كل شبر في محافظة البصرة يقدم الخدمات الى قاصدي قبلة الاحرار سيرا على الاقدام، فالبر يحمل السيارات الناقلة للزائرين والسائرين سيراً على الاقدام وقطارات السكك الحديد، وسماء البصرة تستقلها الطائرات لنقل الزائرين، وماء البصرة وانهارها سخرت لنقل زوار الامام الحسين "ع" في عملية نقل نهري تقلص المسافات وتعوض نقص الجسور في المحافظة وتشارك فيها انهار البصرة ومياهها اجر السائرين وثواب سعيهم في عزاء ابي عبد الله الحسين "ع"، وتلك ميزة اخرى تنفرد فيها هذه المحافظة الموالية لآل البيت الكرام.
خدمة طيبة
الشيخ سمير الاسدي حال نزوله من الزورق اشار الى ان "تلك الزوارق النهرية تؤدي خدمة كبيرة وطيبة باعتبار ان هناك جسر دمر خلال الحرب واخر قيد الانشاء تلكأ العمل فيه"، مبيناً ان "الزائر القادم من مناطق العشار وابو الخصيب والفاو يفكر دائما بالوقت للوصول قبل يوم الاربعينية الى محافظة كربلاء لذلك وفرت تلك العملية بالنقل النهري الوقت والجهد حيث يحتاج الزائر الى ساعات للوصول الى الكرمة من مناطق الضفة الثانية للنهر"، مضافاً اليها انهم "جزاهم الله الف خير لا يقبلون اخذ أي اجرة مقابل هذه الخدمة للمشاركة بالأجر والثواب".
طيبة اهل البصرة
الزائر عباس عبد الرضا من مدينة عبادان في ايران يقول "جئنا عبر منفذ الشلامجة وسرنا يوماً كاملاً ولجئنا الى منطقة جسر خالد لنعبر بالزوارق النهرية لنختصر تقريبا سير ساعة بالسيارة مع الإزدحامات الكثيرة ولان هذه النقطة توصلنا الى طريق السير الواصل الى محافظة ذي قار"، مبيناً ان "اهل البصرة يخجلوننا بأخلاقهم وطيبتهم وكرمهم، فأصحاب الزورق ينقلنا مجانا وصاحب الموكب يطعمنا ويسقينا دون مقابل، بل وحتى اصحاب السيارات الخاصة يتوسلون بنا لإيصالنا الى أي مكان نريد"، مبيناً انها "بركات الحسين "ع" على محبيه والمؤمنين بقضيته والمناصرين له واظهار مظلوميته".
"خدمة طيبة تعكس اخلاق اهل البصرة ودعم للزائرين وتخفيف لمتاعبهم"، بتلك العبارة استهل عباس جاسم محمد حديثه واكد انه "عبر من منطقة الفيحاء الى الكرمة واصطحب معه خمسة من اصدقائه"، مبيناً ان "نقطة العبور تعد مريحة جداً لأنها تختصر المسافة ونذهب مباشرة الى طريق شارع بغداد لنقضي يومنا في معمل الورق ونواصل السير نحو منطقة المدينة"،  لافتاً الى ان "الكثير من اقربائه واصدقائهم يستقلون نفس الزوارق للعبور نحو الضفة الاخرى".
مشاركة الاجر والثواب
صاحب الزورق بلال توفيق عبد يؤكد ان "مهمتنا نقل زوار الاربعينية بين ضفتي النهر بدءاً من يوم 28 محرم الى يوم الخامس من شهر صفر ونقوم بنقل الزائرين مجاناً وعلى مدار الساعة ونتحمل اجور الوقود والتصليح"، مبيناً ان "الزوار الذين ننقلهم هم من الرجال والنساء والاطفال وعراقيين وعرب وايرانيين ويقوم عشرون زورقاً بتلك المهمة من منطقتين في النجيبية والفيحاء الى الكرمة"، فضلاً عن "الاستمرار بنقل المواطنين العاديين، لاسيما بعد توقف مشروع انشاء جسر النجيبية الذي بوشر العمل به منذ عام 2014 ونتمنى ان يتم اكماله لأنه جسر حيوي ومهم لان هناك زخم مرور وزخم زائرين يشتد خلال ايام الزيارة وانجاز هذا الجسر يسهم في انهاء تلك المعاناة".
علي واثق مبارك نصب مع مجموعة من اصدقائه موكباً امام معبر النهر من جهة كرمة علي ليستقبل الزائرين الذين تنقلهم الزوارق النهرية، ويقول "نبدأ خدمتنا للعابرين من مناطق النجيبية والفيحاء والجزيرة والفاو من الساعة العاشرة ليلاً الى العاشرة صباحاً، نقدم خلالها الماء والشاي والحليب والافطار صباحاً"، مبينا ان "موكبه الصغير ونعمل بشكل تضامني ونتحمل نحن الاصدقاء مصاريف الايام العشرة التي يسير بها الزائرين من مناطق النجيبية والفيحاء والجزيرة والفاو ومنهم عرب من دول الخليج وايرانيين".