المتتبع اذا عقد موازنة سريعة بين تراثنا العربي الإسلامي والمخطوطات العالمية فسيقف على حقيقة انه لا توجد نسبة مرضية بين الامرين، ويقال ان هناك عدداً من المخطوطات في مكتبات عالمية وبالأخص في مكتبة بريطانيا في لندن تقدر بـ(15) الف مخطوطة وحوالي (55) الف مخطوطة في الصين وفي بلدان اخرى في ايران وتركيا وغيرها.
هذا ما جاء في كلمة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس محمد الأشيقر (دامت توفيقاته) خلال افتتاح فعاليات (يوم المخطوط العربي ) الذي تقيمه مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدسة وبالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة ومركز احياء التراث العلمي العربي لجامعة بغداد وتحت شعار (القدس، عندما يكون التراث أسيرا )، على قاعة الأمام الحسن المجتبى ( علية السلام ) للمؤتمرات والندوات، صباح هذا اليوم السبت (20 رجب 1439 ) الموافق لـ(7 نيسان 2018م)
وفي ما يلي أبرز ما جاء في كلمته
لقد اوجب ظهور الاسلام تحولاً كبيراً في كل ميادين الحياة في مجتمع الجزيرة العربية، ثم سار ذلك التحول الى جميع المجتمعات، التي انطوت تحت إدارة الدولة العربية الاسلامية، وكان الميدان الفكري والثقافي أحد أهم الميادين الذي طالها ذلك التحول، والاسلام جاء داعياً الى التفكر، راعياً للعلم ورافعاً لشأن العلماء، فبلغ ذلك التحول غايته، كعلوم القرآن والحديث النبوي الشريف وعلوم اللغة العربية وآدابها ، فضلا عن العلوم الصرفة، وفي كل مجال من تلك المجالات، وكانت هناك لجان شَمرت عن سواعد الجد والتصدي لمهمة المشاركة في نشر العلم، فجابوا البلدان بطلبهم، وعقدوا الجلسات، ثم ألفوا وصنفوا تاركين تراثاً تضاعف عقداً بعد عقد وقرننا بعد قرن، حتى فاقت به الامة العربية الاسلامية باقي الامم كماً ونوعاً، وعلى الرغم مما عدت عليها من عاديات، إلا ان ما وصل الينا كثيرا جدا، فمهمة الحفاظ عليه ونشره يحتاج الى تظافر الجهود وتكاتف الأيدي، والمتتبع اذا عقد موازنة سريعة بين تراثنا العربي الاسلامي والمخطوطات العالمية فسيقف على حقيقة انه لا توجد نسبة مرضية بين الامرين، ويقال ان هناك عدداً من المخطوطات في مكتبات عالمية وبالأخص في مكتبة بريطانيا في لندن تقدر بـ(15) الف مخطوطة وحوالي (55) الف مخطوطة في الصين وفي بلدان اخرى في ايران وتركيا وغيرها.
وأضاف: " مهمة الحفاظ عليه ونشره يحتاج الى تظافر الجهود، وعلى رغم اهتمام عدد من الدول العربية بالتراث المخطوط عبر تأسيسها لعدد من المؤسسات التراثية المعنية بأحياء التراث والاهتمام بشؤون النشر والاهتمام والعناية الواسعة لهذه المؤسسات الا ان هذه الخطوات التي قامت بها الدول العربية لم تغطي مخزون التراث في أمتنا العربية الاسلامية ، لذا نأمل في فعاليات ومناسبات كهذه ان نحف الخطى وان نسلط الاضواء على التراث المخطوط، ومثلما نطمح ان تبذل المؤسسات التراثية في جميع الدول العربية مجهوداً اكبر لأحياء المتبقي من ذلك التراث .
مبيناً:" وكانت هذه الخطوة المباركة من معهد المخطوطات العربية في تخصيص يوم المخطوط العربي مهمة جداً لتعريف الاجيال بتراثهم المقروء ودوره في ارتقاء الشعوب والأمم، وكذلك حث المؤسسات التراثية العربية والاسلامية للعمل على ما تبقى من تراثنا المخطوط من حيث اعادة الحياة التاريخية له واحياء ما سلم منها واخراجه الى النور، فضلا عن حفظ الاصول والنتائج المهمة.
موضحاً: " وقد برز في العراق عدد من المؤسسات التراثية التي عملت على هذا التراث وكانت لها جهود طيبه في هذا المجال كمركز احياء التراث العلمي العربي التابع لجامعة بغداد، وغيره من المراكز الرسمية وغير الرسمية ، مثلما احاطت العتبة العباسية المقدسة المتمثلة بسماحة المتولي الشرعي السيد احمد الصافي (دام عزه ) التراث الاسلامي المخطوط عناية خاصه وعملت منذ اكثر من عقد مضى على تشكيل نواة تراثية لملمت ما تناثر من تراثنا وحاولت حفضه ثم احيائه فعدت اليوم مركزا تراثياً له جهود واضحه في هذا المجال، وما شراكتنا اليوم مع معهد المخطوطات العربية في القاهرة ومركز احياء التراث العلم العربي في جامعة بغداد بهذه الفعالية الا ثمرة من ثمار هذا الاهتمام التي اولته العتبة العباسية المقدسة في هذا المجال، حقيقتا ليس لنا الا ان نشكر الحضور الكرام ونذكرهم بتضحيات قواتنا الامنية وحشدنا الشعبي في الحفاض على هذا البلد وهم من لهم الفضل الاول والاخير في استمرار هذا البلد بالعطاء والتقدم والحفاظ على إرثه ومقدساته.