١ ‏. حشره في الزاوية وألقى القبض عليه .

٢ ‏. حشر في الزاوية ولم يستطع الانكار .

‏في بعض الأحيان، الجملة الواحدة تتعدد معانيها حسب الموقف الذى تقال فيه. مثلاً، في الجملة الأولى، الحشر في الزاوية حقيقي بالمعنى ‏الحرفي: كان الشرطي يطارده حتى حشره في زاوية، مما مكنه من إلقاء القبض عليه. في الجملة الثانية، لم تكن هناك مطاردة ولا زاوية ولا حشر بالمعنى الحرفي، بل كان هناك نقاش، فسئل صاحبنا سؤالا أو ووجه بحجة جعلته لا يستطيع أن يناور أكثر فضاقت به السبل واعترف.

‏إذا، المعنى في الجملة الأولى معنى حرفي، والمعنى في الجملة الثانية مجازي. وينطبق المعنى المجازي على معظم الأمثال المستخدمة في كل اللغات. مثال ذلك :

٣ ‏. في الصيف ضيعت اللبن .

٤ ‏. يداك اوكتا و فوك نفخ .

٥ ‏. عصفور في اليد خير من عشرة ‏على الشجرة .

6‏. من زرع حصد .

‏ولا شك أن المثل كان ذا معنى حرفي أول ما نشأ؛ كان الموقف مطابقا للمعنى الحرفي في يوم ما، فقيلت الجملة مثلما تتال أية جملة. فقد حدث فعلا ذات يوم أن رجلا نفخ قربة أو عجلا واستعان به لقطع نهر لأنه لا

ص17

‏يتقن السباحة، فإنفلت رباط القربة وكاد الرجل أن يغرق لولا أن أنقذه آخر . فقال المنقذ للرجل ملقيا كامل اللوم عليه : "إنك أنت الذي نفخت القربة وأنت الذي ربطتها." يقصد أن يتول له إنه وحده الذي يتحمل المسؤولية الكاملة لما حدثا له. حينئذ، حملت الجملة معناها الحرفي. بعدئذ، صارت الجملة تقال لتعني أن المخاطب هو المسؤول عما حدث له، وصارت تقال في كل حالة يكون فيها المخاطب هو المتضرر من أفعاله هو دون أن تكون هناك قربة أو نفخ أو ربط .

‏والأمثلة الأخرى ( ٣ ‏، ٥ ‏، ٦ ‏) تستعمل مجازيا. فالمثل الأول يستخدم دون صيف ولا لبن. والثالث يستخدم دون عصافير ولا أشجار. والرابع يستخدم دون زراعة أو حصاد.

ص18