المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المجاميع الغذائية
10-6-2022
جسيمات أولية = جسيمات أساسية elementary particles= fundamental particles
15-1-2019
[مواعظه القيمة لاصحابه و شيعته]
2-4-2016
حشرة الجعال على قصب السكر ومكافحتها
28-6-2017
علم اللغة المقارن، إعادة التركيب اللغوي
1-1-2019
القرآن معجزة خالدة
22-09-2014


مراسيم الولادة  
  
2197   02:17 مساءً   التاريخ: 3-2-2018
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص٤٣-٤٥
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2022 2645
التاريخ: 18-1-2016 2240
التاريخ: 18-1-2016 2681
التاريخ: 19-6-2016 2271

تبدأ مراسيم الولادة منذ اليوم الأول إلىٰ اليوم السابع من الولادة للحفاظ علىٰ صحة الطفل الجسدية والنفسية معاً ، فأول عمل يقوم به الوالدان هو إسماع الطفل اسم الله تعالىٰ ، فعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه‌ السلام) قال : ( قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم) : من ولد له مولود فليؤذن في أُذنه اليمنىٰ بأذان الصلاة ، وليقم في اليسرى فانّها عصمة من الشيطان الرجيم) (١).

ولأهمية الأذان والاقامة في أُذن الطفل أوصىٰ رسول الله (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه ‌السلام) ضمن وصايا عديدة : ( يا علي إذا ولد لك غلام أو جارية ، فأذّن في اُذنه اليمنىٰ وأقم في اليسرىٰ فانّه لا يضرّه الشيطان ابداً ) (2).

والعصمة من الشيطان هي تحصين للطفل من الانحراف بتقوية الارادة ، وهذه الوصايا وان لم يبحثها علماء النفس وعلماء التربية المعاصرين ، ولكنّها من الحقائق التي أثبتتها التجارب المتكررة لمن طبقها في منهجه التربوي ، مع مراعاة الوصايا الأخرى في جميع مراحل الطفولة.

ويستحب تسمية الوليد بأحسن الأسماء ولا أحسن من اسم محمد وهو اسم رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم) ، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه ‌السلام) : ( لا يولد لنا ولد إلاّ سميّناه محمداً فاذا مضىٰ لنا سبعة أيام فان شئنا غيّرنا وان شئنا تركنا) (3).

وأكّد رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم) علىٰ هذهِ التسمية بقوله : ( من ولد له أربعة أولاد لم يسمِّ أحدهم باسمي فقد جفاني) (4).

وكان الأئمة من أهل البيت (عليهم‌ السلام) يحثون المسلمين علىٰ تسمية أبنائهم وبناتهم بالأسماء التالية : (عبد الرحمن ـ وباقي أسماء العبودية لله ولصفاته ـ محمد ، أحمد ، علي ، الحسن ، الحسين ، جعفر ، طالب ، فاطمة) (5).

ولم يشجعوا علىٰ الاسماء التالية : ( الحكم ، حكيم ، خالد ، مالك ، حارث ) (6).

والأسماء الحسنة تحصّن الطفل من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين ، فلا تكون سبباً للشعور بالنقص كما هو الحال في الأسماء المستهجنة.

ومن مراسيم الولادة العقيقة وهي ذبح شاة في المناسبة ، وحلق رأس الطفل كما جاء في قول الإمام جعفر الصادق (عليه‌ السلام) : (عقّ عنه واحلق رأسه يوم السابع ، وتصدّق بوزن شعره فضة) (7).

والعقيقة التي هي مصداق للصدقة تمنع من البلاء وتقي الطفل من المخاطر ، ولعلّ فيها آثار نفسية حسنة للطفل حينما يترعرع ويفهم ان والديه قد اعتنوا به في ولادته ، وهي ذكرىٰ حسنة عند من وصلته تلك العقيقة أو بعضها.

ومن مراسيم الولادة الختان ، قال الإمام جعفر الصادق (عليه ‌السلام) : (اختنوا أولادكم لسبعة أيام فانه أطهر وأسرع لنبات اللحم...) (8).

_______________

١ـ الكافي ٦ : ٢٤ / ٦ باب ما يفعل بالمولود.

2ـ تحف العقول : ١٧.

3ـ الكافي ٦ : ١٨ / ٤ باب الاسماء والكنىٰ.

4ـ المصدر السابق : ١٩ / ٦ باب الاسماء والكنىٰ.

5ـ المصدر السابق : ١٩ باب الاسماء والكنىٰ.

6ـ المصدر السابق : ٢١ باب الاسماء والكنىٰ.

7ـ المصدر السابق : ٢٧ / ١ باب انه يعق يوم السابع للمولود.

8ـ المصدر السابق : ٣٤ / ١ باب التطهير.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.