أثمرت جهود الرسالة الإنسانية التي أطلقها مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" من خلال مشاركة أساتذة وفضلاء الحوزة العلمية الشريفة وطلبة العلوم الدينية إخوانهم المؤمنين الوافدين لزيارة اربعينية الإمام الحسين "عليه السلام"، بمشروع التبليغ والوعي والإصلاح والنهج القويم، وللتعرف على أهم تطورات المشروع وهو في سنته الخامسة على التوالي ودوره الشرعي والعقائدي كان لنا لقاء مع عضو لجنة المشروع التبليغي في محور بغداد فضيلة الشيخ مصطفى الفرهود فتحدث قائلاً: هناك ضرورة قصوى لتواجد ومشاركة أساتذة وطلبة الحوزة العلمية الشريفة المؤمنين في مسيرتهم نحو كعبة الأحرار الإمام الحسين "عليه لسلام"، لأن المقصد الأسمى في المشاركة بهذه التظاهرة المليونية هو أن يكون الزاد الفكري والغذاء العقائدي حاضراً بين قوافل الزائرين الكرام واستهداف شريحة الشباب لبيان أهم المسائل الشرعية التي تخص معاملاتهم وعباداتهم، فضلاً عن التوجيهات والإرشادات المستوحاة من نهج أهل البيت "عليهم السلام" وتغذية جذور هذه الزيارة المليونية وتزيين طريق أبي الأحرار بصلوات الجماعة وذلك تخليداً لموقف الإمام "عليه السلام" في أرض الطّف، وإقامته للصلاة وهو في أحلك الظروف. وبيّن فضيلة الشيخ الفرهود: أن الحوزة العلمية الشريفة ارتأت هذا العام بتطوير مضامين المشروع التبليغي بعد أن حققت أرقاماً وإحصائيات كبيرة يشهد لها القاصي والداني حيث تم نشر ما يقارب (5000) مبلغ ومبلغة بدءً من الفاو إلى كربلاء المقدسة ومن محافظة ديالى والحدود العراقية شرقاُ ومنافذ دخول الوافدين إلى كربلاء فضلاً عن تواجدهم في طريق يا حسين بين النجف الأشرف إلى كربلاء وطريق بغداد ـ كربلاء، وهنا كان للعتبات المقدسة الدور الكبير في تقديم الدعم اللوجستي للمشروع فضلاً عن المزارات الشيعية الشريفة الواقعة على طرق مرور الزائرين والتي هي ما يقارب (70) مزاراً. وأشار فضيلته إلى المشروع التبليغي الذي انطلق من رحاب الإمامين الجوادين "عليهما السلام" قائلاً: شهد المشروع التبليغي في مدينة الكاظمية جهوداً مباركة وانتشاراً كبيراً للمبلغين، حيث تم توزيع (40) محطة داخل الصحن الشريف ومحيطه مزودة بالمنشورات الفكرية والعقائدية وتوجيهات المرجعية الدينية بخصوص زيارة الأربعين، ورافق المشروع عملية تصحيح قراءة سورة الفاتحة المباركة بمشاركة نخبة من القراء، كما إمتازت هذه الجهود في العتبة الكاظمية المقدسة عن غيرها من العتبات المقدسة الأخرى بوجود (3) منابر في الصحن الكاظمي الشريف تقوم بواجبها الفكري والإرشادي بواقع ثلاث أوقات، كما تُقام هناك (12) صلاة جماعة في العتبة المقدسة والمواقع المحيطة بها. ونأمل في السنة القادمة إن شاء الله تعالى أن تدخل الإنكليزية والأوردية في فعاليات المشروع مثل ما نجدها اليوم في "طريق يا حسين"، كما سيكون هناك مسح ميداني في المستقبل لتطوير هذا المشروع من خلال نشر محطات جديدة في طريق سامراء المقدسة وصولاً إلى بغداد، لأن في الوقت الحالي هناك محطات وتواجد للأخوة المبلغين في صحن الإمامين العسكريين ومرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي "عليهم السلام"، والحمد لله أن هذا العمل المبارك يبعث السرور في النفس، وذلك لوجود الرغبة والإقبال الحقيقي من قبل الزائرين الكرام في مدينة الكاظمية المقدسة، مؤيدة بدعم وجهود خدّام الإمامين الجوادين "عليهما السلام".