أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
4520
التاريخ: 2-7-2017
3835
التاريخ: 5-11-2015
3773
التاريخ: 23-5-2017
2976
|
قدم على رسول الله (صلّى الله وآله وسلّم) وفد نجران فيهم بضعة عشر رجلاً من أشرافهم، وثلاثة نفر يتولّون اُمورهم: العاقب وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلاّ عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح، والسيّد وهو ثمالهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة الاُسقف وهو حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم له فيهم شرف ومنزلة، وكانت ملوك الروم قد بنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من علمه واجتهاده في دينهم فلمّا وجّهوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) جلس أبو حارثة على بغلة وإلى جنبه أخ له يقال له: كرز ـ أو بشرـ بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال كرز: تعس الأبعد ـ يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست؛ قال له ولم يا أخ؟ فقال: والله إنّه للنبيّ الذي كنّا ننتظر؛ فقال كرز: فما يمنعك أن تتّبعه؟ فقال: ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرّفونا وموّلونا وأكرمونا، وقد أبوا إلاّ خلافه، ولو فعلت نزعوا منّا كلّ ما ترى.
فأضمر عليها منه أخوه كرز حتّى أسلم ثمّ مرّ يضرب راحلته ويقول:
إليك تعدو قلقاً وضينها * معترضاً في بطنها جنينها
مخالفاً دين النصارى دينها
فلمّا قدم على النبيّ (صلى الله عليه وآله)؛ قال: فقدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقت العصر وفي لباسهم الديباج وثياب الحبرة على هيئة لم يقدم بها أحد من العرب، فقال أبو بكر: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله لو لبست حلّتك التي أهداها لك قيصر فرأوك فيها؛ قال: ثمّ أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسلّموا عليه فلم يردّ عليهم السلام ولم يكلّمهم، فانطلقوا يتتبّعون عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف ـ وكانا معرفة لهم ـ فوجدوهما في مجلس من المهاجرين، فقالوا: إنّ نبيّكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له، فأتيناه فسلّمنا عليه فلم يردّ سلامنا ولم يكلّمنا، فما الرأي؟ فقالا لعليّ بن أبي طالب: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ قال: «أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ثمّ يعودون إليه» ففعلوا ذلك فسلّموا فردّ عليهم سلامهم، ثمّ قال: «والذي بعثني بالحقّ، لقد أتوني المرّة الاُولى وأنّ إبليس لمعهم» ثمّ سائلوه ودارسوه يومهم، وقال الاُسقف: ما تقول في السيّد المسيح يا محمّد؟ قال: «هو عبد الله ورسوله»؛ قال: بل كذا وكذا، فقال (صلى الله عليه وآله) : بل هو كذا وكذا، فترادّا، فنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صدر سورة آل عمران نحو من سبعين آية تتبع بعضها بعضاً، فيما أنزل الله {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 59 - 61] .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|