كانت الكاظمية المقدسة وما زالت منبعاً لنشر العلم والفكر والثقافة والمعرفة، وعُرفت بشخصياتها وأعلامها الذين كانت لهم مسيرة حافلة بالعطاء وأدوار متميزة ماضياً وحاضراً ولهم صولات وجولات في جميع ميادين الحياة، إذ حملوا عبء المسؤولية لإيصال رسالتهم الإنسانية، وتركوا بصمات واضحة وجلية وإرثاً حضارياً ثراً أمسى محل فخر واعتزاز، وتبنى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ وبخطوات علمية واثقة مشروع توثيق دفناء المشهد الكاظمي. وللتعرف على طبيعة المشروع وأصل فكرته وتسليط الضوء على تلك الجهود المباركة كان لموقع العتبة الكاظمية المقدسة حوار خاص مع أمينها العام ليحدثنا مشكوراً: تضم العتبات المقدسة ومنها العتبة الكاظمية مدافن الكثير من أعلام الأمة وغيرهم ممن تشرّفوا بجوار الأئمة عليهم السلام بعد مماتهم، وهؤلاء الأعلام ممن يُفتخر بهم، وتنبغي الإشارة إليهم والتعريف بهم. - هل هناك مصادر تاريخية توثّق أسماء المدفونين في العتبة المقدسة وأماكن دفنهم؟ نعم هناك الكثير من المصادر، وأهمها بهذا الصدد: 1. د. مصطفى جواد، السلك الناظم لدفناء مشهد الكاظم، وهذا الكتاب أحد أجزاء موسوعة العتبات المقدسة التي ألّفها جعفر الخليلي وآخرون. 2. عبد الكريم الدباغ، كواكب مشهد الكاظمين في القرنين الأخيرين والقرن الحالي، وقد صدر بجزأين عن العتبة المقدسة عام 2010. - متى بدأ الدفن في هذه البقعة المقدسة؟ أصبحت هذه البقعة مقدسة بعد دفن الإمام الكاظم فيها سنة 183هـ/ 799م، وقبل ذلك كانت تُدعى مقابر قريش، وأول من دُفن فيها جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور سنة 150هـ. - ما هو عدد اللوحات التعريفية التي تم وضعها؟ تم وضع حوالي 115 لوحة تعريفية. - ما هي الأسس التي تم اعتمادها في اختيار الأشخاص الذين تم وضع لوحات تعريفية لهم؟ أن يكون الشخص ممن له شأن في الحياة العامة كالعلماء ومشاهير الأدباء وممن ترك آثاراً مطبوعة ومخطوطة أو قدّم خدمات جليلة إلى العتبة المقدسة والمدينة، فضلاً عن أن موضع الدفن محدد المكان. - هل نفهم مما سبق أن هناك الكثير من الأشخاص ممن تنطبق عليهم الأسس الواردة آنفاً ولكن لم يتم التعريف بهم. نعم، حينما لا تذكر المصادر موضع الدفن بشكل دقيق يتعذر وضع لوحة تعريفية لمجهولية المكان. - ما هي أقدم لوحة تعريفية تم وضعها؟ كانت أقدم لوحة تعريفية تم وضعها هي للشيخ حسين الخالصي المتوفى سنة 1220هـ/ 1805م، ومحل دفنه مقابل الشيخ المفيد، طبعاً هناك مدافن معروفة من السابق لابن قولويه وتلميذه الشيخ المفيد والشيخ نصير الدين الطوسي وفيها ما تاريخه أكثر من ألف سنة سابقة. - أين مواضع الدفن إجمالاً؟ في الأروقة والطارمات والحجرات المحيطة بالصحن الشريف، وتم وضع لوحات التعريف في مواضع الدفن مع الإشارة إلى أن لوحات التعريف للمدفونين في الحُجرات قد وضعت عند أبواب تلك الحُجرات وليس في داخلها لتكون واضحة أمام الزائرين، مع العرض أن عدد الحُجرات يبلغ (75) حجرة. - ما هو المكان الأكثر ازدحاماً بالمدفونين؟ كان الرواق الشرقي وتحديداً في الجهة المقابلة للشيخ المفيد وأستاذه بن قولويه المكان الأكثر ازدحاماً بالمدفونين. - هل جميع المدفونين من مدينة الكاظمية المقدسة؟ لا، ليس جميع المدفونين من أعلام مدينة الكاظمية المقدسة ، لأن هناك علماء من خارجها كانوا مقيمين فيها للمجاورة والتدريس وطلب العلم، أو قدموا للزيارة أو العلاج أو الجهاد ووافتهم المنية فيها ودُفنوا في الصحن الشريف تبركاً ولصعوبة النقل إلى أماكن أخرى في تلك الأزمنة. - كيف تم التنفيذ؟ تم التنفيذ من قِبل خدم الجوادين عليهما السلام في وحدة الحفر على المرمر، حيث تم عمل عدة بدائل من اللوحات من مواد مختلفة إلى أن استقر الرأي على قطع من المرمر بقياس (30 X 12 سم)، وتم حفر الصفة (السيد، الشيخ، الدكتور، ...) والاسم واللقب، وسنة الوفاة الهجرية وما يقابلها بالميلادي، وإذا لم تكن السنة معلومة (وهي حالات قليلة جداً) وضعنا أصفاراً محلها. - هل يمكن أن نتوقع إضافة لوحات تعريفية لأعلام آخرين في المستقبل؟ نعم، ممكن إذا تم العثور على معلومات جديدة موثقة من خلال المصادر أو أي دليل معتبر. - هل يوجد دفن للموتى في العتبة المقدسة؟ الأصل أن الدفن ممنوع، حيث نصّت المادة (19) من قانون العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة رقم (19) لسنة 2005: يمنع دفن الموتى في العتبات المقدسة والمزارات الشريفة إلا في حالات خاصة وبموافقة الأمين العام ورئيس ديوان الوقف الشيعي.