1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : البلاغة : البيان :

تشبيه التمثيل

المؤلف:  أحمد الهاشمي

المصدر:  جواهر البلاغة

الجزء والصفحة:  ص236

26-03-2015

10314

تشبيه التمثيل: أبلغ من غيرهن لما في وجهه من التفصيل الذي يحتاج إلى امعان فكر، وتدقيق نظر، وهو أعظم أثراً في المعاني: يرفع قدرها، ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها، فان كان مدحاً كان أوقع، أو ذمّا كان أوجع، أو بُرهانا كان أسطع، ومن ثم يحتاجُ إلى كدّ الذهن في فهمه، لاستخراج الصورة المنتزعة من أمور متعدِّدة، حسية كانت أو غير حسية، لتكون (وجه الشبه) - كقول الشاعر:

ولاحت الشمس تحكي عند مطلعها مرِآةَ تبر بدت في كفِّ مرتعش
فمثّل الشمس: حين تطلع حمراء لامعة مضطربة، بمرآة من ذهب تضطرب في كف ترتعش.
وتشبيه التمثيل نوعان:
الأول: ما كان ظاهر الأداة، نحو: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً) فالمشبه: هم الذين حُملوا التوراة ولم يعقلوا ما بها: والمشبه به (الحمار) الذي يحمل الكتب النافعة، دون استفادته منها، والأداة الكاف، ووجه الشبه (الهيئة الحاصلة من التعب في حمل النافع دون فائدة)
الثاني: ما كان خفى الأداة: كقولك للذي يتردّد في الشيء بين أن يفعله، وألاّ يفعله (أراك تقدم رجلا وتُؤخر أخرى) - إذ الأصل: أراك في ترددك مثل من يقدم رجلا مرة، ثم يؤخّرها مرة أخرى، فالأداة محذوفة، ووجه الشبه هيئة الإقدام والاحجام المصحوبين بالشَكَ.
مواقع تشبيه التمثيل
لتشبيه التمثيل موقعان:
(1) أن يكون في مفتتح الكلام، فيكون قياساً موضحاً، وبرهانا مصاحباً، وهو كثير جداً في القرآن، نحو: (مثلُ الذين يُنفقونَ أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابلَ في كل سنبلةٍ مائة حبة) .
(2) ما يجىء بعد تمام المعاني، لإيضاحها وتقريرها، فيُشبه البرهان الذي تثبت به الدعوى، نحو:
وما المالُ والأهلون إلا ودائع ولابدّ يوما أن تُرد الودائع
ونحو: لا ينزلُ المجد في منازلنا كالنّوم ليس له مأوى سوى المقل
تأثير تشبيه التمثيل في النفس
إذا وقع التمثيل في صدر القول: بعث المعنى إلى النفس بوضوح وجاء مؤيد بالبرهان، ليقنع السامع - واذا أتى بعد استيفاء المعاني كان
(1) إما دليلا على إمكانها، كقول المتنبي:
وما آنا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام (1)
(2) وإما تأييداً للمعنى الثابت، نحو:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
وعلة هذا: أن النفس تأنس إذا أخرجتها من خفي إلى جني، ومما تجهله إلى ما هي به أعلم
ولذا تجد النفس من الأريحية ما لا تقدُر قدره، إذا سمعت قول أبي تمام:
وطول مقام المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد (2)
فاني رايتُ الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وبعد: فالتمثيل يكسب القول قوة، فان كان في المدح كان أهز للعطف، وأنبل في النفس ن وان كان في الذم كان وقعه أشدّ، وان كان وعظاً كان أشفى للصدر، وابلغ في التنبيه والزجر، وان كان افتخارا كان شأوهُ أبعد، كقول من وصف كاساً علاها الحباب.
وكأنها وكأن حامل كاسها إذ قام يجلوها على الندماء
شمس الضحى رقصت فنقَّط وجهها بدر الدجى بكواكب الجوزاء

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لما ادعى أنه ليس منهم مع إقامته بينهم، وكان ذلك يكاد يكون مستحيلا في مجرى العادة، ضرب لذلك المثل بالذهب، فان مقامه في التراب، وهو أشرف منه.
(2) الديباجتان الخدان، والسرمد الدائم.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي