آفة العامة العالم الفاجر[١]

اتذكر قبل سنوات قليلة شهادت على اليوتيوب كان هناك مقطعاً لتسجيلٍ صوتي لاحد المستبصرين يقول ما مضمونه : (قبل استبصاري للتشيع حينما كنا مجموعة ندرس كتب ابن تيمية، كان يثير فينا الكراهية لعلي بن ابي طالب بصورة غير مباشرة فمثلاً، اذا اراد التكلم عن المودة او التراحم بين الصحابة فيقول " وهذا التراحم والتوادد لم يكن عند علي "
فكنا نستغرب منه الموقف تلو الموقف حته تصير نكتة سوداء في القلب عليه والى ان تنهي كتاب ابن تيمية إلا وتجد نفسك تكره علي بسبب ما كان يثيره ابن تيمية ضده.
انتهى

الآن في زماننا ابن تيمية بنسخته الحالية، الضال المضل عبد الشيطان الغزي يتصرف كابن تيمية، فحينما يريد من المؤمنين البسطاء ان يبتعدوا عن الفقهاء والمراجع العدول - زادهم الله رفعةً - فهو يترحم عليه ويمدحه، فمثلاً اذا ذكر السيد الخوئي يقول (رحمه الله) او (قدس سره) ولكنه كان كذا وكذا وهذه هي عقيدته
واذا اراد التكلم عن مرجع حي كالسيد السيستاني فيقول (المرجع الديني الاعلى، آية الله العظمى، السيد علي السيستاني، دام ظله الوارف)
فهو يتكلم بكلام يوحي انه يبجلهم لكنه يثير الفتن عليهم، بل ويقتطع من كلامهم من كتبهم ليثير الفتن ضدهم، واذا بهذا المؤمن البسيط غير المطلع وغير المتخصص في عبارات الفقهاء التخصصية يقتنع بكلام هذا الشيطان فتصير النكتة والنكات السوداء في قلوبهم واذا بهم تجده بعد مدة يُستفز بمجرد سماعه كلمة تبجيل او ترحم على هذا الفقيه
وبالتالي يهملون قول امير المؤمنين (عليه السلام)أطعِ العالِم تغنم[٢]

احد الشَيَبة ممن تربطني به علاقة وطيدة وتعرفت عليه عن طريق ابنه الذي هو بالاصل صديق مقرب لي وزميل دراسة سابق، كان والده ممن يحب العلماء فهو عنده مكتبة ويحب مطالعة بعض الكتب الدينية اضافة للكتب الادبية واللغوية كونه معلماً للغة العربية وكان في كل جلسة لي - وللاخوة الذين معي عنده زيارته والاستئناس بكلامه - معه يذكر لنا ما قرأه من الكتاب الفلاني ويمزج كلامه دائماً بالفكاهة، وكان يمجد الفقهاء ويجلهم حتى انه - على ما ذكر لي ابنه الاوسط - حينما يزور امير المؤمنين (عليه السلام) يأخذ اولاده وهم أطفال أيام النظام البائد لقبر السيد الخوئي لزيارته وقراءة الفاتحة لروحه الطاهرة لكي يتعودوا على احترام العلماء وتبجيلهم.
ولكن ما الذي تغيّر الآن

الذي تغيّر أن هذا الرجل الطيب متى ما قرر الاستماع لهذا الشيطان المحاضرة تلو الاخرى وإذا به قد تأثر بكلامه واقتنع به، بل والاكثر أنه يدافع عنه ويتبنى ما ينقله ضد الفقهاء حتى ان بعض الامور التي اذكرها له عن السيد الخوئي كثلاً يكذبني ويردد كلام الغزي دون الشك فيه بل يتلفظه وهو مطمئنّ القلب.

وقبل اقل من اسبوع كنت في زيارة له مع احد الاخوة ولم نتطرق لمواضيع ونقاشات دينية ولكن عرضاً ذكر ضمن كلامه شخصية تأريخية وتناوله بالذم، فقلت له على ما اذكر أنّ المرجع الديني الفلاني في موقعه الرسمي مدحه، قلت له ذلك ظنّاً مني أن لا مشكلة له مع هذا العالِم وانما فقط مع السيد الخوئي وقليلاً مع السيد الشيرازي واذا بي اتفاجأ بأنه يقول عبارة تعبر عن أن كل الفقهاء بنظرهم يتفقون على تبرير مواقف هذه الشخصية التأريخية وتمجيده وتبجيله في حين أنه في نظره ونظر الغزي خائن لامير المؤمنين عليه السلام واتبع معاوية وان الفقهاء كلهم - على ما يعبر البعض بعبارة - (كلهم بالهوى سوى)

بل والاشد من هذا الرجل صديق لي شاب عشريني طالب حوزة ممن تأثر ايضاً بالغزي وهذا الشاب اعرفه منذ 12 سنة تقريباً، يتميز بأنه متسرع في الحكم وعنده العناد ليس بالدرجة الهينة.
حاولت معه بفترات متقطعة ان ارد على اشكالات الغزي - ولو بطريقة غير مباشرة - وانقل له بعض المعلومات بخصوص العلماء وآرائهم ضمن ما يشكل من خلاله الغزي على الفقهاء مثل معنى كلمة (المشهور) التي اثارها على السيد الخوئي في استفتاء حول قضية كسر الضلع.
وجدته بدأ يتقبل نوعاً ما، وقد طلب مني منذ عدة اشهر لمساعدته على إعطاء بعض المحاضرات او الدروس لمجموعة من الطلبة ممن اعمارهم 15 سنة او ما يقاربها لتقوية عقيدتهم وجمعهم على امر محمد وآل محمد، وقد استجبت له منذ شهر تقريباً بدرس اسبوعي، وقام بإضافتي لمجموعة (كروب) على تطبيق (واتساب) للطلبة، وقد نشرت فيها خلال هذه المدة بعض الروايات والمنشورات الدينية كالقصص التي تخص العلماء والفضائل الخاصة بأئمة اهل البيت وما شابه وكان الامر طبيعياً
ولكن، ظهر هذا اليوم بعد الخطبة نشرت صورة للمرجع الاعلى السيدالسيستاني ومكتوب عليها (ابونا وخيمتنا)، واذا به رأساً يبعث لي برساله على الخاص ليطلب حذف الصورة وإلا سيحذفها بنفسه
استغربت فعلاً من طلبه، فبالعادة حينما انشر عن بعض العلماء سيما السابقين منهم لا اجد له اي اعتراض، فسألته عن السبب واذا بحوار قصير وجدت أنه لا يزال يحمل قلبه بعض النكات السوداء ضد المرجعية لم يتمكن من إزالتها من قلبه، واكتفى بالنهاية بالتصريح (أني ما يليق يكون خيمتي و أبوي بس صاحب الزمان / تمسح الصورة لو أمسحها آنه)


واختم كلامي بروايات عن المعصومين للتبرك بها :
١) الامام علي (عليه السلام)العالِم أطهر الناس أخلاقاً وأقلّهم في المطامع أعراقاً[٣]

٢) الامام علي (عليه السلام):معرفة العالِم دِين يُدان به، يُكسِب الانسان حسن الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته[٤]

٣) الامام علي (عليه السلام):أطعِ العلم واعصِ الجهل تفلح[٥]

٤) الإمام الجواد (عليه السلام):من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس[٥]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] غرر الحكم ص١٥٤
[٢]عيون الحكم والمواعظ ص٧٦
[٣] المصدر السابق ص٢٠
[٤] غرر الحكم ص٢٨٩
[٥] غرر الحكم ص٨١
[٦] تحف العقول ص٤٥٦