أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2017
570
التاريخ: 26-8-2017
1175
التاريخ: 13-3-2018
597
التاريخ: 26-8-2017
417
|
ولد الأمين بالرصافة في شهر شوال من عام 170 فهو أصغر من أخيه المأمون بحوالي سبعة اشهر، وبويع بولاية العهد وهو ابن خمس سنين، وقد لقي الرشيد نقدا من هذه البيعة لفتى صغير، ولكن يبدوا ان ضغطا خضع له من زوجه زبيدة صاحبة الحظوة عنده، فهي ابنة عمه وصاحبة عقل ومن العباسيين الذين يرون في هذا الغلام صلة فهو عباسي من ناحية الام والأب. وكانت السرعة في هذه البيعة خوفا من نزول حادث مفاجئ بالرشيد، ومن منازعة أخيه الكبير، فان البيعة وهم صغيران تحل المشكلة. غير ان الرشيد لم يلبث ان اخذ البيعة عام 182 لابنه المأمون وليا لعهد أخيه الأمين، ثم اتبعها ببيعة ثالثة لابنه الاخر القاسم، وقد أطلق عليه لقب المؤتمن. وقد ولى كل واحد من أبنائه الثلاثة جهة اذ ولى المأمون المشرق، وأعطى الأمين المغرب الشامي والمصري، وولى المؤتمن الجزيرة والثغور.
وعندما شب الأولاد يبدو ان الرشيد كان اميل لبيعة المامون منه لبيعة الأمين وذلك لما رأى من جدية المأمون وحزمه وعزمه وحكمته على حين كان الأمين اميل للهو، وعدم المبالاة والدعة. غير ان الرشيد يخضع لمؤثرات أخرى سواء في بيته ام في اسرته الذين كانوا اميل للأمين لأسباب اسرية او بالأحرى عاطفية.
ويبدو ان الرشيد أراد ان يوثق بين أبنائه، ويؤكد ما بينهم ولكنه كان في الوقت نفسه يزيد في البعد بين أبنائه، ويؤكد ما بينهم ولكنه كان في الوقت نفسه يزيد في البعد بينهم. فلما حج الرشيد عام 186 كان معه ولداه محمد الأمين وعبد الله المأمون وقواده وقضاته ووزراؤه، اما ابنه الثالث القاسم المؤتمن فقد ارسله الى منبج ومن ضم اليه من القواد والجند. فلما قضى الرشيد مناسكه كتب لعبد الله ابنه كتابين، اجهد الفقهاء والقضاة آراءهم فيهما، احدهما على محمد بما اشترط عليه من الوفاء بما فيه من تسليم ما ولي عبد الله من اعمال، وصير اليه من الضياع والغلات والجواهر والأموال، والأخر نسخة البيعة التي اخذها على الخاصة والعامة والشروط لعبد الله على محمد وعليهم، وجعل الكتابين في البيت الحرام بعد اخذه البيعة على محمد واشهاده عليه بها الله، وملائكته، ومن كان في الكعبة من سائر ولده واهل بيته ومواليه وقواده ووزرائه وكتابه وغيرهم.
وكانت الشهادة بالبيعة والكتاب في البيت الحرام، وتقدم الى الحجبة في حفظهما، ومنع من أراد اخراجهما والذهاب بهما، فذكر عبد لله بن محمد ومحمد بن يزيد التميمي وإبراهيم الحجبي، ان الرشيد حضر واحضر وجوه بني هاشم والقواد والفقهاء وادخلوا البيت الحرام، وامر بقراءة الكتاب على عبد ومحمد، واشهد عليهما جماعة من حضر، ثم رأى ان يعلق الكتاب في الكعبة، فلما رفع ليعلق وقع فقيل: ان هذا الامر سريع انتقاضه قبل تمامه. وكانت نسخة الكتاب:
كتاب محمد بن هارون الرشيد:
كتاب لعبد الله هارون الرشيد امير المؤمنين، كتبه محمد بن هارون امير المؤمنين:
(بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب لعبد الله هارون الرشيد امير المؤمنين، كتبه محمد بن هارون امير المؤمنين في صحة عقله وجواز من امره، طائعا غير مكره، ان امير المؤمنين ولاني العهد من بعده، وصير لي البيعة في رقاب المسلمين جميعا، وولى عبد الله بن هارون العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين بعدي، برضى مني وتسليم طائعا غير مكره وولاه خراسان وثغورها وكورها وحربها وجندها وخراجها وطرزها (1) وبريدها وبيوت أموالها وصدقاتها وعشرها وعشورها وجميع اعمالها في حياته وبعده. وشرطت لعبد الله هارون امير المؤمنين برضى مني وطيب نفسي، ان لأخي عبد الله بن هارون علي الوفاء بما عقد له هارون امير المؤمنين من العهد والولاية والخلافة وامور المسلمين جميعا بعدي، وتسليم ذلك له وما جعل له من ولاية خراسان واعمالها كلها، وما اقطعه امير المؤمنين من قطيعة، او جعل له من عقده (2) او ضيعه من ضياعه، او ابتاع من الضياع والعقد وما أعطاه في حياته وصحته من مال او حلى او جواهر او متاع او كسوة او منزل او دواب او قليل او كثير فهو لعبد الله بن هارون امير المؤمنين، موفرا مسلما اليه. وقد عرفت ذلك كله شيئا شيئا.
فان حدث بامير المؤمنين حدث الموت وافضت الخلافة الى محمد بن امير المؤمنين فعلى محمد انفاذ ما امره به هارون امير المؤمنين في تولية عبد الله بن هارون امير المؤمنين خراسان وثغورها ومن ضم اليه من اهل بيت امير المؤمنين حيث كان عبد الله بن امير المؤمنين بقرماسين (3) وان يمضي عبد الله ابن امير المؤمنين الى خراسان والري والكور التي سماها امير المؤمنين حيث كان عبد ابن امير المؤمنين من معسكر امير المؤمنين وغيره من سلطان امير المؤمنين وجميع من ضم اليه امير المؤمنين حيث احب، من لدن الري الى اقصى عمل خراسان. فليس لمحمد ابن امير المؤمنين ان يحول عنه قائدا ولا مقودا ولا رجلا واحدا ممن ضم اليه من أصحابه الين ضمهم الى امير المؤمنين. ولا يحول عبد الله ابن امير المؤمنين عن ولايته التي ولاه إياه هارون امير المؤمنين من ثغور خراسان واعمالها كلها، ما بين عمل الري مما يلي همذان الى اقصى خراسان وثغورها وبلادها، وما هو منسوب اليها ولا يشخصه اليه، ولا يفرق أحدا من أصحابه وقواده عنه ولا يولي عليه أحدا ولا يبعث عليه ولا على أحد من عماله وولاة اموره بندارا (4)، ولا محاسبا ولا عاملا، ولا يدخل عليه في صغيرة من امر ولا كبير ضررا، ولا يحول بينه وبين العمل في ذلك كله برأيه وتدبيره ولا يعرض لاحد من ضم اليه امير المؤمنين من اهل بيته وصحابته وقضاته وعماله وكتابه وقواده وخدمه ومواليه وجنده، بما يلتمس ادخال الضرر والمكروه عليهم في انفسهم ولا قراباتهم ولا مواليهم، ولا احد بسبيل منهم ولا في دمائهم ولا في أموالهم ولا في ضياعهم ودورهم ورباعهم وامتعتهم ورقيقهم ودواهم شيئا من ذلك صغيرا ولا كبيرا ولا احد من الناس بأمره ورأيه وهواه وبترخيص له في ذلك وادهان منه فيه لاحد من ولد آدم، ولا يحكم في امرهم ولا احد من قضاته ومن عماله وممن كان بسبب منه بغير حكم عبد الله ابن امير المؤمنين ورأيه ورأي قضاته.
وان نزع اليه أحد ممن ضم امير المؤمنين الى عبد الله ابن امير المؤمنين من اهل بيت امير المؤمنين وصحابته وقواده وعماله وكتابه وخدمة ومواليه وجنده ورفض اسمه ومكتبه ومكانه مع عبد الله ابن امير المؤمنين عاصيا له او مخالفا عليه، فعلى محمد ابن امير المؤمنين رده الى عبد الله ابن امير المؤمنين بصغر له وقماء حتى ينفذ فيه رأيه وامره.
فأن أراد محمد بن امير المؤمنين خلع عبد الله ابن امير المؤمنين عن ولاية العهد من بعده او عزل عبد الله ابن امير المؤمنين عن ولاية خراسان وثغورها واعمالها، والذي من حد عملها مما يلي همذان والكور التي سماها امير المؤمنين في كتابه هذا او صرف احد من قواده الذين ضمهم امير المؤمنين ممن قدم (قرماسين) او ان ينتقصه قليلا او كثيرا مما جعله امير المؤمنين له بوجه من الوجوه او بحيلة من الحيل صغرت او كبرت فلعبد الله بن هارون امير المؤمنين الخلافة بعد امير المؤمنين ، وهو المقدم على محمد بن امير المؤمنين وهو ولي الامر بعد امير المؤمنين والطاعة من جميع قواد امير المؤمنين هارون من اهل خراسان واهل العطاء وجميع المسلمين في جميع الاجناد والامصار لعبد الله ابن امير المؤمنين، والقيام معه والمجاهدة لمن خالفه والنصر له والذب عنه ، ما كانت الحياة في ابدانهم. وليس لاحد منهم جميعا من كانوا او حيث كانوا ان يخالفه ولا يعصيه، ولا يخرج من طاعته، ولا يطيع محمد ابن امير المؤمنين في خلع عبد الله بن هارون امير المؤمنين وصرف العهد عنه من بعده الى غيره او ينتقصه شيئا مما جعله له امير المؤمنين هارون في حياته وصحته، واشترط في كتابه الذي كتبع عليه في البيت الحرام في هذا الكتاب. وعبد الله بن امير المؤمنين المصدق في قوله وأنتم في حل من البيعة التي في اعناقكم لمحمد بن امير المؤمنين ان نقص شيئا مما جعله له امير المؤمنين هارون وعلى محمد بن هارون امير المؤمنين ان ينقاد لعبد الله ابن امير المؤمنين هارون ويسلم له بالخلافة.
وليس لمحمد وعبد الله ابنا امير المؤمنين هرون ان يخلعا القاسم بن امير المؤمنين هارون ولا يقدما عليه أحدا من اولادهما وقراباتهما ولا غيرهم من جميع البرية، فاذا افضت الخلافة الى عبد الله ابن امير المؤمنين فالأمر اليه في امضاء ما جعله امير المؤمنين من العهد للقاسم بعده، او صرف ذلك عنه الى من رأى من ولده واخوته، وتقديم من أراد ان يقدم قبله، وتصيير القاسم ابن امير المؤمنين بعد من يقدم قبله، يحكم في ذلك بما أحب ورأى. فعليكم معشر المسلمين انفاذ ما كتب به امير المؤمنين في كتابه هذا، وشرط عليه وامر به، وعليكم السمع والطاعة لامير المؤمنين فيما الزمكم واوجب عليكم لعبد الله ابن امير المؤمنين، وعهد الله وذمته وذمة رسوله (صلى الله عليه وآله) وذمم المسلمين والعهود والمواثيق التي اخذ الله على الملائكة المقربين والنبيين والمرلين، ووكدها في اعناق المؤمنين والمسلمين .......).
كتاب محمد بن هارون الرشيد:
كتاب لعبد الله هارون امير المؤمنين، كتبه له عبد الله بن هارون امير المؤمنين:
(في صحة من عقله وجواز من امره وصدق نية فيما كتب .......).
وشهد سليمان ابن امير المؤمنين وفلان وفلان. وكتب في ذي الحجة سنة ست وثمانين ومائة.
فلما فرغ امير المؤمنين من ذلك كله في داخل بيت الله الحرام وبطن الكعبة، امر قضاته الذين شهدوا عليهما وحضروا كتابهما ان يعلموا جميع من حضر الموسم من الحاج والعمار ووفود الامصار ما شهدوا عليه من شرطهما وكتابهما، وقراءة ذلك عليهم ليفهموه ويعوه ويعرفوه ويحفظوه ويؤدوه الى إخوانهم واهل بلدانهم وامصارهم ففعلوا ذلك، وقرئ عليهم الشرطان جميعا في المسجد الحرام فانصرفوا. وقد اشتهر ذلك عندهم واثبتوا الشهادة عليه.
كما كتب الرشيد بذلك الى عماله (5).
كان الأمين سمينا ابيض، اقنى الانف، صغير العينين، فصيحا، يقول الشعر، وقد تأدب على الكسائي وقرأ القرآن عليه، ولكنه كان يلهوا بالصيد ويكثر من إنفاق الأموال واقتناء السودان، ويكنى بابي عبد الله، كما كان يكنى بابي موسى.
_________
(1) الطراز: ما ينسج من ثياب للسلطان.
(2) العقدة: الضيعة والعقار الذي اعتقده صاحبه ملكا.
(3) قرماسين: اسم بلدة في خراسان.
(4) البندار: كلمة فارسية تعني العامل في الميناء الذي يجبي اعشار السفن.
(5) تاريخ الطبري، الجزء الثامن .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|