أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2022
1944
التاريخ: 5-4-2022
1641
التاريخ: 29-5-2020
2268
التاريخ: 1-5-2022
1757
|
وشهدت بدايات العصر الحديث حركة كشفية كبيرة خرجت من اوربا الى انحاء العالم. فقد كان من اثر اليقظة العلمية في أواخر القرون الوسطى ان اخذ الفكر الأوربي يستعيد جذوره القديمة ويمتد الى روافده العربية. وكان هذا بداية لتطورات في الفكر الجغرافي عن العالم وعن شكل العالم وامتداداته وابعاده.
ولما كان من النادر ان يكون ابحار وتحرك المستكشفين دون ان يكون هناك هدف محدد فان هذه الأهداف قد تمثلت آنذاك فيما يلي:
1- معاودة الاعتقاد في كروية الأرض والموقع القريب لشرق آسيا بالنسبة لغرب اوربا.
2- الأرض الجنوبية المجهولة.
وكانت هذه الأفكار حافزا للدوافع الكشفية التي ظهرت في القرن الخامس عشر في اوربا وظهر لدى سكان اوربا رغبة جامحة لاستكشاف العالم. واستبدلت مدرسة (اجلس وفكر) التي تبناها رجال الكنيسة في القرون الوسطى بمدرسة (اذهب واوجد بنفسك) التي قادها التجار والبحارة والتي كان للعرب المسلمين فضل السبق فيها. وبعدما كانت الرحلات تتخذ اتجاهات بين الشرق والغرب برز الاتجاه الشمالي الجنوبي بدءا من المجهودات الكشفية التي تصدى لها الأمير هنري الملاح البرتغالي.
وكانت محاولات الوصول الى هذين الهدفين الذين اعتقد الاوربيون انهما يسرا الوصول الى اغلب الكشوف الجغرافية التي ترتب عليها اتضاح صورة العالم وتوزيع اليابس والماء والمواقع النسبية لكل منهما.
وتمثل اثر فكرة قرب الموقع الشرقي لسواحل آسيا في اتجاه الكشوف نحو الغرب للكشف عن طريق للوصول الى الشرق. ورغم اكتشاف الأرض الامريكية في مسار هذه الكشوف والتي وقفت حاجزا امام استمرار الطريق البحري في هذا الاتجاه الا ان هذه الفكرة ظلت مسيطرة وكانت تبرز دائما في مسار الكشوف الجغرافية في القرون التالية على القرن الخامس عشر. وهي لم تنته تماما الا بعد ما تم التعرف على الأرض الامريكية على المحيط الهادي.
كما كانت القارة الجنوبية المجهولة في موقعها وامتدادها المفترض قطبا جاذبا لعديد من الرحلات الكشفية سواء بالنسبة للطريق الى الشرق او للكشوف في جنوبي المحيطات الثلاثة الرئيسية او في المحيط الهادي او في المياه القطبية الجنوبية.
وبذلك تعد فترة القرنين الخامس عشر والسادس عشر فترة العصر العظيم للاستكشافات الذي فتح العصر الحديث من تاريخ الانسان على الأرض. وقد دفعت نهضة اوربا بنشرة الكشف الجغرافي الى آفاق لم تعهد من قبل. واتخذت الرحلات الكشفية طرقا ومسالك معينة بحرية وبرية، ارتبطت بعدد من الرحلات المشهورة وبعديد من الرحالين بعضهم مشهور.
وبدات هذه الكشوف بحرية وكلها يبحث عن خير الطرق وامنها للوصول الى الشرق (الهند) وثرواته، واتخذت اتجاهات مختلفة بهدف التعرف على الطريق للوصول الى هذه الارض الغنية. وقد تمخض التعرف على الطرق البحرية المختلفة عبر المسطحات المائية لهذا الكوكب في المواقع المختلفة. كما نتج عنها أيضا الاثبات العملي لحقيقة كروية الأرض. واعقبها مراحل من الكشوف الجغرافية ابان القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين عملت على توسع المعرفة الجغرافية عن العالم.
وانجزت في هذه الفترات اكتشافات المحيطات والطرق عبرها، واثبات خرافة فكرة الأرض الجنوبية المجهولة وتفتتها كفكرة الى أجزاء شمل بعضها استراليا وبعضها الآخر قارة القطب الجنوبي. كما ثبت وجود أراضي وسكان على الجانب الآخر من الأرض وهي فكرة لم تكن متصورة او مصدقة في بعض الفترات.
وقد ساهم في هذه المجهودات الكشفية مستكشفون ينتمون الى جنسيات اوربية متباينة. وكان للبرتغاليين والاسبان فضل الريادة في هذه العمليات وعلى آثارهم جاء مستكشفون انجليز وفرنسيين وهولنديين وغيرهم. وتقدمت الكشوف الجغرافية في مختلف الاتجاهات التي سارت اليها هذه البعثات الكشفية. فهي اما اكتشفت طريقا مع ما ترتبط به من أراضي ومناطق مائية متباينة متسعة ام ضيقة، او انها لم تعثر على طريق وتعثرت في تحقيق هدفها المنشود ولكن عوضا عنه قدمت للمعرفة الإنسانية اكتشافات لأراضي جديدة كبيرة ام صغيرة. او التيقن من مناطق أخرى كانت معروفة ولكن كانت فكرة العالم عنها غامضة.
فقد تم اكتشاف الأراضي الامريكية وامتداداتها الكبيرة بين غربي العالم القديم وشرقه، وفصلها بين حوضي المحيطين الأطلسي والهادي. وكان اكتشافها علامة على التعرف على محيط جديد لم يكن احد يتصور وجوده من قبل. وكذلك اكتشفت استراليا وهي لم تكن معروفة من قبل الا كجزء من فكرة القارة الجنوبية الغامضة.
واكتشفت قارة القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) وارتيادها بعد ذلك، وهي أيضا لم تكن معروفة من قبل الا كفكرة فلسفية وجزء من القارة الجنوبية. كما تم اكتشاف الأجزاء الجنوبية والغربية من القارة الافريقية، وهي بالرغم من انتشار العرب وتجارهم ورحلاتهم بأنحاء عديدة من شمالها وشرقها الا ان هذه الأجزاء الأخرى لم تكن معروفة، واكتشفت جزر المحيطات وبخاصة في المحيط الهادي وكذلك في الأطلسي والهندي وغيرهما. وامكن تثبيت مواقع الأماكن المختلفة من العالم عن طريق القياسات العلمية الدقيقة وكذلك تحديد الابعاد المتباينة للاماكن بالنسبة لبعضها ومثال ذلك تحديد مواقع سواحل آسيا الشرقية بالنسبة لغربي اوربا، وكذلك تثبيت مواقع جزر المحيط الهادي.
وقد اتسمت الكشوف الجغرافية بصفة عامة في العصر الحديث بالعالمية لسببين أولهما انها امتدت لتشمل كل انحاء العالم المعمور وهوامش اللا معمور القريب منها والبعيد، اضف الى ذلك سرعة انتشار المعلومات وانتقالها من أصحابها الاولين الى غيرهم بحكم الصراع وتقدم واتشار صناعة الخرائط التي أصبحت الوسيلة العالمية لتداول المعلومات الجغرافية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|