المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22



سليمان المستعين  
  
2936   11:32 صباحاً   التاريخ: 28-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص346-348
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 3442
التاريخ: 24-6-2019 3252
التاريخ: 13-08-2015 3109
التاريخ: 11-3-2016 2315

 

 

هو أبو أيوب سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر، ولد سنة 354 ه‍ (965 م) . و لمّا بلغ سليمان أشدّه كانت الأندلس قد تقسّمت بالفتنة بين العرب و البربر خاصّة. و كان البربر أنفسهم على جانبي الفتنة مع المتنازعين. فلمّا قتل محمّد المهديّ بن هشام بن عبد الجبّار بن عبد الرحمن الناصر، في سادس شوال من سنة ٣٩٩(١/6/١٠٠٩ م) بايع البربر سليمان بالخلافة فتلقّب «المستعين» ، و لكنّه لم يستطع دخول قرطبة إلاّ في ربيع الأوّل (و قيل في ربيع الثاني) من سنة 4٠٠(نحو تشرين الثاني- نوفمبر ١٠٠٩ م) .

ثمّ إنّ سليمان خرج بجموع أتباعه من البربر يجول في أقطار الأندلس للقضاء على خصومه، فكان البربر الذين معه يخربون و يقتلون و يدمّرون. و في شوّال من سنة 4٠٣ (ربيع ١٠١٣ م) دخل قرطبة ثانية فاتّخذ لقبا ثانيا هو «الظافر بحول اللّه» .

و كان مع المستعين رجل من نسل الأدارسة يقال له عليّ بن حمّود فولاّه المستعين على سبتة و طنجة في العدوة الإفريقية (المغرب) . و لكنّ عليّ بن حمّود كان يطمح إلى ما فوق الولاية فثار على المستعين ثمّ سار إلى الأندلس و دخل قرطبة و قتل سليمان لثماني ليال (أو تسع) بقين من المحرّم من سنة 4٠٧(١٧ أو ١٨/6/1016 م) .

كان سليمان المستعين أديبا فصيحا و شاعرا مكثرا له رسائل و قصائد في فنون كثيرة.

مختارات من شعره:

- قال سليمان المستعين في الفخر:

عجبا! يهاب اللّيث حدّ سناني... و أهاب لحظ فواتر الأجفانِ (1)

و أقارع الأهوال لا متهيّبا... منها سوى الإعراض و الهجرانِ (2)

و تملّكت نفسي ثلاث كالدّمى... زهر الوجوه نواعم الأبدانِ (3)

ككواكب الظلماء لحن لناظرٍ... من فوق أغصان على كثبان (4)

هذي الهلال، و تلك بنت المشتري... حسنا، و هذي أخت غصن البان (5)

حاكمت فيهنّ السلوّ إلى الصبا... فقضى بسلطان على سلطان (6)

فأبحن من قلبي الحمى و ثنينني... في عزّ ملكي كالأسير العاني (7)

لا تعذلوا ملكا تذلّل للهوى... ذلّ الهوى عزّ و ملك ثان

ما ضرّ أنّي عبدهنّ صبابةً... و بنو الزمان و هنّ من عبداني

إن لم أطع فيهنّ سلطان الهوى... كلفا بهنّ فلست من مروان (8)

________________________

١) السنان: حديدة جارحة في رأس الرمح. فواتر الأجفان (ناعسات العيون: من صفات الجمال) كناية عن النساء الجميلات.

٢) أنا أكافح جميع أهوال الحياة، و لكن أضعف (أعجز-بكسر الجيم) إذا أعرضت عنّي (هجرتني) النساء الجميلات.

٣) ثلاث (ثلاث نساء) . الدمية: الصورة الجميلة. أزهر: أبيض.

4) لحن (لجماعة الإناث الغائبات من «لاح» ظهر، بدا) . الغصن كناية عن القوام الممشوق. الكثيب: الجانب المستدير من الرمل (كناية عن أوسط الجسم) -القمر (أو الكوكب) الأبيض المشرق فوق الغصن (القامة الممشوقة) فوق الكثيب (وسط الجسم الممتلئ) من أوصاف المرأة الجميلة.

 

5) المشتري: كوكب يدور حول الشمس. غصن البان: غصن مستقيم تشبّه به القامة الممشوقة الجميلة.

6) السلوّ: النسيان. الصبا: الشباب. بسلطان: بقوّة (بقوّة الشباب) . على سلطان: ملك (خليفة) . -جعلت الصبا حكما أستشيره في نسيانهن أو الاستمرار في حبّهن، فحكم الصبا عليّ (و أنا سلطان، ملك، خليفة) بأن أستمر في حبّهنّ.

7) أباح الشيء: مكّن منه جميع الناس. الحمى: ما تجب حمايته من مسكن أو شرف الخ. ثناه: ردّه. العاني: الذليل (و تستعمل عادة للأسير) . -هؤلاء النسوة الثلاث استولين على قلبي (إرادتي) و جعلنني (و أنا ملك في أوج القوّة) أسيرا ذليلا لهنّ.

5) كلفا بهنّ: محبّا لهنّ شديد التعلّق بهنّ. لست من مروان: لست من بني مروان. . . (!) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.