا {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } [الأعراف: 50] فسكت هشام لا يرجع كلاما.
وروى العلماء أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) ليمتحنه بالسؤال فقال له جعلت فداك ما معنى قوله { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْناهُما } [الأنبياء: 30] ما هذا الرتق و الفتق.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) كانت السماء رتقا لا تنزل القطر و كانت الأرض رتقا لا تخرج النبات فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا و مضى ثم عاد إليه.
فقال له أخبرني جعلت فداك عن قوله تعالى {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81] هما غضب الله تعالى.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) غضب الله عقابه يا عمرو من ظن أن الله يغيره شيء فقد كفر.
وكان مع ما وصفناه به من الفضل في العلم و السؤدد و الرئاسة و الإمامة ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالفضل و الإحسان مع كثرة عياله و توسط حاله.
يروى عن الحسن بن كثير قال شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الحاجة و جفاء الإخوان فقال بئس الأخ أخ يرعاك غنيا و يقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم و قال استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني .
وعن عمرو بن دينار و عبد الله بن عبيد بن عمير أنهما قالا ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) إلا و حمل إلينا النفقة و الصلة و الكسوة و يقول هذه معدة لكم قبل أن تلقوني.
وعن سليمان بن قرم قال كان أبو جعفر محمد بن علي يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة درهم إلى الألف درهم و كان لا يمل من صلة إخوانه و قاصديه و مؤمليه و راجيه.
وروي عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يقول أشد الأعمال ثلاثة مواساة الإخوان في المال و انصاف الناس من نفسك و ذكر الله تعالى على كل حال.
قال الحسن بن صالح سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم.
الاكثر قراءة في مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة