بعض من محاورات وبراهين الائمة عليهم السلام في موضوع التوحيد واثبات الاله وصفاته |
974
09:43 صباحاً
التاريخ: 29-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015
1797
التاريخ: 2-07-2015
2000
التاريخ: 2-07-2015
4455
التاريخ: 25-3-2018
769
|
برهان للإمام علي (عليه السّلام) في حدوث المادة وعدم ازليتها : من برهان له على حدوث المادة :
فحيث أن الأجسام لا تخلو من أن تكون مجتمعة أو متفرقة أو متحركة أو ساكنة، والاجتماع والافتراق والحركة والسكون محدثة علمنا أن الجسم محدث لحدوث ما لا ينفك منه ولا يتقدمه.
(البحار ج 3 طبع الجديد ص 230 جمع عن ابن الحنفية عنه عليه السّلام) .
بيان:
يستدل الإمام عليه السّلام في هذا الحديث بآثار الحدوث في المادة على استحالة أزليتها وأنها حادثة الذات، إذ أن الأزلي لا يتصف ومحال أن يتصف بصفات الحادث لاستحالة الجمع بين المتباينين المتناقضين، وإن كان جمعا بين الصفة والموصوف إذ أن الموصوف لا يتصف إلا بما يلائمه من الصفات لا ما يناقضه كليا والاجتماع والافتراق من صفات الجسم كالحركة والسكون، إذ أنه لا اجتماع إلا بعد افتراق ولا افتراق إلا بعد اجتماع وهما حادثان، فالمادة إذا حادثة لحدوث ما لا ينفك منه من الأحداث.
محاورتان للإمام الصادق (عليه السلام) حول الباري تعالى :
[الاولى] : من حوار له عليه السّلام مع ابن أبي العوجاء حين التقيا في المسجد الحرام :
ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر، إن من فكر في هذا وقدّر، علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسسه ونظامه.
الإمام عليه السّلام : إن من أضله اللّه وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذ به وصار الشيطان وليه وربه ويورده موارد الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد اللّه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه اللّه تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام فأحق من اطيع فيما أمر وانتهى عما نهى عنه وزجر اللّه المنشئ للأرواح والصور.
ابن أبي العوجاء : ذكرت اللّه فأحلت على غائب.
الإمام عليه السّلام : ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يكون من مكان أقرب منه إلى مكان يشهد له آثاره ويدل عليه أفعاله والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم جاءنا بهذه العبادة فإن تشككت في شيء من أمره فسئل عنه أوضحه لك.
ابن أبي العوجاء : أبلس ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه عليه السّلام فقال لأصحابه سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فالقيتموني على جمرة.
(البحار ج 10 ص 310).
[الثانية] : من حوار له عليه السّلام مع زنديق :
الزنديق : ما الدليل على حدث العالم؟
قال الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها، (حيث الأفاعيل حادثة مختلفة منسجمة منظمة فالفعل يدل على الفاعل واختلافه على نظمه يدل على علمه وحكمته ووحدته وسواء من دلالة الفعل على حدوثه، كان الفاعل نفس المادة أو سواها إذ أن عروض الفعل والتغير للمادة أصدق شاهد على حدوثها لأن التغير صفة الحادث وهي لا تعرض الأزلي إطلاقا فالفعل مهما كان يدل على أنه حادث دون مراء).
ألا ترى إنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبين علمت أن له بانيا، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده.
الزنديق: ما هو، (سؤال عن ماهيته تعالى والحق ماهية انيته الإلهية).
الإمام عليه السّلام : هو شيء بخلاف الأشياء لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان.
الزنديق: فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا.
بيان:
(يريد السائل أنك إذا وجدت ربك فقد توهمته وكل متوهم مخلوق لما أنه صورة ذهنية عن الحقيقة الخارجية والصورة الذهنية مهما كانت، إنما هي مخلوقة فليكن ذو الصورة أيضا محدودا مخلوقا ويجيبه الإمام عليه السّلام بأن الوهم على قسمين:
1- وهم على سبيل الإحاطة بالموهوم فهذا نفي عنه تعالى.
2- ووهم بمعنى مجرد انه تعالى ان هناك موجودا دون أن نتصور منه أمرا إيجابيا حتى يستلزم الإحاطة بل إنما نعلم أنه موجود أي ليس بمعدوم دون أن ندرك من وجوده شيئا إلا نفي العدم).
الإمام عليه السّلام : لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد منا مرتفعا فإنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم (و هما بمعنى العلم أن هناك وجودا أزليا دون إحاطة به لا بمعنى التصور العقلي والإشارة المحيطة به تعالى).
لكنا نقول: كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا فهو مخلوق ولا بدّ من إثبات صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين إحداهما النفي إذ كان النفي هو الابطال والعدم والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بدّ من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار منهم إليه أمنهم مصنوعون وأن صانعهم غيرهم وليس مثلهم، إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهرة التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد ان لم يكونوا وتنقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجوده لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها.
الزنديق : فأنت قد حددته إذا ثبتت وجوده.
الإمام عليه السّلام : لم أحدده ولكن أثبته إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة.
الزنديق : فله انية ومائية.
بيان:
يعني بالإنية أصل الوجود وبالمائية حده وحد الوجود على ضربين:
1- حد بمعنى الكيفية المائزة عما يشاركه في الحقيقة.
2- حد بمعنى مطلق الميز عما لا يشاركه بنفي المشارك عنه.
الإمام عليه السّلام: نعم لا الشيء إلا بانية ومائية.
الإمام عليه السّلام : يثبت للّه تعالى المائية مضافة إلى الوجود لا بالمعنى الاول إذ لا يشاركه شيء حتى يحد بما يميزه عن المشارك وإنما يعنيها بالمعنى الثاني بعدم الكيفية التي هي جهة الصفة والإحاطة لأنه ذات بسيطة غير متناهية الحقيقة وأن حده تعالى ومائيته أنه لا يشبه خلقه إطلاقا ولما كان الخلق محدودا حده ومائيته غير وجوده.
حوارٌ حول الباري تعالى للإمام الرضا عليه السّلام مع زنديق :
الامام عليه السّلام : أرأيت ان كان القول قولكم. وليس هو كما تقولون ألسنا وإياكم شرعا سواء ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا فسكت الزنديق.
الإمام عليه السّلام : ان يكن القول قولنا وهو كما نقول أ لستم قد هلكتم ونجونا.
الزنديق : رحمك اللّه فأوجدني كيف هو وأين هو.
الإمام عليه السّلام : ويلك ان الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين (بيان) فلو كان له أين كما تصوره الزنديق لزم حدوثه لحدوث الأين أو قدم الأين رغم حدوثه لقدمه تعالى).
وكان ولا أين وهو كيف وكان ولا كيف فلا يعرف بكيفوفية ولا بأينونة ولا بحاسة ولا يقاس بشيء.
الزنديق: فإذن انه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس.
الإمام عليه السّلام: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه انكرت ربوبيته او نحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا انه ربنا وانه شيء بخلاف الأشياء.
بيان:
(فإن المدرك بالحاسة محسوس والمحسوس مادي وهو حادث فلو كان محسوسا كان لا شيء ادل على حدوثه من كونه محسوسا فعدم محسوسيته يخرجه عن الحدث وخروجه عن الحدث ألوهيته).
الزنديق: فاخبرني متى كان.
الإمام عليه السّلام: أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان.
الزنديق: فما الدليل عليه (على وجود اللّه تعالى).
الإمام عليه السّلام: إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان من العرض والطول ورفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت ان لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا.
شعر :
فإذا نظرت إلى السماء بنظرة فأرى السماء تدل انك واحد
وإذا نظرت إلى الكواكب نظرة فأرى الكواكب للمكوكب شاهد .
شعرا فارسيا :
همه هستند سر گردان چو بد كار پديدآرنده خود را طلب كار .
لم احتجب اللّه ؟
الزنديق : فلم احتجب (أي المعرفة لا الرؤية لأنه عليه السّلام يقرّ الحجاب المسئول عنه ولا ينفيه في الجواب).
الإمام عليه السّلام : ان الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبهم ان الخلق محجوبون عن معرفته لكثرة ذنوبهم وهو غير محجوب عنهم لغاية علمه (فأما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل أي حجاب الخلق عنه فإنه لا تخفى عليه خافية).
الزنديق: فلم لا تدركه حاسة البصر (لكي يشترك في معرفته المذنب والمطيع فلا ينكره المذنبون).
الإمام عليه السّلام : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ثم هو أجل من أن يدركه بصر او يحيط به وهم او يضبطه عقل.
(يريد عليه السّلام ان إدراكه بالحاسة مستحيل لاستلزامه كون المدرك محسوسا ومادة فحادثا).
الزنديق: فحده لي.
الإمام عليه السّلام: لا حد له.
الزنديق: ولم.
الإمام عليه السّلام: لأن كل محدود متناه إلى حد، وإذا احتمل قبل التحديد احتمل الزيادة وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود ولا متزائد ولا متناقص ولا متجزي ولا متوهم (احتمال الزيادة مستلزم لعدم اللانهاية في ذاته تعالى فهو إذا يحتمل النقصان كما احتمل الزيادة لأنه غير أزلي فقير فلا يملك ذاته) (فما برح الزنديق حتى أسلم) .
(البحار ج 3 ص 39 حديث 11) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|