فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قالَ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السَّلامُ-: (زَينُ الإيمانِ طهارَةُ السرائرِ وحُسنُ العَمَلِ في الظّاهِرِ)

زينةُ الظاهرِ إذا جُرِّدَتْ مِنَ الغاياتِ الساميَةِ وعَنِ التقرُّبِ إلى اللهِ تعالى تصيرُ إلى ازدواجيةٍ وتَلَوُّنٍ مُفَرَّغٍ مِن مُحتواهُ، وهَل تكونُ هُناكَ فائِدَةٌ في تجميلِ الشَّكلِ وتلميعِ المظهَرِ لمَن هُوَ حَسُودٌ أو بَخيلٌ أو لَئيمٌ وباطِنُهُ قبيحٌ؟

إنَّ الزّينَةَ الحقيقيةَ تنبَعُ مِنَ الداخلِ كما قالَ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السَّلامُ- فالإيمانُ هُوَ النورُ الذي ينعكِسُ على سريرةِ الإنسانِ وسلُوكِهِ، فيتَّصِفُ بالنّقاءِ الداخليِّ وحُسنِ السيرَةِ والعَمَلِ الحميدِ.

هَل أنّ تركيزَ الفتاةِ على الاهتمامِ بالزّينَةِ الظاهريّةِ ينفَعُها دونَ أنْ يكونَ أُسلوبُها إنسانيّاً وتعامُلُها مُريحاً؟

كُلُّ زينَةٍ قد تزولُ إلا زينةَ الأخلاقِ والأدَبِ ... إذَنْ كيفَ نفهَمُ الزّينَةَ:

إنَّ الاهتمامَ بالزّينَةِ الظاهريّةِ أمرٌ مُحبّذٌ ومطلوبٌ ولكنَّهُ مَطلوبٌ لا لِذاتِهِ بَل لغيرِهِ فينبَغي مُراعاةُ ضوابِطِهِ الشرعيّةِ والأخلاقيّةِ والعُرفيّةِ.

التَّجَمُّلُ والتَّزَيُّنُ نَدبَ إليهِ الإسلامُ انطلاقاً مِنَ القِيَمِ الروحيّةِ لا الماديّةَ فقط؛ لإظهارِ البُعدِ الإنسانيِّ في المجتمعِ و الصّورَةِ الجاذبةِ لا المُنَفِّرَةِ .
.يُروى عَنِ الإمامِ العَسكريّ -عليهِ السَّلامُ- : (اتَّقُوا اللهَ وكُونوا زَيناً ولا تَكونُوا شَيناً، جُرُّوا إلينَا كُلَّ مَوَدَّةٍ وادفَعُوا عَنّا كُلَّ قبيحٍ).

التناقُضُ سِمَةُ الشّخصيةِ غيرِ المتوازِنَةِ، فَمِنْ غَيرِ المنطقيِّ الاهتمامُ بنظافَةِ الجسمِ مِن دونِ الاهتمامِ بنظافَةِ الرّوحِ؛ فالجّوهَرُ والمظهَرُ كلاهُما مَطلوبانِ.

إنَّ التعليماتِ الإسلاميّةَ أَولَتِ العنايةَ بإجراءاتِ التَزَيُّنِ كاستعمالِ الطِّيبِ ونظافَةِ الثَّوبِ والتَّدَهُّنِ بالزَّيتِ وتقليمِ الأظافِرِ وتسريحِ الشَّعرِ والتَّزَيُّنِ للقاءِ الضَّيفِ وفي المسجِدِ وإزالَةِ الشَّعرِ عَن ما ينبغي إزالَتَهُ، وحَرَصَتْ على تَجَنُّبِ دخولِ المساجِدِ والمشاهِدِ في حَالِ وجودِ رائحةٍ غيرِ مُناسِبَةٍ كرائحةِ الثُّومِ مَثلاً.

فالتّعاليمُ لم تغفَلْ هذهِ الأمورَ وإنْ كانَتْ لا يَراها البعضُ ذاتَ أهمّيةٍ إلا أنَّ المُشَرِّعَ راعَاها وأكَّدَ عَليها حِرصاً منهُ لإشاعَةِ روحِ النّقاءِ بِكُلِّ مراتبِهِ، وليُوجِدَ نموذَجاً اجتماعيّاً مُحبَّباً يُحقِّقُ التقارُبَ والأُلفَةَ، فاستعمالُ العُطورِ يؤصِّلُ للتَّقارُبِ الاجتماعيِّ بخِلافِ الروائحِ المُنفِّرَةِ، وكذلكَ الكلِمَةُ الطيّبَةُ والأُسلوبُ الحَسَنُ يُحقِّقُ التقارُبَ ويُؤَصِّلُ للتآلُفِ بخِلافِ الفَضاضَةِ وسَماجَةِ الأُسلوبِ.