المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الهجرة والمبيت
28-9-2020
Éamon de Valera
22-5-2017
استمتع بصحبتهم
19-4-2017
Point-Quadratic Distance
21-9-2018
مسؤولية المتولي تجاه الوقف في الحفظ
7-2-2016
ما ينبغي فعله عند غسل الميت.
21-1-2016


حجم الاسرة وعلاقتها في التنشئة الاجتماعية  
  
6891   10:41 صباحاً   التاريخ: 22-1-2018
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص121-122
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

تتميز المجتمعات النامية بكثرة عدد الأبناء الذين يقعون في سن العمر الصغيرة نتيجة التخلف الاقتصادي والاجتماعي وارتفاع معدلات المواليد وارتفاع معدلات الإعاقة في نفس الوقت لدرجة أن البعض يطلق على هذه المجتمعات اسم مجتمعات الشباب والأطفال.

وفي مجتمعنا المصري يمثل الأطفال شريحة مهمة في الهرم السكاني، وإهمالهم هو إهمال لركيزة اساسية في بناء المجتمع وتقدمه.

وما زال إنجاب الأبناء وخاصة الذكور يمثل قيمة عظمى بين القرويين، فهم يمثلون القوة الاقتصادية لصغار الفلاحين وفقرائهم كما أن كثرة الأبناء تساعد في تحقيق هيبة ومكانة العائلة، فكلما كبر حجم العائلة يقوي سلطانها وتزداد مكانتها في المجتمع القروي، لذلك يحرص القروي على زيادة حجم اسرته وان يكون له اكبر عدد ممكن من الاولاد وبصفة خاصة الذكور منهم.

ويترتب على كبر حجم الأسرة إهمال الأم لأطفالها في مرحلة الطفولة المبكرة، وعدم العناية بنظافتهم الجسمية والظاهرية، ومرجع ذلك إلى الاعتقاد في الحسد والخوف منه، ويتجدد ذلك الاعتقاد إذا ما أصيب الطفل باي مرض او توعك (1) لذلك يترك الطفل دون ارتداء ما يستر جسده او ما يحمي اقدامه وينزل الى الشارع حافي القدمين وعاري الجسد كما (تترك الام الطفل يتبول في الشارع او اي مكان حتى يستطيع دخول دورة المياه بمفرده حين يكبر).

وينظر الى كبر حجم الاسرة في الريف باعتبار ان الاولاد يمثلون قوة اقتصادية للأبوين حيث يصطحب الاباء اولادهم الذكور من سن ثلاث سنوات لمساعدتهم في بعض اعمال الحقل الخفيفة، ثم يزداد الاعتماد على الطفل تدريجيا كلما كبر حيث يقوم بأعمال الحقل كاملة كما ان اسر الطبقات الدنيا في الريف تنمي في الطفل ظاهرة الاستقلال الاقتصادي في سن مبكرة حيث تقذف به الى سوق العمل ربما للحصول على غذائه وتتضح هذه الظاهرة في المجتمعات الريفية في الاسر الفقيرة ذات الحجم الكبير.

ومن ذلك يتضح ان حجم الاسرة يؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل وخاصة في اساليب ممارسة عملية التنشئة الاجتماعية للطفل حيث إن تناقص حجم الاسرة يعد عاملا من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل فكلما قل حجم الاسرة كلما زاد اهتمام الاباء برعايتها وتنشئتها تنشئة اجتماعية سوية.

_________________

1ـ سامية حسن الساعاتي: علاقة الام بالطفل في القرية المصرية ، عنقود من التكنولوجيات التقليدية ، المجلة الاجتماعية القومية ، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، العدد 1-3، المجلد السادس عشر ، ص150.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.