أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
4931
التاريخ: 9-06-2015
4782
التاريخ: 26-09-2014
5172
التاريخ: 2023-06-30
1351
|
قال الشيخ محمد عبده : « الصديقون هم الذين زكت فطرتهم ، حتى أنهم يميزون بين الحق والباطل ، والخير والشر بمجرد عروضه عليهم » .
وهذا القول قريب من قول الصوفية بأن الإنسان إذا جاهد نفسه وروّضها أدركت الحق تلقائيا من غير تعلم .
والأليق بالواقع أن نفسر الصديقين بالأئمة المعصومين الكاملين في أنفسهم المكلمين لغيرهم ، لأن اللَّه سبحانه قد جعلهم في المرتبة الثانية من النبيين بلا فاصل ، وهذه المرتبة لن تكون أبدا لمن يجوز عليه الخطأ ، لان من جاز عليه الخطأ لا يكون مكملا لغيره كمالا حقيقيا ، بل يحتاج إلى كامل حقيقي يرده عن خطأه ، وهذا الكامل هو المعصوم ، وبتعبير ثان ان الصادق على نوعين :
الأول أن لا يتعمد الكذب ، ولكن يجوز عليه الخطأ والاشتباه ، كمن يخبر بشيء ، وهو يؤمن بصدق ما أخبر ، ثم يتبين ان خبره غير مطابق للواقع ، فيكون هو صادقا في قصده ، وخبره كاذبا . . وهذا كثيرا ما يحدث .
النوع الثاني : ان لا يتعمد الكذب ، ولا يجوز عليه الخطأ ، بحيث لا يخالف قوله الواقع بحال ، وهذا هو المراد بالصديقين ، وبأولي الأمر في الآية 59 من هذه السورة ، وعند تفسير هذه الآية ، فقرة « من هم أولو الأمر » ذكرنا الدليل من الكتاب والسنة على ان أهل البيت ( عليه السلام ) معصومون لا يجوز عليهم الخطأ والاشتباه . وعلى هذا يكون المراد بالصديقين في الآية 69 : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } ، وأولي الأمر في الآية 59 : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} هم أهل البيت .
وأيضا قال الشيخ محمد عبده : « ان المراد بالشهداء هنا أهل العدل والانصاف الذين يؤيدون الحق بالشهادة لأهله بأنهم محقون ، ويشهدون على أهل الباطل بأنهم مبطلون » .
وهذا تأويل لظاهر اللفظ من غير دليل . فان المفهوم من الشهداء انهم الذين قتلوا في سبيل اللَّه والحق . . أجل ، جاء في الحديث ان مداد العلماء كدماء الشهداء ، وان من مات دون ماله ، أو تمنى الاستشهاد في سبيل الحق مات شهيدا ، أي له ثواب الشهيد . وبديهة ان الشهيد شيء ، ومن له منزلته شيء آخر .
أما الصالحون فهم الذين صلحت عقائدهم وأعمالهم ، قال الإمام علي (عليه السلام ) :
بالأيمان يستدل على الصالحات ، وبالصالحات يستدل على الايمان » . وليس من شك ان المعرفة بحلال اللَّه وحرامه اجتهادا أو تقليدا شرط أساسي في الصلاح ، لأن الجهل يفسد الاعتقاد والعمل .
{ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ} [النساء: 70] . أجل ، ان مرضاة اللَّه ، ورفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هي السعادة الحقة ، والفضل الدائم ، لا هذا المتاع الزائل .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|