المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
بسم الله الرحمن الرحيم (إنا لله وإنا إليه راجعون) الإخوة والأخوات الإيمانيين في مدينة باراجنار الباكستانية (أعزهم الله تعالى) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة أخرى، ارتكب الإرهابيون المتشددون جريمة شنيعة، حيث قاموا بهجوم مسلح على المسافرين الذين كانوا في طريقهم من باراجنار إلى بيشاور، مما... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
كلمة امة في القرآن الكريم (كان الناس أمة واحدة) (ح 47)
عدد المقالات : 652
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز وعلا "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" ﴿البقرة 213﴾ يظهر فساد ما ذكره بعضهم: أن المراد بالآية أن الناس كانوا أمة واحدة على الهداية، لأن الاختلاف إنما ظهر بعد نزول الكتاب بغيا بينهم، والبغي من حملة الكتاب، وقد غفل هذا القائل عن أن الآية تثبت اختلافين اثنين لا اختلافا واحدا، وقد مر بيانه، وعن أن الناس لو كانوا على الهداية فإنها واحدة من غير اختلاف، فما هو الموجب بل ما هو المجوز لبعث الأنبياء وإنزال الكتاب وحملهم على البغي بالاختلاف، وإشاعة الفساد، وإثارة غرائز الكفر والفجور ومهلكات الأخلاق مع استبطانها؟. ويظهر به أيضا: فساد ما ذكره آخرون أن المراد بها أن الناس كانوا أمة واحدة على الضلالة، إذ لولاها لم يكن وجه لترتب قوله تعالى: "فبعث الله النبيين" "إلخ"، وقد غفل هذا القائل عن أن الله سبحانه يذكر أن هذا الضلال الذي ذكره وهو الذي أشار إليه بقوله سبحانه: "فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه"، إنما نشأ عن سوء سريرة حملة الكتاب وعلماء الدين بعد نزول الكتاب، وبيان آياته للناس، فلو كانوا على الضلالة قبل البعث والإنزال وهي ضلالة الكفر والنفاق والفجور والمعاصي فما المصحح لنسبة ذلك إلى حملة الكتاب وعلماء الدين؟. ويظهر به أيضا ما في قول آخرين إن المراد بالناس بنو إسرائيل حيث إن الله يذكر أنهم اختلفوا في الكتاب بغيا بينهم، قال تعالى: "فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ" (الجاثية 17)، وذلك أنه تفسير من غير دليل، ومجرد اتصاف قوم بصفة لا يوجب انحصارها فيهم. وأفسد من ذلك قول من قال: إن المراد بالناس في الآية هو آدم عليه السلام، والمعنى أن آدم عليه السلام كان أمة واحدة على الهداية ثم اختلف ذريته، فبعث الله النبيين "إلخ"، والآية بجملها لا تطابق هذا القول لا كله ولا بعضه. ويظهر به أيضا فساد قول بعضهم: إن كان في الآية منسلخ عن الدلالة على الزمان كما في قوله تعالى: "وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " (الفتح 7)، فهو دال على الثبوت، والمعنى: أن الناس أمة واحدة من حيث كونهم مدنيين طبعا فإن الإنسان مدني بالطبع لا يتم حياة الفرد الواحد منه وحده، لكثرة حوائجه الوجودية، واتساع دائرة لوازم حياته، بحيث لا يتم له الكمال إلا بالاجتماع والتعاون بين الأفراد والمبادلة في المساعي، فيأخذ كل من نتائج عمله ما يستحقه من هذه النتيجة ويعطي الباقي غيره، ويأخذ بدله بقية ما يحتاج إليه ويستحقه في وجوده، فهذا حال الإنسان لا يستغني عن الاجتماع والتعاون وقتا من الأوقات، يدل عليه ما وصل إلينا من تاريخ هذا النوع الاجتماعي المدني وكونه اجتماعيا مدنيا لم يزل على ذلك فهو مقتضى فطرته وخلقته غير أن ذلك يؤدي إلى الاختلاف، واختلال نظام الاجتماع، فشرع الله سبحانه بعنايته البالغة شرائع ترفع هذا الاختلاف، وبلغها إليهم ببعث النبيين مبشرين ومنذرين، وإنزال الكتاب الحاكم معهم للحكم في موارد الاختلاف. فمحصل المعنى أن الناس أمة واحدة مدنية بالطبع لا غنى لهم عن الاجتماع وهو يوجب الاختلاف فلذلك بعث الله الأنبياء وأنزل الكتاب. ويرد عليه أولا: أنه أخذ المدنية طبعا أوليا للإنسان، والاجتماع والاشتراك في الحياة لازما ذاتيا لهذا النوع، وقد عرفت فيما مر أن الأمر ليس كذلك، بل أمر تصالحي اضطراري، وأن القرآن أيضا يدل على خلافه. وثانيا: أن تفريع بعث الأنبياء وإنزال الكتب على مجرد كون الإنسان مدنيا بالطبع غير مستقيم إلا بعد تقييد هذه المدنية بالطبع بكونها مؤدية إلى الاختلاف، وظهور الفساد، فيحتاج الكلام إلى التقدير وهو خلاف الظاهر، والقائل مع ذلك لا يرضى بتقدير الاختلاف في الكلام. وثالثا: أنه مبني على أخذ الاختلاف الذي تذكره الآية وتتعرض به اختلافا واحدا، والآية كالنص في كون الاختلاف اختلافين اثنين، حيث تقول: "وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"، فهو اختلاف سابق على الكتاب والمختلفون بهذا الاختلاف هم الناس، ثم تقول وما اختلف فيه أي في الكتاب إلا الذين أوتوه أي علموا الكتاب وحملوه بغيا بينهم، وهذا الاختلاف لاحق بالكتاب متأخر عن نزوله، والمختلفون بهذا الاختلاف علماء الكتاب وحملته دون جميع الناس، فأحد الاختلافين غير الآخر: أحدهما اختلاف عن بغي وعلم، والآخر بخلافه.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وعلا "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" ﴿البقرة 213﴾ طريق الوصول إلى الوحدة: بعد بيان حال المؤمنين والمنافقين والكفّار في الآيات السّابقة شرع القرآن الكريم في هذه الآية في بحث اُصوليّ كلّي وجامع بالنسبة لظهور الدّين وأهدافه والمراحل المختلفة الّتي مرّ بها. في البداية تقول الآية "كان النّاس اُمّة واحدة". فتبدأ هذه الآية ببيان مراحل الحياة البشريّة وكيفيّة ظهور الدّين لإصلاح المجتمع بواسطة الأنبياء وذلك على مراحل: المرحلة الاُولى: مرحلة حياة الإنسان الابتدائية حيث لم يكن للإنسان قد ألف الحياة الإجتماعية، ولم تبرز في حياته التناقضات والاختلافات، وكان يعبد الله تعالى استجابةً لنداء الفطرة ويؤدّي له فرائضه البسيطة، وهذه المرحلة يحتمل أن تكون في الفترة الفاصلة بين آدم ونوح عليهما السلام. المرحلة الثانية: وفيها اتّخذت حياة الإنسان شكلاً اجتماعيّاً، ولابدّ أن يحدث ذلك لأنّه مفطور على التكامل، وهذا لا يتحقّق إلاّ في الحياة الإجتماعيّة. المرحلة الثالثة: هي مرحلة التناقضات والاصطدامات الحتميّة بين أفراد المجتمع البشري بعد استحكام وظهور الحياة الإجتماعيّة، وهذه الإختلافات سواء كانت من حيث الإيمان والعقيدة، أومن حيث العمل وتعيين حقوق الأفراد والجماعات تحتّم وجود قوانين لرعاية وحل هذه الإختلافات، ومن هنا نشأت الحاجة الماسّة إلى تعاليم الأنبياء وهدايتهم. المرحلة الرابعة: وتتميّز ببعث الله تعالى الأنبياء لإنقاذ الناس، حيث تقول الآية "فبعث الله النبيّين مبشّرين ومنذرين". فمع الإلتفات إلى تبشير الأنبياء وإنذارهم يتوجّه الإنسان إلى المبدأ والمعاد ويشعر أنّ وراءه جزاءً على أعماله فيحس أنّ مصيره مرتبط مباشرةً بتعاليم الأنبياء وما ورد في الكتب السّماويّة من الأحكام والقوانين الإلهيّة لحل التناقضات والنّزاعات المختلفة بين أفراد البشر، لذلك تقول الآية "وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في ما اختلفوا فيه". المرحلة الخامسة: هي التمسّك بتعاليم الأنبياء وما ورد في كتبهم السماويّة لإطفاء نار الخلافات والنزاعات المتنوعة (الإختلافات الفكريّة والعقائديّة والإجتماعيّة والأخلاقيّة). المرحلة السادسة: واستمر الوضع على هذا الحال حتّى نفذت فيهم الوساوس الشيطانيّة وتحرّكت في أنفسهم الأهواء النفسانيّة، فأخذت طائفة منهم بتفسير تعليمات الأنبياء والكتب السماويّة بشكل خاطيء وتطبيقها على مرادهم، وبذلك رفعوا علم الاختلاف مرّة ثانية. ولكن هذا الاختلاف يختلف عن الاختلاف السابق، لأنّ الأوّل كان ناشئاً عن الجهل وعدم الإطّلاع حيث زال وانتهى ببعث الأنبياء ونزول الكتب السماويّة، في حين أنّ منبع الإختلافات الثانية هو العناد والإنحراف عن الحقّ مع سبق الإصرار والعلم، وبكلمة: (البغي)، وبهذا تقول الآية بعد ذلك (وما اختلف فيه إلاّ الّذين أُوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغياً بينهم). المرحلة السابعة: الآية الكريمة بعد ذلك تُقسّم الناس إلى قسمين، القسم الأوّل المؤمنون الّذين ينتهجون طريق الحقّ والهداية ويتغلّبون على كلّ الإختلافات بالاستنارة بالكتب السماويّة وتعليم الأنبياء، فتقول الآية: "فهدى الله الّذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" في حين أنّ الفاسقين والمعاندين ماكثون في الضلالة والاختلاف. وختام الآية تقول "والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" وهذه الفقرة إشارة إلى حقيقة ارتباط مشيئة الله تعالى بأعمال الأفراد، فجميع الأفراد الرّاغبون في الوصول إلى الحقيقة يهديهم الله تعالى إلى صراط مستقيم ويزيد في وعيهم وهدايتهم وتوفيقهم في الخلاص من الإختلافات والمشاجرات الدنيويّة مع الكفّار وأهل الدنيا ويرزقهم السكينة والإطمئنان، ويبيّن لهم طريق النجاة والإستقامة.

جاء في باب الآيات المؤلة بقيام القائم عليه السلام: تفسير القمي‏ "وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ" قَالَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى خُرُوجِ الْقَائِمِ عليه السلام فَنَرُدُّهُمْ وَ نُعَذِّبُهُمْ‏ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ‏ أَنْ يَقُولُوا لِمَ لَا يَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَا يَخْرُجُ عَلَى حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ فَقَالَ اللَّهُ‏ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‏. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ عليه السلام عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏ فِي قَوْلِهِ‏ "وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ‏" قَالَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ الْأُمَّةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَمِنْهُ الْمَذْهَبُ وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ "كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً" أَيْ عَلَى مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ مِنْهُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ "وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ‏" أَيْ جَمَاعَةً وَ مِنْهُ الْوَاحِدُ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ أُمَّةً وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ "إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً"

عن المركز الاسترتيجي للدراسات الاسلامية التحديد المفاهيمي لمصطلحيّ الأمّة والمُواطَنة للسيد صادق عباس الموسوي: يمكن إيراد استعمَال المفردة في القُرآن التي جاءت بمعاني: الجماعة أو القوم، غالباً ما يكون لهم مقصدٌ واحدٌ، ويُقال للمنفرد (أُمَّة) أي مقصده غير مقصد الناس. أمّا باقي المعاني التي استُعمِلَت فيها الأُمَّـة كجماعة بشريَّة مقيَّدة بصفاتٍ محدّدة، فهي معاني تطفو على المعنى الرئيس، أي (القوم ذَوو المقصد)، والصفات عارضةٌ عليه. ومن تلك الصفات: الأولى: الدِّين الواحد:حيث يقول الله (كانَ الناسُ أُمَّةً واحدةً)، أي متَّفقين على دينٍ واحد. ويقول: (ولو شاءَ اللهُ لجعلكم أُمَّةً واحدةً) أي متَّفقون على شريعةٍ واحدة، و (إنَّ هذه أمَّتكم أُمَّة واحدة) أي أهل مِلَّة واحدة. الثانية: الحالة والطريقة:ومنها (إنَّا وجدنا آباءَنا على أُمَّة) أي على نعمة وحالة حسنةٍ أو دين واحد. وأيضاً (لما وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أُمَّةََ من الناسِ يَسقون) أي جماعة يعملون في الرعي. الثالثة: أهل عصر معيّن:فقوله (لكلِّ أُمَّةٍ أجَل)، و(لكلِّ أُمَّةٍ رسول) أي لكلِّ أهل عصر. ثانياً: الحين والزمان:كقوله "وادّكر بعدَ أُمَّة"، و(إلى أُمَّةٍ معدودة) أي بعد زمن ووقت. ثالثاً: كلُّ المخلوقات المتحرِّكة:كقوله (وما من دابةٍ في الأرضِ ولا طائرٍ يطيرُ بجناحيه إلاّ أُمَمٌ أمثالُكم)، حيث يُطلق على كلِّ نوعٍ منهم أُمَّة حتَّى ولو لم يكونوا بشر، ويتّفق مع المعنى الأوّل بأنَّ لهم مقصد واحد. يمكنُ أن نعرِفَ أنّ المعاني المتداوَلة قرآنيّاََ للكلمة المزبورة خصَّت الجماعة البشريّة بمدلول أكثر إستعمَالاً من غيره، لكنّ هذا المفهوم ولو أنَّه أُطلق عامّاً للجماعة المتوحِّدة في القصد، إلاّ أنّه خَصَّ المُسلِمين بالخطاب، حيث تجدُ ذلك في كثير من الآيات، فيصفهم بصفةٍ دالةٍ على الجماعة (إنّ هذه أُمتُكُم أُمَّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبدُون)، ويمتدحهم لاعتبار تلبُّسِهم بالدين الذي هو خاتم الأديان (كنتم خيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس)، ويُحفِّزُهُم على الاعتدال (وكذلك جَعلناكُم أُمَّةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناسِ). هذا الخطابُ المباشِر، بما يحمل من تفجُّرٍ عاطفيٍّ ودلالاتٍ رمزيّةٍ، ناشدَ فيها المُسلِمين بمفردةِ الأُمَّـة دونَ غيرهم، جعلَ من هذه المفردةِ مفهوماً ساكِناً في ذاكرة المُكَلَّفين، يُسَتعادُ في كلِّ أزمةٍ أو ضعفٍ يصيبهم ليحفزّهم على النهوض، أو يُسترجَع للدلالة على التاريخ المجيد والناصع لهم. هذا الارتباط جعل مفهوم الأُمَّـة مرتبطاً ببعده الدّيني أي الإسلام وملتصقاً به، وكان العلَّة الأساس في ذلك الخطاب القُرآني السالف.
ولو أن كلمة أمة بمفهومها العام تعني مجموعة ولكنها جاءت في القرآن الكريم بسياقات المجموعة الصغيرة والكبيرة منها المكانية والزمانية والعقائدية وغيرها كما في قوله تعالى "ما تسبق من أمة أجلها"، "أمة هي أربى من أمة"، "نبعث من كل أمة شهيدا"، "أمة من الناس"، "أمة معدودة"، "أمة واحدة"، "أمة وسطا"، "ادكر بعد أمة"، "كنتم خير أمة"، "إبراهيم كان أمة"، "أمة قد خلت"، "قالت أمة منهم"، "أمة يهدون بالحق"، "لكل أمة رسول"، "لكل أمة عملهم"، "دخلت أمة لعنت أختها"، "أمة مقتصدة" وهكذا. كل مجموعة حلقات تنشر في...
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 18 ساعة
2024/12/03م
يُعد واحدًا من أروع عجائب الهندسة المعمارية في العالم. ما يُثير الإعجاب حقًا هو أن هذا المعبد لم يُبنَ بالطريقة التقليدية بوضع الحجارة فوق بعضها البعض، بل تم نحته من أعلى إلى أسفل مباشرةً، مما يعني أنه تم تفريغ حوالي 200,000 طن من الصخور باستخدام أدوات بسيطة قبل أكثر من 1200 عام. تصميم المعبد معقد وغني... المزيد
عدد المقالات : 39
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2024/11/30م
في عالم يبدو فيه كل شيء مختلّاً، تتجه إسبانيا نحو اتخاذ خطوة غير مسبوقة، بإقرار مشروع قانون يُعطي القردة حقوقاً قانونية ويحمي كرامتها. يبدو أن الحكومات الأوروبية وجدت في القردة كائنات أكثر جدارة بالحماية من البشر، خاصة أولئك الذين يعانون من ويلات الحروب والقصف اليومي. بينما تُدمّر غزة منذ أكثر من عام... المزيد
عدد المقالات : 18
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2024/11/30م
بقلم : محمد عبد السلام يُعدّ بيان مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) الصادر في 22 نوفمبر 2024 بشأن الاعتداء الإرهابي على المؤمنين في باراجناربدولة باكستان انموذجاً متكاملاً للخطاب الديني المسؤول , يجمع البيان بين التعزية والوقوف مع المتضررين ، وإدانة الجريمة من ناحية ،... المزيد
عدد المقالات : 7
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2024/11/28م
سياسة الحروب هي افشال اهداف، فكلما أفشلت هدفا للعدو كلما تقدمت خطوة للانتصار.. في حرب الكيان الغاصب مع المقاومة الإسلامية ما حصل؟ - ماذا حقق العدو من عمليته هل أوقف التهديد الجوي لمسيرات حزب الله ؟ الإجابة لا - هل نزع سلاح حزب الله ؟ الإجابة لا - هل دمر المنظومة الصاروخية لحزب الله ؟ الإجابة لا - هل... المزيد
عدد المقالات : 28
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2024/11/07م
ولد بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية ( جيكور ) في محاقظة البصرة وقضى طفولته المبكرة فيها توفيت والدته وهو في السادسة من عمره فكان لوفاتها عميق الاثر في نفسه التحق بدار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا ) فدرس الادب العربي وتخرج فيها عام 1948 شارك في الحياة السياسية والثقافية مشاركة واسعة اذا كان من... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2024/11/07م
أغير لباس المدرسة وأغسله. أشد شعري مرة أخرى، أختار لنفسي قطعة جميلة ألبسها، أحل جميع واجباتي المدرسية ثم أفتح صندوق الفرح ليومي. أتناول الطعام بلذة، أذهب للخارج أتمشى بين الحقول، أخلي سبيل السجن الذي يقيد أفكاري داخل المدرسة وأتأمل على جانبي الطريق. إنني كائن أعشق التأمل وأحب اللون الأخضر، لون... المزيد
عدد المقالات : 19
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/10/16م
هو العلم الذي يتخذ من الجملة و الاسلوب اللغوي موضوعاً له وميداناً، فهو متخصص بنظم الكلمات في مجموعات كلامية في لغة معينة - كلغتنا العربية مثلا- كما أن ثمة اختلاف فيما بين اللغات الانسانية من ناحية نحوها وعناصره، فلكل لغة نظامها النحوي الخاص ، كالإعراب مثلا يوجد في اللغة العربية، ولا وجود له في لغات... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/10/02م
عريس الحشد (2) علاقته وصاحب الزمان بقلم // مجاهد منعثر منشد (والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب)... كيف لطفل بعمر ست سنوات يعشق صلاة المساجد، خدمة المواكب، هل هو فضول الأطفال، أم تربية الأبوين؟ أليس غريب صغير قائم قاعد يحرك... المزيد
عدد المقالات : 377
علمية
حموضة التربة أو الرقم الهيدروجيني للتربة (بالإنجليزية: Soil pH)‏، هو قياس النشاط المُولِي لأيونات الهيدروجين في محلول التربة. عندما تكون قيم الرقم الهيدروجيني أقل من 7 فإن التربة تكون حمضية. بينما في حالة قيم الرقم الهيدروجيني أكبر من 7 فإن التربة... المزيد
تذبذب اسعار الدولار في اي بلد، يجعل بيئة الاعمال بيئة غير نشطة، فتلقي بظلالها على الاداء الاقتصادي بشكل تلقائي. ويختلف تأثير تذبذب الدولار على اداء الاقتصاد من حيث طبيعته إن كان عرضي أم بنيوي، لان الاول هو مؤقت والثاني مستدام. متى يكون عرضي ومتى... المزيد
هو منتج طبيعي مستخرج من الألياف الموجودة في قشور جوز الهند. يعتبر وسيلة زراعية ممتازة للزراعة بدون تربة، ويستخدم عادة كبديل للتربة في الزراعة العضوية وزراعة النباتات في الأواني. فيما يلي تفاصيل حول الكوكوبيت: خصائص الكوكوبيت: 1. احتباس الماء... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
رَشَـفَـات 【5】[ زيارة الأربعين]
عقيل الحمداني
2024/08/19م     
المنقذ الموعود
الشيخ أحمد الساعدي
2024/11/13م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
د. أمل الأسدي
2024/10/30
يتحدث الشيخ الدكتور أحمد الوائلي(رحمه الله) في إحدی محاضراته عن الرزق وأنواعه، ويقول: إن العلم من الرزق، والعلم رزق رائع!! فأي رزق ينفد،...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن الحسين السجّاد (عليه السلام)
2024/09/18
( من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com