بعد أن عُقدت فعّالياتُه في العتبة العبّاسية المقدّسة وجامعتين عراقيّتين هما: جامعة ميسان وجامعة بغداد، اختُتِمت فعّالياتُ أسبوع النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الثقافيّ الذي أقامته دارُ الرّسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم) في مركز العميد الدوليّ للدّراسات والبحوث التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وبالتعاون مع كليّة التربية للعلوم الإنسانيّة في جامعة كربلاء، تيمّناً بذكرى مولد النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، وذلك صباح اليوم الاثنين (18 ربيع الأوّل 1440هـ) الموافق لـ(26 تشرين الثاني 2018م) في جامعة كربلاء.
الاحتفاليّةُ التي احتضنتها قاعةُ جامعة كربلاء المركزيّة شهدت حضوراً لممثّلين عن العتبة العبّاسية المقدّسة وجمعٍ من الأساتذة والأكاديميّين والباحثين.
استُهِلَّ الحفلُ المبارك بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، أعقبتها كلمةُ عميد كليّة التربية للعلوم الإنسانيّة في جامعة كربلاء التي ألقاها نيابةً عنه المعاون العلميّ الأستاذ الدكتور أحمد صبيح الكعبي، وبيّن فيها قائلاً: "ما أحلى أن نجتمع لنحيي ذكرى طيّبةً ومناسبةً عظيمة على قلوب المسلمين جميعاً، ألا وهي مولدُ النور والإيمان مولد سيّد البشر والأنبياء أبي القاسم محمد(صلّى الله عليه وآله وسلم)، إذ عمّ نوره على أرجاء المعمورة، مخلّصاً المجتمع القديم من مهاد الوثنيّة والمحرّمات الى مجتمعٍ يرفل بالعلم والنور والإيمان، والتأسيس لدولةٍ دعائمها الأخلاق والعدل والأمان".
وأضاف: "أيّها الأحبَّةُ ونحنُ نعيشُ في نسمات هذه اللطائِف المحمّديةِ، نعيشُ في ذكرى ولادة أحبِّ الخلقِ الى الله تَعَالى علينَا أن نَتذكّر ونُذّكرَ أبناءَنا الطلبة بضرورة التمسّك بالمبادئ والقيم التربويّة التي نصّتْ عليها رسالةُ النبيِّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) وننبذ ما يخالفُ تلك الشرائع الربّانية، ونتّحد ونتّفق ونحمل بأيدينا أغصان زيتونٍ وأقلام محبّةٍ ودعوة سلامٍ وإخاءٍ ورصّ صفوف".
وأكّد: "من واجبنا أنْ نتقدّم بالشُكر الجزيل الى العتبةِ العبّاسية المقدّسة ودار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على تعاونهم مع كلّيتنا لإقامة هذا المهرجان المبارك، وندعو لهم بدوام التوفيق والمحبّة إحياءً لسنّة نبيّنا وأئمّتنا الأطهار(عليهم السلام)".
فيما تلتها كلمةُ دار الرّسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم) التي ألقاها الأستاذ الدكتور علي كاظم المصلاوي رئيسُ قسم اللغة العربيّة وعضو مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات، وبيّن فيها: "نجتمع اليوم لنحتفي في ذكرى ولادة سيّد الكائنات والخلائق، الذي أبدل جديب الأرض والقلب نماءً وعطاءً، وأخرج الناس من ظلمات الجاهليّة الى نور الهداية والحقّ".
وأضاف: "إنّ إحياء هذه المناسبة المباركة لهو تأكيدٌ على القيم الروحيّة والأخلاقية التي جاء بها رسولُنا الأكرم والسير في هديها، لنكون بذلك مصداق قول الله تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)).
وتابع: "لذا جاء حرصُ العتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بمركز العميد الدولي للبحوث والدّراسات ودار الرّسول(صلّى الله عليه وآله وسلم) فيه على إقامة هذا المهرجان في ذكرى ولادته الميمونة، متبنّيةً مشروع أسبوع النبيّ الأعظم الثقافيّ في العتبة العبّاسية المقدّسة وثلاث جامعاتٍ عراقيّة هي: (جامعة ميسان، وجامعة بغداد، وجامعة كربلاء)، ولتوصل رسالةً مهمّة وهي أنّ احتفاءنا واحتفالنا بولادة نبيّنا دعوةٌ للسير على نهجه الحقّ وترك ما سواه، واستلهام العِبَر من سيرته العطرة لتقويم سلوكنا وأفعالنا من أجل بناء جيلٍ واعدٍ مبنيّ على المُثُل والأخلاقيّات التي جسّدها (صلوات الله وسلامه عليه)".
وكان لنافذة الجلسات البحثيّة دورٌ مهمّ في هذا الحفل المبارك التي عُقدت على هامش الاحتفال، فقد أُقيمت جلسةٌ بحثيّة توسّمت بعنوان: (الرسول الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلم) الإعجاز والارتقاء بهمم الشباب) التي ألقى بحثه فيها الأستاذ المساعد محمد حسين العوادي.
كما تخلّل الحفل إلقاءُ مجموعةٍ من القصائد الشعريّة التي تغنّت وترنّمت أبياتُها بحبّ النبيّ الكريم وآل بيته الطاهرين(صلوات الله عليهم)، وكانت أولى القصائد للأستاذ الدكتور عبود جودي الحلّي تلاه الشاعر سجّاد عبد الحميد، وفي الختام جرى تكريم المشاركين والمساهمين في هذا الحفل المبارك.