ورود زاهية زرعتها العتبة العباسية المقدسة في رياض القرآن الكريم، فأكثر من خمسين ألف طالب إلتحق في المشروع القرآني الذي يقيمه المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية بعدد من المحافظات. آلاف الطلبة من عمر سنّ (7) إلى (17) عاماً، في محافظات كربلاء المقدسة، بغداد، بابل، النجف الأشرف، الديوانية، المثنى، ذي قار، ميسان، كركوك وديالى، اشتركوا في الدورات التي يشرف عليها معهد القرآن الكريم. يقول رئيس المجمع الدكتور مشتاق العلي إنّ "الهدف من إقامة الدورات الصيفية هو تحقيق جملة من الأهداف، أهمها حماية أبنائنا من مخاطر المواقع الالكترونية غير المنضبطة باستثمار أوقات الفراغ لديهم بما ينفعهم"، مضيفًا أنّ "الدورات تشمل الأعمار الفتية لكون أن هذه الفئات العمرية ليست لديها تجربة كافية للفرز بين ما هو ضار ونافع". استثمار العطلة الصيفية يهدف المجمع من إقامة هذه الدورات إلى استثمار أوقات الفراغ لدى الطلبة أثناء العطلة الصيفية، للارتقاء بالمستوى المعرفي لديهم وغرس مفاهيم القرآن الكريم في نفوسهم. يقول مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي إنّ "المعهد يقدم عددًا من الخدمات المجانية منها، توفير باصات نقل مكيفة، وتقديم وجبات غذائية بشكل يومي وتوزيع كتاب من المنهج المُعدّ للتدريس يحتوي على محاضرات في الفقه والأخلاق وسيرة النبي (صلّى الله عليه وآله) إضافة لحفظ القرآن الكريم"، لافتا إلى أنّ "المشروع سيتضمن برامج ترفيهية وتعليمية تضم ورشًا للرسم وقاعات رياضية والعابًا كشفية ومشاركة في المسرحيات الهادفة وفعّاليات أخرى كالمسابقات الفرقية بين المراحل والصفوف"، وستوزع في نهاية الدورات لكلّ طالب هدية وشهادة تثبت مشاركته في المشروع. فرحة غامرة عبّر طلبة الدورات القرآنية الصيفيّة، عن سعادتهم وهم يبدؤون أيّام المشروع القرآني في كربلاء المقدسة والمحافظات التسع الاخرى. معتمد مكتب المرجعية الدينية العليا في الديوانية الشيخ باسم الوائلي قال إنّ "الدورات شهدت حماسًا كبيرًا من قبل الطلبة وأولياء أمورهم وإقبالًا واسعًا للتسجيل والمشاركة في هذه الدورات المباركة، خصوصًا الطلبة المشاركين في الأعوام السابقة الذين لفتوا الأنظار بمعلوماتهم ومداخلاتهم القيمة". فيما يقول الطالب محمد يوسف محسن، إنّ الدروس التي يقدمها المعهد تسهم في زيادة النموّ المعرفي لديهم، معبرًا عن مدى استفادته وزملائه الطلبة منها، وفي السياق ذاته أشاد الطلبة على لسان زميلهم مصطفى مضر خضير، بمستوى الخدمات المقدّمة من قبل القائمين على الدورات، خصوصًا من جانب توفير الأجواء المثاليّة لهم. وتُعدّ الدورات جزءًا من دوراتٍ عديدة يقيمها معهد القرآن الكريم، وتأتي ضمن نشاطاته ومنهاجه العام؛ من أجل إشاعة ثقافة القرآن الكريم وترسيخها بين فئات المجتمع، ولاسيّما في نفوس الناشئة من طلبة المدارس. دعم للطلبة حرصت اللجنة المنظمة للمشروع على توفير بيئة تعليمية مناسبة تراعي المتعلمين في جوانب متعدّدة منها، النفسية، والتربوية، والجسمية، وبما يحقق أهداف المشروع الساعي إلى استثمار أوقات العطلة الصيفية ببرامج نافعة. وقدّم المجمع العلمي للقرآن الكريم أكثر من مليون وثمان مئة ألف وجبة غذائية مجانية للطلبة المشاركين بالمشروع القرآني الصيفي. فيما وزّع المجمع مناهج دراسية على جميع طلاب المشروع خلال اليوم الأوّل من مباشرتهم، وطُبِعت المناهج في دار الكفيل للطباعة والنشر التابعة للعتبة العباسية المقدسة بجودة عالية وبما يحقّق الهدف الذي أُعِدَت من أجله. المناهج الدراسية أعدّتها العتبة المقدسة خصيصًا للمشروع، وقد تضمّنت دروسًا في القرآن الكريم، والعقائد، والفقه، والأخلاق، والسيرة، وصُمِّمت بعناية كما زُوِدت بصور ورسومات توضيحية بهدف زيادة فاعلية التعلّم. إحصائيات اشتركت عشر محافظات في المشروع، وبأكثر من 54 ألف طالب توزعوا على الجوامع والحسينيات المراقد المقدسة، والمراكز الثقافية والتعليمية في هذه المحافظات. في كربلاء المقدسة قسّم معهد القرآن الكريم المحافظة إلى ثلاثة محاور وفقًا لمدير المعهد الشيخ جواد النصراوي، الذي بيّن أن هذه المحاور هي: المدينة القديمة وستقام في الصحن العباسي الشريف، وأحياء المدينة في مدرستين من مجموعة العميد التعليمية، أمّا الاقضية والنواحي فستوزع على اكثر من (50) جامعًا وحسينية وقد شارك فيها أكثر من (9000) طالبٍ.
أمّا في العاصمة بغداد فقد استقبل معهد القرآن الكريم أكثر من تسعة آلاف طالب، وأقيمت حلقات المشروع في (180) مسجدًا وحسينية في جانبي الكرخ والرصافة، وهي تقدّم لطلبتها القيم الإسلامية المستمدّة من الثقلين الشريفين، ويشرف على التعليم فيها أكثر من (300) أستاذ. كما اشترك أكثر من ثمانية آلاف طالب بالدورات القرآنية التي أقامها المعهد في النجف الاشرف بالتعاون مع معتمدي مكتب المرجعية الدينية العليا. يقول معاون مدير معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف الشيخ قدامة الخضري، إنّ "الدورات نُظِّمت في المشخاب، والكوفة، والمناذرة، ونواحي الحرية، والعباسية، والحيرة، والرضوية، بإشراف (200) أستاذ ومعلم قرآني في أكثر من (150) مسجدًا، كبداية لانطلاق هذا المشروع، وأنّ الأعداد في تزايد مستمر نتيجة الإقبال الكبير من قبل الأهالي". وفي ميسان جنوبًا اشترك (4000) طالب في عموم المحافظة بالدورات التي نُظِّمت بالتعاون مع معتمدي المرجعية الدينية العليا هناك. يوضح الخضيري، أنّ "الدورات انتظمت بأكثر من (130) مسجدًا في جميع أقضية المحافظة ونواحيها، وبإشراف (150) أستاذًا ومعلّمًا قرآنيًّا". من جهته يؤكّد مسؤول وحدة النشاطات القرآنية في المعهد السيد زيد مدوحي، إنّ أعداد الطلبة في تزايد مستمر، نتيجة الإقبال الكبير من قبل الأهالي لتعليم أبنائهم أصول الدين وفروعه. أمّا في المثنى فيتلقى أكثر من (2000) طالب دروسًا في العقائد والأخلاق، وتلاوة القرآن الكريم وحفظه، يشرف على تعليمهم أكثر من (80) أستاذًا، وفيما شارك (10.500) طالب بالمشروع في محافظة بابل موزّعين على (300) مسجد وحسينية منتشرة في عموم مناطق المحافظة، ويشرف على تعليمهم (400) أستاذ أعدّهم المعهد، شهدت محافظة الديوانية مشاركة (4000) طالب، (2250) طالب في محافظة ذي قار بإشراف (80) أستاذًا من ذوي الكفاءة، ويُقام في أكثر من (60) مسجدًا وحسينية منتشرة في مركز المحافظة وضواحيها. ومن المقرر أن يشهد المشروع إقامة محافل قرآنية يشارك فيها البراعم من الموهوبين في التلاوة والحفظ، إلى جانب مسابقات فرقية وأخرى كتبية تهدف إلى تحفيز الطلبة وزيادة تفاعلهم مع ما يقدم لهم من دروس.