إن تكوين الحوض وتطوره هما نتيجة تفاعل معقد بين عوامل مختلفة، يمكن أن تكون هذه العوامل جيولوجية أو تكتونية أو مناخية أو حتى بيولوجية ، وإن فهم العوامل المختلفة التي تشكل تطور الحوض أمر بالغ الأهمية للتنبؤ بالموارد الجيولوجية وإدارتها، مثل احتياطيات النفط والغاز، ولتخفيف آثار المخاطر الطبيعية، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية، في هذا القسم، وهذه بعض العوامل الأساسية التي تؤثر على تكوين الحوض وتطوره:
1. القوى التكتونية: القوى التكتونية هي أحد المحركات الأساسية لتكوين الحوض وتطوره، ويمكن لهذه القوى أن تتسبب في تمدد القشرة الأرضية أو ضغطها أو التواءها، مما يؤدي إلى تكوين الأحواض، على سبيل المثال، عندما تصطدم صفيحتان تكتونيتان، قد يتم دفع صفيحة واحدة للأسفل وإجبارها على الغرق في الوشاح، وتشكيل حوض ، كما يمكن أن تتسبب القوى التكتونية في ارتفاع القشرة الأرضية، مما قد يؤدي إلى تكوين الأحواض نتيجة التآكل والترسيب.
2. المناخ: يمكن أن يلعب المناخ أيضاً دوراً مهماً في تكوين الحوض وتنميته، يمكن أن تؤثر التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار على معدل التآكل والترسيب، مما قد يؤثر على تكوين الحوض. على سبيل المثال، خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة، يمكن نقل الرواسب بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى تكوين أحواض أعمق وبالمثل، خلال فترات الجفاف، يمكن أن يتباطأ الترسيب، مما يؤدي إلى تكوين أحواض أكثر ضحالة.
3. النشاط البيولوجي: يمكن أن يؤثر النشاط البيولوجي أيضاً على تكوين الحوض وتطوره على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نمو الشعاب المرجانية إلى تكوين أحواض ضحلة، وبالمثل يمكن أن يؤثر نشاط الكائنات الحية الدقيقة على تكوين وبنية الصخور الرسوبية، مما قد يؤثر على تطور الحوض.
4. إمداد الرواسب: يعد إمداد الرواسب عاملاً حاسماً في تكوين الحوض وتطويره ، يمكن أن يؤثر معدل إمداد الرواسب على عمق الحوض وشكله. على سبيل المثال، إذا تم توفير الرواسب بمعدل مرتفع، فقد يؤدي ذلك إلى تكوين أحواض أعمق. وعلى العكس من ذلك، وإذا تم توفير الرواسب بمعدل منخفض، فقد يؤدي ذلك إلى تكوين أحواض أكثر ضحالة.
5. الهياكل تحت السطحية: يمكن للهياكل تحت السطحية، مثل الصدوع والطيات، أن تلعب أيضاً دوراً مهماً في تكوين الحوض وتطويره ، ويمكن لهذه الهياكل أن تؤثر على شكل وحجم الحوض، وكذلك على أنواع الرواسب المترسبة داخله، على سبيل المثال، إذا كان الحوض يقع بالقرب من الصدع، فقد يكون أكثر عرضة للتشوه والهبوط.
6. النشاط البشري: يمكن أن يؤثر النشاط البشري أيضاً على تكوين الحوض وتنميته ، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي بناء السدود والخزانات إلى تغيير إمدادات الرواسب إلى الحوض، مما قد يؤثر على تطوره، وبالمثل، يمكن أن يؤدي استخراج المياه الجوفية إلى الهبوط، مما قد يؤثر على شكل وحجم الحوض.
ويتأثر تكوين الحوض وتطوره بمجموعة واسعة من العوامل يمكن أن تكون هذه العوامل جيولوجية، أو تكتونية، أو مناخية، أو بيولوجية، أو حتى من صنع الإنسان ومن خلال فهم هذه العوامل، ويمكننا التنبؤ بشكل أفضل وإدارة تطور الأحواض، وهو أمر بالغ الأهمية للإدارة المستدامة للموارد الجيولوجية وتخفيف المخاطر الطبيعية.
وتكوين الحوض النهري هو نتيجة لتفاعل مجموعة عوامل طبيعية، مثل عامل التضاريس، لأن شكل الأرض وارتفاعها يحدد كيف تتحرك المياه. المناطق المرتفعة تجعل المياه تنساب بسرعة وتشكل مجاري ضيقة، بينما الأراضي المستوية تسمح بتجمع المياه وتشكل أحواض أكبر.
وأيضا العوامل المائية (الهيدرولوجية) تساهم في تكوين الاحواض ومنها:
ـ تدفق الأنهار والجداول يحدد مناطق الترسيب داخل الحوض.
ـ البحيرات الداخلية أو البحار تساعد في تجميع الرواسب العضوية والمعدنية.
ـ المياه الجوفية تؤثر على استقرار جوانب الحوض.
اما العوامل البيئية والحيوية هي :
ـ النباتات والحيوانات تساعد في تثبيت الرواسب ومنع انجرافها.
ـ الكائنات البحرية في الأحواض المائية تساهم في تكوين الرواسب العضوية.
وبالنظر إلى المستقبل، هناك العديد من الاتجاهات البحثية المستقبلية التي يمكن أن توسع فهمنا لتكوين الأحواض وعمليات التنقيب، وفيما يلي بعض المجالات التي يمكن أن تستفيد منها في المزيد من التحقيق:
1. قياس تأثير الحركات التكتونية على تكوين الحوض الرسوبي: بينما نعلم أن الحركات التكتونية هي المحرك الرئيسي لتكوين الحوض الرسوبي، حيث لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عن الآليات المحددة المعنية ، على سبيل المثال، كيف تؤثر الأنواع المختلفة من الصدوع على تكوين الحوض، وما هو دور ديناميكيات الوشاح في هذه العملية.
2. دراسة دور إمدادات الرواسب في تكوين الحوض: تعد إمدادات الرواسب عاملاً حاسماً في تكوين الحوض الرسوبي، ولكن لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه حول كيفية تفاعلها مع عوامل أخرى مثل تغير مستوى سطح البحر والحركات التكتونية، ومن خلال دراسة عمليات نقل الرواسب الحديثة والأحواض الرسوبية التي تتشكل بشكل نشط، يمكننا الحصول على رؤى جديدة حول كيفية تأثير إمدادات الرواسب على تكوين الأحواض.
3. دراسة العلاقة بين تكوين الأحواض والموارد الهيدروكربونية: الأحواض الرسوبية غالبا ما تكون مصادر غنية بالموارد الهيدروكربونية، لكن العلاقة بين تكوين الأحواض وتراكم الهيدروكربونات ليست مفهومة تماما، يمكن أن يساعدنا المزيد من البحث في هذا المجال على فهم كيفية تكوين الموارد الهيدروكربونية بشكل أفضل وكيف يمكننا استخراجها بكفاءة أكبر.
4. تطوير أساليب جديدة لدراسة عمليات إيداع الأموال: على الرغم من أننا أحرزنا تقدماً كبيراً في فهم عملية إيداع الأموال، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن كيفية عملها. إن تطوير طرق جديدة لدراسة عمليات الهبوط، مثل استخدام بيانات الأقمار الصناعية لتتبع الهبوط مع مرور الوقت، يمكن أن يساعدنا على فهم أفضل لكيفية تشكيل الأحواض الرسوبية.