المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
لقد فاضلَ الله سبحانه وتعالى بحسب حكمته في التشريع بين الشهور كما فاضلَ بين الأيّام، وكما فاضل بين السّاعات لأجل أن تكون هذه الفضيلة منبّهات للإنسان على مزيدٍ من الجد والتبصّر والاستعداد للحياة الأخرى. فلو كان الإنسان مدعوّاً إلى عمل الخير في جميع الأوقات على وجهٍ واحدٍ لم يكن له حافز على استثمار... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
ماذا أعدّ المحتضر للقاء الله
عدد المقالات : 311
ماذا أعدّ المحتضر للقاء الله

حسن الهاشمي
هل اعددت العدّة لسكرة الموت هل وطّنت نفسك لملاقاة رسل الموت بما يحملونه من أمر عظيم هل تعلم ان الأمر العظيم يحمل بين طيّاته مصيرك الأبدي إما خير محظ أو شر محظ لا خيار ثالث لهما هل انك مدرك أنه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم أي المنزلتين يصل انها اللحظة الحاسمة، انها اللحظة المصيرية، انها اللحظة التي ستنتقل من خلالها اما الى الجنة والنعيم الدائم، أو الى النار والعذاب المهين، فاللحظة الحاسمة والمحطة الموصلة هي انعكاس لما بدر منك في الحياة الدنيا، من زرع الخير والمعروف يقطف الراحة المطلقة والنعيم الدائم، ومن زرع الاثم والشرور يكتوي بنار هشيم ما زرع ويتقلب في أهوال ما اقترفت يداه في دنياه الصاخبة، اسع سعيك بأن تكون وليا لله تعالى لا عدوا له، الدنيا بما فيها من مزايا ومغريات زائلة لا محالة، حاول ان تستثمر تلك المزايا لتعيش حياة طيبة مباركة في الدنيا وحياة خالدة سعيدة في الآخرة، وإلا ما فائدة حياة حتى لو قلنا مرفّهة ولكنّها مشوبة بالمشاكل والزوال اعلم ان حياتك في الدنيا إن لم تكن قنطرة للعبور الى حياة الخلد لا فائدة مرجوة منها.
عظيم من جعل نفسه وليّا لله تعالى واتخذ من الموت نافذة له الى الحيوان الأكبر وما أعد الله له فيها من نعيم دائم لا انقضاء له ولا بوار، وحريّ بمن يمتلك تلك الطاقة الايجابية ان يضع جلّ بيضاته في مفقس الآخرة لتفرّخ له حياة أبدية هانئة، ويكتفي بالقليل من البيض الدنيوي ليصل الى تلك النتيجة المتوخاة، انها الجائزة الكبرى ان تفرّغ نفسك من كل شغل، وتضع عنها كل ثقل، تفرّغ نفسك لما ينفعك من أمر الدنيا والأخرة، وتضع عنها ما يضرك في الدارين، واعلم انك ان لم تقم بذلك فانت الخاسر الوحيد والمغبون الذي لا يمكن لأحد ان يرفع الغبن عنك غير عملك الصالح وما تبذله من خير في الحياة الأولى.
حبّ الدنيا والانجذاب اليها رأس كل خطيئة، انها الخسارة الكبرى، وكيف لا تكون كذلك وانت بأعمالك الشريرة تجعل من نفسك عدوا لله تعالى، وهذه هي الطامة الكبرى والرزية العظمى، أن تفتح على نفسك الضعيفة بعملك القبيح أبواب جهنم وغضب من الله تعالى أعظم، وانت لا غيرك وعملك القبيح هو الذي أوصلك الى ذلك النفق المظلم، وأنت لا غيرك قد شرّعت له طرقه وهيأت له أسبابه، ليتك ان تنظر الى ما أعدّه الله تعالى لك في نهاية ذلك النفق المهول، متى تقف على تلك الحقيقة تقف على تلك الحقيقة عندما يطرق الموت أبوابك فانك ستستقبل كل مكروه وتترك خلفك كل سرور، يكون بصرك ثاقبا حديدا ترى عاقبتك بوضح، وتستقبل مصيرك المحتوم بلا أدنى شك أو ترديد أو رجوع، حينئذ تستيقنها النفس البشرية انها الجد وليس الهزل، واليقين وليس الظن، والحقيقة وليس الخيال.
فريقان لا ثالث لهما تتبيّن ملامحهما حين الاحتضار ونزول الموت في ساحة العبد، وهي حصيلة الانسان بما يعمله من حسنات أو سيئات في الحياة الدنيا، الفريق الأول: نور الهداية يضئ قلوبهم لتشرق بنور ربها، فيسيرون بخطى ثابتة نحو هدفهم المقدس: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة: 257. هؤلاء الثلة المؤمنة هم الذين يرسمون طريق المجد بجدّهم واجتهادهم في طاعة الله والتزام اوامره واجتناب معاصيه، لكي يكون الموت والاحتضار قرة عين لهم، وهو بمثابة باب حطة للذنوب والدلوف الى رحمة الله تعالى من أوسع أبوابها: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) النحل: 32.
أما الفريق الثاني، فليس لديهم هدف واضح يطمحون إلى بلوغه، ولا هدى بيّن يسيرون في ظلّه، بل هم سكارى تتقاذفهم أمواج الحيرة في بحر الضلالة والكفر: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 257. هؤلاء الثلة الكافرة هم الذين يرسمون طريق الضلالة وما يؤول اليه من منغصات واسقام ومتاعب بما كسبت ايديهم في معصية الله تعالى وما يترتب عليها من ظلم وتعاسة وخسران: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) النحل: 28.
طيب الاقامة، سقم الاقامة، حالتان تترصدان بالإنسان نعيما أو جحيما، هو لا غيره يحدد أحدهما باعتقاده وسلوكه وما يبدر منه من قول أو فعل أو تقرير، يحدث كل هذا في الحياة الدنيا بما كسبت أيدي الناس، وتكون تجلياتها واضحة للعيان حين يطرق الموت باب الانسان، فيتمثل لها العمل الصالح رجلا طيبا يستقبله بكل رحابة صدر وطلاقة وجه، ويتمثل لها العمل الطالح رجلا خبيثا يورده ما يستحق في ظلمات الجحيم.
الموت هو النافذة الحتمية على الجنة لمن أطاع الله تعالى، والنافذة الحتمية على النار لمن عصى الله تعالى، وكل سائر الى هذا الأمر الحتمي الوقوع فانه لا يتخطّى إحدى النجدين إما شاكرا وإما كفورا، ومن الطبيعي في القول أنه يجب أن يتمتع أولئك الذين يتحركون حركة تنسجم مع قانون الحق والعدالة هذا، ولا يحيدون عنه ببركات عالم الوجود وينعمون بألطاف الله سبحانه، كما يجب أن يكون أولئك الذين يسيرون عكس هذا الطريق ويخالفون القانون طعمة للنار المحرقة، ومحطا لغضب الله عز وجل، وهذا ما تقتضيه العدالة، ومن هنا يتضح أن العدالة لا تعني المساواة، بل العدالة أن يحصل كل فرد على ما يناسبه من المواهب والنعم حسب مؤهلاته وقابلياته.
فلو تأملنا قوله تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ، فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ، تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) الواقعة: 83 ـ 87. نلمس عظمة الخالق في اعطاء كل ذي حق حقه، فالإنسان يبقى ضعيفا ومحتاجا في مملكة الله تعالى، فانه محاسب ومدين ومملوك لله تعالى، لا يستطيع أن يخرق الحجب ولا ان يتخطى القوانين الطبيعية، نعم انها ميسّرة للأنبياء والاوصياء بإذن الله تعالى؛ لتثبيت دعائم الدين وهداية البشرية، ومن ضمن الأمور التي يقف الانسان عاجزا حيالها تسليمه المطلق لملك الموت حينما يأتي لقبض روحه، ولعل الاعجاز القرآني يتجلى حينما ينزل الموت بساحته ويضيّق عليه خناقه، والأقرباء والأصدقاء يجولون من حوله خدمة ورعاية وحماية، هنا يأتي التحدي القرآني، هل بإمكانك أيها المحتضر أو الذين يحومون حولك أن يرفعوا عنك غائلة الموت، وقتئذ تتبين عظمة القدرة الإلهية بأنكم جميعا منقادين الى قضاء الله وقدره، لا تستطيعون أن ترجعوا روح المحتضر مهما أوتيتم من قوة وسطوة وعدة، وحين معاينة الموت لا ينفع المحتضر سوى عمله الصالح الذي يرى منزله في الجنة مستبشرا، أما الذي اقترف الذنوب وتلوّث بالمعاصي والمآثم والمظالم فان الموت الذي ينزل بساحته سيقضي على كل سرور متباين، ويقبل على كل مكروه متيقن، ويا لها من قسمة ضيزى.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/02/28م
لا مقارنة بين الذكاء البشري وغيره الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات ولايفكر ..الحمد لله .. تبارك الله احسن الخالقين       الذكاء الاصطناعي خادم وليس قائد للبشر، الذكاء الاصطناعي لا يفكر كما يفكر من صنعة من ليس كمثله شيء، فهو لا يمتلك وعيا أو إدراكا ذاتيا، لكنه قادر على تحليل البيانات، واستخراج... المزيد
عدد المقالات : 91
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/02/17م
يقدم طلب الى المحكمة التي أصدرت القرار حتى وان مضت مدة التمييز وانتهت ... المادة 196 يجوز الطعن بطريق إعادة المحاكمة في الاحكام الصادرة من محاكم الاستئناف او من محاكم البداءة بدرجة أخيرة او المحاكم الشرعية اذا وجد سبب من الأسباب الاتية ولو كان الحكم المطعون فيه قد حاز درجة البتات . 1 - اذا وقع من الخصم... المزيد
عدد المقالات : 139
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/02/17م
تأليف الفقيه البارع المرجع الكبير آية الله العظمى المرجع الكبير السيد أحمد الخونساري (رضوان الله عليه) (ولد1309هـ1881م -توفى1405هـ 1985م)، ولد في مدينة خونسار. حضر في مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته عند كبار الآيات العظام: كآية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الخراساني، وآية الله العظمى السيد محمد كاظم... المزيد
عدد المقالات : 91
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/02/12م
التركيبة الفسيولوجية المادية والسيكولوجية العقلية لدى العقل العراقي حسن الهاشمي البيئة، التراث، التاريخ، العائلة، المدرسة، كل هذه المحطات تؤثر في الانسان سلبا اذا كانت ملوثة، وايجابا اذا كانت نقية، وبما ان الانسان خلقه الله تعالى مختارا يتقلب بين التقوى والفجور، بين العقل والحمق، بين الفضيلة... المزيد
عدد المقالات : 311
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/03/02م
" كتاب اليوميات" تحتل قراءة اليوميات مكانة عظيمة في حياة الإنسان الذي يريد أن ينتفع من حياة أهل الفضل والعلم، فهي المفتاح الذي يفتح بحقائق الزمن، وتزوده بمعرفة بيئته ومن حوله، لا سيما التي كتبتها الشخصيات البارزة في التاريخ، فهي تمكننا من معرفة الدروس والعبر. وكأننا بتصفحها نسير على خطاهم،... المزيد
عدد المقالات : 91
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/02/16م
*(ولادة القمر ) بقلم | مجاهد منعثر منشد كلَّما مَرَّت الليالي , يَزدادُ الهِلالُ وضوحاً , تسألُ خالقَها : رَبَّاُه.. ما هذا الهلالُ لا يَشبَهُ سِواهُ من أَهلَّةِ الشُّهورِ؟ تشرقُ بدمعِها حينَ تَرَى دَمعَ الإمامِ , الأَمرُ سِرٌّ, لعلَّها تَخشى أَنْ تسأَلهُ؟ انتصَفَ الشَّهرُ , تَمَاثلَ الهلالُ بدراً ,... المزيد
عدد المقالات : 378
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2025/02/04م
في قرية صغيرة تحيط بها الحقول الخضراء، عاشت فتاة تدعى رقية، عرفت بوجهها المشرق وقلبها المطمئن، كانت رقية يتيمة الأبوين، لكن الحزن لم يعرف طريقا إلى قلبها، حين يسألها الناس عن سر ابتسامتها الدائمة رغم ما واجهته من صعاب، كانت تقول بثقة: "الرضا بما قسمه الله هو سر السلام، أرى يد الله معي في كل شيء." ذات... المزيد
عدد المقالات : 1
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 شهور
2024/11/07م
ولد بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية ( جيكور ) في محاقظة البصرة وقضى طفولته المبكرة فيها توفيت والدته وهو في السادسة من عمره فكان لوفاتها عميق الاثر في نفسه التحق بدار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا ) فدرس الادب العربي وتخرج فيها عام 1948 شارك في الحياة السياسية والثقافية مشاركة واسعة اذا كان من... المزيد
عدد المقالات : 111
علمية
اصبحت البطاقات البنكية جزءا رئيسيا من حياتنا المعاصرة، فنحن نبيع ونشتري وندفع فواتيرنا، ونتسوق بضائعنا، ونحجز تذاكر طائراتنا وفنادقنا عن طريق هذه البطاقات التي أصبحت بديلا عمليا لحمل المال السائل. وهي تُعد وسيلة دفع شائعة جدا في مختلف دول... المزيد
يتساقط الثلج عند قمم الجبال ويتجمع فيما وقد يكون بينها من منخفضات مكونا أعشاشا ثلجية تعرف بالحلبة. وعند توافر شروط الجريان تنحدر هذه الثلوج التي أصبحت جليدا بازدياد تماسك أجزائها بحكم الضغط وذلك انطلاقا من الحلبة نحو المستويات القاعدية الدنيا... المزيد
تعتبر المضادات الحيوية من الادوية المهمة لمعالجة الالتهابات والعدوى البكتيرية ، يعود تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية الى عام 1928 عندما لاحظ العالم Alexander Fleming وجود هالة حول الفطر Penicillium notatum وذلك بعد انتقال هذا الفطر عن طريق الخطأ الى وسط زرعي يحتوي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
السيد محمد كاظم القزويني
2025/01/15
بمقدار ما كانت حياة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) مشفوعة بالقداسة والنزاهة ، والعفاف والتقوى ، والشرف والمجد ، كانت مليئة بالحوادث...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الباقر(عليه السلام)
2025/01/15
( إن الله تبارك و تعالى يبعث يوم القيامة ناسا من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة معهم ملائكة...
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com