المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إلى جنة المأوى زهراء الرسول (صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما)  
  
2647   09:59 صباحاً   التاريخ: 9-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص106-111.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / احداث عاصرتها السيدة زينب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2017 2435
التاريخ: 16-10-2017 2341
التاريخ: 16-10-2017 2767
التاريخ: 16-10-2017 2718

ذوت بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) كما تذوي الأزهار ، ومشى إليها الموت سريعاً وهي في شبابها الغضّ الإهاب ، وبدت لها طلائع الرحيل عن هذه الحياة التي استهانت بها ، وطلبت حضور ابن عمّها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فعهدت إليه بوصيتها ، وأهم ما فيها : 
1 ـ أن يواري جثمانها المقدّس في غلس الليل البهيم . 
2 ـ أن لا يحضر جنازتها أحد من الذين هضموها وظلموها ؛ فإنّهم أعداؤها وأعداء أبيها على حدّ تعبيرها . 
3 ـ أن يعفي موضع قبرها ويخفيه ؛ ليكون رمزاً لغضبها على القوم ، غير قابل للتأويل والتصحيح على ممر الأجيال الصاعدة . 
وضمن لها الإمام جميع ما عهدت به إليه ، وانصرف عنها وهو غارق في الأسى والشجون . 
وطلبت بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) من أسماء بنت عميس أن يُصنع لها سرير يواري جسدها الطاهر ؛ فقد كانت العادة بوضع الأموات على لوحة تبدو فيها أجسامهم ، وكرهت ذلك سيّدة النساء ، فعملت لها أسماء سريراً يُستر مَنْ فيه ، كانت قد رأته حينما كانت في الحبشة .
فلمّا نظرت إليه ابتسمت ، وهي أوّل ابتسامة شوهدت لها منذ أن لحق أبوها بالرفيق الأعلى . 
وفي آخر يوم من حياة الصدّيقة أصبحت وقد ظهر عليها بعض التحسّن ، وبدا عليها الفرح والسرور ؛ فقد علمت أنّ هذا اليوم هو خاتمة حياتها ، وفيه تلتحق بأبيها الذي هو عندها أعزّ من الحياة ، وعمدت الصدّيقة إلى أطفالها فغسلتهم ، 
وصنعت لهم من الطعام ما يكفيهم يومهم ، ثمّ أمرت ولديها الحسن والحسين (عليهما السّلام) أن يخرجا لزيارة قبر جدّهما ولا يشاهدا وفاتها ، وألقت عليهما وعلى بنتها زينب نظرة الوداع ، وقلبها الزاكي يذوب ألماً وحزناً ، وخرج الحسنان وقد هاما في تيارات من الهواجس ، وأحسّا ببوادر مخيفة أغرقتهما بالهموم والأحزان . 
والتفتت وديعة النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أسماء بنت عميس ، وكانت تتولّى تمريضها وخدمتها ، فقالت لها : يا اُمّاه . 
ـ نعم يا حبيبة رسول الله . 
ـ اسكبي لي غسلاً . 
فسارعت أسماء وأتتها بالماء ، فاغتسلت فيه ، وقالت لها : ايتيني بثيابي الجدد ، فأحضرتها لها ، وقالت لها : اجعلي فراشي في وسط البيت . 
وذعرت أسماء ، وعلمت أنّ الموت قد دنا من وديعة النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وصنعت لها ما أرادت ، فاضطجعت في فراشها ، واستقبلت القبلة ، ونادت أسماء قائلة بصوت خافت : يا اُمّاه ، إنّي مقبوضة الآن ، وقد تطهّرت فلا يكشفني أحد . 
وأخذت تتلو آيات القرآن الكريم حتّى صعدت روحها الطاهرة إلى الله تحفّها ملائكة الرحمن ، ويستقبلها أبوها التي كرهت الحياة من بعده . 
لقد سمت تلك الروح إلى جنان الخلد فأشرقت الآخرة بقدومها ، وأظلمت الأرض لفقدها ، فما أضلّت سماء الدنيا مثلها في قداستها وطهرها ، وقد انقطع بموتها آخر مَنْ كان في الدنيا من نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . 
وكانت زينب إلى جانب اُمّها ، وقد رأتها جثة هامدة قد انقطعت عنها الحياة ، فذابت أسى ، وعجّت بالبكاء والعويل . 
وقفل الحسنان (عليهما السّلام) من مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى الدار فلم يجدا اُمّهما فيها ، فبادرا يسألان أسماء قائلين : أين اُمّنا ؟ . 
فأجابتهما ، وهي غارقة في البكاء قائلة : يا سيّدي ، إنّ اُمّكما قد ماتت ، فأخبرا بذلك أباكما . 
وكانت هذه المفاجأة كالصاعقة ، فهرعا إلى جثمان اُمّهما ، فوقع عليها الحسن (عليه السّلام) وهو يقول : يا اُمّاه ، كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني . وألقى الحسين (عليه السّلام) بنفسه عليها وهو يعجّ بالبكاء قائلاً : يا اُمّاه ، أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن ينصدع قلبي . 
وأخذت أسماء توسعهما تقبيلاً ، وتواسيهما بمصابهما الأليم ، وطلبت منهما أن يُخبرا أباهما بموت سيّدة النساء ، وسارعا نحو مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد علا صوتهما بالبكاء ، فاستقبلهما المسلمون قائلين : ما يبكيكما يا بني رسول الله ، لعلّكما نظرتما قبر جدكما فبكيتما ؟ 
فأجابا : أوَ ليس قد ماتت اُمّنا فاطمة ! . 
وهزّ النبأ المؤلم مشاعرهم ؛ فقد ندموا على تقصيرهم تجاه بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛ فقد ماتت وهي ساخطة عليهم ؛ لأنّهم لم يحفظوا مكانتها من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . 
ولمّا علم الإمام (عليه السّلام) بموت الصدّيقة تصدّع قلبه ، وودّ مفارقة الحياة ، ورفع صوته 
قائلاً : بمَنْ العزاء يا بنت محمّد ؟ كنتُ بكِ أتعزّى ، ففيم العزاء من بعدك ؟! . 
وخفّ مسرعاً نحو البيت وهو يذرف أحرّ الدموع ، وألقى نظرة على جثمان حبيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو يقول : 
لكلّ اجتماعٍ من خليلينِ فرقةٌ ... وكلّ الذي دونَ الفراقِ قليلُ
وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ ... دليلٌ على أن لا يدومَ خليلُ

وكانت العقيلة زينب إلى جانبها اُمّها وهي تعجّ بالبكاء ، قد ذاب قلبها ؛ فقد فقدت جميع آمالها ، وليس شيء أوجع على الطفل من فراق اُمّه . 
وهرع الناس من كلّ صوب نحو بيت الإمام ، وقد ساد فيهم وجوم رهيب ، وعهد الإمام (عليه السّلام) إلى سلمان الفارسي أن يخبر الجماهير بأنّ مواراة جثمان بضعة الرسول قد اُجّل هذه العشية ، فقفلوا إلى منازلهم . 
وأقبلت عائشة وهي تريد الدخول إلى بيت الإمام (عليه السّلام) لتشاهد جثمان حبيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فحجبتها أسماء ومنعتها من الدخول قائلة : قد عهدت إليّ أن لا يدخل عليها أحد . 
ولمّا مضى شطر من الليل قام الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فغسّل الجسد الطاهر ، ومعه الحسنان (عليهما السّلام) ، وأسماء ، وزينب وهي تنظر إلى جثمان اُمّها وقد نخب الحزن قلبها ، وتبكي عليها كأقسى وأمرّ ما يكون البكاء . 
وبعد الفراغ من الغسل أدرجها في أكفانها ، ودعا بأطفالها الذين لم ينتهلوا من حنان اُمّهم ؛ ليلقوا عليها نظرة الوداع ، فألقوا بنفوسهم على جثمان اُمّهم وهم يوسعونها تقبيلاً ، وقد مادت الأرض من كثرة صراخهم وبكائهم ، وبعد انتهائهم من الوداع عقد الإمام (عليه السّلام) عليها الرداء ، ولمّا حلّ الهزيع الأخير من الليل قام فصلّى على الجسد الطيب ، وعهد إلى مَنْ كان معه من خلّص صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أمثال سلمان الفارسي وبني هاشم فحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه الأخير ، وأودعها في قبرها ، وأهال عليها التراب ، وعفى موضع قبرها ؛ ليكون دليلاً حاسماً على غضبها ونقمتها على مَنْ غصب حقّها .
ووقف الإمام الثاكل الحزين على حافة القبر وهو يروي ثراه بدموع عينيه ، وقد طافت به موجات من الحزن والألم القاسي ، فأخذ يؤبّن زهراء الرسول بهذه الكلمات التي تحكي لوعته وأساه على هذا الرزء القاصم ، وقد وجّه خطابه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعزّيه قائلاً : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، السريعة اللحاق بك . 
قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورقّ عنها تجلّدي ، إلاّ أنّ في التأسّي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزٍّ ؛ فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون . 
لقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة ؛ أمّا حزني فسرمد ، وأمّا ليلي فمسهّد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ، وستنبئك ابنتك بتضافر اُمّتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر ، والسلام عليكما سلام مودّعٍ لا قالٍ ولا سئم ؛ فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن اُقم فلا عن سوء ظنٍ بما وعد الله الصابرين . 
وحكت هذه الكلمات الحزن العميق والألم الممض الذي في نفس الإمام (عليه السّلام) ؛ فقد أعلن شكواه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على ما مُنيت به حبيبته من الخطوب والنكبات ، ويطلب منه أن يلحّ في السؤال منها لتخبره بما جرى عليها من الظلم في الفترة القصيرة التي عاشتها بعده . 
كما أعلن الإمام عن أساه وشجاه على فقده لبضعة الرسول ، فهو في حزن دائم وليل مسهّد ، لا تنطفئ عنه نار اللوعة عليها حتّى يلتحق إلى جوار الله ، وإنّه إذ ينصرف عن قبرها المقدّس فليس ذلك عن سأم ولا عن ملالة وكراهية ، ولكن استجابة لتعاليم الإسلام الآمرة بالخلود إلى الصبر ، ولولا ذلك لأقام عنده ولا يريم عنه . 
وعاد الإمام إلى داره بعد أن وارى جثمان سيّدة نساء العالمين في مثواها الأخير ، وقد نخب الحزن فؤاده ينظر إلى أطفاله وهم يبكون اُمّهم أمرّ البكاء ، وأشجاه خصوصاً العقيلة زينب فكادت تندب اُمّها بذوب روحها تبكي عليها صباحاً ومساءً قد خلدت إلى الأسى والحزن . 
لقد قطعت عقيلة بني هاشم دور طفولتها الحزينة وقد طافت بها الآلام القاسية والرزايا الموجعة ؛ فقد فقدت جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي كان يفيض عليها بعطفه وحنانه ، ولم تمض بعد وفاته إلاّ أيام يسيرة حتّى فقدت اُمّها الرؤوم التي عاشت في هذه الدنيا وعمرها كعمر الزهور ، وفاجأها الموت وهي في شبابها الغضّ الأهاب ؛ فقد صُبّت عليها الكوارث والمصائب ، والتي كان من أقساها جحد القوم لحقّها ، وإجماعهم على هضمها وهي ابنة نبيّهم الذي برّ بدينهم ودنياهم . 
لقد وعت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وهي في سنّها الباكر الأهداف الأساسية التي دعت القوم إلى هضم اُمّها وجحد حقوقها وإقصاء أبيها عن قيادة الاُمّة ، كلّ ذلك طمعاً بالحكم والظفر بالإمرة والسلطان . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.