لا أريد أن أقف أمام أهمية الخطوط الحمراء، أو أن أضع مقاسات نوعية لكل خط، فهناك خطوط لا تمثل إلا نفسها ومحتواها الضيق، وهناك خطوط حمراء لكل طائفة ومذهب، ولكل فئة من الفئات الانسانية لها خطوط حمراء.
كان في زمن الطواغيت يعتبر القائد الضرورة هو الخط الأحمر الوحيد، وحين أبيد الطغاة ضاعت خطوطهم، لا حمراء ولا صفراء.. إذن، فكرة تبني الخط الأحمر لابد أن يكون تبنياً جوهرياً، فأي خط اختارته المرجعية كي يكون هو الخط الاحمر بالنسبة لها؟ هو سؤال يحتاج الى تأمل دقيق..؟
أغلب الكتاب، ومنهم الكتاب الذين يحملون الهوية المنتمية الى الخط المرجعي، يعتقدون أن الخط الأحمر بالنسبة للمرجعية الشريعة هي المراقد المقدسة، في حال أن هذه المراقد المباركة تشكل خطاً أحمر عند جميع العراقيين والمؤمنين في كل مكان سنة وشيعة وأبناء المذاهب الأخرى، وعلينا أن نؤمن تماماً أن الهجمة الارهابية لا تستهدف طائفة دون اخرى، أو رموز فئة دون سواها، جميع العراقيين عندها يشكلون مشروع قتل وسبي وتنكيل وتهجير وإبادة.
لهذا كان نداء المرجعية المبارك
من اجل استنهاض الغيرة العراقية، انقاذ مدن العراق التي تساقطت حتى وصل الخطر الى العاصمة..! لذا انطلق نداء الفتوى من اجل انقاذ حضارة العراق، واسلام العراق الحقيقي.
والآن.. أصبح الجميع يؤمن بأن سقوط بغداد كان واقعاً لا محالة لولا نداء المرجعية ، هذا النداء الذي أسفر عن بناء تجربة شعبية جهادية تمثلت بمتطوعي العراق الذين لبوا نداء المرجعية في الذود عن حياض الوطن، فلو كان الخط الأحمر للمرجعية هي المراقد المقدسة وحدها كما يقول البعض، لما ذهب متطوعو النداء المرجعي الى آمرلي، وجرف النصر، وتلعفر، والرمادي، وتكريت، وبيجي.. هذه المواقف البطولية تعطينا الصورة الواضحة لمعنى الخط الأحمر لدى المرجعية المباركة، شرف كل انسان حياته، معيشته، سفرة بيته.. هي الخطوط الحمراء التي وضعتها المرجعية المباركة منذ اليوم الأول لانطلاقها.
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد