أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2017
1351
التاريخ: 28-4-2016
1693
التاريخ: 28-7-2017
1266
التاريخ: 28-4-2016
1589
|
فارس المسلمين أبو الغارات طلائع بن رزيك الملقب الملك الصالح وزير مصر.
ولد تاسع عشر ربيع الأول سنة 495 ومات مقتولا يوم الاثنين 19 رمضان سنة 556.
أقوال العلماء فيه :
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين وذلك أنه ذكرهم أربع طبقات المجاهرين والمقتصدين والمتكلفين وكان مقدما في الدولة الفاطمية بمصر فتارة واليا وأخرى وزيرا.
وذكره ابن خلكان في تاريخه فقال كان فاضلا سمحا في العطاء سهلا في اللقاء محبا لأهل الفضائل جيد الشعر، وهو الذي بني الجامع الذي على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان واليا بمنية بني الخصيب من اعمال صعيد مصر فلما قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر سير أهل القصر إلى الصالح واستنجدوا به على عباس وولده نصر المتفقين على قتله فتوجه الصالح إلى القاهرة ومعه جمع عظيم من العربان فلما قربوا من البلد هرب عباس وولده واتباعهما ومعهم أسامة بن منقذ لأنه كان مشاركا لهم في ذلك على ما يقال ودخل الصالح إلى القاهرة وتولى الوزارة في أيام الفائز واستقل بالأمور وتدبر أحوال الدولة وكانت ولايته في التاسع عشر من ربيع الأول سنة 549 ولما مات الفائز وتولى العاضد مكانه استمر الصالح على وزارته وزادت حرمته وتزوج العاضد ابنته فاغتر بطول السلامة وكان العاضد تحت قبضته وفي اسره فلما طال عليه ذلك أعمل الحيلة فاتفق مع قوم من أجناد الدولة يقال لهم أولاد الراعي على ذلك وعين لهم موضعا في القصر يجلسون فيه مستخفين فإذا مر بهم الصالح ليلا أو نهارا قتلوه فقعدوا له ليلة وخرج من القصر فقاموا ليخرجوا إليه فأراد أحدهم ان يفتح غلق الباب فأغلقه وما علم ولم يحصل مقصودهم تلك الليلة لأمر أراده الله في تأخير الاجل ثم جلسوا له يوما آخر فدخل القصر نهارا فوثبوا عليه وجرحوه جراحات عديدة بعضها في رأسه ووقع الصوت فعاد أصحابه إليه فقتلوا الذين جرحوه وحمل إلى داره ودمه يسيل وأقام بعض يوم ومات وخرجت الخلع لولده محيي الدين رزيك ثاني يوم وفاة أبيه ولقب العادل الناصر.
وروى ابن أبي طي في مقتله كما نقل أبو شامة ما يلي:
فيها أي سنة 556 قتل الصالح بن رزيك بمصر وكان سبب قتله ان عمة العاضد عملت على قتله وأنفذت الأموال إلى الامراء فبلغ الصالح ذلك فاستعاد الأموال واحتاط على عمة العاضد. قال: وانما كرهته عمة العاضد لاستيلائه على الأمور والدولة وحفظه للأموال.
ثم إن عمة العاضد عادت وحكمت الحيلة عليه وبذلت لقوم من السودان مالا جزيلا حتى أوقعوا به.
وكان الصالح قد دفن بالقاهرة ثم نقله ولده العادل من دار الوزارة التي دفن فيها وهي المعروفة بانشاء الأفضل شاهنشاه وكان نقله في 19 صفر سنة 557 في تابوت وركب خلفه العاضد إلى تربته التي بالقرافة الكبرى فقال في ذلك عمارة اليمني من قصيدة طويلة تأتي:
وكانه تابوت موسى أودعت * في جانبيه سكينة ووقار
وله فيه مراث كثيرة. ومن العجائب ان الصالح ولي الوزارة في التاسع عشر وقتل في التاسع عشر ونقل تابوته في التاسع عشر وزالت دولتهم في التاسع عشر.
وقال عماد الدين الكاتب: نفق في زمانه النظم والنثر واسترق باحسانه الحمد والشكر. وقرب الفضلاء واتخذهم لنفسه جلساء، ورحل إليه ذوو الرجاء وأفاض على الداني والقاصي بالعطاء وله قصائد كثيرة مستحسنة. وله ديوان كبير واحسان كثير وقال العماد أيضا في الخريدة يتحدث عن اثر مقتله:
وانكسفت شمس الفضائل ورخص سعر الشعر وانخفض علم العلم وضاق فضاء الفضل وعم رزء ابن رزيك وملك صرف الدهر ذلك المليك فلم تزل مصر بعد منحوسة الحظ منجوسة الجد منكوسة الراية معكوسة الآية.
وجاء في كتاب الوزراء المصرية لعمارة اليماني عن الصالح طلائع:
لم يكن مجلس انسه ينقطع الا بالمذاكرة في أنواع العلوم الشرعية والأدبية وفي مذاكرة وقائع الحرب، وكان مرتاضا قد شم أطراف المعارف وتميز عن احلاف الملوك وكان شاعرا يحب الأدب وأهله يكرم جليسه ويبسط أنيسه ولكنه كان مفرط العصبية في مذهب الإمامية. وكان مرتاضا حصيفا قد لقي في ولايته فقهاء السنة وسمه كلامهم.
وقال في النجوم الزاهرة: خلت القاهرة لطلائع ابن رزيك من مماثل، وأظهر مذهب الإمامية.
ثم قال: وجعل له مجلسا في أكثر الليالي يحضره أهل الأدب ونظم هو شعرا ودونه.
جهاده للصليبيين في الوقت الذي ولى فيه الملك الصالح طلائع بن رزيك الوزارة في مصر كان الصليبيون في عنفوان قوتهم وقد تسلطوا على الأرض الاسلامية، فأعد الصالح طلائع نفسه لقتالهم وتجند لمجاهدتهم. فمن وقائعه معهم انه أرسل سنة 553 في أوائل ربيع الأول حملة من مصر إلى غزة وعسقلان وكان الفرنج يحتلونهما فأغارت الحملة على أعمالها وخرج إليهم من كان بها من الإفرنج فاظهر الله تعالى المسلمين عليهم قتلا وأسرا بحيث لم يفك منهم الا اليسير وغنموا ما ظفروا به وعادوا سالمين ظافرين. ويبدو ان معركة بحرية حصلت أيضا في نفس الوقت ظفر فيها الفاطميون وغنموا.
ثم يذكر صاحب الروضتين القصيدة التي أرسلها الصالح طلائع إلى أسامة بن منقذ الذي كان قريبا من نور الدين في بلاد الشام يذكر له هذه الوقعة ويطلب إليه تحريض نور الدين على مهاجمة الصليبيين، كما أرسل عدة قصائد في نفس الموضوع فيما يأتي:
ويعلق ناشر الكتاب ومحققه الدكتور محمد حلمي احمد مدرس التاريخ الاسلامي في كلية دار العلوم في القاهرة على نشر ابن أبي شامة لهذه القصائد بقوله:
يسوق أبو شامة في هذه الصفحة وفي الصفحات التالية مجموعة من القصائد المتبادلة بين الصالح طلائع بن رزيك وزير مصر وأسامة بن منقذ الذي كان عندئذ على صلة بنور الدين تيسر له القيام بمهمة ايجاد نوع من التحالف بين مصر الفاطمية الشيعية والشام العباسية ضد الفرنج. وتدل هذه الاشعار وبخاصة ما كتبه الصالح بن رزيك منها على المحاولات المتكررة التي بذلها هذا الوزير في محاولة تحسين علاقته ممثلا لمصر بنور الدين سلطان الشام في سبيل مقاومة العدو المشترك. فهذه الاشعار إذن ليست واردة هنا على انها مجرد أمر أدبي فني جميل أعجب به أبو شامة وانما اقتبسها مؤرخنا لتصور مراحل التطورات السياسية في علاقة مصر بالشام.
هذا ما علق به الدكتور احمد ثم يقول أبو شامة مشيرا إلى تلك الواقعة: وأرسل إلى مؤيد الدولة أسامة بن منقذ من مصر وزيرها الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن رزيك قصيدة يشرح فيها حال هذه الغزاة ويحرص فيها نور الدين على قتال المشركين، ويذكر بما من الله تعالى عليه من العافية والسلامة من المرض.
فمما جاء في تلك القصيدة:
الا هكذا في الله تمضي العزائم * وتنضى لدى الحرب السيوف الصوارم
ويستنزل الأعداء من طود عزهم * وليس سوى سمر الرماح سلالم
وتغزى جيوش الكفر في عقر دارها * ويوطأ حماها والأنوف رواغم
ويوفى الكرام الناذرون بنذرهم * وان بذلت فيها النفوس الكرائم
نذرنا مسير الجيش في صفر، فما * مضى نصفه حتى انثنى وهو غانم
بعثناه من مصر إلى الشام قاطعا * مفارز وخد العيس فيهن دائم
فما هاله بعد الديار، ولا ثنى * عزيمته جهد الظما والسمائم
يهجر والعصفور في قعر وكره * ويسرى إلى الأعداء والليل نائم
يباري خيولا ما تزال كأنها * إذا ما هي انقضت نسور قشاعهم
يسير بها الضرغام في كل مازق * وما يصحب الضرغام الا الضراغم
ورفقته عين الزمان، وحاتم * ويحيى، وان لاقى المنية حاتم وواجههم
جمع الفرنج بحملة سنة 557 في تابوت وركب خلفه العاضد إلى تربته التي بالقرافة الكبرى فقال في ذلك عمارة اليمني من قصيدة طويلة تأتي:
وكانه تابوت موسى أودعت * في جانبيه سكينة ووقار
وله فيه مراث كثيرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|