لحظات تاريخية ونحن نقترب رُوَيْداً رُوَيْدا من افتتاح شباك النور (الشباك الجديد لضريح ابي الفضل العباس عليه السلام )والذي سيقام بمراسيم ولائية مساء يوم الأربعاء 12رجب 1437 ه الموافق 20 نيسان 2016 م هذا المشروع الكبير والذي كان له مقوامات ومن تلك المقومات والعوامل التي ادت لأنجازه الحضور المستمرّ والمتواصل للمتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة في موقع عمل تركيب الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) له الأثر الواضح على معنويّات وهمم العاملين في هذا المشروع الكبير والرائد، حيث كان سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) منذ اللحظات الأولى لانبثاق فكرة تصنيع الشبّاك وتحويلها من صيانة الشبّاك الى صناعة شبّاكٍ جديد بمواصفات فنّية وحرفيّة عالية بأيدي خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، فقد واكب وتابع سماحته مجريات الأعمال وكان خير سندٍ لهؤلاء الفتية الذين أخذوا على عاتقهم القيام بهذا المشروع الكبير والخوض في غماره ومعتركه الصناعيّ، ولم يبخل على اللّجنة المشرفة على صناعة الشبّاك بأيّ دعمٍ ممكن، لا بل كان يشاطرهم الرأي والفكرة ويُبدي ملاحظاته بصورةٍ مستمرّة.
فكثيرةٌ وعديدةٌ هي المشاريع التي أقامتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة سواءً داخل العتبة المقدّسة أو خارجها، لكنّ مشروع الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) كان له النصيب الأوفر من العناية والاهتمام، وذلك لخصوصيّة هذا المشروع وأهمّيته على كافّة المستويات، فقد ترجم فنيّو مصنع العتبة العبّاسية المقدّسة لصناعة شبابيك الأضرحة المقدّسة والمزارات الشريفة هذا الدعم الكبير واللامحدود الى واقع عملٍ ارتقى لمستوى الطموح كما كان مخطّطاً له، فهو مشروعٌ وُلِدَ من رحم إبداع ومثابرة وتفاني وإخلاص خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام)، مشروعٌ تحدّوا به كلّ مَنْ شكّك وقلّل من أهمّية اليد العراقية في دخول مثل هذا المعترك، مشروعٌ يُعدّ ردّ اعتبارٍ للصناعة العراقية وهو مشروعٌ يُنفَّذ لإمام الأخوّة والفداء، إنّه مشروع صناعة شبّاك مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام).
الجدير بالذكر أنّ المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسيّة المقدّسة قد صرّح في وقتٍ سابق خلال افتتاح المعرض الخاصّ بقطع الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) قائلاً: "...أثناء فترة العمل كانت هناك صعوبات كبيرة لكن كانت الهمم أكبر واستطاعوا أن يتغلّبوا عليها وتذليلها، وفي المحصّلة كان هناك إنتاجٌ محلّ افتخارٍ واعتزاز، ومن حقّنا أن نفتخر به، وهذا تأسيسٌ لقضيّة هي ثقتُنا بكفاءاتنا العراقية التي لو روعيت بالشكل الجيّد لوصلنا الى غير ما نحن عليه الآن".