إمتازت وتميزت العتبة العسكرية المقدسة بالكرمِ والسخاء والجودِ في التعامُلِ مع زائريها الكرام، وفي نادرةٍ قَل نظيرُها أن تُقدم الطعام والشراب لجميعِ الزائرين الكرام والوافدين لهذا المرقد المقدس، فكما كان يتفاخرُ العرب بكرمِ حاتم الطائي ولكنَ كرمهُ يقف أمام الكرم المُحمدي حائرًا وبهذهِ الروح المُحبة لمحمدٍ وآلِ محمدٍ عملت إدارة العتبة، إذ حثَ الإسلامُ على أن يُعامل الضيفُ أفضلَ واجودَ المُعاملة خصوصا ونحنُ خدمًا في بيتِ الإمام عليه السلام، وفي هذا المكانُ المُقدس وجبَ على خدمةِ الإمامين العسكريين عليهم السلام إن يبسطوا أكُفَ الضيافة والترحيب للوافدينَ في كنفِ نسائمِ ملائكةِ الرحمن الحافين بمرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام.
يُعتبر السّخاءُ والعطاءُ والكرم من محاسن الأعمال ومعالي الأخلاق، وكان للكرمُ أن يتصف بأشهرِ أوصاف النبيين و المُرسلين، وقد حَضَّ الإسلام الناس على مبادئِ الكرمِ والضيافةِ، فروي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إنَّ أحبّ الناس الى الله أسخاهُم كفَّا)، وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: "الضيفُ دليل الجنة"، إذ كان لإدارة العتبة العسكرية المقدسة دليلاً من أجود وأفضل المكارم وأكرم الخدمات المُقدمة لزائري هذا المكان المقدس، وأختص قسم الضيافة في العتبةِ المقدسة ووضع على عاتقهِ هذه المسؤولية المُشرفة ليسعى بها مسعى السخاء والعطاء، وأن يُقدم ما يمكن تقديمةُ لإحتضانِ مساعي الوافدين للمرقد الطاهر، وللحديثِ عن هذا الجانب ولتبيان دور هذا القسم المُهم كانت لنا جولة وحديث مع المسؤولين خدام العتبة العسكرية المقدسة.
وفي هذا السياق ألتقينا مع الأستاذ "مصطفى رضا اسد" مسؤول قسم الضيافة وتحدث مُبينا التفصيلات الهيكلية الإدارية للقسم إذ تكون من ثلاثةِ شُعب وكما هو مبين:
تأسس القسمُ وأعدت لهُ العده والتنظيم في ظلِ الإدارةِ الجديدةِ للعتبةِ المقدسة، حيث وضعت أساسيات العمل وفق مضمون خدمة هذا المكان المقدس وخدمة زائريه الكرام.
أولاً : شُعبة الإدارة
ومن مهامِ هذهِ الشعبة، تنظيم شؤون شُعب ووحدات قسم الضيافة وشؤون التمويل الخاصّة بها ، وذلك من خلالِ ثلاثةِ وحدات تفرعت من شعبة الإدارة وهيَّ (وحدة الذاتية، وحدة المالية، وحدة المشتريات) إذ خُصص لهذه الوحدات مُنتسبين ذوي خبرات في الإدارة ونظم الأمور حريصين على تقديم أفضل الخدمات لهذا المكان الطاهر.
ثانيًا : شُعبة المضيف
يعد من أهمِ الشُعب و أوسعُها عملاً في قسمِ الضيافة إذ يتلخص عمل قسم الضيافة في ما تقدمهُ هذه الشعبة من خدمات استثنائية للزائرين الكرام، ويتقسم عملها على أربعةِ وحدات إدارية وهيَّ ( وحدة مُضيف الرجال، وحدة مُضيف النساء، وحدة مُوكب الشاي، وحدة مضيف المنتسبين ) ويكون عمل هذه الوحدات حسب ما هو مُفصل أدناه:
- وحدة مُضيف الرجال:
يعد مضيف الرجال من أوسعِ المضايف الخدمية المُقدمة في العتبة العسكرية المقدسة، لما يُقدمهُ من خدماتٍ واسعةٍ وكثيرةٍ للزائرين، وما ينجزهُ هذا المُضيف من جهودٍ حثيثةٍ وأستثنائية لم يُسبق لها مثيل، إذ يُقدم ثلاثة وجبات رئيسية تنوعت بها المواد من حيثِ المأكل والمشرب، ويحتوي المضيف على (450 مقعد جُلوس) خُصصَ لتناول الطعام وبطريقةٍ مُميزةٍ توفر الراحة للزائر الوافد لتناول وجبة الطعام، وفي قاعةٍ مُكيفةٍ ومجهزة بأحدثِ أجهزة التبريد، تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام قسمٌ خُصصَ لإعداد الطعام وتجهيزهُ وقسمٌ لجلوسِ الزائرين والقسم الآخر خُصص للمغاسل، ويمتاز مُضيف الزائرين أيضًا بنظام الوجبات المفتوحة وبدون بطاقة أو حجزٌ مُسبق ويستمر بتقديمِ الوجبات لأوقاتٍ مُتأخرةٍ.
- وحدة مَضيف النساء:
وهوَّ المضيف الثاني في العتبة المقدسة من حيثِ الإنجاز وتقديم الخدمات، وتمَّ تخصيصةُ لتقديمِ وجباتِ الطعام للنساء وعلى ثلاثة وجبات ايضًا مُشابهه للوجبات المُقدمة في مضيفِ الرجال، ويُقسم إلى قسمين قسم المطبخ وفيه يُعد ويُجهز الطعام والقسمُ الآخر خُصص لتقديم الطعام وضمَّ (250 كُرسي) للجلوس وتناول الوجبات الغذائية المقدمة، وبنفس المعايير والخدمات المُقدمة في مضيفِ الرجال، والتي تم شرحها أعلاه ومن قبلِ منتسبي قسم الضيافة خدام العتبة العسكرية المقدسة.
- وحدة موكب الشاي:
دَأُبت إدارة العتبة العسكرية المُقدسة على تقديم كافة الخدمات للزائرين الكرام، بغية خدمة هذا المُكان المقدس والوقوف على كُلِ ما يحتاجهُ الوافدون لزيارةِ هذهِ البُقعةِ الطاهرة، ومن خلالِ خدامٍ كرسوا وقتهم لتقديمِ أفضلِ الصور وأبهاها من معاني الكرم والسخاء وفيض الأخلاق الحميدة وسِعة الصدر ومعانِ الترحيب والتنظيم والتي ساهمت مُساهمة فعالة في إنجاح هذا القسم الخدمي، وبعد الجود في تقديم كافة الخدمات خُصصت وحدة الشاي لتقديمهُ للزائرين وعلى مدى ثلاثةِ وجبات تقدم في المضايف الثلاث وبنظام الأكواب البلاستيكية (السفري) وتوفير ما يُمكن توفيرهُ خدمةً لهذه المكان المقدس وزائريه الكرام.
- وحدة مضيف المنتسبين:
إكتمل مؤخرًا في العتبةِ العسكريةِ المُقدسة مَشروعًا آخر يُضاف إلى مشاريعُها الخدمية، وضمنَ الخدمات المُقدمة من قبلِ قسمِ الضيافة وبجهودٍ إستثنائيةٍ من مهندسي العتبة، ليُضاهي بذلكَ مُضيف الزائرين ومضيف الزائرات، وسعيًا من إدارةِ العتبة العسكرية المُقدسة لتقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام وخِدْمة هذا المرقد المقدس.
ويأتي مشروع مُضيف المنتسبين ليُخفف الزخم الحاصل على المضيف الرئيسي للزائرين، ويوفر بذلك مكانًا لإستراحة خدام العتبة المطهرة ولضيوفها الكرام إن مضيف خدام العتبة العسكرية المقدسة جاءَ ضمن المشاريع الخدمية المُقدمة من قبلِ إدارة العتبة العسكرية المقدسة، ليقع بعد ذلك على عاتق موظفي قسم الضيافة تقديم ما يُمكن تقديمهُ لخدامِ العتبة مقدسة، ومن خلال ثلاثة وجبات رئيسية تُقدم يوميُا وفق نظام "البوفية المفتوح" وفي قاعة كبيرة خُصصت لتقديم الوجبات الغذائية تسع لـ(250) شخص وتُقدم في اليوم الواحد وجبات طعام لما يُقارب الـ(1500) خادم في العتبة العسكرية المُقدسة، إضافةً لبعض منتسبي الحشد الشعبي والشرطة الإتحادية ومنتسبي الشركات العمرانية المقيمة في العتبة العسكرية المقدسة.
* وحسب الإحصائيات المُجرى العمل بها من قبل قسم الضيافة، فأنَ القسم يُقدم سنويًا الوجبات لما يُقارب (الثمانية ملايين) زائر وفدوا لزيارة المرقد المقدس، أذ يُقدم في الأيام الإعتيادية (15 الف) وجبة غذائية ولثلاثة أوقات وخلال المناسبات تصل الوجبات لـ(550 الف) وجبة إضافة إلى الخدمات المُقدمة من وحدةِ الشاي وتصل إلى (300 الف) قدح شاي في الزيارات والمُناسبات الرسمية، وطيلة فترة الزيارة وفي كُلِ عام تُنجز هذه الحصائية وتُجرد وتُناقش مع المسؤولين في القسم والعتبة المقدسة للبحثِ في سُبلِ تطوير القسم وإضافة مزيدًا من الخدمات إليهِ، بُغية توفير ما يُمكن توفيرهُ من عواملِ الراحة والأطمئنان للزائرين الكرام .
ثالثًا : شُعبة التجهيز
يعتمد قسم الضيافة على هذه الشعبة في تجهيزِ وإعداد الوجبات المُقدمة للزائرين، اذ تُعتبر الأساس في عمل القسم وتحتوي على مُعدات الطبخ وأجهزة كهربائية خصصت لتجهيز الطعام وتحت إشراف منتسبين أكفاء في الطبخ وتشغيل أدوات المطبخ، وتكونت هذه الشعبة من ثلاثة وحدات نُظمت إداريًا وبصورةٍ مباشرةٍ من قبل مسؤولي القسم وكما هو مبين أدناه:
1. وحدة الأفران والمخابز:
وضمّت هذه الوحدة المُختصين في تجهيز المضايف برغيف الخبز، من الخبازين في الأفران والمخابز، وتُقدِم نوعينَ من الأرغفة وعلى مدارِ اليوم ولثلاثةِ وجباتٍ رئيسية، وحسب مُتطلبات الوجبات الغذائية المُقدمة وبمعدل (50 الف) قطعة صمون و (20 الف) رغيف خبز لليوم الواحد ليُغطي بذلك مضيف الزائرين والزائرات ومضيف المنتسبين وبجهودٍ مباركة وحثيثة من قبل العاملين فيه.
2. وحدة المَطبخ:
يقوم الطباخين في هذه الوحدة بإعدادِ وتجهيزِ مُستلزمات الطبخ، والعمل على إعداد قوائم مُشتريات بما يحتاجهُ المطبخ لتقدم بعد ذلك الى مسؤول الشعبة وترفع لرئاسة القسم وفق نظام إداري مُتميز ورصين، يضمن سلاسة العمل ويفتح إفقٌ جديدة لتقديم وجباتٍ ألذُ وأطيب وبأياديٍ كفوءه دأبت على خدمة هذا المكان الطاهر.
3. وحدة الشوي:
تضمنُ هذه الوحدة آلات الشوي وتجهيز المشاوي وبإشرافِ المخُتصين في هذا المجال، وتكونت من الفرن الطبقي والذي يسع لـ(32 صينية) وفرن شوي الدجاج الكبير والذي يتحمل أكثر من(320 دجاجة) مُقسمة على 32 صينية مُخصصة لشوي الدجاج، وأيضًا جُهزت الوحدة بآلةِ شوي الحم العمودية والتي توفر وجبات أكلة (الكص) المشهورة وبسعةِ (1800 كيلو غرام) من الحم، ويذكر أن وحدة الشوي قدمت في ايام المناسبات الدينية وفي ذورة توافد الزائرين ما يقارب ال (6 آلاف دجاجة) وبجهودٍ إستثنائية من قبل مُنتسبي الوحدة والذين وضعوا على عاتقهم تقديم ما يمكن تقديمهُ لزائري هذا المكان المقدس.
* وبهذهِ الهيكليةِ الإدارية القابلة للتعديل والإقتراح والتضمين بما يَخدُم العمل في العتبةِ المُقدسة، تنتهي المفاصل الإدارية لقسم الضيافة في العتبة العسكرية المقدسة، ومن أهم ما قد يُذكر أنَ الجهود المبذولة والمساعي العظيمة المُقدمة لخدمةِ الزائرين بصورتها الجلية والرائعة على أرضِ الواقع هيَ خيرُ صورة لتوضيحِ وأيضاح العمل للعيان، وأنَ ما يمثلهُ الموقع الجغرافي للعتبة العسكرية المقدسة وجب عليها أن تُقدم وتُضَيّف المزيد من الوافدين ومن غير الزائرين القادمين من خارج المدينة المقدسة، ومنهم المواكب الخدمية التي تقدم الخدمات أيضًا للزائرين الكرام أذ توفر العتبة المقدسة الدعم الكامل للمواكب في المناسبات الرسمية والزيارات وأيضًا توفر الوجبات الغذائية لحمايةِ العتبة العسكرية المقدسة والطوق الأمني الخارجي لها من أبطالُنا في الشرطةِ الإتحادية والمُجاهدين الميامين في الحشد الشعبي وبعض منُتسبي المراكز الصحية القريبة ومنها مُستشفى البتول والشركات العُمرانية المُقيمة في المرقد المقدس والمسؤولة عن الإعمار في العتبة العسكرية المقدسة.