عام مر على اعلان العراق تحرير كامل اراضيه من سيطرة تنظيم داعش الارهابي بعد حرب استمرت اكثر من 3 اعوام، كانت نقطة الانطلاق فيها من تحرير ناحية جرف النصر بعد الفتوى الشهيرة التي اطلقها المرجع الديني الاعلى علي الحسيني السيستاني بوجوب التصدي للتنظيم الارهابي، لترجح كفة العراقيين وتقلب موازين القوى لصالح العراق، وفي الذكرى الاولى للتحرير اجرى الموقع الرسمي حوارا مع القيادي في الحشد الشعبي ومعاون امر لواء علي الاكبر علي كريم الحسناوي للحديث عن كواليس الانتصار :
الموقع الرسمي : كيف كانت بداية تشكيل لواء علي الاكبر ؟
- بعد سقوط مدينة الموصل وصدور فتوى الدفاع الكفائي, اجتمع بنا الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة آنذاك الشيخ عبد المهدي الكربلائي, لتشكيل قوة, وكانت القوة مشكلة تحت عنوان "قوات الامام الحسن العسكري عليه السلام" وكانت مهمتها تقديم الدعم اللوجستي لكل القطعات الامنية في تكريت وسامراء, وبعد وصدور الفتوى واجتماعنا سماحة الشيخ بحضور المعنيين كل من الحاج فاضل عوز والسيد افضل الشامي والاخوة قاسم وعلي مصلح لتشكيل قوة عسكرية اطلق عليها الشيخ الكربلائي اسم "لواء علي الاكبر عليه السلام", وقمنا بتدريب قوة قوامها 300 منتسب من قسم حفظ النظام في العتبة المقدسة في معسكر بسماية جنوب شرق بغداد على كافة الاسلحة واصناف القتال والتدريب البدني, بعد ذلك قمنا بتدريب 1300 مقاتل في معسكر لواء علي الاكبر في ناحية الرجيبة بقضاء الهندية تدريبا جيدا على كافة الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة لنتوجه بعد ذلك الى ناحية جرف النصر.
الموقع الرسمي : حدثونا عن دور لواء علي الاكبر في تحرير جرف النصر؟
- بعد الانتهاء من تدريب القوات توجهنا بمهمة استطلاع في الناحية التي كانت تشكل آنذاك خاصرة رخوة لمدينتي كربلاء وبابل, وكانت منطلق للعمليات الارهابية نحو المدينتين, وكانت موجودة هناك قوات من الحشد الشعبي كتائب حزب الله, وبعد التنسيق معهم قررنا ان نعسكر في منطقة "صنيديج" التابعة لجرف النصر, واجتمعنا لتوزيع المهام القوات مع قيادة عمليات بابل وقيادات من الجيش العراقي والحشد الشعبي فتقرر ان يكون قاطعنا مناطق صنيديج والحامية والسعيدات, كنت حينها امرا لفوج مالك الاشتر الذي اسسته واشرفت على تدريبه بالإضافة الافواج الثلاثة الاخرى وهي افواج المختار وعابس وسبع الدجيل, اشتركنا مع الوحدة التكتيكية لجهاز مكافحة الارهاب وكنا نبعد عن مركز الناحية حوالي 900 متر, وكنا نسمع اصوات الدواعش ونتبادل اطلاق النار معهم, وكبدناهم خسائر كبيرة جدا.
الموقع الرسمي : كيف كانت ساعة الصفر لاقتحام مركز ناحية جرف النصر ؟
- حانت ساعة الصفر وتوزعت القوات كنت على رأس القوة المهاجمة التي دخلت الى مركز الناحية, كانت القوة على 3 محاور الاول كان بإمرة الشهيد البطل المقدم احمد زيني, ومحور بإمرة الشهيد البطل حقي اسماعيل صادفت العمليات يوم الجمعة الموافق 22 / 10 / 2014 , وكان اطلاق النار كثيف جدا, وكانت اول معركة يخوضها لواء علي الاكبر وهو يشغل "رأس النفيضة" فيها, وكان العدو الداعشي يمتلك اسلحة متطورة وآليات وناقلات ودبابات سيطر عليها في المناطق التي احتلها, لكننا كنا نمتلك ما لا يمتلكه العدو وهو قوة الايمان والعقيدة والمبدأ.
الموقع الرسمي : عندما صدرت الفتوى كنتم تشغلون منصب امني في العتبة الحسينية, برأيكم من الاهم الحفاظ على المرقد الشريف ام المعركة ضد داعش الارهابي؟
- في ذلك الوقت اردنا الحفاظ على المراقد المقدسة لائمة اهل البيت عليهم السلام وحماية الاعراض والارواح والممتلكات كان يتحتم علينا الذهاب الى ساحات القتال, كان الهدف من ذهابنا هو الحفاظ على امن وسلامة المراقد المقدسة وكنا نلبس القلوب على الدروع في تلك المعارك, لان الخطر كان يهدد النجف الاشرف وكربلاء المقدسة خصوصا عندما كان العدو يعلن ذلك عبر الاعلام وبعد سقطت المحافظات تلو المحافظات, ووصل العدو الى خاصرة بغداد, كنا حينها نشعر ان الخطر وصل كربلاء المقدسة حينها.
الموقع الرسمي : كيف كانت معنويات المقاتلين في معركة جرف النصر خصوصا انها المعركة الاولى التي تخاض ضد داعش ؟
- بدأ الهجوم الساعة الخامسة فجرا بعد صلاة الصبح وقراءة القرآن, لا اخفيكم كان بعض الارتباك باديا على وجوه بعض المقاتلين, فرددنا "لبيك يا حسين" وكانت طبيعة المنطقة الزراعية والاشجار الكثيفة صعبت المهمة كثيرا, وكان العدو قد قام بزراعة اكثر من 35 الف عبوة ناسفة ولغم ارضي متعدد الاحجام والانواع, وحدثت معنا مفارقة عجيبة, وهي انه عندما بدأ الهجوم كانت الرماية كثيفة فأصدرت الاوامر الى القوة بالجلوس على الارض, وشعرت حينها اني جالس فوق عبوة ناسفة من نوع "بلازما" وهذه العبوة بإمكانها نسف بناية من 20 طابق لو انفجرت, ثم تمكن الجهد الهندسي للواء, وفيما بعد اصبحت هذه الحادثة التي انتشرت في كل الفصائل ووصلت الى كربلاء دافع وحافز لي كي امضي في طريق الجهاد.
الموقع الرسمي : حصلتم عن وثائق في مقرات داعش الارهابي, ما هو ابرز ما كشفته لكم تلك الوثائق ؟
- طبعا بالإضافة الى الوثائق حصلنا في اكبر مقر لداعش بمنطقة الفارسية في جرف النصر والذي يعتقد انه كان للإرهابي البغدادي على معدات اتصال حديثة وريبيترات وحاسبات وهاردات كانت تحوي معلومات مهمة عن اسماء الارهابيين وخططهم وعملياتهم واماكن تواجدهم واسماء الشخصيات وايضا عثرنا على اجهزة موبايل, ومستشفى متنقل وفيه صالة عمليات, ومواد غذائية تضم مئات الاطنان من الرز والطحين والزيت والصابون, بالإضافة الى اكثر من 1000 راية للتنظيم الارهابي.
الموقع الرسمي : الحرب ضد داعش كانت حربا لا قواعد فيها .. كيف استطعتم تحقيق هذه الانتصارات مع كل هذه الصعوبة؟
- طبعا الفضل الاول في تحقيق الانتصارات هو لفتوى الدفاع الكفائي التي اطلقها السيد السيستاني التي اعطت دافعا معنويا لجميع المكلفين, وجاءت في وقتها, واضف لذلك ان داعش ليس عصابة بدائية بل تقف خلفها دول ومخابرات وعناصر بعثية وبأموال ودعم واليات وسلاح ومقاتلين اجانب لتقسيم العراق, ثم ان الاندفاع الكبير لأبناء العراق من الملبين لفتوى السيد السيستاني في التصدي لهذا التنظيم الارهابي الظلامي, وكان العامل الابرز في ذلك اننا كنا نضع الامام الحسين عليه السلام واصحابه امامنا انظارنا طيلة المعارك.
الموقع الرسمي : حدثنا عن المهمات الانسانية للواء علي الاكبر؟
- تعلمون اننا لواء المرجعية وقبل ذلك نحن لواء العتبة الحسينية المقدسة وهو ما حملنا مسؤولية انسانية كبيرة, كنا اشداء على الارهابيين والمتواطئين لكننا كنا رحماء على النساء والاطفال وحتى الحيوانات كنا نسقيها ونعطيها الغذاء والماء, فقدمنا الطعام والشراب والاغطية والملابس والادوية, وقمنا بفتح مركز صحي لمعالجة المرضى وفتحنا عيادة نسائية بإشراف طبيبة اخصائية لمعالجة النساء, قمنا بتعبيد الطرق وفتحنا محطة لمياه الشرب في مناطق الحجاج والبعيجي بقضاء بيجي, ولا ابالغ حين اقول لك لقد طبقنا التوجيهات التي صدرت من المرجعية الدينية للمقاتلين في المعارك.