في العشرين من جمادى الآخرة اشرق نور آل محمد وقطب الرحى بين النبوة والإمامة ، نور اضاء بيوت الارض اجمع .
نور اشرق به وجه خديجة سلام الله عليها و سد عليها وحشتها بعد ان هجرتها نساء مكة بدعوى زواجها من يتيم ابي طالب .

مشكاة نور اللّه جل جلاله زيتونة علم الورى بركاتها

فاطمة الزوجة الصالحة :

خير مثل للزوجة الصالحة ونبراس يقتدى بنوره في حلكة المشاكل الاسرية وقت الضيق والفاقة ،لا تثقل على زوجها في المعاش ،تبات في مخمصتها دون شكوى او تذمر تصلي لله نافلة وتأوي الى فراشها بعين الرضا ، امينة على بيتها ولا يسمع لها حس ، قسّمت هي وزوجها عليّ المسؤولية الاسرية ، فكان لعلي خارج الدار ولها ما داخله ، تستقبله بعين الحب تمسح عنه غبار التراب بكلمات التبجيل و التقدير ،وهذا ديدن امهاتنا ونسائنا اليوم .

فاطمة الجارة الذاكرة :
عند كل فجر تدعو لجيرانها وتسميهم ولا تذكر نفسها وتقول لولدها الحسن عليه السلام (يا بني، الجار ثم الدار.)(1) تقاسمهم طعامها وتدعو لهم بصلاح الحال ، تعيد مرضاهم ،وتعلم نساءهم الحلال والحرام .


فاطمة روح النبي ومهجته :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي، وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلف عنه هوى " فهي كما يسميها نبي الرحمة أم ابيها ،اذ كانت تحمل معه هم الرسالة وتزيل عنه ما رمي عليه من كروش الانعام وتقول صبرا يا أبه ،اذا رجع من سفر لا يلبث الا عند بابها .

فاطمة توصي علي :
أوصت زوجها علي بن ابي طالب في اخر أيام حياتها بأن يتزوج خيرة النساء تكون له سندا ومؤنسا وأما لأبنائه : (أوصيك ان تتزوج بعدي بابنة أختي امامة ، فأنها تكون لولدي مثلي فإنّ الرجال لابد لهم من النساء.) (2) وهذا معدن الزوجة المؤمنة وموطن الاختبار الحقيقي لمصداق الايمان ،فالزوجة الصالحة في الأول والأخير همها زوجها تؤثره على نفسها .

1- جلاء العيون ، ج1ص121.
2- مناقب ابن شهر اشوب : 3 362 .