أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2017
1711
التاريخ: 21-8-2017
1562
التاريخ: 21-8-2017
1427
التاريخ: 21-8-2017
1575
|
كان الغزالي من اكبر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري ، وكان يسكن في قرية طوس التي تسمى (مشهد) اليوم ، لأن فيها مشهد الإمام علي الرضا (عليه السلام).
وأراد الغزالي أن يذهب الى طلب العلم والفضل ، فغادر بلده الى (نيسابور) وهي تقع على بعد 75كلم الى الغرب من طوس.
وكانت مركزاً مرموقاً للعلم والمعرفة في ذلك الزمان.
وهنالك تتلمذ على يد أحد الأساتذة وكان يدون كل ما يسمعه من ذلك الأستاذ على وريقات صغيرة تجنباً للنسيان.
الى ان تكونت لديه على مر الأيام والسنين مجموعة كبيرة من تلك القصاصات التي جمع فيها خلاصة العلوم التي اكتسبها من تلك الحوزة العلمية.
ولما شعر انه بلغ الهدف الذي جاء من اجله الى نيسابور ، عزم الى الرجوع الى موطنه طوس ليصبح عالماً فيها ، فجمع القصاصات الورقية ووضعها في جراب واغلقه غلقاً محكماً.
وسار مع اهله يريد وطنه.
وفي الطريق طلع عليه قطاع طرق لسرقة اموال المسافرين ، فسلبوهم فرداً فرداً، الى ان وصلوا الى الغزالي ففتشوه فلم يجدوا معه غير جراب الأوراق ، فأرادوا أخذه منه ظناً منهم انه يحوي أموالاً كثيرة ، فقاومهم الغزالي وتوسل اليهم أي يدعوا الجراب له ، ولكنهم أخذوه وفتحوه ، فإذا بهم يجدون فيه أوراقاً صغيرة مملوءة بكلمات غير مفهومة.
فسألوه : ما هذه الاوراق الصغيرة ، وما انتفاعك بها؟
قال : علوم تنفعني ولا تنفعكم!
قالوا : وكيف تستفيد من قصاصات صغيرة من الورق؟
قال : هذه زبدة دراستي وثمرة جهودي وأتعابي الدراسية لسنين عديدة ، وإذا أخذتم هذه الأوراق فإن علمي سيضيع كما تضيع ذرات السنابل المطحونة في مهبِّ الريح.
قالوا : أحق ان كل ما تعلمته هو هذه الأوراق؟
قال : نعم.
قالوا : إن العِلمَ الذي تدّعيه قابل للسرقة ، وكل علم قابل للسرقة ليس بعلم!
دخلت هذه الكلمات في دماغ الغزالي كما يدخل المحراث في قلب الارض ، فانتبه لنفسه وأخذ يراجعها مراجعة مستفيضة ، فشعر انه كان مجرد آلةٍ صامتة تنقل الفكر من فم الأستاذ الى الورق بدون ان تدخل الى الدماغ فيعقلها ، فكان كالببغاء الذي يردد ما يقوله له صاحبه بدون أيِّ تفكير أو تحليل.
أحدثت هذه الحادثة تغييراً كبيراً في شخصية الغزالي ، وفي قابلياته الذكائية والفكرية.
فقرر ان يدرّب ذهنه على التفكير والحفظ والتحليل ، فبدأ يدون العلوم والافكار والمفاهيم في سجل ذهنه بدلا من رسمها على الورق.
وكان الغزالي دائما يقول : (ان من أحسن النصائح التي نورت حياتي الفكرية تلك النصيحة التي سمعتها من قطّاع الطرق).
وقد صدق من قال : (العلم في الصدور، وليس في السطور).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|