x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
التوحيد
النظر و المعرفة
اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
صفات الله تعالى
الصفات الثبوتية
القدرة و الاختيار
العلم و الحكمة
الحياة و الادراك
الارادة
السمع و البصر
التكلم و الصدق
الأزلية و الأبدية
الصفات الجلالية ( السلبية )
الصفات - مواضيع عامة
معنى التوحيد و مراتبه
العدل
البداء
التكليف
الجبر و التفويض
الحسن و القبح
القضاء و القدر
اللطف الالهي
مواضيع عامة
النبوة
اثبات النبوة
الانبياء
العصمة
الغرض من بعثة الانبياء
المعجزة
صفات النبي
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الامامة
الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها
صفات الأئمة وفضائلهم
العصمة
امامة الامام علي عليه السلام
إمامة الأئمة الأثني عشر
الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
الرجعة
المعاد
تعريف المعاد و الدليل عليه
المعاد الجسماني
الموت و القبر و البرزخ
القيامة
الثواب و العقاب
الجنة و النار
الشفاعة
التوبة
فرق و أديان
علم الملل و النحل ومصنفاته
علل تكون الفرق و المذاهب
الفرق بين الفرق
الشيعة الاثنا عشرية
أهل السنة و الجماعة
أهل الحديث و الحشوية
الخوارج
المعتزلة
الزيدية
الاشاعرة
الاسماعيلية
الاباضية
القدرية
المرجئة
الماتريدية
الظاهرية
الجبرية
المفوضة
المجسمة
الجهمية
الصوفية
الكرامية
الغلو
الدروز
القاديانيّة
الشيخية
النصيرية
الحنابلة
السلفية
الوهابية
شبهات و ردود
التوحيـــــــد
العـــــــدل
النبـــــــوة
الامامـــــــة
المعـــاد
القرآن الكريم
الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
الزهراء (عليها السلام)
الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء
الامام المهدي (عليه السلام)
إمامة الائمـــــــة الاثني عشر
العصمـــــــة
الغلـــــــو
التقية
الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة
الاسلام والمسلمين
الشيعة والتشيع
اديان و مذاهب و فرق
الصحابة
ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم
نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)
البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين
التبرك و الزيارة و البناء على القبور
الفقه
سيرة و تاريخ
مواضيع عامة
مقالات عقائدية
مصطلحات عقائدية
أسئلة وأجوبة عقائدية
التوحيد
اثبات الصانع ونفي الشريك عنه
اسماء وصفات الباري تعالى
التجسيم والتشبيه
النظر والمعرفة
رؤية الله تعالى
مواضيع عامة
النبوة والأنبياء
الإمامة
العدل الإلهي
المعاد
القرآن الكريم
القرآن
آيات القرآن العقائدية
تحريف القرآن
النبي محمد صلى الله عليه وآله
فاطمة الزهراء عليها السلام
الاسلام والمسلمين
الصحابة
الأئمة الإثنا عشر
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أدلة إمامة إمير المؤمنين
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام
إمامة الأئمة الإثنا عشر
الشيعة والتشيع
العصمة
الموالات والتبري واللعن
أهل البيت عليهم السلام
علم المعصوم
أديان وفرق ومذاهب
الإسماعيلية
الأصولية والاخبارية والشيخية
الخوارج والأباضية
السبئية وعبد الله بن سبأ
الصوفية والتصوف
العلويين
الغلاة
النواصب
الفرقة الناجية
المعتزلة والاشاعرة
الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب
أهل السنة
أهل الكتاب
زيد بن علي والزيدية
مواضيع عامة
البكاء والعزاء وإحياء المناسبات
احاديث وروايات
حديث اثنا عشر خليفة
حديث الغدير
حديث الثقلين
حديث الدار
حديث السفينة
حديث المنزلة
حديث المؤاخاة
حديث رد الشمس
حديث مدينة العلم
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
احاديث متنوعة
التوسل والاستغاثة بالاولياء
الجبر والاختيار والقضاء والقدر
الجنة والنار
الخلق والخليقة
الدعاء والذكر والاستخارة
الذنب والابتلاء والتوبة
الشفاعة
الفقه
القبور
المرأة
الملائكة
أولياء وخلفاء وشخصيات
أبو الفضل العباس عليه السلام
زينب الكبرى عليها السلام
مريم عليها السلام
ابو طالب
ابن عباس
المختار الثقفي
ابن تيمية
أبو هريرة
أبو بكر
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
محمد بن الحنفية
خالد بن الوليد
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
عمر بن عبد العزيز
شخصيات متفرقة
زوجات النبي صلى الله عليه وآله
زيارة المعصوم
سيرة وتاريخ
علم الحديث والرجال
كتب ومؤلفات
مفاهيم ومصطلحات
اسئلة عامة
أصول الدين وفروعه
الاسراء والمعراج
الرجعة
الحوزة العلمية
الولاية التكوينية والتشريعية
تزويج عمر من ام كلثوم
الشيطان
فتوحات وثورات وغزوات
عالم الذر
البدعة
التقية
البيعة
رزية يوم الخميس
نهج البلاغة
مواضيع مختلفة
الحوار العقائدي
* التوحيد
* العدل
* النبوة
* الإمامة
* المعاد
* الرجعة
* القرآن الكريم
* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
* فضائل النبي وآله
* الإمام علي (عليه السلام)
* فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء
* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)
* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم
* العـصمة
* التقيــة
* الملائكة
* الأولياء والصالحين
* فرق وأديان
* الشيعة والتشيع
* التوسل وبناء القبور وزيارتها
* العلم والعلماء
* سيرة وتاريخ
* أحاديث وروايات
* طُرف الحوارات
* آداب وأخلاق
* الفقه والأصول والشرائع
* مواضيع عامة
مناظرة السيد محمد جواد المهري مع الأستاذ عمر الشريف في وجوب محبة أهل البيت (عليهم السلام)
المؤلف: الشيخ عبد الله الحسن
المصدر: مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة: ج2 ، 73-82
15-10-2019
714
قال السيد محمد جواد المهري: لم يعقد لقاء يوم الأربعاء بسبب غيابي في ذلك اليوم، وفي يوم الأحد وبعد أسبوع من ذلك البحث المثير في موضوع الثقلين، بدأنا لقاءنا بذكر اسم الله تعالى. قلت: يا أستاذ، أريد التحدث اليوم عن أهل البيت ومعرفتهم، أوتعلم أن معرفة أهل البيت (عليهم السلام) تنجي الإنسان من نار جهنم، وأن محبتهم جواز على الصراط (1).
نقل الحافظ الحمويني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الرواية التي يقول فيها: معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب (2). يا أستاذي الكريم، آل محمد شجرة النبوة، ومهبط الرحمة على الأئمة، وموضع نزول الملائكة، أهل البيت هم الشجرة المباركة التي { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24].
نقل السيوطي في الدر المنثور بعد ذكره لآية التطهير، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: نحن أهل بيت طهرهم الله، من شجرة النبوة، وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم (3).
وجاء أيضا نظير هذا الكلام على لسان علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نهج البلاغة: حيث يقول: نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة (4).
وجاء عنه في خطبة أخرى: عترته خير العتر، وأسرته خير الأسر، وشجرته خير الشجر (5).
يا أستاذ، أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين تذكرهم في جميع الصلوات الواجبة بعد ذكر اسم الرسول (صلى الله عليه وآله)، وتصلي عليهم، ألا تقول في تشهد الصلاة: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم . والبخاري مع كل ما يبديه من عداء وبغض لأهل بيت العصمة والطهارة، ينقل بعد تفسيره للآية: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: صلوا علي هكذا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (6). وهم الذين نظم بحقهم الشافعي - زعيم أحد المذاهب السنية - أشعارا كثيرة ومن جملتها البيتين المشهورين التاليين:
يا آل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (7) .
قال الأستاذ: جاء في الشعر الذي نسبته إلى الشافعي أن محبة أهل البيت وجبت في القرآن، ففي أية آية جاءت؟ قلت: هذان البيتان من الشعر مشهوران ومعروفان جدا، ومن جملة من نقلهما الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (8)، وأما الآية التي ورد فيها ذلك فهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] .
الأستاذ: ومن هم قرابة الرسول؟ فإن الآية جاءت مطلقة، ولا بد أنها تشمل أزواج الرسول أيضا؟!
قلت: أبدا! لأن الرسول، وهو مفسر القرآن ومبين أحكامه، قد حصرهم في أربعة أشخاص، فقد نقل الطبراني، وابن مردويه، والثعلبي، وأحمد بن حنبل، وأبو نعيم، وابن المغازلي وكثيرون غيرهم، عن ابن عباس أنه قال: " لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما " (9).
بل ويمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك، فقد روى الحافظ الكنجي في الكفاية عن الحافظ أبي نعيم، رواية مثيرة، وهي: " قال جابر بن عبد الله: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد، اعرض علي الإسلام، فقال (صلى الله عليه وآله): تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، قال: تسألني عليه أجرا؟ قال: لا، إلا المودة في القربى. قال: قرابتي أو قرابتك؟ قال: قرابتي. قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): آمين! " (10).
وللفخر الرازي في تفسيره بيان لطيف يقول فيه: " وأنا أقول آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين (عليهما السلام) كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل " (11).
ونذهب إلى أبعد من ذلك فنقول: إنهم صراط الله المستقيم، الذي ندعو الله في سورة الحمد ليهدينا إليه { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].
وجاء في ذخائر العقبى عن رسول الله أنه قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا (12).
ونقل الثعلبي في الكشف والبيان عند تفسيره لمعنى *(اهدنا الصراط المستقيم)* عن مسلم بن حيان أنه قال: سمعت عن أبي بريدة أنه كان يقول: هو صراط محمد وآل محمد .
ونذهب إلى أبعد من هذا، فقد نقل الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل عن عدة طرق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقني من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا أكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] (13) .
يا أستاذ، نقل الطبراني في معجمه الأوسط عن الإمام الحسين (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده، لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا (14). ونقل الحاكم في مستدركه عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام، صلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار (15).
يا أستاذ، أهل البيت هم الذين من تمسك بهم نجا، ومن تخلف عنهم ولم يؤمن بولايتهم هلك، فقد نقل الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش الكناني قال: رأيت أبا ذر متعلق بباب الكعبة، وهو ينادي: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق (16). وقال الحاكم في ختام هذا الحديث: سند هذه الرواية صحيح، ونقل الحاكم أيضا عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس (17).
يا أستاذ، أهل البيت هم الذين اصطفاهم الله وقال فيهم: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] ، ويستفاد من هذه الآية المباركة أن أهل البيت معصومون من الخطأ والمعصية، لأن الله اصطفاهم من بين عباده وطهرهم تطهيرا. الأستاذ: هذه الآية لا يفهم من ظاهرها الاختصاص بمن ذكرت، لأنها وردت بين الآيات التي تتحدث عن نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو لاحظت ما قبل وما بعد هذه الآية لاتضح لك أن جميع تلك الآيات تتحدث عن أزواج الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهذه الآية وردت في سياقها. قلت: حينما كان الحديث عن أزواج الرسول جاءت الآيات بصيغة الجمع المؤنث مثل: إن اتقيتن، فلا تخضعن، ولا تبرجن، وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة . ولكن هنا اختلفت صيغة الخطاب وجاء بصيغة الجمع المذكر، وأمثال هذه الموارد كثيرة في القرآن، وهذا المورد ليس أمرا استثنائيا، ويكفيك مراجعة آية إكمال الدين - التي أشرنا إليها أيضا في ما سبق - لترى أن آية بمثل هذه الأهمية وردت بين آيات تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، انظر الآية الثالثة من سورة المائدة حيث يقول تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [المائدة: 3]. يبدو أن هذا الموضوع المهم جدا جملة اعتراضية لا صلة لها بأول الآية وآخرها، وكأن الله أخفى هذا الموضوع المهم بين هذه الآيات ليلفت إليه الأنظار بعد الدراسة والدقة الكافية. وفضلا عن هذا فقد أزال رسول الله هذا الإبهام، حتى لا يحمل الناس ما في هذا الأمر على ما قبله وما بعده، حيث استمر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد نزول هذه الآية - التي لها قصة مثيرة وطويلة - يمر على دار علي وفاطمة (عليها السلام) مدة ستة أشهر قبل ذهابه إلى الصلاة ويخاطبهما بقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] الصلاة يرحمكم الله (18) .
وإذا كنت تتذكر أننا نقلنا في البحث السالف عن صحيح مسلم أن الراوي سأل زيد بن أرقم فقال: من أهل بيته؟ نساؤه ؟ قال: لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (19).
ناهيك عن هذا، فإنك لو نظرت إلى مبحث آية التيمم في صحيحي البخاري ومسلم لثبت لك أن عائشة - إحدى زوجات الرسول - من أسرة أبي بكر لا من أهل بيت الرسول (20).
يا أستاذ، أهل بيت الرسول هم الذين قال فيهم صلوات الله عليه وآله: من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي (21).
يا أستاذ، هذه الرواية وحدها والله كافية لإبلاغنا بوجوب موالاة أهل البيت، فلماذا يحاول البعض تجاهل هذه الحقيقة والتغافل عن كل هذه الفضيلة؟ ألا يرغب هؤلاء بنيل شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)؟ وهل من الممكن أن يؤدي المرء بعض الواجبات ويذر بعضها الآخر، كما يروق له ثم يأمل دخول جنان الخلد؟ يا أستاذ، أهل البيت هم الذين من يأتي بابهم لا يرد خائبا، وكل ما يقال في مدحهم لا مبالغة فيه، وهم نفس رسول الله وروحه، وهم الذين من أنكر حقهم، فكأنما - والله - أنكر حق الله، وكل من أبغضهم جزاؤه جهنم له فيها عذاب أليم (22).
_________________
(1) وقد ذكر ابن حجر في الصواعق: ص 126 وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 176 عن ابن السماك أن أبا بكر قال له: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي (عليه السلام) الجواز.
(2) ينابيع المودة للقندوزي: ص 263 ب 56.
(3) الدر المنثور للسيوطي: ج 6: ص 606.
(4) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: ص 162، رقم الخطبة 109.
(5) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: ص 139، رقم الخطبة 94.
(6) صحيح البخاري: ج 4 ص 178 (ك الأنبياء) وج 6 ص 151 (ك التفسير سورة الأحزاب)، صحيح مسلم: ج 1 ص 305 ح 65 و66 (ك الصلاة ب 17 الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله))، الدر المنثور للسيوطي: ج 6 ص 646 - 647.
(7) الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 148، نور الأبصار للشبلنجي: ص 127، وللشافعي أشعار كثيرة في مدح أهل البيت جمعت مع سائر أشعاره في ديوان الإمام الشافعي لمحمد عفيف الزعبي، ط بيروت، ومن جملتها هذه الأبيات الثلاثة المعروفة:
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه وفاطمة الزكية
يقال تجاوزوا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية .
(8) راجعنا المسند المذكور فلم نجد للبيتين ذكر.
(9) تقدمت تخريجاته [في موضع اخر من الكتاب].
(10) كفاية الطالب للحافظ الكنجي: ص 90، ب 11.
(11) التفسير الكبير للفخر الرازي: ج 27 ص 166.
(12) ذخائر العقبى للطبري: ص 16، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 150.
(13) الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 2 ص 203 ح 837، وكفاية الطالب للكنجي: ص 317.
(14) المعجم الأوسط للطبراني: ج 3 ص 122 ح 2251، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 172.
(15) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ج 3 ص 149.
(16) المستدرك للحاكم: ج 2 ص 343، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 152، الجامع الصغير للسيوطي: ج 2 ص 533 ح 8162، مجمع الزوائد: ج 9 ص 168، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ص 133 ح 175، تاريخ بغداد: ج 12 ص 91، نور الأبصار للشبلنجي: ص 126، إسعاف الراغبين: ص 120 (بهامش نور الأبصار).
(17) المستدرك للحاكم: ج 3 ص 149، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 152، وجاء في رواية أحمد بن حنبل في كتاب فضائل الصحابة: ج 2 ص 671 ح 1145: فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض وفي إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 141: أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا جاء أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون .
(18) تقدمت تخريجات نزولها فيهم (عليهم السلام) [في موضع اخر من الكتاب].
(19) صحيح مسلم: ج 4 ص 1874 ح 37.
(20) صحيح البخاري: ج 1 ص 91، صحيح مسلم: ج 1 ص 279 ح 108 (ب 28 التيمم).
(21) مستدرك الحاكم: ج 3 ص 128، كنز العمال: ج 12 ص 103 ح 34198، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 1 ص 86، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 2 ص 95 ح 599، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 9 ص 170، المعجم الكبير للطبراني: ج 5 ص 194 ح 5067، فرائد السمطين للجويني: ج 1 ص 53 ح 18، بحار الأنوار: ج 23 ص 139 ح 85 وج 40 ص 83 ح 114.
(22) مذكرات المدرسة للمهري: ص 131 - 140.