Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
《آباؤهم لا يعقلون شيئاً》

منذ 6 سنوات
في 2019/06/09م
عدد المشاهدات :1789
منذ سنوات عديدة .. خصوصاً في بدايات مراهقتي كنت أتساءل مع نفسي في بعض الاحيان حينما اسمع الآية الكريمة { وإذا قِيلَ لهم اتَّبعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بل نَتَّبعُ ما أَلفينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كان آباؤُهُم لا يعْقِلونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُون }

أن هؤلاء الأقوام الذين عاصروا الانبياء والرسل و رأوا المعجزات والدلالات و.....الخ
ومع ذلك منهم من آمن ومنهم من كفر ... بل إن الذين آمنوا هم القلّة منهم كما في فوله تعالى عن نوح ومن معه {وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}

هنا السؤال الذي يُطرح، لو أنّني كنت موجوداً في ذاك الزمان، ماذا سيكون موقفي
هل أقتنع بهذا النبي الذي يأمرني بتغيير معتقدي الذي وُلِدتُّ و رُبّيت عليه
وكيف لي أن اقتنع بما جاء فيه
وكيف أقتنع بمعجزاته
ربّما تكون من السحر وأنا لا أفقه شيئاً منه
وقد أتّهم هذا النبي بالسحر كما فعل الاقوام السابقون
{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون}

من يدري لعلّي أحارب نبي زماني بكلّ ما أُوتيتُ نصرةً لدين آبائي

ولأني لم احصل على جواب لسؤالي ولم اكلّف نفسي عناء البحث عن أحوال الاقوام السابقين وعن الروايات و تفاسير الآيات التي تذكر أسباب عنادهم فضلاً عن التمعّن والتدبّر في الآيات التي تذكر هذه الاسباب لذلك لم أعِر أهميةً للموضوع وأهملته.

وفي يوم من الايام انتشر بين الناس عن وجود قناتين جديدتين (الوصال و صفا) هما قناتان وهّابيتان تدعيان بطلان مذهب التشيع ونشر أباطيل الرافضة و....الخ على حسب قولهم ومدعاهم

وتابعتها مع أخوتي بحجة الضحك على اسلوب وكلام العرعور فكان أسلوبه مضحكاً كما كنت أراه ولمتابعتي لها وظنّاً مني أنّي لم ولن أتأثّر بكلامهم وأني على قناعة تامّة ويقين مطلق بمعتقداتي، فقد تابعتهما وخصوصاً (صفا).

وفي يوم ما تعرّضوا لشبهة أن الشيعة مشركون لاستعانتهم بأهل البيت حينما يتوسلون بهم بقولهم (يا علي او يا حسين ....) وقد نهانا الله عن الاستعانة بغيره بقوله تعالى {إيَّاكَ نعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعين}

فتغلغلت الشبهة في نفسي وأخذت مني كلّ مأخذٍ ليلتها، وذهبت ليلتها لأنام وأنا على فراشي وانا أفكر هل إن مذهب الشيعة يكون باطلاً

وهل هذا يعني أنّ أعداء اهل البيت (عليهم السلام) وقتلة الزهراء (عليه السلام) ليسوا بمجرمين بل من الصحابة المتّقين
وهل فعلاً إن علماءنا، علماء سوء، وأضلونا عن سواء السبيل كما هو اعتقدانا بعلماء الوهابيّة الذين أضلوا عوامّهم

وهل لو كان فعلاً قولنا (يا علي) أنّني قد أشركت بالله والله يقول في محكم كتابه { إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ويغفِرُ مَا دُون ذلكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ باللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضلالاً بعيداً }

فكيف يغفر لي الله وقد أكون فعلاً مشركاً
ولو أنّ الله يغفر لي إذا تبت إليه فهل أنا قادر على تغيير مذهبي
وكيف يكون موقفي من أهلي ومن الناس وهل أنا فعلاً قادر على تغيير ما وجدتّ آبائي عليه

وبعد يومين تقريباً أثناء وضع سفرة العشاء كان الوالد وقتها يتابع محاضرةً لأحد خطبائنا المعروفين وتعرّض لهذا الموضوع بذكر موقفٍ حصل معه ومع شاب في بيت الله الحرام وأن وهّابيّاّ اتهمه بالشرك ولكن لحسن حظّ هذا الشاب كان بالقرب منه هذا الخطيب ووضّح له سبب هذا الفعل بل و ردّ شبهة الاشراك وأذكر أنه ذكر الاية الكريمة {وابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} وأنه يصح طلب العون من غير اللهِ كوسيلة الى الله وليس كمُعِينٍ مستقلٍّ عن قدرة الله سبحانه وبل وعزّز موقفه أيضاً بالآية الكريمة {يا أيُّها الَّذين آمنُوا اسْتَعِينُوا بالصَّبْر والصلاة}

وقتها فرحت كثيراً وكأنّني للمرة الاولى أسمع هاتين الآيتين وفهمت مبدأياً نيّة الاستعانة وطلب العون من أهل البيت عليهم السلام

ولكن رغم هذا لم يكن عندي جواب لنفسي لسؤالي الاول.
هل كنت لأحارب أنبياء الله لو كنت في زمان دعوتهم وأرفض تغيير ديني أو أتخذُ خطوة جريئةً وأصدّقهم وكيف سأقتنع بأنه فعلاً الدين الحقّ

وشاءت الاقدار ان احد اصدقائي المؤمنين زاد من صلته بي وهو من عائلة تحب الكتب والمطالعة خصوصاً الكتب الدينيّة والتربوية وقد شجّعني على المطالعة كثيراً مع أني لم أكن ممن يطالعون الكتب غير الدراسية عدا كتاب واحد وكان اسمه على ما أذكر (على أعتاب البلوغ) لان فيه اهم الامور التي يجب على البالغ معرفتها والاعتناء بها من كلا الجنسين سواء عن الطهارة او الصلاة وأهميتها او سماع الاغاني وبعض المحرمات الاخرى و....الخ

فأهداني صديقي كتاباً معيّناً وكان دينيّاً ويخصّ الشباب وأوصاني باقتناء كتاب اخلاقي اسمه (الاخلاق والآداب الاسلامية) فبدأت رحلتي بالمطالعة وأذكر بدايتها استصعبت الامر بل إنني ارى الكتاب صعب الفهم مع أنه من أسهل وابسط الكتب ولكن شيئاً فشيئاً وبالتدريج طالعتُ وطالعتُ العديد من الكتب حتى صارت عندي حصيلة من المعلومات الدينيّة المختلفة.

وليس هذا فحسب بل صار عندي حبّ الاطلاع على بعض الشبهات التي تطرح هنا وهناك وابحث عن اجوبتها او اطالع بعض الكتب التي تذكر الشبههات مع اجوبتها او اسأل من اهل التخصص وبالذّات الشبهات التي تطرح ضد المذهب من قبل المخالفين والوهّابيّة، ورأيت نفسي أناقش ممّن قد يرى نفسه متخصصاً أو من يغالط ليثبت ما يريد كما يفعل الوهّابيّون، حتى إنّني اتخذتُ مواقفَ سلبيةً لمن يدّعي أنه من شيعة اهل البيت أو يعتمّ بعمامة حوزوية
بسبب مغالطاته طلباً للشهرة او حطام الدنيا او ليطلب رضا المخلوق بسخط الخالق، ولعلي قد كنت أراه من الصالحين بسبب كلامه المعسول والمغلّف بغلاف الدين فأصدّق كلامه لسذاجتي وقلّة معرفتي ......

والآن وانا اتذكر سؤالي وحالي في تلك الايام أجدني قد عرفت السبب الرئيسي الذي أجد جوابه في تلك الايام ألا وهو .... المعرفة

فبدون المعرفة يبقى الانسان كأوراق الشجر تميل حيثما هبّت الرياح.

يقول امير المؤمنين عليه السلام نوم على يقين خير من صلاة في شك[١]

و يروي لنا الامام الصادق (عليه السلام) في هذا المجال روايتين لطيفتين :

١) عن أبي عبد الله عليه السلام : مرّ عالم بعابد وهو يصلى، فقال: يا هذا كيف صلاتك
قال: مثلي يسأل عن هذا
قال: ثم بكى قال: وكيف بكاؤك
فقال: إني لأبكي حتى تجرى دموعي، فضحك العالم وقال: تضحك وأنت خائف من ربك أفضل من بكائك وأنت مدلٌّ[٢] بعملك، انّ المدلّ بعمله ما يصعد منه شيء[٣]


٢) عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى ربهم وأحبّ ذلك إلى الله عزّ وجلّ ما هو

فقال: ما أعلم شيئاً بعد أفضل من هذه الصلاة. . . .[٣]

السائل يسأل عن أفضل شيء يتقرب به العباد إلى الله وبنفس الوقت أن يكون أحب شيء إلى الله تعالى ، فالإمام لم يقدم شيء على المعرفة ، بل جعلها أول شيء في جوابه ثم جعل الصلاة بعدها ، فالمعرفة العقائدية والأمور الدينية من أهم الأشياء التي علينا تحصيلها


︎اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه︎

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] عيون الحكم والمواعظ ص٤٩٧
[٢] المبتهج او المفتخر بعمله
[٣] قصص الانبياء للراوندي ص١٨٢
[٣] الكافي ج٣ ص٢٦٤
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )