المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

الحدود الطيفية والطاقة
6-2-2022
مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب المشمش
2023-10-31
grinding (n.)
2023-09-15
Physical properties of the group 13 elements
24-1-2018
الطهي Opsonization
10-6-2019
الانتروبي للعمليات الانعكاسية واللاانعكاسية
1-3-2016


مرثية الشيخ محمّد حسين الإصفهاني في حضرة العباس  
  
4378   03:28 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص359-365.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 2703
التاريخ: 7-8-2017 2791
التاريخ: 7-8-2017 2625
التاريخ: 19-8-2017 2854

للعلاّمة الشيخ محمّد حسين الإصفهاني (قدس سره) المتوفّى سنة 1361 هـ ذي الحجّة:
أبو الإباء وابن بجدة اللقا ... رقى من العلياء خير مرتقى
ذاك أبو الفضل أخو المعالي ... سلالة الجلال والجمال
شبل علي ليث غابة القدم ... ومن يشابه أبه فما ظلم
صنو الكريمين سليلي الهدى ... علماً وحلماً شرفاً وسؤددا
وهو الزكي في مدارج الكرم ... هو الشهيد في معارج الهمم
وارث من حاز مواريث الرسل ... أبو العقول والنفوس والمثل
وكيف لا وذاته القدسيّة ... مجموعة الفضائل النفسيّة
عليه أفلاك المعالي دائرة ... فإنّه قطب محيط الدائرة
له من العلياء والمآثر ... ما جلّ أن يخطر في الخواطر
وكيف وهو في علوّ المنزلة ... كالروح من نقطة باء البسملة
وهو قوام مصحف الشهادة ... تمّت به دائرة السعادة
وهو لكلّ شدّة ملمّة ... فإنّه عنقاء قاف الهمّة
وهو حليف الحقّ والحقيقة ... والفرد في الخلقة والخليقة
وقد تجلّى بالجمال الباهر ... حتّى بدا سرّ الوجود الزاهر
غُرّته الغرّاء في الظهور ... تكاد أن تغلب نور الطور
رقى سماء المجد والفخار ... بالحقّ يدعى قمر الأقمار
بل في سماء عالم الأسماء ... كالقمر البازغ في السماء
بل عالم التكوين من شعاعه ... جلّ جلال اللّه في إبداعه
سرّ أبيه وهو سرّ الباري ... مليك عرش عالم الأسرار
أبوه عين اللّه وهو نورها ... به الهداية استناء طورها
فإنّه إنسان عين المعرفة ... مرآتها لكلّ اسم وصفة
ليس يد اللّه سوى أبيه ... وقدرة اللّه تجلّت فيه
فهو يد اللّه وهذا ساعده ... تغنيك عن إثباته مشاهده
فلا سوى أبيه للّه يد ... ولا سواه لأبيه عضد
له اليد البيضاء في الكفاح ... وكيف وهو مالك الأرواح
يمثّل الكرّار في كرّاته ... بل في المعاني الغرّ من صفاته
صولته عند النزال صولته ... لولا الغلوّ قلت جلّت قدرته
هو المحيط في تجوّلاته ... ونقطة المركز في ثباته
سطوته لولا القضاء الجاري ... تقضي على العالم بالبوار
وواسم المنون حدّ مفرده ... والفرق بين الجمع من ضرب يده
بارقة صاعقة العذاب ... بارقة تذهب باللباب
بارقة تحصد في الرؤوس ... تزهق بالأرواح والنفوس
واسى أخاه حين لا مواسي ... في موقف يزلزل الرواسي
بعزمة تكاد تسبق القضا ... وسطوة تملأبالرعب الفضا
دافع عن سبط نبيّ الرحمة ... بهمّة ما فوقها من همّة
بهمّة من فوق هامة الفلك ... ولا ينالها نبيّ أو ملك
واستعرض الصفوف واستطالا ... على العدا ونكّس الأبطالا
لفّ جيوشَ البغي والفساد ... بنشر روح العدل والرشاد
كرّ عليهم كرّة الكرّار ... أوردهم بالسيف ورد النار
آثر بالماء أخاه الضامي ... حتّى غدا معترض السهام
ولا يهمّه السهام حاشا ... من همّه سقاية العطاشى
فجاد باليمين والشمال ... لنصرة الدين وحفظ الآل
قام بحمل راية التوحيد ... حتّى هوى من عمد الحديد
والدين لمّا قطعت يداه ... تقطّعت من بعده عراه
وانطمست من بعده أعلامه ... مذ فقدت عميدها قوامه
وانصدعت مهجة سيّد البشر ... لقتله وظهر سبطه انكسر
وبان الإنكسار في جبينه ... فانكدت الجبال من حنينه
وكيف لا وهو جمال بهجته ... وفي محياه سرور مهجته
كافل أهله وساقى صبيته ... وحامل اللوا بعالي همّته
واحدة لكنّه كلّ القوى ... وليث غابة بطفّ نينوى
ناح على أخيه نوح الثكلى ... بل النبيّ في الرفيق الأعلى
وانشقّت السما وأمطرت دما ... فما أجلّ رزأه وأعظما
بكاه كالهطال حزناً والده ... وكيف لا وبان منه ساعده
بكاه صنوه الزكي المجتبى ... وكيف لا ونور عينه خبا
ناحت بنات الوحي والتنزيل ... عليه مذ أمست بلا كفيل
ناحت عليه الحور في قصورها ... لنوح آل البيت في خدورها
ناحت عليه زمر الأملاك ... مذ ناحت العقائل الزواكي
فمَن لتلك الخفرات الطاهرة ... مذ سبيت حسرى القناع سافرة
أين ربيب المجد أمّاً وأباً ... عن أخواته وهنّ في السبا
وأين عن ودائع النبوّة ... ممثّل الغيرة والفتوّة
وأين عنها ربّ أرباب الإبا ... إذ هجم الخيل عنهن الخبا
فأصبحت نهباً لكلّ مارق ... مسوّدة المتون والعواتق
فيها اشتفى العدوّ من ضغائنه ... فأين حامي الظعن عن ظعائنه
أين فتى الفتيان يوم الملحمة ... عن فتياته بأيدي الظلمة
فليته يرى بعين الباري ... عزائز اللّه على الأكوار
يهدي بها من بلد إلى بلد ... وهنّ في أعظم كرب وكمد

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.