روي عن سيد الشهداء عليه السلام انه قال في رسالة الى بني هاشم
"اما بعد فأن من لحق بي أستشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام"
فما معنى الفتح
الفتح مصطلح قرآني، يقول الله تعالى للنبي "ص" (انا فتحنا لك فتحا مبينا) الفتح هنا المقصود به حسب الروايات انه صلح الحديبية وعلى روايات اخرى انه فتح مكة وروايات صلح الحديبية أوضح وأكثر، فأين الفتح في صلح الحديبية
الآلية التي اعتمدها الصلح هي ان يدخل النبي واصحابه الى موسم الحج والعمرة دون ان يتعرض لهم احد وبالتالي هذا الصلح ادخل الدعوة الاسلامية الى داخل مكة مما فتح قلوب الناس لاستقبال النبي دون قتال..
فإذن الفتح هو فتح القلوب ، فتح النفوس.
أما الفتح في عاشوراء بمعنى أن يُوجد فجوة في أي مضيق..
أيّ ان المتخلف عن عاشوراء عندما تواجهه مشكلة لن يستطيع فتح المغاليق وبالتالي من تخلف عنا ليس من بني هاشم بل من تخلف عنا مطلقا فالإنسان بين خيارين اما امتلاكه روح عاشورائية كربلائية التي سقفها الشهادة في سبيل الله واما ان يتخلف عن طلب الشهادة وبالتالي لن يملك السلاح الذي يفتح فيه الموانع التي تواجهه وهذا الفتح اساسه تاريخي..
فالنبي ولد في عام الفيل، وفي هذا العام توجد حادثة طير الابابيل ، ففي هذا البلد المؤمن بالله ولكن مشرك به لعبادته للأصنام ومع هذا الشرك والتخلف والجاهلية الا انه فتح ابواب الغيب بإعجاز، وارسل الطيور لحماية بيت التوحيد وهذا أوجد في الوجدان العربي ان هذا البيت بلغ حدا من القداسة لا احد يدخله عنوة الا يأتيه غضب من السماء، هذا فتح ابواب الغيب الممهد للنبي، فالنبي عندما اراد الدخول الى مكة كانوا يتوقعون القرشيين الى اللحظة الاخيرة ان النبي لم يرسل السماء وان كان ليس رسولا فيجب ان تأتي طيور ابابيل ترمي جيشه وبما ان العكس حصل تماما كان الفتح بهذا المعنى..
فلم يعد للخصم اي داع نفسي للتكذيب فاستسلم الجميع لدعوة النبي ..
هذا فتح رسالي
الامام الحسين لديه هذا النوع من الفتح أيضا الفتح الرسالي هو الذي يستطيع ان يخترق الزمن ويخترق حجب الانشغال بالدنيا ويخترق التلوثات النفسية والروحية والثقافية من خلال حرارة الحزن من خلال الوجدان والعاطفة المتدفقة ليوصل الرسالة فهذا فتح حسيني ..
فخلاصة ما تقدم من معاني الفتح
اولا بمعنى فتح القلوب
ثانيا بمعنى فتح المغاليق والموانع بالثقافة العاشورائية
ثالثا اختراق الموانع الزمانية والثقافية والنفسية والروحية بإيصال الرسالة الالهية .
رزقنا الله فتح القلوب وعصمتها من الزيغ ورزقنا فتح المغاليق التي تواجهنا ووفقنا لاختراق الموانع لنكون عاشورائيين حسينيين.